دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
يقول الناطق باسم
الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، "قمة الديمقراطية" المقرر عقدها يومي
التاسع والعاشر من الشهر الحالي ليست إلا محاولة أمريكية لإنشاء خطوط تقسيم جديدة،
مشيراً إلى أن موقف روسيا من هذه القمة سلبي.
بيسكوف وفي إعلان صريح
لموقف روسيا قال: " إن موسكو نقف موقفاً سلبياً بلا شك من هذه القمة، ولا تعد
إلا محاولة لإنشاء خطوط تقسيم جديدة، وأوضح بيسكوف إلى أن العالم كان يناضل في
أوائل التسعينيات من القرن الماضي من أجل إزالة وتخفيض خطوط التقسيم، لكن قادة
الولايات المتحدة يفضلون في الوقت الراهن أن ينشئوا خطوط تقسيم جديدة ويقسموا
البلدان إلى جيدة وسيئة من وجهة نظرهم، وأشار إلى أن الولايات المتحدة تحاول فرض
مفهومها للديمقراطية على دول أخرى وخصخصة هذا المصطلح، أي أن الديمقراطية (من وجهة
نظرهم) هي فقط ما يتوافق مع فهم واشنطن، ومن الواضح أنه لا يمكن ولا يجب أن يكون
كذلك، وهو ليس موجوداً حقاً.
بدوره انتقد وزير
الخارجية الروسي سيرغي لافروف، المبادرة الأمريكية لعقد القمة المذكورة في 9 و 10
من ديسمبر الحالي، ووصفها بالمثيرة للتفرقة وبأنها من المشاريع البغيضة لواشنطن
وأشار لافروف إلى أن
الغرب يسعى متعمداً لتدمير الهيكل القانوني الدولي المتمركز حول الأمم المتحدة،
ويحاول استبداله بنظام معين قائم على قواعد لا يجلب الفائدة إلا له.
مجلة ناشونال إنترست (The National Interest) الأميركية بدورها أشارت إلى أن رؤية الرئيس
جو بايدن للسياسة الخارجية على أنها منافسة بين "ديمقراطيات العالم" بقيادة
الولايات المتحدة وبين "الأنظمة الاستبدادية" بزعامة الصين وروسيا
"تأطير ساذج وخطير للعلاقات الدولية".
وذكرت المجلة في تقرير
للأكاديمي والباحث في العلاقات الدولية - ساشا غلايزر- أن هذه الرؤية هي التي تحكم
"قمة الديمقراطية" التي سيرأسها بايدن شخصياً في 9 ديسمبر/كانون الأول
الجاري، حيث ستجتمع أكثر من 100 دولة في محاولة للحد من تراجع الديمقراطية
وتعزيزها في جميع أنحاء العالم حسب زعمهم، لذلك فإن قرار إدارة بايدن بصياغة
سياستها الخارجية على أساس أيديولوجي يرتكز على قاعدة "نحن مقابل هم"
يؤكد أنها لا تريد تحقيق المصالح الأميركية الأساسية، وإنما جعل الشعب الأميركي
أقل أماناً وازدهاراً، ما يذكرنا بمقولة الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش:
"من ليس معنا فهو ضدنا" إبان غزو أفغانستان وأثناء غزو العراق.
وتتوافق مع هذا الرأي
صحيفة ((نيوز أنترناشيونال)) الباكستانية التي رأت أن ما تُسمى "قمة
الديمقراطية" والتي تقودها الولايات المتحدة تتعارض مع الروح الأساسية
للديمقراطية وتزيد من استقطاب العالم، ما يؤدي إلى ظهور تكتلات جديدة في العالم.
وأفاد رأي نشرته
الصحيفة بعنوان "قمة الديمقراطية والممارسات غير الديمقراطية للولايات المتحدة"،
"أن القمة المزعومة ليست إلا مؤشراً سيئاً، إذ أن العالم يحتاج بشدة إلى
التعاون والجهود المشتركة لمعالجة قضايا الوباء وتغير المناخ وانعدام الأمن
الغذائي والمياه والطاقة".
وأكدت أن الولايات
المتحدة لم توجه الدعوة إلا لعدد محدود من الدول والمجتمعات لحضور القمة، وأن
استبعاد الأنظمة والدول الأخرى يُظهر أنها لا تهتم بالتنوع، لتؤكد الصحيفة في ختام
رأيها أن التدخل الغربي باسم الديمقراطية دمر عدداً من البلدان، تاركاً خلفه
ملايين الناس يتضورون جوعا، كما أدى إلى مقتل مئات الآلاف من الأبرياء أثناء
عمليات ما يُسمى " فرض الديمقراطية"
وزارة الخارجية
الصينية، وقبيل القمة أصدرت في السادس من ديسمبر الحالي تقريراً على موقعها
الإلكتروني بعنوان: "حالة الديمقراطية في الولايات المتحدة" متسائلة
"ما هي الديمقراطية"؟ ويهدف التقرير بحسب وزارة الخارجية الصينية إلى
كشف أوجه القصور وإساءة استخدام الديمقراطية في الولايات المتحدة، فضلاً عن الضرر
الناجم عن تصديرها مثل هذا النموذج من الديمقراطية حسبما ذكرت وكالة شينخوا.
التقرير أكد أن
الديمقراطية قيمة مشتركة بين البشرية جمعاء، وحقاً لجميع الدول، وليست امتيازاً
مقصوراً على قلة، موضحاً أن الديمقراطية تتخذ أشكالاً مختلفة، ولا يوجد نموذج واحد
يناسب الجميع.
وذكر التقرير أنه من
المأمول أن تقوم الولايات المتحدة بتحسين نظامها وممارساتها الديمقراطية، وتغيير
طريقة تفاعلها مع الدول الأخرى. ومن غير الديمقراطي تماماً قياس الأنظمة السياسية
المتنوعة في العالم بمعيار واحد، أو فحص الحضارات السياسية المختلفة من منظور
واحد، موضحاً أن النظام السياسي لأي بلد يجب أن يقرره شعبه بشكل مستقل.
التقرير أضاف أنه
"على مدار السنين، أصبحت الديمقراطية في الولايات المتحدة معزولة ومتدهورة،
وانحرفت بشكل متزايد عن جوهرها وتصميمها الأصلي"، وتناول التقرير بالتفصيل
الانسلاخ وعلل الديمقراطية في الولايات المتحدة من ثلاثة جوانب هي: النظام المُثقل
بمشاكل عميقة الجذور، والممارسات الديمقراطية الفوضوية والمضطربة، والعواقب
الوخيمة لتصدير الولايات المتحدة لعلامتها الخاصة من الديمقراطية.
ليختم التقرير بالقول:
"إن ما هو ضروري حالياً بالنسبة للولايات المتحدة هو العمل بجدية حقيقية
لضمان الحقوق الديمقراطية لشعبها، وتحسين نظامها الديمقراطي، بدلاً من التركيز
بشكل كبير على الديمقراطية الإجرائية أو الشكلية على حساب الديمقراطية الموضوعية
ومخرجاتها ونتائجها".
ويأتي التقرير تزامناً
مع كتاب أبيض أصدره مكتب الإعلام بمجلس الدولة الصيني السبت الماضي 4/ديسمبر،
بعنوان "الصين الديمقراطية الفاعلة" وذكر الكتاب الأبيض أن الديمقراطية
قيمة مشتركة للبشرية ومثال لطالما اعتز به الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني،
وأضاف الكتاب الأبيض أن الحزب على مدار المائة عام الماضية، قاد الشعب في تحقيق
الديمقراطية الشعبية في الصين، مشيراً إلى أن الشعب الصيني الآن يمسك بيديه حق
مستقبله ومستقبل المجتمع والبلاد، وقال الكتاب الأبيض: إن مكانة الشعب بصفته سيد
البلاد هو جوهر الديمقراطية الشعبية.
المصدر :
خاص الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة