أكد رئيس مركز "المعطيات والدراسات الاستراتيجية" في دمشق عماد فوزي الشعيبي، أن الشعب السوري قال كلمته الأحد بعد المسيرات المليونية، وبرهن للعالم أن هناك أكثرية شعبية مؤيدة للأسد على خلاف الشائعات، ولفت إلى أن السوريين مستعدون للنزول الى الشارع في أي وقت، ورأى أن هؤلاء في حالة هيجان وغضب شديد من التدخل الاجنبي في شؤونهم الداخلية وخرق سيادتهم.

وفي حديث لموقع "الانتقاد" الإلكتروني، أشار الشعيبي إلى أن سوريا منذ أكثر من ثلاثين عاما لم تعش أزمات داخلية حقيقية، معتبراً أن الجيل السوري أمام تحد جديد لمواجهة الضغوطات والمؤامرات الخارجية التي تحاك ضد وطنهم، وطالب بضرورة الانفتاح على الرأي الآخر واعتماد لغة المشاركة بين أطياف الشعب السوري وتلاوينة المختلفة.

وحول كلام وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاخير، رأى الشعيبي أن هناك تراجعاً في الموقف الاميركي، خصوصاً أن كلينتون دعت المعارضة الى التعاون مع الحكومة السورية، مستشهداً بصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية التي أكدت أن تصريحات كلينتون بأن الاسد فقد شرعيته وزيارة السفير الاميركي روبرت فورد الى حماه تمت بمبادرة شخصية ومن دون علم الادارة الاميركية، ورأى ان واشنطن تحاول تصحيح العلاقة مع سوريا لاعتبارات سياسية وواقعية.

على صعيد آخر، شدد الشعيبي على أن "موضوع الحوار الوطني سيتقدم ويتسع ليشمل النخب السياسية والشعبية كافة وصولاً الى انطلاق الحوار الوطني الشامل وإقامة دولة الحق والقانون والتعددية السياسية والدخول الى عالم الديمقراطية على أسس وطنية ثابتة، لافتاً إلى ان السورييين ينتظرون اطلاق ورشة القوانين المطلوبة، بدءاً من قانون الانتخابات العامة، وإعداد قانون الإدارة المحلية، وصولاً الى القوانين التي تكفل حق التظاهر والإضراب.

وإذ أكد أن سوريا فككت مراكز الفتنة الرئيسية والوضع بسير نحو الامان والاستقرار، توقع الشعيبي اطالة الازمة السورية في حال عدم تمكن الرئيس الاسد من تجفيف الينابيع الخارجية المحرضة والمشوشة على آلية الحوار والتفاهم الداخلي، ولفت إلى الضغوط الغربية على دمشق تهدف إلى تضييق الخناق على الدول المقاومة والممانعة في المنطقة.

وجزم أن سوريا لا يمكن تقسيمها لأن الدخول في هذه اللعبة الخطرة سيؤدي الى انهيار المنطقة بأكملها، وحذر من أن مخاطر تقسيمها ستؤدي الى نشوب حربٍ عالمية ـ اقليمية، لأن من يحاول اليوم العبث بمسلمات قواعد اللعبة، فإنه لا يغامر بالمنطقة، إنما يغامر بأمن العالم كله، واصفاً سوريا بالـ"موزاييك المترابط"، فانهيار جزءاً منه سيكون انهياراً للوحة بأكملها.

إلى ذلك، إنتقد الشعيبي بشدة المعارضة التي تطالب برحيل الرئيس السوري، معتبراً أن الأخير موجود بقوة القانون والشرعية، وتوقف عند الدور القطري في المنطقة، فأوضح أن المستعمر الأميركي في المنطقة خطط لتكبير الدول الصغيرة وتحجيم الدول الكبيرة كما يحصل الآن مع القطريين، مؤكداً أن قطر ستفشل في لعبة الوجود والعدم لانها غير قادرة على مواجهة الدول الاقليمية الكبرى كسوريا، وداعياً القيادة القطرية إلى الاتعاظ وعدم تكرار الاخطاء.

وفيما أعرب عن أسفه لغياب الدعم العربي، أشاد بمواقف الامين العام الجديد للجامعة العربية نبيل العربي التي تعتبر بداية للصحوة العربية النائمة، وختم بالقول إنه "يجب فتح المجال امام التقدم والاصلاح في سوريا والبدء بالحوار الوطني لتقبل الرأي الآخر والاحتكام الى صناديق الاقتراع لانه مصدر التفويض السياسي".

  • فريق ماسة
  • 2011-07-18
  • 14936
  • من الأرشيف

عماد فوزي الشعيبي ... أميركا تتراجع عن موقفها.. وتقسيم سوريا سيؤدي إلى نشوب حرب عالمية

أكد رئيس مركز "المعطيات والدراسات الاستراتيجية" في دمشق عماد فوزي الشعيبي، أن الشعب السوري قال كلمته الأحد بعد المسيرات المليونية، وبرهن للعالم أن هناك أكثرية شعبية مؤيدة للأسد على خلاف الشائعات، ولفت إلى أن السوريين مستعدون للنزول الى الشارع في أي وقت، ورأى أن هؤلاء في حالة هيجان وغضب شديد من التدخل الاجنبي في شؤونهم الداخلية وخرق سيادتهم. وفي حديث لموقع "الانتقاد" الإلكتروني، أشار الشعيبي إلى أن سوريا منذ أكثر من ثلاثين عاما لم تعش أزمات داخلية حقيقية، معتبراً أن الجيل السوري أمام تحد جديد لمواجهة الضغوطات والمؤامرات الخارجية التي تحاك ضد وطنهم، وطالب بضرورة الانفتاح على الرأي الآخر واعتماد لغة المشاركة بين أطياف الشعب السوري وتلاوينة المختلفة. وحول كلام وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاخير، رأى الشعيبي أن هناك تراجعاً في الموقف الاميركي، خصوصاً أن كلينتون دعت المعارضة الى التعاون مع الحكومة السورية، مستشهداً بصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية التي أكدت أن تصريحات كلينتون بأن الاسد فقد شرعيته وزيارة السفير الاميركي روبرت فورد الى حماه تمت بمبادرة شخصية ومن دون علم الادارة الاميركية، ورأى ان واشنطن تحاول تصحيح العلاقة مع سوريا لاعتبارات سياسية وواقعية. على صعيد آخر، شدد الشعيبي على أن "موضوع الحوار الوطني سيتقدم ويتسع ليشمل النخب السياسية والشعبية كافة وصولاً الى انطلاق الحوار الوطني الشامل وإقامة دولة الحق والقانون والتعددية السياسية والدخول الى عالم الديمقراطية على أسس وطنية ثابتة، لافتاً إلى ان السورييين ينتظرون اطلاق ورشة القوانين المطلوبة، بدءاً من قانون الانتخابات العامة، وإعداد قانون الإدارة المحلية، وصولاً الى القوانين التي تكفل حق التظاهر والإضراب. وإذ أكد أن سوريا فككت مراكز الفتنة الرئيسية والوضع بسير نحو الامان والاستقرار، توقع الشعيبي اطالة الازمة السورية في حال عدم تمكن الرئيس الاسد من تجفيف الينابيع الخارجية المحرضة والمشوشة على آلية الحوار والتفاهم الداخلي، ولفت إلى الضغوط الغربية على دمشق تهدف إلى تضييق الخناق على الدول المقاومة والممانعة في المنطقة. وجزم أن سوريا لا يمكن تقسيمها لأن الدخول في هذه اللعبة الخطرة سيؤدي الى انهيار المنطقة بأكملها، وحذر من أن مخاطر تقسيمها ستؤدي الى نشوب حربٍ عالمية ـ اقليمية، لأن من يحاول اليوم العبث بمسلمات قواعد اللعبة، فإنه لا يغامر بالمنطقة، إنما يغامر بأمن العالم كله، واصفاً سوريا بالـ"موزاييك المترابط"، فانهيار جزءاً منه سيكون انهياراً للوحة بأكملها. إلى ذلك، إنتقد الشعيبي بشدة المعارضة التي تطالب برحيل الرئيس السوري، معتبراً أن الأخير موجود بقوة القانون والشرعية، وتوقف عند الدور القطري في المنطقة، فأوضح أن المستعمر الأميركي في المنطقة خطط لتكبير الدول الصغيرة وتحجيم الدول الكبيرة كما يحصل الآن مع القطريين، مؤكداً أن قطر ستفشل في لعبة الوجود والعدم لانها غير قادرة على مواجهة الدول الاقليمية الكبرى كسوريا، وداعياً القيادة القطرية إلى الاتعاظ وعدم تكرار الاخطاء. وفيما أعرب عن أسفه لغياب الدعم العربي، أشاد بمواقف الامين العام الجديد للجامعة العربية نبيل العربي التي تعتبر بداية للصحوة العربية النائمة، وختم بالقول إنه "يجب فتح المجال امام التقدم والاصلاح في سوريا والبدء بالحوار الوطني لتقبل الرأي الآخر والاحتكام الى صناديق الاقتراع لانه مصدر التفويض السياسي".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة