دافع المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري باسهاب عقائدي عما سماه "رسالة سورية في العالم العربي"، مذكراً باتفاقات سايكس - بيكو التي "بترت" فلسطين والأردن ولبنان والموصل واسكندرونة وأنطاكيا وكيليكيا عن "الجسد السوري الكبير". ووصف ما يحصل في بلاده الآن بأنه "مؤامرة" و"أجندة" ترمي الى "إعادة صوغ منطقتنا" وأنه "لا وجود الآن لربيع عربي" بل "خريف عربي"، محذراً من اتفاقات جديدة هدفها "تكريس هيمنة اسرائيل في ما يسمى الشرق الأوسط الموسع". وحمل بشدة على "السجل الأسود" الأميركي، معتبراً أن "سجل سورية في حقوق الإنسان أفضل من سجل الولايات المتحدة". كما وجه انتقادات لاذعة إلى بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال، والغرب عموماً. وإذ أكد أن "خيارنا هو ألا نستسلم"، أعلن أنه "إذا فرضت علينا المواجهة، فنحن جاهزون". وشدد على أن الإضطرابات الحالية في سوريا ستنتهي "قريباً جداً" وأنه "خلال ثلاثة أو أربعة أشهر سترى سورية جديدة متعددة وديموقراطية" بفضل اصلاحات الرئيس بشار الأسد.

وبمجرد السؤال عما يحصل في بلاده، أسهب الجعفري، خلال حديث طويل إلى "النهار" في نيويورك، في عرض "صورة مركبة وذات أبعاد ثلاثية، أو رباعية أحياناً" عن الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية والسياسية في بلاده، التي "انتقلت من... اقتصاد اشتراكي إلى اقتصاد حر مع بعض الضوابط الحكومية"، في عملية "أدت إلى خضة اجتماعية". لكن هذه الحال تفاقمت "بوضع من عدم الإستقرار السياسي في المنطقة"، أدت إلى لجوء مليوني عراقي بعد غزو العراق عام 2003، إلى وجود نحو نصف مليون لاجئ فلسطيني في سورية ونصف مليون نازح سوري من الجولان المحتل، فضلاً عن "مئات آلاف  من الأخوة الأكراد الذين ليسوا سوريين في الأساس، وإنما جاؤونا من العراق وتركيا، وقد وجه السيد الرئيس أخيراً بمنحهم الجنسية". وقال: "نحن تم تدفيعنا ثمن مقاومتنا ورفضنا للإستعمار بتقطيع أوصالنا"، إذ أن "فلسطين جرح غائر في جسدنا لأنها كانت جزءاً من سوريا. الأردن، القصة نفسها. لبنان، الموضوع نفسه. اسكندرونة، الموضوع نفسه. أنطاكيا وكيليكيا، الموضوع نفسه. الموصل، الموضوع نفسه. كل هذه الأجزاء تم بترها من الجسد السوري الكبير كثمن ومقابل لرفض سورية للإستعمار"، مشيراً الى "الإتفاقات – الفضيحة" لسايكس وبيكو لعام 1916 التي "يجب أن تبقى ماثلة في أذهاننا الى يوم الساعة".

ورأى أن "هذه الاتفاقات تتكرر اليوم بشكل آخر"، من القوى الإستعمارية التي "تحاول أن تقتسم هذا الجسد العربي المريض باتفاقات جديدة" هدفها "تكريس هيمنة اسرائيل في ما يسمى الشرق الأوسط الكبير أو الموسع، الذي هو في الأساس فكرة (للرئيس الإسرائيلي) شمعون بيريس... تلقفتها الإدارة الأميركية". وعدد المشاكل الإقتصادية والإجتماعية التي أدت الى "تململ اجتماعي وعدم صبر اقتصادي". ثم تحدث عن المطالبين باصلاحات و"كان أولهم" الرئيس الأسد "في بداية حكمه". ولكن "عندما بدأ مسيرة الإصلاح، وانطلق في سورية ما يسمى ربيع دمشق، تكاتفت كل الظروف الإقليمية والدولية لعرقلة هذا المشروع الإصلاحي"، مشيراً إلى غزو العراق عام 2003 والعدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006، ثم العدوان على غزة عام 2008.

"تهييج اعلامي"

وتطرق إلى "المجموعات المسلحة التي فضلت أن تستخدم السلاح بدل أن تدخل في عملية التشاور الوطني والحوار الوطني مع الحكم" في سورية، موضحاً أنه "لا يمكن أي حكومة في العالم أن تغض النظر عن تمرد مسلح فوق أراضيها". وذكر أن "الرئيس الأسد أصدر قراراً وتوجيهاً رسمياً إلى قوات الأمن بعدم إطلاق النار على المتظاهرين السلميين". ولاحظ أنه "في أي دولة في العالم، عندما تريد أن تقوم بتظاهرة، يجب أن تطلب إذناً بذلك". وأشار غلى أن "مجموعة من الشباب البريطاني خرجت في تظاهرة غير مرخصة كانت في البداية سلمية (ثم) خرجت هذه التظاهرة عن خطها، وبدأت بالتخريب والقتل". وأضاف أن الأمر "دفع رئيس الوزراء البريطاني الى وصفهم بالعصابات والمخربين والمختلين عقلياً. وأمر بقطع الإنترنت والفايسبوك وغير ذلك. هذه كلها امور عندما تجري في بلد آخر، تتحول جريمة. عندما تقيد الحكومة السورية استخدام الإنترنت، فهذه كارثة الكوارث". وخلص إلى أن ما يحصل في سورية حالياً "هو تهييج اعلامي ومبالغة اعلامية وحرب اعلامية على سورية". وأكد أن "هناك مؤامرة أنا سميتها أجندة تستهدف إعادة صياغة منطقتنا وتحويلها من وطن عربي الى شرق أوسط موسع تكون لاسرائيل الكلمة العليا فيه".

وعن سؤال يتعلق بالصورة التي نقلها السفير الأميركي لدى دمشق روبرت فورد عندما زار مدينة حماه، أجاب: "الولايات المتحدة الأميركية... ليست مثلاً أعلى لا لنا ولا لكثير من الأمم في مضمار الحديث عن حقوق الإنسان". وقال إن "التقويم الأميركي لما يجري في سورية يجب ألا يعتد به"، ذلك أن "الولايات المتحدة عندها أجندة تجاه سورية تعمل على بنائها لبنة لبنة منذ عقود بقصد تكريس هيمنة اسرائيل على مقدرات المنطقة وقضم القضية الفلسطينية وتوطين اللاجئين الفلسطينيين في الدول المضيفة لهم". وإذ لفت إلى وجود "سبعة ملايين أميركي في سجون الولايات المتحدة"، قال: "نحن في مضمار حقوق الإنسان لدينا سجل أفضل من السجل الأميركي"، لأنه "ليس لدينا تمييز عنصري ولا تمييز طائفي. في أميركا هذا الشيء موجود". كذلك فإن "السجل الأميركي في العلاقات الدولية أسود"، لأن الأميركيين "افتروا على الفيتناميين بكذبة خليج تونكين... افتروا على كوبا بفضيحة أخرى مماثلة في خليج الخنازير... افتروا على العراق بقصة أسلحة الدمار الشامل... افتروا على ليبيا بقصة طلب منطقة حظر جوي، ثم انتقلت منطقة الحظر الجوي بقدرة قادر خارج إطار الشرعية الدولية إلى قصف يومي على مدار الساعة للمدنيين الليبيين تحت حجة وذريعة حماية المدنيين... أميركا افترت على الشعب اللبناني عندما ماطلت في الضغط على اسرائيل في مجلس الأمن في آب 2006 كي لا يتخذ قراراً بوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان".

ثم قال: "لم تتوقف مؤامرات الغرب علينا منذ أن ابتدعوا واخترعوا وانشأوا اسرائيل في فلسطين".

"خريف عربي"

أعرب عن اعتقاده أنه "لا وجود لربيع عربي" بل "خريف عربي"، لأن "الربيع العربي لا يأتي بالدماء... يجب ألا يأتي على حساب كل ما أنجزناه منذ الإستقلال حتى الآن". وسخر من تصريحات المسؤولين الأميركيين والأوروبيين عن أنهم يريدون مساعدة الشعوب للتعبير عن نفسها، مشيراً الى أن "كل من يقول لهم لا، يصبح ديكتاتوراً وينبغي اطاحته". وأكد أن "سورية ليست في مأزق"، لأنه "على رغم كل الضغط الهائل الذي تمارسه هذه القوى الإستعمارية النافذة، لم يستطيعوا أن يستصدروا من مجلس الأمن أي قرار يستهدف سورية".

وتحدث عن "تحالف بقيادة الولايات المتحدة وعضوية فرنسا وبريطانيا، القوتين الإستعماريتين القديمتين"، وألمانيا التي تسببت بكارثة للعالم في الحرب العالمية الثانية وكانت سبباً لإنشاء الأمم المتحدة، والبرتغال القوة الإستعمارية في أفريقيا... هذه الدول ليست مثلاً أعلى في العلاقات الدولية".

وشدد على أن سورية "ستكون في خطر فقط في حال واحدة، عندما ينقطع حبل الثقة بين الحكم والجماهير. وهذا الأمر لم يحصل ولن يحصل". وذكر "بالمسيرات المليونية" التي "تخرج تأييداً للرئيس الأسد". وقال إن "النموذج الحضاري في سورية الممثل بشخص الرئيس وزوجته (أسماء الأخرس) لا يريدون له أن ينجح لأنه يحظى بشقيه أو ينافس معايير الغرب من حيث الشعبية". وأفاد أن "الرئيس الأسد لا يجد غضاضة في أن يقول كلمة الحق عندما تقتضي الحال"، ولذلك "قال قبل أيام لوفد من دول ايبسا (الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا): نعم حدثت أخطاء أمنية ونحن نتعامل معها وأنشأنا محكمة للتحقيق وسنحاسب من أخطأ".

وقال أيضاً: "نحن لسنا جمهورية موز. ولسنا دولة فاشلة. ولسنا دولة تابعة. ولسنا دولة تقبل بالضغوط... لدينا خياراتنا الإستراتيجية منذ الإستقلال حتى الآن... منذ بداية الإحتلال لأراضينا، بدأت معاركنا مع هذا الغرب الإستعماري. وكان خيارنا منذ ذلك الوقت ألا نستسلم... هذا المنطق من المواجهة معنا لن ينجح". واستدرك: "نحن ندافع عن أنفسنا فقط... إذا فرضت علينا المواجهة، فنحن جاهزون". وتوقع أن تنتهي المشاكل والإضطرابات الحالية في سورية  "قريباً جداً"، بعدما "أصدر السيد الرئيس الأسد 20 مرسوماً تشريعياً اصلاحياً. صار لدينا قانون اعلام جديد وقانون أحزاب جديد وقانون انتخابات جديد... وسيكون هناك برلمان جديد منتخب ديموقراطياً عبر التعددية قريباً". و"خلال ثلاثة أو أربعة أشهر سترى سورية جديدة متعددة وديموقراطية ومن دون حرب أهلية ومن دون تدخل أجنبي". وأوضح أن "الدور السوري دوافعه قومية" لأن "سورية رسالة".

وختم بأن "الزملاء في الوفد اللبناني في الأمم المتحدة يقومون بعمل مشرف في مجلس الأمن"، لأنهم "يمثلون المصالح العربية بشكل جيد. وهناك تنسيق مستمر بيننا وبينهم".

  • فريق ماسة
  • 2011-08-21
  • 9199
  • من الأرشيف

الجعفري : سورية أفضل من أميركا في حقوق الإنسان والاضطرابات ستنتهي قريباً ونحن جاهزون للمواجهة

دافع المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري باسهاب عقائدي عما سماه "رسالة سورية في العالم العربي"، مذكراً باتفاقات سايكس - بيكو التي "بترت" فلسطين والأردن ولبنان والموصل واسكندرونة وأنطاكيا وكيليكيا عن "الجسد السوري الكبير". ووصف ما يحصل في بلاده الآن بأنه "مؤامرة" و"أجندة" ترمي الى "إعادة صوغ منطقتنا" وأنه "لا وجود الآن لربيع عربي" بل "خريف عربي"، محذراً من اتفاقات جديدة هدفها "تكريس هيمنة اسرائيل في ما يسمى الشرق الأوسط الموسع". وحمل بشدة على "السجل الأسود" الأميركي، معتبراً أن "سجل سورية في حقوق الإنسان أفضل من سجل الولايات المتحدة". كما وجه انتقادات لاذعة إلى بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال، والغرب عموماً. وإذ أكد أن "خيارنا هو ألا نستسلم"، أعلن أنه "إذا فرضت علينا المواجهة، فنحن جاهزون". وشدد على أن الإضطرابات الحالية في سوريا ستنتهي "قريباً جداً" وأنه "خلال ثلاثة أو أربعة أشهر سترى سورية جديدة متعددة وديموقراطية" بفضل اصلاحات الرئيس بشار الأسد. وبمجرد السؤال عما يحصل في بلاده، أسهب الجعفري، خلال حديث طويل إلى "النهار" في نيويورك، في عرض "صورة مركبة وذات أبعاد ثلاثية، أو رباعية أحياناً" عن الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية والسياسية في بلاده، التي "انتقلت من... اقتصاد اشتراكي إلى اقتصاد حر مع بعض الضوابط الحكومية"، في عملية "أدت إلى خضة اجتماعية". لكن هذه الحال تفاقمت "بوضع من عدم الإستقرار السياسي في المنطقة"، أدت إلى لجوء مليوني عراقي بعد غزو العراق عام 2003، إلى وجود نحو نصف مليون لاجئ فلسطيني في سورية ونصف مليون نازح سوري من الجولان المحتل، فضلاً عن "مئات آلاف  من الأخوة الأكراد الذين ليسوا سوريين في الأساس، وإنما جاؤونا من العراق وتركيا، وقد وجه السيد الرئيس أخيراً بمنحهم الجنسية". وقال: "نحن تم تدفيعنا ثمن مقاومتنا ورفضنا للإستعمار بتقطيع أوصالنا"، إذ أن "فلسطين جرح غائر في جسدنا لأنها كانت جزءاً من سوريا. الأردن، القصة نفسها. لبنان، الموضوع نفسه. اسكندرونة، الموضوع نفسه. أنطاكيا وكيليكيا، الموضوع نفسه. الموصل، الموضوع نفسه. كل هذه الأجزاء تم بترها من الجسد السوري الكبير كثمن ومقابل لرفض سورية للإستعمار"، مشيراً الى "الإتفاقات – الفضيحة" لسايكس وبيكو لعام 1916 التي "يجب أن تبقى ماثلة في أذهاننا الى يوم الساعة". ورأى أن "هذه الاتفاقات تتكرر اليوم بشكل آخر"، من القوى الإستعمارية التي "تحاول أن تقتسم هذا الجسد العربي المريض باتفاقات جديدة" هدفها "تكريس هيمنة اسرائيل في ما يسمى الشرق الأوسط الكبير أو الموسع، الذي هو في الأساس فكرة (للرئيس الإسرائيلي) شمعون بيريس... تلقفتها الإدارة الأميركية". وعدد المشاكل الإقتصادية والإجتماعية التي أدت الى "تململ اجتماعي وعدم صبر اقتصادي". ثم تحدث عن المطالبين باصلاحات و"كان أولهم" الرئيس الأسد "في بداية حكمه". ولكن "عندما بدأ مسيرة الإصلاح، وانطلق في سورية ما يسمى ربيع دمشق، تكاتفت كل الظروف الإقليمية والدولية لعرقلة هذا المشروع الإصلاحي"، مشيراً إلى غزو العراق عام 2003 والعدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006، ثم العدوان على غزة عام 2008. "تهييج اعلامي" وتطرق إلى "المجموعات المسلحة التي فضلت أن تستخدم السلاح بدل أن تدخل في عملية التشاور الوطني والحوار الوطني مع الحكم" في سورية، موضحاً أنه "لا يمكن أي حكومة في العالم أن تغض النظر عن تمرد مسلح فوق أراضيها". وذكر أن "الرئيس الأسد أصدر قراراً وتوجيهاً رسمياً إلى قوات الأمن بعدم إطلاق النار على المتظاهرين السلميين". ولاحظ أنه "في أي دولة في العالم، عندما تريد أن تقوم بتظاهرة، يجب أن تطلب إذناً بذلك". وأشار غلى أن "مجموعة من الشباب البريطاني خرجت في تظاهرة غير مرخصة كانت في البداية سلمية (ثم) خرجت هذه التظاهرة عن خطها، وبدأت بالتخريب والقتل". وأضاف أن الأمر "دفع رئيس الوزراء البريطاني الى وصفهم بالعصابات والمخربين والمختلين عقلياً. وأمر بقطع الإنترنت والفايسبوك وغير ذلك. هذه كلها امور عندما تجري في بلد آخر، تتحول جريمة. عندما تقيد الحكومة السورية استخدام الإنترنت، فهذه كارثة الكوارث". وخلص إلى أن ما يحصل في سورية حالياً "هو تهييج اعلامي ومبالغة اعلامية وحرب اعلامية على سورية". وأكد أن "هناك مؤامرة أنا سميتها أجندة تستهدف إعادة صياغة منطقتنا وتحويلها من وطن عربي الى شرق أوسط موسع تكون لاسرائيل الكلمة العليا فيه". وعن سؤال يتعلق بالصورة التي نقلها السفير الأميركي لدى دمشق روبرت فورد عندما زار مدينة حماه، أجاب: "الولايات المتحدة الأميركية... ليست مثلاً أعلى لا لنا ولا لكثير من الأمم في مضمار الحديث عن حقوق الإنسان". وقال إن "التقويم الأميركي لما يجري في سورية يجب ألا يعتد به"، ذلك أن "الولايات المتحدة عندها أجندة تجاه سورية تعمل على بنائها لبنة لبنة منذ عقود بقصد تكريس هيمنة اسرائيل على مقدرات المنطقة وقضم القضية الفلسطينية وتوطين اللاجئين الفلسطينيين في الدول المضيفة لهم". وإذ لفت إلى وجود "سبعة ملايين أميركي في سجون الولايات المتحدة"، قال: "نحن في مضمار حقوق الإنسان لدينا سجل أفضل من السجل الأميركي"، لأنه "ليس لدينا تمييز عنصري ولا تمييز طائفي. في أميركا هذا الشيء موجود". كذلك فإن "السجل الأميركي في العلاقات الدولية أسود"، لأن الأميركيين "افتروا على الفيتناميين بكذبة خليج تونكين... افتروا على كوبا بفضيحة أخرى مماثلة في خليج الخنازير... افتروا على العراق بقصة أسلحة الدمار الشامل... افتروا على ليبيا بقصة طلب منطقة حظر جوي، ثم انتقلت منطقة الحظر الجوي بقدرة قادر خارج إطار الشرعية الدولية إلى قصف يومي على مدار الساعة للمدنيين الليبيين تحت حجة وذريعة حماية المدنيين... أميركا افترت على الشعب اللبناني عندما ماطلت في الضغط على اسرائيل في مجلس الأمن في آب 2006 كي لا يتخذ قراراً بوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان". ثم قال: "لم تتوقف مؤامرات الغرب علينا منذ أن ابتدعوا واخترعوا وانشأوا اسرائيل في فلسطين". "خريف عربي" أعرب عن اعتقاده أنه "لا وجود لربيع عربي" بل "خريف عربي"، لأن "الربيع العربي لا يأتي بالدماء... يجب ألا يأتي على حساب كل ما أنجزناه منذ الإستقلال حتى الآن". وسخر من تصريحات المسؤولين الأميركيين والأوروبيين عن أنهم يريدون مساعدة الشعوب للتعبير عن نفسها، مشيراً الى أن "كل من يقول لهم لا، يصبح ديكتاتوراً وينبغي اطاحته". وأكد أن "سورية ليست في مأزق"، لأنه "على رغم كل الضغط الهائل الذي تمارسه هذه القوى الإستعمارية النافذة، لم يستطيعوا أن يستصدروا من مجلس الأمن أي قرار يستهدف سورية". وتحدث عن "تحالف بقيادة الولايات المتحدة وعضوية فرنسا وبريطانيا، القوتين الإستعماريتين القديمتين"، وألمانيا التي تسببت بكارثة للعالم في الحرب العالمية الثانية وكانت سبباً لإنشاء الأمم المتحدة، والبرتغال القوة الإستعمارية في أفريقيا... هذه الدول ليست مثلاً أعلى في العلاقات الدولية". وشدد على أن سورية "ستكون في خطر فقط في حال واحدة، عندما ينقطع حبل الثقة بين الحكم والجماهير. وهذا الأمر لم يحصل ولن يحصل". وذكر "بالمسيرات المليونية" التي "تخرج تأييداً للرئيس الأسد". وقال إن "النموذج الحضاري في سورية الممثل بشخص الرئيس وزوجته (أسماء الأخرس) لا يريدون له أن ينجح لأنه يحظى بشقيه أو ينافس معايير الغرب من حيث الشعبية". وأفاد أن "الرئيس الأسد لا يجد غضاضة في أن يقول كلمة الحق عندما تقتضي الحال"، ولذلك "قال قبل أيام لوفد من دول ايبسا (الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا): نعم حدثت أخطاء أمنية ونحن نتعامل معها وأنشأنا محكمة للتحقيق وسنحاسب من أخطأ". وقال أيضاً: "نحن لسنا جمهورية موز. ولسنا دولة فاشلة. ولسنا دولة تابعة. ولسنا دولة تقبل بالضغوط... لدينا خياراتنا الإستراتيجية منذ الإستقلال حتى الآن... منذ بداية الإحتلال لأراضينا، بدأت معاركنا مع هذا الغرب الإستعماري. وكان خيارنا منذ ذلك الوقت ألا نستسلم... هذا المنطق من المواجهة معنا لن ينجح". واستدرك: "نحن ندافع عن أنفسنا فقط... إذا فرضت علينا المواجهة، فنحن جاهزون". وتوقع أن تنتهي المشاكل والإضطرابات الحالية في سورية  "قريباً جداً"، بعدما "أصدر السيد الرئيس الأسد 20 مرسوماً تشريعياً اصلاحياً. صار لدينا قانون اعلام جديد وقانون أحزاب جديد وقانون انتخابات جديد... وسيكون هناك برلمان جديد منتخب ديموقراطياً عبر التعددية قريباً". و"خلال ثلاثة أو أربعة أشهر سترى سورية جديدة متعددة وديموقراطية ومن دون حرب أهلية ومن دون تدخل أجنبي". وأوضح أن "الدور السوري دوافعه قومية" لأن "سورية رسالة". وختم بأن "الزملاء في الوفد اللبناني في الأمم المتحدة يقومون بعمل مشرف في مجلس الأمن"، لأنهم "يمثلون المصالح العربية بشكل جيد. وهناك تنسيق مستمر بيننا وبينهم".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة