لم تسلم السلطة التنفيذية وأجهزة الأمن في سورية من انتقادات لاذعة «لتدخلهما» في عمل الإعلام الذي لم يسلم هو الآخر من انتقادات مماثلة وجهها المشاركون في إحدى ورشات العمل التي أقامتها القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي.

وأقامت الورشة هيئة الأبحاث القومية في القيادة القومية للحزب تحت عنوان «دور الإعلام في حماية الأمن القومي».

وأدار الورشة رئيس المجموعة الإعلامية في الهيئة تركي صقر الذي شغل منصب المدير العام لدار البعث ورئيس تحرير صحيفة البعث نحو عشرين عاماً.

وأقر صقر بأننا في سورية «اختُرِقَنا إعلامياً فعلاً وهذا اختراق لأمننا القومي وهذا الاختراق يحاول الآن زعزعة الثقة فينا» متسائلاً: كيف نعيد الثقة لإعلامنا وبلدنا؟.

وأضاف: نحن في أزمة.. وجزء كبير منها أزمة إعلامية.. الإعلام الآن هو جزء من الأزمة وليس جزءاً من الحل، متمنياً أن يصبح الإعلام «جزءاً من الحل».

محمد خير الوادي المدير العام ورئيس تحرير جريدة الثورة بين عامي 1980 - 1990 والمدير العام ورئيس تحرير جريدة تشرين حتى عام 2000 تحدث عن وجود «هيمنة إعلامية معادية لآمال الأمة العربية وحركة الفكرالعربي» معرباً عن الأسف لأن هذه الهيمنة «تحظى بشعبية واسعة في الدول العربية ومجتمعاتها».

وتساءل: ماذا فعلنا نحن كحزب البعث وكإعلام له ولسورية لمواجهة هذه الهجمة الإعلامية الشرسة التي تهدد وجودنا كحزب ووطن؟ لا يكفي أن نندب حظنا ونشخص جبروت هذه الأجهزة، لماذا تحظى هذه الأجهزة بشعبية كبيرة جداً؟ ماذا فعلنا  للارتقاء بإعلام البعث ولماذا تحظى هذه الأجهزة بشعبية في سورية وبين أعضاء حزب البعث؟

وأضاف الوادي: ماذا يعني أن يتصل رئيس الوزراء والوزير المختص عشرات المرات برئيس التحرير ويعاقب مؤسسة إعلامية على بثها برنامجاً يرصد الفساد مثلاً؟ مشيراً إلى أن «دار البعث لم تسلم (من تدخلات السلطة التنفيذية) رغم  أنها غير تابعة للحكومة».

وقال الوادي: يريدون حصر الإعلام السوري في قفص السلطة التنفيذية ورئيس الحكومة وإذا خرج (هذا الإعلام من القفص) عوقب مالياً بتخفيض النفقات مثلاً؟

كما تحدث عن «بيئة غير سليمة وغير صحية تقيد الإعلام السوري» ورأى أن الحل يكون «بخروج الإعلام من بوتقة الحكومة وجعله إعلام دولة لأن الحكومة هي مؤسسة من مؤسسات الدولة ويصبح عندها موضوعياً منطقياً شفافاً ويحوز ثقة الجمهور».

وختم الوادي بالقول: إعلام سورية يجب أن يكون إعلام دولة وليس إعلام سلطة تنفيذية متسلطة عليه.

ورغم أن المدير العام لهيئة الإذاعة والتلفزيون سابقاً ممتاز الشيخ تحدث عن «البراعة» في تشخيص أمراض الإعلام إلا أنه أشار إلى «فشل ذريع» في تطبيق العلاج وانتقد «تدخل السياسي والحزبي والأمني» في عمل الإعلام الذي  يحتاج إلى «هامش من الحرية».

وأضاف الشيخ: السلطات مهيمنة على الإعلام الرسمي وعندما يخرج الإعلام من الهيمنة الرسمية ينجح لأننا بذلك ننتقل من النص الإيديولوجي إلى نص من دون إيدولوجيا فيه تشويق وعناصر جاذبة» داعياً لاعتماد «خطط قصيرة الأمد (لتطوير الإعلام) لأن من سيأتي بعدي سيلغي خططي».

وقال الصحفي في جريدة الثورة منير الوادي: نحن نعلق أخطاءنا وتخلفنا على شمَّاعة الاحتلال والغرب وكأني أقرأ أن الاحتلال ضروري للأنظمة العربية لتبرير تخلفها وتراجعها، مؤكداً أن «أنظمتنا العربية هي السبب في تخلفنا بسبب هيمنتها

على مقدراتنا».

وتساءل الأستاذ في علم الاجتماع بجامعة دمشق أكرم القش: ماذا قدمنا لإعلامنا لحماية بلدنا وأمتنا وثقافتنا؟ مطالباً بأن يتمتع الإعلام «بالسرعة وحرية التعبير».

وانتقد القش قيام البعض بتوجيه اللوم لمن يستخدم العولمة والتقنية في غزونا ثقافياً «فهو يريد تحقيق أهدافه بأساليبه المتاحة، وعلينا أن نلوم أنفسنا على عدم قدرتنا على بناء مجتمعنا وتحصينه».

وقال مدير مركز تعليم اللغة الإنكليزية بجامعة دمشق وضاح الخطيب: لم تشكل حتى اليوم خلية أزمة إعلامية حقيقية لمواجهة الأزمة التي نواجهها وأكاد أوقن أن اجتماعاً واحداً لم يعقد لتبادل الرأي حول ما تعيشه البلاد.

وانتقد الأستاذ في كلية الإعلام بجامعة دمشق أسد حمزة: الواقع العربي «فهو بحاجة لمعالجة وإعادة نظر وفي الساحة العربية هناك حكام بعيدون عن الجماهير ورعايا وليسوا مواطنين».

وشدد على ضرورة حدوث «تغيير في الأنظمة العربية «فنحن نعيش بمعزل عن العالم ما سمح للإعلام الغربي والعربي المأجور باختراقنا».

 

 

 

  • فريق ماسة
  • 2011-07-26
  • 11815
  • من الأرشيف

ورشة عمل بعنوان .." دور الإعلام في حماية الأمن القومي "لانتقاد تدخل أجهزة الأمن في عمل الإعلام

لم تسلم السلطة التنفيذية وأجهزة الأمن في سورية من انتقادات لاذعة «لتدخلهما» في عمل الإعلام الذي لم يسلم هو الآخر من انتقادات مماثلة وجهها المشاركون في إحدى ورشات العمل التي أقامتها القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي. وأقامت الورشة هيئة الأبحاث القومية في القيادة القومية للحزب تحت عنوان «دور الإعلام في حماية الأمن القومي». وأدار الورشة رئيس المجموعة الإعلامية في الهيئة تركي صقر الذي شغل منصب المدير العام لدار البعث ورئيس تحرير صحيفة البعث نحو عشرين عاماً. وأقر صقر بأننا في سورية «اختُرِقَنا إعلامياً فعلاً وهذا اختراق لأمننا القومي وهذا الاختراق يحاول الآن زعزعة الثقة فينا» متسائلاً: كيف نعيد الثقة لإعلامنا وبلدنا؟. وأضاف: نحن في أزمة.. وجزء كبير منها أزمة إعلامية.. الإعلام الآن هو جزء من الأزمة وليس جزءاً من الحل، متمنياً أن يصبح الإعلام «جزءاً من الحل». محمد خير الوادي المدير العام ورئيس تحرير جريدة الثورة بين عامي 1980 - 1990 والمدير العام ورئيس تحرير جريدة تشرين حتى عام 2000 تحدث عن وجود «هيمنة إعلامية معادية لآمال الأمة العربية وحركة الفكرالعربي» معرباً عن الأسف لأن هذه الهيمنة «تحظى بشعبية واسعة في الدول العربية ومجتمعاتها». وتساءل: ماذا فعلنا نحن كحزب البعث وكإعلام له ولسورية لمواجهة هذه الهجمة الإعلامية الشرسة التي تهدد وجودنا كحزب ووطن؟ لا يكفي أن نندب حظنا ونشخص جبروت هذه الأجهزة، لماذا تحظى هذه الأجهزة بشعبية كبيرة جداً؟ ماذا فعلنا  للارتقاء بإعلام البعث ولماذا تحظى هذه الأجهزة بشعبية في سورية وبين أعضاء حزب البعث؟ وأضاف الوادي: ماذا يعني أن يتصل رئيس الوزراء والوزير المختص عشرات المرات برئيس التحرير ويعاقب مؤسسة إعلامية على بثها برنامجاً يرصد الفساد مثلاً؟ مشيراً إلى أن «دار البعث لم تسلم (من تدخلات السلطة التنفيذية) رغم  أنها غير تابعة للحكومة». وقال الوادي: يريدون حصر الإعلام السوري في قفص السلطة التنفيذية ورئيس الحكومة وإذا خرج (هذا الإعلام من القفص) عوقب مالياً بتخفيض النفقات مثلاً؟ كما تحدث عن «بيئة غير سليمة وغير صحية تقيد الإعلام السوري» ورأى أن الحل يكون «بخروج الإعلام من بوتقة الحكومة وجعله إعلام دولة لأن الحكومة هي مؤسسة من مؤسسات الدولة ويصبح عندها موضوعياً منطقياً شفافاً ويحوز ثقة الجمهور». وختم الوادي بالقول: إعلام سورية يجب أن يكون إعلام دولة وليس إعلام سلطة تنفيذية متسلطة عليه. ورغم أن المدير العام لهيئة الإذاعة والتلفزيون سابقاً ممتاز الشيخ تحدث عن «البراعة» في تشخيص أمراض الإعلام إلا أنه أشار إلى «فشل ذريع» في تطبيق العلاج وانتقد «تدخل السياسي والحزبي والأمني» في عمل الإعلام الذي  يحتاج إلى «هامش من الحرية». وأضاف الشيخ: السلطات مهيمنة على الإعلام الرسمي وعندما يخرج الإعلام من الهيمنة الرسمية ينجح لأننا بذلك ننتقل من النص الإيديولوجي إلى نص من دون إيدولوجيا فيه تشويق وعناصر جاذبة» داعياً لاعتماد «خطط قصيرة الأمد (لتطوير الإعلام) لأن من سيأتي بعدي سيلغي خططي». وقال الصحفي في جريدة الثورة منير الوادي: نحن نعلق أخطاءنا وتخلفنا على شمَّاعة الاحتلال والغرب وكأني أقرأ أن الاحتلال ضروري للأنظمة العربية لتبرير تخلفها وتراجعها، مؤكداً أن «أنظمتنا العربية هي السبب في تخلفنا بسبب هيمنتها على مقدراتنا». وتساءل الأستاذ في علم الاجتماع بجامعة دمشق أكرم القش: ماذا قدمنا لإعلامنا لحماية بلدنا وأمتنا وثقافتنا؟ مطالباً بأن يتمتع الإعلام «بالسرعة وحرية التعبير». وانتقد القش قيام البعض بتوجيه اللوم لمن يستخدم العولمة والتقنية في غزونا ثقافياً «فهو يريد تحقيق أهدافه بأساليبه المتاحة، وعلينا أن نلوم أنفسنا على عدم قدرتنا على بناء مجتمعنا وتحصينه». وقال مدير مركز تعليم اللغة الإنكليزية بجامعة دمشق وضاح الخطيب: لم تشكل حتى اليوم خلية أزمة إعلامية حقيقية لمواجهة الأزمة التي نواجهها وأكاد أوقن أن اجتماعاً واحداً لم يعقد لتبادل الرأي حول ما تعيشه البلاد. وانتقد الأستاذ في كلية الإعلام بجامعة دمشق أسد حمزة: الواقع العربي «فهو بحاجة لمعالجة وإعادة نظر وفي الساحة العربية هناك حكام بعيدون عن الجماهير ورعايا وليسوا مواطنين». وشدد على ضرورة حدوث «تغيير في الأنظمة العربية «فنحن نعيش بمعزل عن العالم ما سمح للإعلام الغربي والعربي المأجور باختراقنا».      

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة