انطلقت في قصر الأمويين للمؤتمرات بدمشق اليوم أعمال المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين بمشاركة عربية ودولية.

 

وأكد معاون وزير الخارجية والمغتربين الدكتور أيمن سوسان في كلمة خلال الافتتاح أن السوريين خارج حدود الوطن ليسوا بحاجة لدعوة للعودة إلى بلدهم وسيجدون القلوب قبل الأبواب مشرعة لاحتضانهم مشيراً إلى أن مواقف الدول التي قاطعت المؤتمر وشنت الحملات ضده عرت نفسها بنفسها وكشفت النفاق وكذب ادعاءاتها عندما تتشدق بالحديث عن حقوق الإنسان وذرف دموع التماسيح في الوقت الذي تستغل فيه معاناة اللاجئين خدمة لأجنداتها السياسية على حساب القضايا الإنسانية النبيلة.

 

وقال سوسان: دمشق منارة العالم وشامة الدنيا التي ضمر لها أصحاب القرون الوسطى المعاصرة أبشع أشكال الحقد والغدر لإطفاء نورها بالنار ونير الفكر الظلامي إلا أن العناية الإلهية وعشق السوريين لوطنهم أخمدت نار الحقد ويأبى الله إلا أن يتم نوره وها أنتم اليوم في سورية وقد عاد إليها الأمن والأمان.. ثلاثة أحرف من لغتنا العربية الغراء تعبر أبلغ تعبير عن مؤتمرنا هذا .. الألف واللام والميم.. أنها تشكل مفردة ألم التي تشير إلى معاناة أهلنا وأخوتنا الذين اضطرتهم ظروف الحرب الظالمة على سورية إلى مغادرة بيوتهم ومدنهم وقراهم طلبا للأمان أو للحصول على لقمة العيش أما المفردة الثانية فهي أمل والتي تشير إلى شوق هؤلاء السوريين للعودة الى بيوتهم وتطلع الوطن إلى احتضان ابنائه ومؤتمرنا هذا مكرس أولاً وأخيراً لهم يهدف إلى استكشاف السبل لتهيئة الظروف المناسبة وتسهيل عودة السوريين إلى وطنهم.

 

وأوضح سوسان أن مثل هذا الهدف الإنساني النبيل يستوجب تضافر كل الجهود ومن هذا المنطلق كان الحرص على توجيه الدعوة إلى جميع دول العالم وترفعا عن الخلافات السياسية مع بعضها وتجاوز الشرور التي ساهمت بها بشكل مباشر أو غير مباشر وطالت كل السوريين على امتداد الوطن وفي نفس الوقت لم يكن لدى سورية أوهام إزاء استجابتها لهذه الدعوة فهذه الدول لا تزال أسيرة سياساتها التي فشلت في سورية ولا تزال تعيش في ظل أوهام ترددت وأصبحت كوابيس تقض مضاجعها وكان يمكن لمثل هذا المؤتمر أن يشكل فرصة لها للخروج من مستنقع سياساتها الخاطئة.

 

 وأعلن أن "مؤسسات الدولة السورية حققت تقدماً في تقديم التسهيلات والضمانات لعودة مئات الآلاف من اللاجئين".

 

بدوره، أكد نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر لافرانتييف، أن "هناك مساعٍ لخنق سوريا عبر طرق غير شرعية وغير إنسانية".

 

كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني، علي أصغر حاجي، قال إن "مشكلة النازحين هي نتيجة حرب فرضت على الشعب السوري".

 

وفي كلمة له خلال المؤتمر، أشار أصغر حاجي إلى أن "الجماعات الإرهابية المدعومة من أميركا تمنع النازحين من مغادرة مخيم الركبان"، مشدداً على أن "معالجة عودة اللاجئين السوريين أمرة ضروري وينبغي عدم استغلالها لتحصيل الأموال".

 

ولفت إلى أن "بعض الدول التي فشلت في سياساتها في سوريا تعاقب الشعب السوري عبر قانون قيصر"، موضحاً أن "الإدارة الأميركية شددت عقوباتها اللاإنسانية على سوريا على الرغم من مخاوف تفشي فيروس كورونا".

 

أصغر حاجي، أضاف أن "إيران تصر على أن حل الأزمة السورية يجب أن يكون سياسياً"، منوهاً إلى أن "المجتمع الدولي مطالب بمضاعفة المساعدات لسوريا والمشاركة في إعادة الإعمار لتسريع عودة النازحين".

 

واعتبر أن "بعض الدول عرقلت هذا المؤتمر لعودة النازحين السوريين لأسباب سياسية بدلاً من المشاركة الفعالة فيه"، معلناً أن "إيران تقترح إنشاء صندوق دولي لإعادة إعمار سوريا".

 

من لبنان، وبدوره، أعرب وزير الخارجية اللبنانية شربل وهبة عن أمله أن "يساهم المؤتمر في إيجاد الحل لأزمة اللاجئين السوريين، وأن يعود السلام إلى كافة الربوع السورية وأن يرجع كل لاجئ إلى أرضه فى بلده".

 

ولفت إلى أن "النزوح بات يشكّل عبئاً اجتماعياً واقتصادياً على لبنان"، مناشداً المجتمع الدولي لتبني الخطة التي وضعها لإعادة النازحين إلى أرضهم، وقال "نحن مطالبون بتكثيف الجهود الدولية لتأمين العودة الآمنة للاجئين إلى سوريا وعدم ربطهم بالحل السياسي النهائي".

 

أما وزير الشؤون الاجتماعي اللبناني رمزي مشرفية، فأشار إلى أن أكثر من 60% من النازحين السوريين، و80% من اللبنانيين تحت خط الفقر.

 

وأضاف أن "حاجات لبنان تفوق المساعدات التي تلقاها بـ8 مليار دولار"، موضحاً أن "خطة الحكومة اللبنانية ترتكز على تذليل العقبات أمام عودة النازحين بالتنسيق مع دمشق وموسكو".

 

مشرفية اعتبر أن "العودة التلقائية للنازحين السوريين من لبنان تراجعت بسبب جائحة كورونا"، مشدداً على أن "معالجة عودة النازحين السوريين غير مرتبطة بإنجاز الحل السياسي في سوريا".

 

بدوره، السفير الصيني في سوريا، فنغ بياو، أعلن أن "قضية اللاجئين السوريين تمثل أعباء كبيرة على دول الجوار".

 

وأشار إلى أنه "يجب اتخاذ إجراءات سياسية واقتصادية وأمنية متزامنة لحل قضية اللاجئين"، مشدداً على أن "الحل السياسي في سوريا يجب أن يحفظ سيادتها وأن يكون بقيادة السوريين".

 

 بياو قال إن "عودة النازحين السوريين إلى وطنهم تتطلب إعادة بناء البنى التحتية في بلدهم"، موضحاً أن "استمرار العقوبات على سوريا أمر غير مشروع، ويجب العمل سوية لدعم الحكومة السورية".

 

وأضاف أنه "يجب استئصال الإرهابيين وتجفيف مصادر تدريبهم وتمويلهم كي لا تصبح سوريا مرتعاً لهم"، منوهاً أن "بكين تلتزم دائماً، وبكل ثبات، سيادة سوريا واستقلالها، وتولي اهتماماً بالغاً بقضية اللاجئين".

 

وانطلقت في العاصمة السورية أعمال المؤتمر الدولي لإعادة اللاجئين بحضور 27 دولة مشاركة و12 منظمة إلى جانب الأمم المتحدة بصفة مراقب.

 

وتخلل المؤتمر كلمة للرئيس السوري بشار الأسد عبر تقنية الفيديو، وكلمات للوفود المشاركة، على أن تقوم الوفود غداً بجولات ميدانية على جمعيات خيرية.

 

وناقش الرئيسان السوري والروسي أمس الأول، تذليل العقبات لعودة اللاجئين إلى سوريا.

 

وخلال اتصال عبر الفيديو مع نظيره الروسي، دعا الأسد  إلى إنهاء الحصار الظالم واللاشرعي على بلاده لتتمكن الدولة السورية من تأمين العودة لمواطنيها، وبوتين أكد من جهته أن حجم الكارثة الإنسانية في سوريا لا يزال كبيراً.

 

  • فريق ماسة
  • 2020-11-10
  • 14346
  • من الأرشيف

بمشاركة عربية ودولية.. انطلاق أعمال المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين في قصر الأمويين للمؤتمرات بدمشق

انطلقت في قصر الأمويين للمؤتمرات بدمشق اليوم أعمال المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين بمشاركة عربية ودولية.   وأكد معاون وزير الخارجية والمغتربين الدكتور أيمن سوسان في كلمة خلال الافتتاح أن السوريين خارج حدود الوطن ليسوا بحاجة لدعوة للعودة إلى بلدهم وسيجدون القلوب قبل الأبواب مشرعة لاحتضانهم مشيراً إلى أن مواقف الدول التي قاطعت المؤتمر وشنت الحملات ضده عرت نفسها بنفسها وكشفت النفاق وكذب ادعاءاتها عندما تتشدق بالحديث عن حقوق الإنسان وذرف دموع التماسيح في الوقت الذي تستغل فيه معاناة اللاجئين خدمة لأجنداتها السياسية على حساب القضايا الإنسانية النبيلة.   وقال سوسان: دمشق منارة العالم وشامة الدنيا التي ضمر لها أصحاب القرون الوسطى المعاصرة أبشع أشكال الحقد والغدر لإطفاء نورها بالنار ونير الفكر الظلامي إلا أن العناية الإلهية وعشق السوريين لوطنهم أخمدت نار الحقد ويأبى الله إلا أن يتم نوره وها أنتم اليوم في سورية وقد عاد إليها الأمن والأمان.. ثلاثة أحرف من لغتنا العربية الغراء تعبر أبلغ تعبير عن مؤتمرنا هذا .. الألف واللام والميم.. أنها تشكل مفردة ألم التي تشير إلى معاناة أهلنا وأخوتنا الذين اضطرتهم ظروف الحرب الظالمة على سورية إلى مغادرة بيوتهم ومدنهم وقراهم طلبا للأمان أو للحصول على لقمة العيش أما المفردة الثانية فهي أمل والتي تشير إلى شوق هؤلاء السوريين للعودة الى بيوتهم وتطلع الوطن إلى احتضان ابنائه ومؤتمرنا هذا مكرس أولاً وأخيراً لهم يهدف إلى استكشاف السبل لتهيئة الظروف المناسبة وتسهيل عودة السوريين إلى وطنهم.   وأوضح سوسان أن مثل هذا الهدف الإنساني النبيل يستوجب تضافر كل الجهود ومن هذا المنطلق كان الحرص على توجيه الدعوة إلى جميع دول العالم وترفعا عن الخلافات السياسية مع بعضها وتجاوز الشرور التي ساهمت بها بشكل مباشر أو غير مباشر وطالت كل السوريين على امتداد الوطن وفي نفس الوقت لم يكن لدى سورية أوهام إزاء استجابتها لهذه الدعوة فهذه الدول لا تزال أسيرة سياساتها التي فشلت في سورية ولا تزال تعيش في ظل أوهام ترددت وأصبحت كوابيس تقض مضاجعها وكان يمكن لمثل هذا المؤتمر أن يشكل فرصة لها للخروج من مستنقع سياساتها الخاطئة.    وأعلن أن "مؤسسات الدولة السورية حققت تقدماً في تقديم التسهيلات والضمانات لعودة مئات الآلاف من اللاجئين".   بدوره، أكد نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر لافرانتييف، أن "هناك مساعٍ لخنق سوريا عبر طرق غير شرعية وغير إنسانية".   كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني، علي أصغر حاجي، قال إن "مشكلة النازحين هي نتيجة حرب فرضت على الشعب السوري".   وفي كلمة له خلال المؤتمر، أشار أصغر حاجي إلى أن "الجماعات الإرهابية المدعومة من أميركا تمنع النازحين من مغادرة مخيم الركبان"، مشدداً على أن "معالجة عودة اللاجئين السوريين أمرة ضروري وينبغي عدم استغلالها لتحصيل الأموال".   ولفت إلى أن "بعض الدول التي فشلت في سياساتها في سوريا تعاقب الشعب السوري عبر قانون قيصر"، موضحاً أن "الإدارة الأميركية شددت عقوباتها اللاإنسانية على سوريا على الرغم من مخاوف تفشي فيروس كورونا".   أصغر حاجي، أضاف أن "إيران تصر على أن حل الأزمة السورية يجب أن يكون سياسياً"، منوهاً إلى أن "المجتمع الدولي مطالب بمضاعفة المساعدات لسوريا والمشاركة في إعادة الإعمار لتسريع عودة النازحين".   واعتبر أن "بعض الدول عرقلت هذا المؤتمر لعودة النازحين السوريين لأسباب سياسية بدلاً من المشاركة الفعالة فيه"، معلناً أن "إيران تقترح إنشاء صندوق دولي لإعادة إعمار سوريا".   من لبنان، وبدوره، أعرب وزير الخارجية اللبنانية شربل وهبة عن أمله أن "يساهم المؤتمر في إيجاد الحل لأزمة اللاجئين السوريين، وأن يعود السلام إلى كافة الربوع السورية وأن يرجع كل لاجئ إلى أرضه فى بلده".   ولفت إلى أن "النزوح بات يشكّل عبئاً اجتماعياً واقتصادياً على لبنان"، مناشداً المجتمع الدولي لتبني الخطة التي وضعها لإعادة النازحين إلى أرضهم، وقال "نحن مطالبون بتكثيف الجهود الدولية لتأمين العودة الآمنة للاجئين إلى سوريا وعدم ربطهم بالحل السياسي النهائي".   أما وزير الشؤون الاجتماعي اللبناني رمزي مشرفية، فأشار إلى أن أكثر من 60% من النازحين السوريين، و80% من اللبنانيين تحت خط الفقر.   وأضاف أن "حاجات لبنان تفوق المساعدات التي تلقاها بـ8 مليار دولار"، موضحاً أن "خطة الحكومة اللبنانية ترتكز على تذليل العقبات أمام عودة النازحين بالتنسيق مع دمشق وموسكو".   مشرفية اعتبر أن "العودة التلقائية للنازحين السوريين من لبنان تراجعت بسبب جائحة كورونا"، مشدداً على أن "معالجة عودة النازحين السوريين غير مرتبطة بإنجاز الحل السياسي في سوريا".   بدوره، السفير الصيني في سوريا، فنغ بياو، أعلن أن "قضية اللاجئين السوريين تمثل أعباء كبيرة على دول الجوار".   وأشار إلى أنه "يجب اتخاذ إجراءات سياسية واقتصادية وأمنية متزامنة لحل قضية اللاجئين"، مشدداً على أن "الحل السياسي في سوريا يجب أن يحفظ سيادتها وأن يكون بقيادة السوريين".    بياو قال إن "عودة النازحين السوريين إلى وطنهم تتطلب إعادة بناء البنى التحتية في بلدهم"، موضحاً أن "استمرار العقوبات على سوريا أمر غير مشروع، ويجب العمل سوية لدعم الحكومة السورية".   وأضاف أنه "يجب استئصال الإرهابيين وتجفيف مصادر تدريبهم وتمويلهم كي لا تصبح سوريا مرتعاً لهم"، منوهاً أن "بكين تلتزم دائماً، وبكل ثبات، سيادة سوريا واستقلالها، وتولي اهتماماً بالغاً بقضية اللاجئين".   وانطلقت في العاصمة السورية أعمال المؤتمر الدولي لإعادة اللاجئين بحضور 27 دولة مشاركة و12 منظمة إلى جانب الأمم المتحدة بصفة مراقب.   وتخلل المؤتمر كلمة للرئيس السوري بشار الأسد عبر تقنية الفيديو، وكلمات للوفود المشاركة، على أن تقوم الوفود غداً بجولات ميدانية على جمعيات خيرية.   وناقش الرئيسان السوري والروسي أمس الأول، تذليل العقبات لعودة اللاجئين إلى سوريا.   وخلال اتصال عبر الفيديو مع نظيره الروسي، دعا الأسد  إلى إنهاء الحصار الظالم واللاشرعي على بلاده لتتمكن الدولة السورية من تأمين العودة لمواطنيها، وبوتين أكد من جهته أن حجم الكارثة الإنسانية في سوريا لا يزال كبيراً.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة