نقلت جريدة الانتقاد اللبنانية وقائع اتصال هاتفي بين "ناشط حقوقي" سوري في فرنسا وبين شخص آخر يدّعي أنه ضابط سوري يطلب اللجوء السياسي إلى فرنسا بعد لجوئه إلى المخيمات المعدة في تركيا، وفي ما يلي نص الإتصال:

 رن الهاتف النقال للـ"ناشط الحقوقي" السوري الذي يعد الأشهر عربياً ويقيم في باريس. جاء صوت ضعيف من متصل يسأل إذا ما كان يتكلم مع الناشط فلان.

رد الناشط إيجابا،... فعرف المتصل عن نفسه بأنه فلان، ضابط في الجيش العربي السوري، وأنه في تركيا في مخيم للنازحين وقال: "نُعامل معاملة الحيوانات من قبل الأتراك... انأ أريد منك أن تؤمن لي لجوءاً سياسياً إلى فرنسا".

أجاب (الناشط الحقوقي): "ما الذي دفعك إلى الذهاب لتركيا (شو كان بدك بهالبهدلة)، ومن هو الغبي الذي قال لك أن تهرب إلى تركيا؟".

جاء الرد من المتصل: "أنا لم اتصل بك لتعطيني دروسا في الأخلاق. أنا اتصل بك لتؤمن لي اللجوء السياسي إلى فرنسا".

أجاب "الناشط الحقوقي": "وهل تظن أن اللجوء السياسي إلى فرنسا يأتي باتصال هاتفي خصوصاً إذا كنت كما تقول رجلاً عسكرياً؟".

فقال المتصل من تركيا: اتصل بجوبيه. فرد عليه الناشط: وهل جوبيه تحت حذائي حتى يعطيك لجوءاً سياسياً؟ هل تعتقدون حقا أن فرنسا سوف تأخذ على عاتقها كل من يترك سورية ويطلب لجوءاً سياسياً؟

فقال المتصل: "من الواضح يا فلان أنك لا تريد المساعدة؟".

أجابه "الناشط الحقوقي": "تأتي إلي تركيا وتطلب مساعدتي للجوء إلى فرنسا، وهل أنا الذي أشرت عليك بالذهاب إلى تركيا؟ اذهب إلى العرعور الذي نصحك وأشار عليك بهذه الفعلة واطلب منه أن يؤمن لك اللجوء السياسي في فرنسا".

نكتفي بهذا الجزء الملخص واليسير من المكالمة الهاتفية التي تعبر عن الورطة الكبيرة التي وقع فيها آلاف المواطنين السوريين من الذين غُرر بهم للذهاب إلى تركيا بحجة دخول الجيش السوري إلى القرى والبلدات الحدودية، فضلا عن بعض الذين يدّعون انشقاقهم عن الجيش العربي السوري بعد أن أعلنت قناة "الجزيرة" القطرية عن البدء بإنشاء لواء سوري منشق في تركيا، ثم ما لبثت أن بلعت لسانها ولم تعد تأتي على ذكر الموضوع لا من قريب ولا من بعيد!.

فالمتصل المنتحل صفة الضابط يقول حرفيا "الأتراك يعاملوننا معاملة الكلاب"!

 شكوى المتصل ليست الوحيدة التي تشير إلى ذل التسكع عند الجار الأطلسي، فالعشرات من الذين ذهبوا إلى تركيا يكررون الحديث نفسه عن المعاملة السيئة وعن النقص في الغذاء وأبسط الخدمات الأساسية من صرف صحي ونظافة.

وفي السياق نفسه يدور خلاف واسع في أوساط "المعارضات" السورية في الخارج خصوصا في باريس ـ التي تعتبر اليوم غرفة عمليات للـ"معارضة" السورية ـ حول الاتصالات التي يقوم بها أطراف من هذه "المعارضات" مع جماعات محسوبة على الكيان الصهيوني، وتتصل أطراف المعارضات هذه مع كل طرف على خلاف مع سورية حتى ولو كان من عتاة الصهاينة كما حصل مساء الاثنين عندما عقد اجتماع عام نظمه الصهيوني برنار هنري ليفي، وموله المجلس التمثيلي للمنظمات اليهودية في فرنسا "كريف"، وحضرته مجموعة كبيرة من وجوه المعارضة السورية بمن فيهم ممثلون عن جماعة الإخوان المسلمين، كما كان ضيف الشرف الكسندر كولدفارب، النائب السابق في الكنيست الصهيوني والذي شغل منصب نائب وزير الحرب في الكيان الصهيوني!

ويعد برنار هنري ليفي من عتاة الصهاينة المؤيدين لـكيانها وهو دعا في إحدى المرات إلى حرق غزة لأنها بحسب قوله "مركز للإرهاب العالمي"، كما انه من تلامذة مناحيم بيغين، وهو الذي وفر التواصل بين المجلس الانتقالي الليبي في بنغازي وساركوزي، ما أنتج تدخلا عسكريا أطلسيا في ليبيا برأس حربة فرنسية ما زلنا نرى كوارثها حتى الآن.

  • فريق ماسة
  • 2011-07-06
  • 13394
  • من الأرشيف

ناشط حقوقي" سوري لـ"مهجّر"إلى تركيا: "اذهب إلى العرعور الذي نصحك بهذه البهدلة"

نقلت جريدة الانتقاد اللبنانية وقائع اتصال هاتفي بين "ناشط حقوقي" سوري في فرنسا وبين شخص آخر يدّعي أنه ضابط سوري يطلب اللجوء السياسي إلى فرنسا بعد لجوئه إلى المخيمات المعدة في تركيا، وفي ما يلي نص الإتصال:  رن الهاتف النقال للـ"ناشط الحقوقي" السوري الذي يعد الأشهر عربياً ويقيم في باريس. جاء صوت ضعيف من متصل يسأل إذا ما كان يتكلم مع الناشط فلان. رد الناشط إيجابا،... فعرف المتصل عن نفسه بأنه فلان، ضابط في الجيش العربي السوري، وأنه في تركيا في مخيم للنازحين وقال: "نُعامل معاملة الحيوانات من قبل الأتراك... انأ أريد منك أن تؤمن لي لجوءاً سياسياً إلى فرنسا". أجاب (الناشط الحقوقي): "ما الذي دفعك إلى الذهاب لتركيا (شو كان بدك بهالبهدلة)، ومن هو الغبي الذي قال لك أن تهرب إلى تركيا؟". جاء الرد من المتصل: "أنا لم اتصل بك لتعطيني دروسا في الأخلاق. أنا اتصل بك لتؤمن لي اللجوء السياسي إلى فرنسا". أجاب "الناشط الحقوقي": "وهل تظن أن اللجوء السياسي إلى فرنسا يأتي باتصال هاتفي خصوصاً إذا كنت كما تقول رجلاً عسكرياً؟". فقال المتصل من تركيا: اتصل بجوبيه. فرد عليه الناشط: وهل جوبيه تحت حذائي حتى يعطيك لجوءاً سياسياً؟ هل تعتقدون حقا أن فرنسا سوف تأخذ على عاتقها كل من يترك سورية ويطلب لجوءاً سياسياً؟ فقال المتصل: "من الواضح يا فلان أنك لا تريد المساعدة؟". أجابه "الناشط الحقوقي": "تأتي إلي تركيا وتطلب مساعدتي للجوء إلى فرنسا، وهل أنا الذي أشرت عليك بالذهاب إلى تركيا؟ اذهب إلى العرعور الذي نصحك وأشار عليك بهذه الفعلة واطلب منه أن يؤمن لك اللجوء السياسي في فرنسا". نكتفي بهذا الجزء الملخص واليسير من المكالمة الهاتفية التي تعبر عن الورطة الكبيرة التي وقع فيها آلاف المواطنين السوريين من الذين غُرر بهم للذهاب إلى تركيا بحجة دخول الجيش السوري إلى القرى والبلدات الحدودية، فضلا عن بعض الذين يدّعون انشقاقهم عن الجيش العربي السوري بعد أن أعلنت قناة "الجزيرة" القطرية عن البدء بإنشاء لواء سوري منشق في تركيا، ثم ما لبثت أن بلعت لسانها ولم تعد تأتي على ذكر الموضوع لا من قريب ولا من بعيد!. فالمتصل المنتحل صفة الضابط يقول حرفيا "الأتراك يعاملوننا معاملة الكلاب"!  شكوى المتصل ليست الوحيدة التي تشير إلى ذل التسكع عند الجار الأطلسي، فالعشرات من الذين ذهبوا إلى تركيا يكررون الحديث نفسه عن المعاملة السيئة وعن النقص في الغذاء وأبسط الخدمات الأساسية من صرف صحي ونظافة. وفي السياق نفسه يدور خلاف واسع في أوساط "المعارضات" السورية في الخارج خصوصا في باريس ـ التي تعتبر اليوم غرفة عمليات للـ"معارضة" السورية ـ حول الاتصالات التي يقوم بها أطراف من هذه "المعارضات" مع جماعات محسوبة على الكيان الصهيوني، وتتصل أطراف المعارضات هذه مع كل طرف على خلاف مع سورية حتى ولو كان من عتاة الصهاينة كما حصل مساء الاثنين عندما عقد اجتماع عام نظمه الصهيوني برنار هنري ليفي، وموله المجلس التمثيلي للمنظمات اليهودية في فرنسا "كريف"، وحضرته مجموعة كبيرة من وجوه المعارضة السورية بمن فيهم ممثلون عن جماعة الإخوان المسلمين، كما كان ضيف الشرف الكسندر كولدفارب، النائب السابق في الكنيست الصهيوني والذي شغل منصب نائب وزير الحرب في الكيان الصهيوني! ويعد برنار هنري ليفي من عتاة الصهاينة المؤيدين لـكيانها وهو دعا في إحدى المرات إلى حرق غزة لأنها بحسب قوله "مركز للإرهاب العالمي"، كما انه من تلامذة مناحيم بيغين، وهو الذي وفر التواصل بين المجلس الانتقالي الليبي في بنغازي وساركوزي، ما أنتج تدخلا عسكريا أطلسيا في ليبيا برأس حربة فرنسية ما زلنا نرى كوارثها حتى الآن.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة