#
  • فريق ماسة
  • 2021-11-03
  • 11241

خبراء عسكريون: موسكو لن تتخلى عن «M4» في شمال سورية

ترابطت المسارات والوضع الميداني في مناطق شرق الفرات مع الملفات الإقليمية والدولية بين الدول الفاعلة بالملف السوري، ودخل الجيش العربي السوري كلاعب مهم على خط الجهود الرامية إلى تغيير خطوط التماس بإجراء مناورات عسكرية إلى جانب قوات الجو الروسية بالذخيرة الحية، انتقلت أمس من خطوط التماس مع جيش الاحتلال التركي ومرتزقته من تل تمر شمال الحسكة إلى عين عيسى بريف الرقة الشمالي. وأفادت مصادر محلية في ناحية عين عيسى، التابعة لمنطقة تل أبيض، لـ«الوطن» أن المناورات العسكرية المشتركة السورية – الروسية حطت ولأول مرة رحالها أمس في ريف تل أبيض بمحاذاة خطوط المواجهة مع جيش الاحتلال التركي وميليشيات «الجيش الوطني» التابعة له، حيث حلّقت المروحيات الروسية على علو منخفض في سماء المنطقة وسمعت أصوات الانفجارات الناجمة عن التدريبات العسكرية في تل أبيض، التي سيطر عليها النظام التركي مع رأس العين نهاية عام ٢٠١٩. وبينت المصادر أن حافلات تقل عشرات الجنود من الجيش العربي السوري وصلت اللواء ٩٣ في عين عيسى، قادمة من مدينة الطبقة بريف الرقة بعد يوم واحد من تعزيزات مماثلة قدمت إلى تل تمر تحسباً لاندلاع معارك في المنطقتين لمواجهة جيش الاحتلال التركي وميليشياته. وذكرت المصادر أن «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية المدعومة من واشنطن، استقدمت أمس تعزيزات كبيرة، قوامها أسلحة ثقيلة وراجمات صواريخ وعدد كبير من المقاتلين، إلى جبهتي تل تمر وأبو راسين شمال غرب الحسكة، ورفعت من جهوزيتها القتالية رداً على تهديدات نظام رجب طيب أردوغان الذي حشد جنوده في الجهة المقابلة قرب الشريط الحدودي. وفي تصريحات لها لـ«الوطن»، كشفت مصادر معارضة مقربة مما يسمى «الجيش الوطني» أن متزعمي الميليشيات تلقوا أمس أوامر من ضباط جيش الاحتلال التركي برفع الاستعداد والجهوزية إلى أعلى مستوى في رأس العين وتل أبيض استعداداً، فيما يبدو، لشن عملية عسكرية قد تنطلق في أي لحظة باتجاه تل تمر وعين عيسى، بينما ترددت أنباء عن عزم النظام التركي شن عدوان من تل أبيض وإعزاز، وذلك بعد يوم من لقاء زعيم أنقرة رجب طيب أردوغان بالرئيس الأميركي جو بايدن على هامش قمة العشرين في روما. خبراء عسكريون، أوضحوا في تصريحات لـ«الوطن» أن إصرار قوات الجو الروسية على إجراء مناورات وتدريبات عسكرية جوية وبرية وبالذخيرة الحية مع الجيش العربي السوري ونقلها خلال ٢٤ ساعة من تل تمر إلى عين عيسى، وفي مثل هذا التوقيت، دليل على تمسكها بالمنطقتين الإستراتيجيتين الواقعتين على عقدة طرق في طريق «M4» الحيوي الذي يربط شمال شرق البلاد بشمالها وغربها. ولفتوا إلى الدلالات العسكرية من إرسال القوات الروسية طائرات حربية من طراز سوخوي قبل أيام إلى قاعدتها العسكرية في مطار الطبقة العسكري بريف الرقة الغربي بعد تزويد مطار القامشلي بمنظومة دفاع جوي. واستبعد الخبراء أن تتخلى موسكو، ووفق رؤية ومكاسب إستراتيجية، عن أي جزء من «M4» في جزئه المار شرق الفرات بمحافظات الجزيرة السورية بدءاً من معبر ربيعة مع العراق ثم بمحاذاة مدينة القامشلي مروراً بتل تمر وعين عيسى ومنبج والباب وتادف وصولاً إلى حلب وسراقب فاللاذقية، على غرار تمسّكها بالجزء من الطريق السريع بين سراقب شرق إدلب وتل الحور بريف اللاذقية الشمالي الشرقي، بموجب «اتفاق موسكو» الروسي – التركي والموقع بين رئيسي البلدين في ٥ آذار من العام الماضي. وذكّروا بأهمية تل تمر وعين عيسى، اللتين تصلان حلب بحدود العراق مروراً بالرقة والحسكة وبفوائد «M4» العسكرية والاقتصادية، حيث من يسيطر عليه في مناطق شمال وشرق سورية يصبح بمقدوره التحكم بالتحركات العسكرية في كل اتجاه ومراقبة الإمدادات العسكرية للمناطق المختلفة، بالإضافة إلى كونه أهم شريان اقتصادي وتجاري لمحافظات شمال وشرق وغرب البلاد.

المصدر : الوطن


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة