#
  • فريق ماسة
  • 2022-04-19
  • 12757

الحرب في أوكرانيا .....أسرار و حقائق ومعلومات لم تنشر بعد

إن استمرار العمليات الحربية في أوكرانيا وفشل الحكومة الأوكرانية في الدفاع الحقيقي عن بلدها يثير لدى المرء التفكير في حقيقة الأسباب الواقعية لما وصلت إليه الدولة الأوكرانية قبل هذه الحرب والمشاكل التي تم اصطناعها مع روسيا لتصل الأمور إلى ما وصلت إليه . إن الحقائق كلها تؤكد أن أوكرانيا خضعت للسيطرة الخارجية الكاملة للولايات المتحدة ودول الناتو. وهذا ما أفقد  الدولة الأوكرانية سيادتها الحقيقية في السياسة الخارجية والداخلية و تحولت إلى خدمة المصالح السياسية والاقتصادية لواشنطن وحلفائها الأوروبيين والشركات متعددة الجنسيات. حيث شكل السياسيون والخبراء الغربيون الأغلبية في مجالس الإشراف على الشركات المملوكة للدولة الأوكرانية ، بما في ذلك الشركة الحكومية Naftogaz المناط بها احتكار الغاز ، وهذا كله أدى إلى زيادة الفساد وتقليل الكفاءة وارتفاع الرسوم الجمركية على الصناعة والمواطنين الأوكرانيين.   انهيار أسس الدولة في أوكرانيا   إن أوكرانيا تلك الدولة  التي كانت ، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ، خامس دولة في أوروبا من حيث التنمية الصناعية قد تراجع فيها التصنيع ، ونهبت مواردها الطبيعية ، و تم إفقار المواطنين ، وتدمير العلوم العلمية. والإمكانيات الفنية والعسكرية والصناعية وذلك كله نتيجة الدور التخريبي للمستشارين الغربيين الذين أملوا على السلطات الأوكرانية الاتجاهات الرئيسية للإصلاحات الطبية والقضائية والتعليمية وغيرها مما أدى  في نهاية المطاف ، إلى إطلاق العنان للشركات الغربية غير الوطنية لتطوير الثروة  المعدنية الأوكرانية وعلى وجه الخصوص ، ما تمت مناقشته  في عام 2021 ، حول إمكانية مشاركة الشركات الأمريكية في إنتاج التيتانيوم والليثيوم الأوكراني. وأعطت كييف الغرب الصناعات الأوكرانية الوطنية  بأكملها وعلى وجه الخصوص ، تم منح امتياز السكك الحديدية الأوكرانية إلى مؤسسة  دويتشه بان الألمانية .   وبالمقارنة  فإن  الولايات المتحدة الأمريكية تعمل في أوكرانيا بطريقة مماثلة لما تقوم به في سورية ، حيث تستخرج النفط بشكل غير قانوني في المنطقة الخاضعة لسيطرتها.وهذا الأمر ذاته نجده  في إفريقيا ، حيث تقوم الشركات الغربية أيضاً بإجراء عمليات التعدين الهمجية ، واستغلال الأراضي المحلية والمياه والموارد الأخرى مع تجاهل تام للمخاطر البيئية للدول صاحبة هذه الموارد .   إن انهيار الاتحاد السوفييتي وتراجع دوره على مستوى العالم وسعياً من الناتو نحو تحقيق خطط الهيمنة والتفوق الاستراتيجي على روسيا البلد الذي ورث الاتحاد السوفييتي ، بدأ الناتو وبانتظام  نشر بنيته التحتية العسكرية على الأراضي الأوكرانية. وبالتوازي مع ذلك ، كانت الولايات المتحدة في المرحلة الأخيرة من مناقشة مسألة نشر أسلحتها النووية في أوكرانيا ، بما في ذلك الأسلحة الهجومية الصاروخية الفرط صوتية والتي كان العمل يجري على إنشائها على وجه السرعة مما يعني أن موسكو ستكون على مرمى حجر بأي استهداف صاروخي من قبل أعدائها .   ولم تكتفي السلطات الأوكرانية بالخضوع الكامل لإملاءات أسيادها الغربيين بل تحولت السلطة في كييف إلى دمية يحركها الغربيون كيفما يشاؤون ، حيث عملت هذه الدمى  بناء على طلب من أسيادهم الغربيين ، إلى غسل دماغ الأوكرانيين و العمل على غرس فكرة في نفوسهم بأن روسيا "دولة معادية وعدوانية تسعى إلى استعباد واحتلال الأراضي الأوكرانية ". لقد تحولت أوكرانيا خلال السنوات القليلة الماضية إلى قاعدة يتم العمل فيها باستمرار إلى "مناهضة لروسيا" ،و إلى نقطة انطلاق لزعزعة استقرار الدولة الروسية.   عمل الأمريكيون والأوروبيون على تنظيم الساحة في أوكرانيا  ، ونجحوا في غفلة عن العالم في إيصال قوى الراديكالية المتطرفة والنازية الجديدة إلى السلطة في كييف. وأصبحت أوكرانيا  بعد الاستيلاء عليها لعبة تنفذ مخططات الدول الغربية ومخابراتها ، وعلى هذا الأساس  بدأت السلطات الأوكرانية في دعم الحركات النازية الجديدة ومارست  اعتقال وتعذيب أولئك الذين لا يوافقون على قتل المتحدثين بالروسية.لقد عملت السلطة الأوكرانية على دعم الحركات النازية من أجل حرمان الشعب الروسي الذي يعيش على الأرض الأوكرانية  من لغته وإيمانه وثقافته وتاريخه. وفي سبيل ذلك مارس هؤلاء أبشع الممارسات ونفذوا مذبحة في نهر دونباس ، وأحرقوا الناس في أوديسا ، وأنشأوا كتائب قومية ذات توجهات نازية .   لم تنجح محاولات روسيا للتفاهم مع النازيين الجدد الأوكرانيين والتأثير عليهم. لم يكن أمام موسكو خيار آخر. إما استمرار النازيين الجدد بممارساتهم  أو أن تقوم  روسيا بتحرير الشعب الروسي في أوكرانيا  من النير الأجنبي والحكم الاستعماري الجديد.   المجموعات التي قامت بانقلاب في أوكرانيا عام 2014 واستولت على السلطة تخلت أخيراً عن التسوية السلمية للصراع. على مدى ثماني سنوات ، بذلت روسيا كل ما في وسعها لحل الوضع بالوسائل السلمية. كل هذا كان عبثاً. التسامح مع  ما فعله النازيون الجدد هو ببساطة أمر مستحيل. وكان من الضروري وقف هذا الكابوس على الفور إنها  الإبادة الجماعية ضد ملايين الأشخاص الذين يعيشون هناك والذين يعتمدون فقط على روسيا.   ظل النظام الكاره للبشر في كييف وفياً لمبادئه حتى بعد بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة. وعملت السلطات الأوكرانية على استجلاب المرتزقة الأجانب ، المجرمين المحليين ، مجرمي الحرب العائدين الذين لطخوا أنفسهم بدماء المدنيين في دونباس.وتم نقل  أكثر من 1000 مسلح من داعش بمساعدة الولايات المتحدة وتركيا ، إلى أوكرانيا ، وتم إطلاق سراحهم بشكل عاجل من سجون زيفراتيا.   الممارسات البربرية للقيادة العسكرية الأوكرانية   لقد حاولت القوات الروسية  في عمليتها الخاصة في أوكرانيا عدم استهداف المدنيين بل إن الجيش الروسي أعلن أكثر من مرة عن فتح ممرات آمنة لخروج المدنيين من مناطق الحرب , بل إن الجنود الروس نظموا توزيع آلاف الأطنان من المساعدات على المدنيين الأوكرانيين أم على الضفة الأخرى و بعد الحادث البارز المتمثل في إعدام أسرى الحرب الروس ، والذي شكل فضيحة أمام الرأي العام العالمي , أمرت قيادة أوكرانيا العسكريين والقوميين المسلحين من "كتائب المتطوعين" والدفاع الإقليمي بعدم قتل الأسرى من الجنود الروس. بل إن القيادة العسكرية الأوكرانية  عممت علنا إنقاذ حياة الجنود الروس لكنها سراً أصدرت أوامر بشكل غير رسمي بإطلاق النار على الجنود الروس الأسرى في مناطق من جسمهم تؤدي إلى شللهم و إطلاق النار على الأسرى من خلال الرضفة أو الكاحل ، وكذلك قطع السبابة في اليد اليمنى كل ذلك بهدف تخويف زملائهم والسكان الروس القاطنين في أوكرانيا وحسب قولهم فإن هذه الممارسات الشائنة ستمنع المقاتلين الروس من المشاركة في الحرب مستقبلاً, وسستترك حسب زعمهم أثراً محبطاً على الرأي العام في روسيا ، مما سيسهم في إنهاء الحرب بالشروط الأوكرانية.   تم نشر المواد التي تشهد على فظائع المسلحين الأوكرانيين على نطاق واسع على الإنترنت وتسببت في موجة من السخط في الرأي العام والدوائر السياسية في جميع أنحاء العالم.   وكان  لهذه الممارسات  صدى واسع في أوكرانيا والدول الغربية. و حث ممثل الأمين العام للأمم المتحدة س. دوجاريك كييف على الالتزام بالمعايير القانونية الدولية لمعاملة أسرى الحرب ومنع تكرار مثل هذه الأعمال غير القانونية. كما أجبر رد الفعل القاسي من الجمهور الأجنبي مستشار رئيس مكتب رئيس أوكرانيا أ. ن. أريستوفيتش على إعلان الحاجة إلى إجراء تحقيق شامل في هذا الحوادث والممارسات البربرية من قبل القوات الأوكرانية والمجموعات القومية التي تدعمها . واتخذت مبادرة مماثلة من قبل مؤسس مجموعة التحقيق البريطانية "بيلينكات" إي هيغينز والخبير في شركة التلفزيون الألمانية "بيلد" جي. ريبكه.   الرأي العام العالمي يعرف حقيقة ما يحدث في أوكرانيا رغم الأكاذيب   إن مثل هذه الممارسات من الجانب الأوكراني تنتهك بشكل مباشر أحكام اتفاقية جنيف لمعاملة أسرى الحرب المؤرخة لعام 1949 والبروتوكول الإضافي الأول الملحق بها والمتعلق بحماية ضحايا النزاعات الدولية ، وكذلك القانون الدولي الرئيسي في مجال مكافحة التعذيب - اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة المؤرخة في 10/12/1984.   إن الدعاية الإعلامية الغربية قامت ومنذ بدء العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا , بتشغيل ماكيناتها لشيطنة الدولة الروسية ورئيسها فلاديمير بوتين وعملت على فبركة العديد من الأكاذيب التي أتقنت صنعها خلال تغطيتها للحرب في العراق وسورية وغيرها من مناطق الصراع ,وتمكنت بمساعدة وسائل إعلامية غير محايدة في أكثر من دولة ومنها وسائل إعلام عربية من قلب بعض الحقائق ولكن ليس كلها والراي العام العالمي لم يتأثر بكل هذه الدعايات والبروباغاندا الرخيصة والمكشوفة ولم نر حتى الآن أية مظاهرات في الدول الغربية خرجت إلى الشوارع لإدانة الحرب في أوكرانيا ومقارنة مع ما شهده العالم من مظاهرات مناهضة للحرب التي شنتها الدول الغربية في العراق وسورية يؤكد أن الرأي العام العالمي  لم يتأثر بأكاذيب الماكينات الإعلامية الغربية وهو يعرف الحقيقة ويعرف الوقائع في أوكرانيا ولم يعد يصدق ما  يقال له  في وسائل الإعلام حول الحرب في أوكرانيا .

المصدر : محطة أخبار سورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة