دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
سيطر هدوء حذر على مدينة حماة أمس الأربعاء، بعد أن قامت الأجهزة الأمنية في حماة بإزالة الحواجز والدواليب المحترقة والبلوك والحجارة بواسطة الجرافات وسيارات الإطفاء
وفتحت أغلبية الشوارع في مختلف أرجاء المدينة، واعتمدت التهدئة والحوار من خلال الفعاليات الاجتماعية وأئمة المساجد الذين حاوروا المتظاهرين على الحواجز، وطلبوا منهم فتح الطرقات، والسماح للموظفين بالوصول إلى دوائرهم، وعدم الصدام مع الأمن واستفزاز عناصره، وعدم الاحتقان وجر المدينة إلى الخيار العسكري كحل أخير. جاء ذلك في حين شيعت أمس الأربعاء من مشافي تشرين وحمص وحلب العسكرية جثامين أربعة شهداء من عناصر الجيش قضى أحدهم طعناً بالسكاكين على يد عناصر إجرامية في حماة.
ولم تجد جهود السلطات المحلية بعد، فعلى الرغم من استجابة عدد غير قليل من المتظاهرين، بحسب ما أكده مصدر مسؤول فضل عدم الكشف عن اسمه، أصر آخرون على المضي بالشغب، والاستمرار بإقامة الحواجز وإغلاق الطرقات، بل إن بعضهم ذهب إلى أبعد من ذلك مهددا رجال الدين بالقتل و«عظائم الأمور» في حال إقدامهم على فتح الطرقات، كما وضع بعضهم شروطا على السلطات المحلية، حتى يستجيبوا للتهدئة، تتلخص بإعادة المحافظ السابق، وإطلاق سراح المعتقلين، وعدم نزول الأمن إلى الشارع، والتظاهر السلمي يومياً في ساحة العاصي.
وجاء ذلك في ظل هدوء حذر يخيم على المدينة التي لم تشهد أي حركة أو نشاطا تجاريا، بل أمست تعاني من نقص الخبز، إذ لم تتمكن مخابزها من العمل أمس إلا بطاقة 70 % من طاقتها الإنتاجية الكلية، بسبب عدم تمكن عمالها من الوصول إليها، بحسب مصدر تمويني، وعدم سماح المتظاهرين لسيارات الدقيق والوقود التي تزودها بمكونات عملها الرئيسية من الوصول إليها لتفريغ حمولتها فيها.
من ناحية أخرى، حاولت مجموعات مختصة بترويج الشائعات، تثوير الشارع بشائعات بثتها عن «تسميم» السلطات المحلية مياه الشرب، بعد انقطاع المياه والكهرباء من الساعة العاشرة حتى الثانية بعد الظهر لإحداث نوع من الفوضى وزيادة التوتر في المدينة، التي تحاول الجهات الأمنية فيها حتى الآن تجنب اللجوء إلى الحل العسكري لإعادة الحياة الطبيعية إليها.
وفي هذه الأثناء أكد عدد من المواطنين لـ«الوطن»، عبر اتصالات هاتفية تلقتها منهم بمقرها الرئيسي بدمشق، أن تلك المجموعات لم تزل تقيم الحواجز التفتيشية في العديد من الشوارع والدوارات، وتستطلع الهويات، وتفتش السيارات، وتسأل عن وجهة ركابها على قلتهم، وتؤذي بعضهم ممن لا يروقون لها أو كانوا من منطقة غير راضين عنها.
في الغضون شيعت أمس الأربعاء من مشافي تشرين وحمص وحلب العسكرية جثامين أربعة شهداء من عناصر الجيش قضوا على يد التنظيمات الإرهابية المسلحة فى حماة وإدلب وريف دمشق إلى مدنهم وقراهم.
وجرت للشهداء مراسم تشييع رسمية حيث لفوا بعلم الوطن وحملوا على الأكتاف وعزفت موسيقا الجيش لحني الشهيد ووداعه وهتف المشيعون بحياة الشهداء والوطن ورشوا الأرز على جثامينهم الطاهرة.
والشهداء هم المساعد أول عيسى أحمد باكير، والرقيب المتطوع علي فهمي زعزوع مواليد حمص، والرقيب المتطوع عصام سامي عبود مواليد إدلب، والمجند عمار طه العليص مواليد حلب.
وذكر الطبيب الشرعي في حماة أن الشهيد باكير توفي متأثراً بطعنات بالسكاكين من قبل عناصر إجرامية مسلحة في حماة ما أدى إلى إصابته بنزف صاعق.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة