#
  • فريق ماسة
  • 2021-12-05
  • 11056

بايدن يلطخ يوم حقوق الانسان بقمة "ديمقراطية مزورة"!

        في العاشر من شهر ديسمبر/كانون أول الحالي يحتفل العالم بـ “يوم حقوق الإنسان" للتذكير بما تضمنه الميثاق العالمي لحقوق الانسان الذي صدر عام 1948، بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 217 الذي حدد للمرة الأولى حقوق الإنسان الأساسية التي يتعين حمايتها عالميا، ووضعت المنظمة الدولية هذا الإعلان معياراً ينبغي أن تستهدفه الشعوب والأمم كافة. الرئيس الأمريكي جو بايدن أراد أن يقتحم هذا اليوم بعقد قمة افتراضية أسماها "قمة الديمقراطية" دعا إليها مئة وعشر دول، هي دول ديمقراطية برأيه لكنها ليس كذلك برأي غيره، فمثلا هو دعا إسرائيل والعراق من الشرق الأوسط. صحيح أن إسرائيل تقوم بعمليات انتخابية بين الفينة والأخرى، لكنها لاتزال تحتل أراض فلسطينية وتعمل على تهجير أهلها لابل وتمارس أبشع أنواع الاضطهاد ضد الشعب الفلسطيني على مرأى من العالم أجمع إضافة إلى كل أشكال التمييز العنصري حتى ضمن المجتمع الإسرائيلي. أما العراق، فالعراق كما كنا نعرفه انتهى وتحول إلى دويلات طائفية ومليشيات متحاربة ما يعني أن الولايات المتحدة تريد تكريس هذا النموذج العراقي، صراع طائفي وعرقي مستمر، وتناحر إلى ما لا نهاية، إضافة إلى جعل العراق دولة تابعة للولايات المتحدة بكل ما تعني الكلمة من معنى. أما بالنسبة للصين فسارع بايدن لدعوة تايوان على الرغم من أن تايوان ليست دولةً في الأمم المتحدة بل هي جزء من الصين، ودعوة بايدن لها لحضور القمة تجعل دعوته مخالفةً لميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية، وحتى الاتفاقات الثنائية بين البلدين كانت أكدت على صين واحدة ومن هنا لا يمكن للصين ولغيرها أن يثقون مرة أخرى بأي التزام أمريكي. للتذكير كانت الولايات المتحدة اعترفت بجمهورية الصين الشعبية كصين واحدة وأقامت معها علاقات رسمية في عام 1979 في فترة حكم الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، لا بل نتيجة لذلك قطعت واشنطن علاقاتها الدبلوماسية مع تايبيه وأغلقت سفارتها في تايوان. ومن هنا فإن دعوة واشنطن لتايبية لحضور قمة الديمقراطية الافتراضية وتجاهل بكين يعني أن الولايات المتحدة تخلت عن اعترافها بصين واحدة، كما أنها تريد تعميم النموذج التايواني كنموذج ديمقراطي يحتذى به في المنطقة، على الرغم من أن الصين تعتبر تايوان جزءاً لا يتجزأ من السيادة الصينية لابد أن يعود يوماً مهما طال الزمن، ولو بالقوة إذا لزم الأمر. بكين لم تسكت بل أعربت عن "معارضتها الشديدة" للدعوة التي وجهها بايدن إلى تايوان للمشاركة في قمة الديمقراطية. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية تجاو ليجيان: إنه "ليس لتايوان مكانة أخرى في القانون الدولي غير مكانتها باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من الصين". روسيا وجدت نفسها أيضاً معنية بهذه القمة من خلال استبعادها كما الصين فعبرت مع الصين عن رفضها لقمة الرئيس الأمريكي جو بايدن وأعلن كل من سفيري روسيا والصين لدى الولايات المتحدة في مقال مشترك نشرته صحيفة "ناشيونال انتريست" الأمريكية، رفض عقد القمة "لأنها سوف تتسبب بمواجهات أيدلوجية تتعارض مع تطور العالم الحديث، فضلا عن خلق خطوط تقسيم جديدة تهدف إلى "التفريق" بين الدول "ودعا السفيران في المقال نفسه بعض الحكومات لعدم القلق على الديمقراطية في روسيا والصين وتركيز جهودها على شؤونها الداخلية. وكانت موسكو اتهمت واشنطن بالسعي "لخصخصة" الديمقراطية بتحضيرها لهذه القمة دون دعوة روسيا والصين، وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: "إن الولايات المتحدة تفضل وضع خطوط تقسيم جديدة، وتفريق الدول بين تلك الجيدة بحسب رأيها وأخرى سيئة". يرى مراقبون ومتابعون أن جو بايدن ومن خلال إصراره على عقد هذه القمة يريد أن يقول للعالم: إن الولايات المتحدة ما تزال هي الدولة التي تعطي صك براءة لأي دولة ولأي فرد في مجال حقوق الانسان، متناسياً ما قامت به الولايات المتحدة من حروب عبثية راح ضحيتها الملايين من البشر سواء في فيتنام وكوريا وأفغانستان وليس بعيداً في الصومال والعراق وليبيا وسورية. أما في الداخل الأمريكي فحتى لو حصل السود والملونون على حق الترشح والتصويت لكن الاضطهاد ضدهم مازال سيد الموقف ومازالت العنصرية تنخر مؤسسات الدولة الأمريكية والقائمين عليها وحادثة جورج فرويد لن ينساه العالم يوماً.      


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة