شهدت قناة "الجزيرة" القطرية استقالات بالجملة من مذيعين ومقدمي برامج شكلوا العمود الفقري لهذه القناة، وتنشر صحيفة الأخبار في عددها الصادر اليوم 8-6-2011 لقاء مع لينا زهر الدين إحدى مذيعات قناة "الجزيرة" والتي استقالت مع ثلاث من زميلاتها قبل أكثر من عام.ويأتي هذا اللقاء على خلفية كتاب أصدرته زهر الدين بعنوان("الجزيرة".... ليست نهاية المشوار)، والتي نفت أن يكون تصفية حسابات مع القناة بل هو سرد لتجربة شخصية ومهنية، وانتقاد لتصرفات أشخاص محددين داخل التلفزيون.و عن من هم هؤلاء الاشخاص التي تنتقدهم زهر الدين تقول في كتابها: "مدير المحطة وضاح خنفر، ونائب رئيس التحرير وقتها أيمن جاب الله، ورئيسة قسم الماكياج والأزياء لويز أبو سنّة".ولا تُخفي زهر الدين "أن الأوضاع العامة داخل المحطة تغيّرت مع وصول خنفر إلى إدارة القناة عام 2003". هكذا تستعيد في حديثها الكثير من الذكريات السيئة عن الأيام التي تلت هذا التغيير، وصولاً إلى استقالتها عام 2010 "طيلة ثماني سنوات، كنا نتعرّض لانتقادات على تصرفاتنا، وطريقة كلامنا، وجلوسنا، وحتى حياتنا الشخصية" تقول، مؤكدةً أنّها باتت الآن تشبه العصفور الذي خرج من القفص بعد سجن طويل.وإن كان السبب المعلن الذي تداولته وسائل الإعلام لاستقالة المذيعات الأربع، هو الاحتجاج على تدخّل الإدارة في طريقة لبسهنّ، فإن زهر الدين تعلن أن هذه الحجة لم تكن إلا القشة التي قصمت ظهر البعير "وسبباً إضافياً لنشر كتابي بغية توضيح هذه المغالطة، والإضاءة على حقيقة ما كان يجري معنا داخل مكاتب الدوحة".تبدأ لينا زهر الدين كتابها بسرد مراحل طفولتها ثم دراستها في المدرسة والجامعة، لتنتقل بعدها إلى سوق العمل وبداياتها في تلفزيون nbn، ثم انتقالها إلى قناة "أبو ظبي" لتصل بعدها إلى عملها في "الجزيرة"، التي انتقلت إليها عام 2002 "دخلت هذه المحطة وأنا محمّلة بأحلام وطموحات كبيرة، لكن مع مرور الأيام تأكدت أن الصورة الخارجية لـ"الجزيرة" لا تشبه حقيقتها... وأنه ليس كل ما يلمع ذهباً". وتختم كتابها بالثورات العربية، وتحديداً ثورة مصر "وقتها شعرت بحنين معيّن إلى الشاشة، وتمنيت لو أنني على الهواء على شاشة "الجزيرة" تقول لـلصحيفة، إلا أنها تعود لتؤكد أنّ التغطية اللاحقة لباقي الثورات جعلتها تتنفّس الصعداء لأنها تركت القناة.إذاً لا تتردّد زهر الدين في انتقاد أداء "الجزيرة" في البحرين، وسوريا، وحتى ليبيا، واليمن "هل يعقل ألا تتأكد محطة بحجم "الجزيرة" من هوية شهود العيان أو من دقة الصور التي تردها؟" تسأل، وتؤكد أنّ هذه السياسة كانت ممنوعة أثناء عملها في الفضائية القطرية "كانت كل صورة لا نتأكد من صحتها ممنوعة من الظهور على الشاشة"، إلا أن زهر الدين لا تستغرب هذا التحوّل المفاجئ في خط "الجزيرة"، ففي النهاية "المحطة هي لسان حال الدولة القطرية، ومخطئ من يقول إنها مستقلة. وفي لحظة معيّنة، وخصوصاً مع الاحتجاجات البحرينية، وجدت قطر نفسها مضطرة إلى تغيير سياستها بسبب عوامل مرتبطة بالأمن الخليجي، فاتخذت الخط الذي نشاهده حالياً على الشاشة".وما هو رأيها في استقالة مدير مكتب بيروت غسان بن جدّو؟ تقول "الرجل شجاع جداً وأحيّيه على موقفه، لقد ترك شهرة ومالاً ونفوذاً كبيراً بسبب قناعاته الشخصية. توقّعت أن يحذو حذوه صحافيون لبنانيون وسوريون، لكن ذلك لم يحصل".وفي ظل كل الجدل الذي رافق استقالة الإعلامي التونسي، ترى زهر الدين أن مكتب بيروت لن يعود كما كان "ما قبل غسان بن جدو لن يكون كما بعده". والتعبير عن تقديرها للخطوة التي قام بها الرجل، يقودها إلى التأكيد أنّها لو كانت لا تزال اليوم في المحطة، لكانت قد قامت بالخطوة نفسها من خلال تقديم استقالتها «لأن سياسة المحطة الحالية لا تتناسب مع قناعاتي» تقول ابنة بلدة ميس الجبل الجنوبية.

اليوم تبدو لينا زهر الدين مرتاحة بعيداً عن "الجزيرة" "التي لن أتردّد في العودة إليها إذا رجعت إلى ما كانت عليه قبل سنوات، يوم كنّا نشعر بأننا عائلة واحدة (أي قبل وصول خنفر إلى الإدارة)». وها هي تتفرّغ لعائلتها، ولاهتماماتها الأخرى «وأخيراً وجدت القليل من الوقت لي ولعائلتي». أما العودة إلى الإعلام، فمؤجّلة.هذا و تستعدّ "الجزيرة" لإطلاق استراتيجية جديدة مطلع الشهر المقبل، تتضمّن إعادة جدولة لشبكة أجور الموظفين، كما أن تغييرات ستطاول مكاتب الفضائية القطرية في عدد من الدول. وبعد استقالة مدير مكتب بيروت غسان بن جدّو، سُرِّبت أخبار عن أنّ القناة تتفاوض حالياً مع مراسل المحطة السابق في بيروت عباس ناصر لتسلّم المنصب، لكنّ مصادر من الدوحة تستبعد هذا الأمر بسبب الضجة الإعلامية التي أثارها ناصر بعد مغادرته المحطة، وهو ما أغضب الإدارة. كذلك فإن أخباراً أخرى تتحدّث عن إمكان انضمام ناصر إلى مكتب قناة "سكاي نيوز عربية" في بيروت.

  • فريق ماسة
  • 2011-06-07
  • 13672
  • من الأرشيف

مذيعة قناة الجزيرة لينا زهر الدين.. تصدر كتاب (الجزيرة ....ليست نهاية المشوار )

شهدت قناة "الجزيرة" القطرية استقالات بالجملة من مذيعين ومقدمي برامج شكلوا العمود الفقري لهذه القناة، وتنشر صحيفة الأخبار في عددها الصادر اليوم 8-6-2011 لقاء مع لينا زهر الدين إحدى مذيعات قناة "الجزيرة" والتي استقالت مع ثلاث من زميلاتها قبل أكثر من عام.ويأتي هذا اللقاء على خلفية كتاب أصدرته زهر الدين بعنوان("الجزيرة".... ليست نهاية المشوار)، والتي نفت أن يكون تصفية حسابات مع القناة بل هو سرد لتجربة شخصية ومهنية، وانتقاد لتصرفات أشخاص محددين داخل التلفزيون.و عن من هم هؤلاء الاشخاص التي تنتقدهم زهر الدين تقول في كتابها: "مدير المحطة وضاح خنفر، ونائب رئيس التحرير وقتها أيمن جاب الله، ورئيسة قسم الماكياج والأزياء لويز أبو سنّة".ولا تُخفي زهر الدين "أن الأوضاع العامة داخل المحطة تغيّرت مع وصول خنفر إلى إدارة القناة عام 2003". هكذا تستعيد في حديثها الكثير من الذكريات السيئة عن الأيام التي تلت هذا التغيير، وصولاً إلى استقالتها عام 2010 "طيلة ثماني سنوات، كنا نتعرّض لانتقادات على تصرفاتنا، وطريقة كلامنا، وجلوسنا، وحتى حياتنا الشخصية" تقول، مؤكدةً أنّها باتت الآن تشبه العصفور الذي خرج من القفص بعد سجن طويل.وإن كان السبب المعلن الذي تداولته وسائل الإعلام لاستقالة المذيعات الأربع، هو الاحتجاج على تدخّل الإدارة في طريقة لبسهنّ، فإن زهر الدين تعلن أن هذه الحجة لم تكن إلا القشة التي قصمت ظهر البعير "وسبباً إضافياً لنشر كتابي بغية توضيح هذه المغالطة، والإضاءة على حقيقة ما كان يجري معنا داخل مكاتب الدوحة".تبدأ لينا زهر الدين كتابها بسرد مراحل طفولتها ثم دراستها في المدرسة والجامعة، لتنتقل بعدها إلى سوق العمل وبداياتها في تلفزيون nbn، ثم انتقالها إلى قناة "أبو ظبي" لتصل بعدها إلى عملها في "الجزيرة"، التي انتقلت إليها عام 2002 "دخلت هذه المحطة وأنا محمّلة بأحلام وطموحات كبيرة، لكن مع مرور الأيام تأكدت أن الصورة الخارجية لـ"الجزيرة" لا تشبه حقيقتها... وأنه ليس كل ما يلمع ذهباً". وتختم كتابها بالثورات العربية، وتحديداً ثورة مصر "وقتها شعرت بحنين معيّن إلى الشاشة، وتمنيت لو أنني على الهواء على شاشة "الجزيرة" تقول لـلصحيفة، إلا أنها تعود لتؤكد أنّ التغطية اللاحقة لباقي الثورات جعلتها تتنفّس الصعداء لأنها تركت القناة.إذاً لا تتردّد زهر الدين في انتقاد أداء "الجزيرة" في البحرين، وسوريا، وحتى ليبيا، واليمن "هل يعقل ألا تتأكد محطة بحجم "الجزيرة" من هوية شهود العيان أو من دقة الصور التي تردها؟" تسأل، وتؤكد أنّ هذه السياسة كانت ممنوعة أثناء عملها في الفضائية القطرية "كانت كل صورة لا نتأكد من صحتها ممنوعة من الظهور على الشاشة"، إلا أن زهر الدين لا تستغرب هذا التحوّل المفاجئ في خط "الجزيرة"، ففي النهاية "المحطة هي لسان حال الدولة القطرية، ومخطئ من يقول إنها مستقلة. وفي لحظة معيّنة، وخصوصاً مع الاحتجاجات البحرينية، وجدت قطر نفسها مضطرة إلى تغيير سياستها بسبب عوامل مرتبطة بالأمن الخليجي، فاتخذت الخط الذي نشاهده حالياً على الشاشة".وما هو رأيها في استقالة مدير مكتب بيروت غسان بن جدّو؟ تقول "الرجل شجاع جداً وأحيّيه على موقفه، لقد ترك شهرة ومالاً ونفوذاً كبيراً بسبب قناعاته الشخصية. توقّعت أن يحذو حذوه صحافيون لبنانيون وسوريون، لكن ذلك لم يحصل".وفي ظل كل الجدل الذي رافق استقالة الإعلامي التونسي، ترى زهر الدين أن مكتب بيروت لن يعود كما كان "ما قبل غسان بن جدو لن يكون كما بعده". والتعبير عن تقديرها للخطوة التي قام بها الرجل، يقودها إلى التأكيد أنّها لو كانت لا تزال اليوم في المحطة، لكانت قد قامت بالخطوة نفسها من خلال تقديم استقالتها «لأن سياسة المحطة الحالية لا تتناسب مع قناعاتي» تقول ابنة بلدة ميس الجبل الجنوبية. اليوم تبدو لينا زهر الدين مرتاحة بعيداً عن "الجزيرة" "التي لن أتردّد في العودة إليها إذا رجعت إلى ما كانت عليه قبل سنوات، يوم كنّا نشعر بأننا عائلة واحدة (أي قبل وصول خنفر إلى الإدارة)». وها هي تتفرّغ لعائلتها، ولاهتماماتها الأخرى «وأخيراً وجدت القليل من الوقت لي ولعائلتي». أما العودة إلى الإعلام، فمؤجّلة.هذا و تستعدّ "الجزيرة" لإطلاق استراتيجية جديدة مطلع الشهر المقبل، تتضمّن إعادة جدولة لشبكة أجور الموظفين، كما أن تغييرات ستطاول مكاتب الفضائية القطرية في عدد من الدول. وبعد استقالة مدير مكتب بيروت غسان بن جدّو، سُرِّبت أخبار عن أنّ القناة تتفاوض حالياً مع مراسل المحطة السابق في بيروت عباس ناصر لتسلّم المنصب، لكنّ مصادر من الدوحة تستبعد هذا الأمر بسبب الضجة الإعلامية التي أثارها ناصر بعد مغادرته المحطة، وهو ما أغضب الإدارة. كذلك فإن أخباراً أخرى تتحدّث عن إمكان انضمام ناصر إلى مكتب قناة "سكاي نيوز عربية" في بيروت.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة