أكد العميد في جامعة «أوروبينو» والكاتب والأستاذ الجامعي الإيطالي دوميينيكو لوزيردو أن سورية تواجه حالياً برنامج تضليل إعلامي تقوده وسائط إعلام متعددة أجنبية وعربية، بالاعتماد على خدمات وسائط الإنترنيت، مشيراً إلى أن سيناريو تزييف مشابه اعتمد سابقاً في رومانيا.وفي بحث نشره مركز أبحاث العولمة الكندي في 27 نيسان الماضي ولا يزال متوفراً على مدونة الكاتب لوزيردو، وجاء بعنوان مركب: «ماذا يجري في سورية؟ الاحتجاجات في سورية والتضليل الإعلامي»، يقدم الكاتب شرحاً تفصيلاً وعرضاً تاريخياً لمسار وأسلوب التضليل الإعلامي وآلياته وكيفياته وتوظيفاته واستثماراته وخصوصاً مع سقوط الدول الشيوعية من رومانيا وصولاً إلى يوغسلافيا وحرب البلقان.ويؤكد دومينيكو لوزيردو أن الاحتفاء الخاص من الرئيس الأميركي أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بالوسائط الإعلامية الجديدة عبر شبكة الإنترنيت (فيسبوك وتويتر... إلخ) وتخصيص ميزانيات لدعمها إنما يندرج في سياق اعتماد هذه الوسائل راهناً ووضعها في خدمة البرنامج الإستراتيجي الأميركي الذي يستوجب في أحيان كثيرة إجراء تغييرات وانقلابات في غير مجتمع وبلد. ويشرح البرفسور لوزيردو التضليل الإعلامي بشكل موسّع ويعطي أمثلة تاريخية متعددة عليه وعلى مقدار فاعليته، وفي الواقع ينهي بحثه بفقرة خاصة بسورية، معتبراً أنها تخضع لبرنامج التضليل الإعلامي الذي تقوده الوسائط الإعلامية المتعددة الأجنبية وبعض العربية معها بالاعتماد على خدمات وسائط الإنترنيت.ونشر بحث لوزيردو قبل بثّ الكثير من الصور وأفلام الفيديو عن سورية التي تبين لاحقاً أنها مزورة، ونشر خصوصاً قبل إطلاق فيلم المقبرة الجماعية في درعا..!! على أن لوزيردو كان قد ذكر من ضمن أمثلته على اعتماد التضليل الإعلامي مثالاً خاصاً وشديد الأهمية يمكن أن نسميه فيلم الإبادة الجماعية في تيميشوارا في رومانيا.وفي هذا السياق قال الباحث حرفياً: إنه في نهاية عام 1989، ورغم فقدانه مصداقيته وتشويه سمعته إلى حد كبير ظلّ نيكولاي تشاوشيسكو على رأس السلطة في رومانيا، متسائلاً: كيف أسقط؟ويستعيد الباحث كيف قامت وسائل الإعلام الغربية وعلى نطاق واسع من رومانيا ببث معلومات وصور عن إبادة جماعية ارتكبتها شرطة تشاوشيسكو في تيميشوارا، لكن ماذا حدث بالفعل؟ يجيب لوزيردو.. نترك الكلام للفيلسوف المرموق، ذي المكانة الخاصة جورجيو آجامبين الذي يقول: «لأول مرة في التاريخ الإنساني جثث مدفونة تماماً ومصفوفة ومرتبة على الألواح في معرض الجثث المجهولة الهوية كانت قد أخرجت على عجل وعذّبت على نحوٍ تمثيلي لتظهر أمام الكاميرات كعملية إبادة جماعية التي يجب ويفترض أن تبرر وتشرّع لوصول سلطة جديدة، هذا المشهد الذي عاشه العالم بأسره ورآه بشكل مباشر وكأنه حقيقةعلى شاشات التلفزيون كان حتماً غير حقيقي، وعلى الرغم من أن التزوير والتزييف كان واضحاً في بعض الأحيان إلا أن أساليب التوثيق تظهره كحقيقة بوساطة نظام الإعلام العالمي».من الإبادة الجماعية في تيميشوارا إلى المقبرة الجماعية في درعا تستمر صناعة أفلام الاحتجاجات، ويتم عرضها ليس في صالات السينما بل على شاشات التلفزة كشرائط لواقع قائم، خدمة لإستراتيجيات موصوفة ومعروفة، ورغم كل الفضائح التي ارتكبتها أكثر من وكالة أنباء ومحطة تلفزيون في تعاطيها مع الأحداث في سورية...... لا تزال العروض مستمرة.

 

  • فريق ماسة
  • 2011-05-21
  • 13483
  • من الأرشيف

دوميينيكو لوزيردو .. سورية تواجه برنامج تضليل إعلامي

أكد العميد في جامعة «أوروبينو» والكاتب والأستاذ الجامعي الإيطالي دوميينيكو لوزيردو أن سورية تواجه حالياً برنامج تضليل إعلامي تقوده وسائط إعلام متعددة أجنبية وعربية، بالاعتماد على خدمات وسائط الإنترنيت، مشيراً إلى أن سيناريو تزييف مشابه اعتمد سابقاً في رومانيا.وفي بحث نشره مركز أبحاث العولمة الكندي في 27 نيسان الماضي ولا يزال متوفراً على مدونة الكاتب لوزيردو، وجاء بعنوان مركب: «ماذا يجري في سورية؟ الاحتجاجات في سورية والتضليل الإعلامي»، يقدم الكاتب شرحاً تفصيلاً وعرضاً تاريخياً لمسار وأسلوب التضليل الإعلامي وآلياته وكيفياته وتوظيفاته واستثماراته وخصوصاً مع سقوط الدول الشيوعية من رومانيا وصولاً إلى يوغسلافيا وحرب البلقان.ويؤكد دومينيكو لوزيردو أن الاحتفاء الخاص من الرئيس الأميركي أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بالوسائط الإعلامية الجديدة عبر شبكة الإنترنيت (فيسبوك وتويتر... إلخ) وتخصيص ميزانيات لدعمها إنما يندرج في سياق اعتماد هذه الوسائل راهناً ووضعها في خدمة البرنامج الإستراتيجي الأميركي الذي يستوجب في أحيان كثيرة إجراء تغييرات وانقلابات في غير مجتمع وبلد. ويشرح البرفسور لوزيردو التضليل الإعلامي بشكل موسّع ويعطي أمثلة تاريخية متعددة عليه وعلى مقدار فاعليته، وفي الواقع ينهي بحثه بفقرة خاصة بسورية، معتبراً أنها تخضع لبرنامج التضليل الإعلامي الذي تقوده الوسائط الإعلامية المتعددة الأجنبية وبعض العربية معها بالاعتماد على خدمات وسائط الإنترنيت.ونشر بحث لوزيردو قبل بثّ الكثير من الصور وأفلام الفيديو عن سورية التي تبين لاحقاً أنها مزورة، ونشر خصوصاً قبل إطلاق فيلم المقبرة الجماعية في درعا..!! على أن لوزيردو كان قد ذكر من ضمن أمثلته على اعتماد التضليل الإعلامي مثالاً خاصاً وشديد الأهمية يمكن أن نسميه فيلم الإبادة الجماعية في تيميشوارا في رومانيا.وفي هذا السياق قال الباحث حرفياً: إنه في نهاية عام 1989، ورغم فقدانه مصداقيته وتشويه سمعته إلى حد كبير ظلّ نيكولاي تشاوشيسكو على رأس السلطة في رومانيا، متسائلاً: كيف أسقط؟ويستعيد الباحث كيف قامت وسائل الإعلام الغربية وعلى نطاق واسع من رومانيا ببث معلومات وصور عن إبادة جماعية ارتكبتها شرطة تشاوشيسكو في تيميشوارا، لكن ماذا حدث بالفعل؟ يجيب لوزيردو.. نترك الكلام للفيلسوف المرموق، ذي المكانة الخاصة جورجيو آجامبين الذي يقول: «لأول مرة في التاريخ الإنساني جثث مدفونة تماماً ومصفوفة ومرتبة على الألواح في معرض الجثث المجهولة الهوية كانت قد أخرجت على عجل وعذّبت على نحوٍ تمثيلي لتظهر أمام الكاميرات كعملية إبادة جماعية التي يجب ويفترض أن تبرر وتشرّع لوصول سلطة جديدة، هذا المشهد الذي عاشه العالم بأسره ورآه بشكل مباشر وكأنه حقيقةعلى شاشات التلفزيون كان حتماً غير حقيقي، وعلى الرغم من أن التزوير والتزييف كان واضحاً في بعض الأحيان إلا أن أساليب التوثيق تظهره كحقيقة بوساطة نظام الإعلام العالمي».من الإبادة الجماعية في تيميشوارا إلى المقبرة الجماعية في درعا تستمر صناعة أفلام الاحتجاجات، ويتم عرضها ليس في صالات السينما بل على شاشات التلفزة كشرائط لواقع قائم، خدمة لإستراتيجيات موصوفة ومعروفة، ورغم كل الفضائح التي ارتكبتها أكثر من وكالة أنباء ومحطة تلفزيون في تعاطيها مع الأحداث في سورية...... لا تزال العروض مستمرة.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة