تسود حالة من الترقب في الأوساط السورية، ولا سيما الكردية منها، لنتيجة الانتخابات الأمريكية، المقررة الثلاثاء.

ويتركز الوجود العسكري الأمريكي في شمال شرق سوريا، أو في ما بات يعرف بمناطق شرق الفرات، الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد).ورجح الخبير بالشأن الكردي، فريد سعدون، أن يستمر وجود القوات الأمريكية في شمال شرق سوريا، لمدة تزيد عن عامين، بغض النظر عن نتائج الانتخابات الأمريكية المُرتقبة.

وفي حديث لـ”عربي21″، قال “سعدون” إن أمريكا ستحافظ على وجودها العسكري إلى حين نضج التفاهمات مع الأطراف الفاعلة في الشأن السوري، ووضوح ملامح الحل السياسي.

وأضاف أن الرئيس الحالي، دونالد ترامب، لم يكن متشجعا للبقاء في سوريا، لكنه تعرض لضغوط من إدارته للبقاء عسكريا، وذلك بهدف حرمان احكومة السورية من إعادة السيطرة على النفط في شرق الفرات، لزيادة الضغوط على دمشق وإخضاعها، إلى جانب منع إيران من إقامة ممر بري يصل طهران ببيروت والبحر المتوسط.

وتابع: “لو افترضنا أن جو بايدن فاز بالانتخابات، فمن المعروف أنه سيدفع باتجاه التوصل إلى اتفاق جديد مع طهران، ما يعني زوالا لأحد أسباب بقاء القوات الأمريكية في سوريا، وخصوصا أن مثل هذا الاتفاق سيكون مضمنا ببنود تحفظ أمن إسرائيل (الاحتلال)”.

وبحسب سعدون، فإن الولايات المتحدة غير مهتمة بالحفاظ على السيطرة على نفط شرق سوريا، لأن أي اتفاق ستعقده مع إيران، سيؤدي بالضرورة إلى تقليص الفجوة بين واشنطن ودمشق، بعد تغير سلوك الأخيرة.

وبهذا المعنى، فإن البقاء الأمريكي في سوريا، في حال فوز بايدن، سيستمر إلى حين إنضاج واشنطن لتفاهماتها مع موسكو في سوريا، وقد يستغرق ذلك سنة أو أكثر.

أما الكاتب السياسي، فراس علاوي، مؤلف كتاب “الصراع في سوريا” فوصف خلال حديثه لـ”عربي21″، السياسة الأمريكية في سوريا بـ”المرتبكة وغير الواضحة”.

وقال: “الأهم بالنسبة لواشنطن إغراق روسيا في الرمال السورية، وإبعاد إيران عن حدود إسرائيل”.

وأضاف: “إن الاختلاف بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي يكمن في آليات تنفيذ المحددات الأمريكية في سوريا، المتعلقة بروسيا وإيران”.

وأوضح “علاوي” أن “الإدارة الديمقراطية السابقة، غضت الطرف عن تمدد إيران في سوريا، مقابل توقيع طهران على الاتفاق النووي، وعند قدوم الإدارة الجمهورية الحالية، كان الأمر قد فات على كبح التمدد الإيراني في سوريا”.

وتابع بأن وصول بايدن إلى الرئاسة سيعني هدوء التحركات العسكرية التي تستهدف الفصائل الإيرانية، وهذا سيقود إلى أن يكون الحل الروسي أقرب للتطبيق في سوريا، أي بقاء الأسد على رأس السلطة.

  • فريق ماسة
  • 2020-11-02
  • 11165
  • من الأرشيف

هل تتغير استراتيجية أمريكا في سورية بعد الانتخابات؟

تسود حالة من الترقب في الأوساط السورية، ولا سيما الكردية منها، لنتيجة الانتخابات الأمريكية، المقررة الثلاثاء. ويتركز الوجود العسكري الأمريكي في شمال شرق سوريا، أو في ما بات يعرف بمناطق شرق الفرات، الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد).ورجح الخبير بالشأن الكردي، فريد سعدون، أن يستمر وجود القوات الأمريكية في شمال شرق سوريا، لمدة تزيد عن عامين، بغض النظر عن نتائج الانتخابات الأمريكية المُرتقبة. وفي حديث لـ”عربي21″، قال “سعدون” إن أمريكا ستحافظ على وجودها العسكري إلى حين نضج التفاهمات مع الأطراف الفاعلة في الشأن السوري، ووضوح ملامح الحل السياسي. وأضاف أن الرئيس الحالي، دونالد ترامب، لم يكن متشجعا للبقاء في سوريا، لكنه تعرض لضغوط من إدارته للبقاء عسكريا، وذلك بهدف حرمان احكومة السورية من إعادة السيطرة على النفط في شرق الفرات، لزيادة الضغوط على دمشق وإخضاعها، إلى جانب منع إيران من إقامة ممر بري يصل طهران ببيروت والبحر المتوسط. وتابع: “لو افترضنا أن جو بايدن فاز بالانتخابات، فمن المعروف أنه سيدفع باتجاه التوصل إلى اتفاق جديد مع طهران، ما يعني زوالا لأحد أسباب بقاء القوات الأمريكية في سوريا، وخصوصا أن مثل هذا الاتفاق سيكون مضمنا ببنود تحفظ أمن إسرائيل (الاحتلال)”. وبحسب سعدون، فإن الولايات المتحدة غير مهتمة بالحفاظ على السيطرة على نفط شرق سوريا، لأن أي اتفاق ستعقده مع إيران، سيؤدي بالضرورة إلى تقليص الفجوة بين واشنطن ودمشق، بعد تغير سلوك الأخيرة. وبهذا المعنى، فإن البقاء الأمريكي في سوريا، في حال فوز بايدن، سيستمر إلى حين إنضاج واشنطن لتفاهماتها مع موسكو في سوريا، وقد يستغرق ذلك سنة أو أكثر. أما الكاتب السياسي، فراس علاوي، مؤلف كتاب “الصراع في سوريا” فوصف خلال حديثه لـ”عربي21″، السياسة الأمريكية في سوريا بـ”المرتبكة وغير الواضحة”. وقال: “الأهم بالنسبة لواشنطن إغراق روسيا في الرمال السورية، وإبعاد إيران عن حدود إسرائيل”. وأضاف: “إن الاختلاف بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي يكمن في آليات تنفيذ المحددات الأمريكية في سوريا، المتعلقة بروسيا وإيران”. وأوضح “علاوي” أن “الإدارة الديمقراطية السابقة، غضت الطرف عن تمدد إيران في سوريا، مقابل توقيع طهران على الاتفاق النووي، وعند قدوم الإدارة الجمهورية الحالية، كان الأمر قد فات على كبح التمدد الإيراني في سوريا”. وتابع بأن وصول بايدن إلى الرئاسة سيعني هدوء التحركات العسكرية التي تستهدف الفصائل الإيرانية، وهذا سيقود إلى أن يكون الحل الروسي أقرب للتطبيق في سوريا، أي بقاء الأسد على رأس السلطة.

المصدر : الماسة السورية/عربي 21


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة