استعار الفنان شادي رشيد الحلاق شخوص مسرح الظل في عرضه حكم قراقوش دامجاً بين النصوص الشعبية لفن المخايل وبين طرافة الحكاية الدمشقية ناقلاً إياها عبر توليفة من الأغاني الفلكلورية إلى جمهور دار الأسد للثقافة والفنون .

الحلاق الذي قدم عرضه مساء أمس على مسرح الاستعمالات المتعددة تمكن من تقديم رؤيا معقولة في فن ظل الخيال عبر شخصيات هذا النوع من الظواهر المسرحية العربية الإسلامية من خلال شخصياته المحببة إلى قلب الطفل والأسرة على نحو كراكوز..شمئرين الساحرة، العوايني، قراقوش مزاوجاً بين زمن الحكاية الأصلية وبين الأحداث التي تتعرض لها سورية اليوم.

واستطاع العرض الذي قدم على شكل حلقات ظلية متتابعة الاعتماد على ذاكرة فنون الظل الدمشقية داخل خيمة هذا الفن متجاوزاً التمثيليات التقليدية إلى رحابة في المفردات الشعبية متكئاً على دمى من الجلود المجففة ذات الألوان المتباينة يتراوح طولها بين ثلاثين وخمسين سنتمترا وتم تحريكها بعصا وراء ستار من القماش الأبيض المضاء ما جعل ظلها بارزا للمشاهدين.

ويعتبر فن خيال الظل أو خيال الستار من الفنون الشعبية التي انتقلت إلى العالم الإسلامي من الصين والهند عبر بلاد فارس واشتهر به العصر المملوكي على وجه الخصوص حيث عرف العرب هذه الصنعة الفنية للمرة الأولى في العصر العباسي وكان مجيئه إلى مصر في عصر الفاطميين في القرن الحادي عشر الميلادي فكانت تمثيليات فن طيف الخيال طوال العصر المملوكي تعرف باسم بابات ومفردها بابة أي خيمة حيث كانت تعرض في مسارح مخصصة وفي المقاهي والأماكن العامة وحفلات الزواج.

ولخيال الظل شعبية كبيرة حيث كان يقبل الناس على مشاهدتها من جميع طبقات المجتمع للتفرج على فصولها الساخرة ذات الموضوعات السياسية والاجتماعية والتاريخية إذ اشتهر هذا الفن على يدي إبن دانيال الذي قدم من الموصل إلى القاهرة في عهد السلطان الظاهر بيبرس عام 1267 فراراً من المغول وهو من أشهر من كتب /البابات/ وطور فن الظليات التي بقي من آثارها ثلاثة مخطوطات محفوظة في دار الكتب الوطنية بالقاهرة وفي متحف برلين.

يذكر أن المخايل شادي حلاق بدأ دراسة مسرح خيال الظل عام 1993 ويعمل في تدريس خيال الظل وقام بترميم 440 شخصية من شخصيات خيال الظل في قصر العظم وقدم عددا من العروض المسرحية في الدول العربية والاجنبية ونال المرتبة الأولى في التحريك في مؤتمر خيال الظل الذي أقيم عام 2008 في تركيا.

  • فريق ماسة
  • 2011-07-14
  • 10664
  • من الأرشيف

شادي الحلاق يحيي مسرح الظل في دار الأوبرا السورية

استعار الفنان شادي رشيد الحلاق شخوص مسرح الظل في عرضه حكم قراقوش دامجاً بين النصوص الشعبية لفن المخايل وبين طرافة الحكاية الدمشقية ناقلاً إياها عبر توليفة من الأغاني الفلكلورية إلى جمهور دار الأسد للثقافة والفنون . الحلاق الذي قدم عرضه مساء أمس على مسرح الاستعمالات المتعددة تمكن من تقديم رؤيا معقولة في فن ظل الخيال عبر شخصيات هذا النوع من الظواهر المسرحية العربية الإسلامية من خلال شخصياته المحببة إلى قلب الطفل والأسرة على نحو كراكوز..شمئرين الساحرة، العوايني، قراقوش مزاوجاً بين زمن الحكاية الأصلية وبين الأحداث التي تتعرض لها سورية اليوم. واستطاع العرض الذي قدم على شكل حلقات ظلية متتابعة الاعتماد على ذاكرة فنون الظل الدمشقية داخل خيمة هذا الفن متجاوزاً التمثيليات التقليدية إلى رحابة في المفردات الشعبية متكئاً على دمى من الجلود المجففة ذات الألوان المتباينة يتراوح طولها بين ثلاثين وخمسين سنتمترا وتم تحريكها بعصا وراء ستار من القماش الأبيض المضاء ما جعل ظلها بارزا للمشاهدين. ويعتبر فن خيال الظل أو خيال الستار من الفنون الشعبية التي انتقلت إلى العالم الإسلامي من الصين والهند عبر بلاد فارس واشتهر به العصر المملوكي على وجه الخصوص حيث عرف العرب هذه الصنعة الفنية للمرة الأولى في العصر العباسي وكان مجيئه إلى مصر في عصر الفاطميين في القرن الحادي عشر الميلادي فكانت تمثيليات فن طيف الخيال طوال العصر المملوكي تعرف باسم بابات ومفردها بابة أي خيمة حيث كانت تعرض في مسارح مخصصة وفي المقاهي والأماكن العامة وحفلات الزواج. ولخيال الظل شعبية كبيرة حيث كان يقبل الناس على مشاهدتها من جميع طبقات المجتمع للتفرج على فصولها الساخرة ذات الموضوعات السياسية والاجتماعية والتاريخية إذ اشتهر هذا الفن على يدي إبن دانيال الذي قدم من الموصل إلى القاهرة في عهد السلطان الظاهر بيبرس عام 1267 فراراً من المغول وهو من أشهر من كتب /البابات/ وطور فن الظليات التي بقي من آثارها ثلاثة مخطوطات محفوظة في دار الكتب الوطنية بالقاهرة وفي متحف برلين. يذكر أن المخايل شادي حلاق بدأ دراسة مسرح خيال الظل عام 1993 ويعمل في تدريس خيال الظل وقام بترميم 440 شخصية من شخصيات خيال الظل في قصر العظم وقدم عددا من العروض المسرحية في الدول العربية والاجنبية ونال المرتبة الأولى في التحريك في مؤتمر خيال الظل الذي أقيم عام 2008 في تركيا.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة