من يعرف حسن حجازي يعرف أنه كان يبيت في قرارة نفسه أن لا يمر الخامس عشر من شهر أيار كباقي الأيام .حسن  والذي كان للماسة السورية و لي أنا شخصيا رئيس التحرير شرف الكلام و التخاطب والتحضير معه لهذا اليوم الموعود عبر صفحات الفيس بوك و كان قد أشار لي على عتبه على الحكومة في سورية كيف لن تسمح لهم بالزحف إلى فلسطين و قال أنه يقدر خوف الحكومة السورية على سلامتهم ولكنه هم يطلبون الشهادة.

بالعودة إلى تفاصيل الخبر فقد صل أحد اللاجئين الفلسطينيين في سورية، ممن اقتحموا الحدود نحو الجولان السوري المحتل، يوم الأحد، إلى مدينة يافا، مسقط رأس أبيه وجده، حسن حجازي (28 عاما)، الموظف في وزارة التربية السورية، سلم نفسه إلى الشرطة، بعد أن تحدث إلى صحفيين اسرائيليين، مساء الاثنين، وبعد أن تجول في مدينة يافا بحثا عن بيت أهله.

قطعنا الحدود ووصلنا إلى مداخل مجدل شمس المحتلة.. الجيش الاسرائيلي انتظرنا هناك وأطلق علينا الرصاص والغاز المسيل للدموع.. وقد رددنا عليهم برمي الحجارة.."

وأوضح أن سكان مجدل شمس قدموا له ماء وشايا: "لقد اهتموا بنا، لكنهم كانوا قلقين من أن تقوم السلطات الاسرائيلية بالتحقيق معهم، لذا حاولوا إقناعنا بالعودة إلى سورية."

مصادر في الشرطة الاسرائيلية قالت إن خروج حجازي من مجدل شمس تم خلال سيطرة الجيش الاسرائيلي على البلدة، وقبل دخول قوات الشرطة إليها.

وفي حديث مع "القناة العاشرة" الاسرائيلية، بين حجازي كيفية وصوله إلى يافا، قال: "رأيت مجموعة من متضامني السلام العرب والفرنسيين، وبينهم يهودي واحد، وقلت لهم إن حلمي هو الوصول إلى يافا، وطني، وطلبت منهم أن أسافر معهم"، مؤكدا أن مظاهرات العودة لم يكن وراءها نظام الرئيس بشار الأسد، الذي هاجمتاه كل من واشنطن وتل أبيب، بادعاء أنه  دعم المظاهرات لتحويل الأنظار عن الثورة التي تعيشها سورية.

قال: "نحن من قمنا بتنظيم التظاهرات عبر الفيسبوك، ولم يواقف النظام عليها بداية بالرغم من أننا أرسلنا له ممثلين.. وحزب الله هو من ضغط على النظام السوري حتى يسمح لنا بالتظاهر"، وأجاب على سؤال إذا ما كان يعتبر اختراق الحدود ووصوله إلى يافا انتصارا على إسرائيل، قال: "إنه أمر رمزي، والانتصار الحقيقي على إسرائيل لا يتم إلا بالمعارك."

وقالت القناة "الاسرائيلية العاشرة"، إن حجازي كان يحمل بطاقة هوية سورية خاصة باللاجئين الفلسطينيين، كتب فيها إنه أصله من "يافا"، وإن مجموعة ناشطي السلام أوصلته في "باص غير" إلى جانب "شارع الشاطئ"، ومن هناك انطلق في باص نحو تل أبيب، وأنه عندما وصل إلى يافا، تجول في المدينة باحثا عن بيت أهله.

كما ذكرت القناة الاسرائيلية العاشرة، أن حجازي قام بتسليم نفسه إلى الشرطة بملء إرادته، بعد أن تحدث إلى مراسل قناة العربية، وطلب منه أن يساعده في ذلك.

"لا يهمني القانون الاسرائيلي، ولا أعترف بشيء اسمه إسرائيل"

وأكد حجازي أنه لم يخف أبدا من الشرطة الاسرائيلية، قال: "لم أخف من الشرطة، وكنت جالسا قرب جندي اسرائيلي، ولاحظت أنهم هم الخائفون، رغم أنهم من لواء جولاني، نخبة الجيش الاسرائيلي."

وأضاف: "أنا لا يهمني القانون الاسرائيلي، ولا أعترف بشيئ اسمه إسرائيل، وأنا أتحدث من قلب إسرائيل، وأقول إن هناك الكثير من اليهود مخدوعين بدولة إسرائيل، وإن الكثير من الناس في إسرائيل لا يريدون أن يبقوا هنا، إنما يريدون أن يعيدوا إلى بلادهم الأصلية."

"هذه ليست إسرائيل، إنها فلسطين، وهي أرضي"

وفي حديث مع موقع "ynet" الاسرائيلي، التابع لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، حيث سئل عن رأيه في إسرائيل، قال: "هذه ليست إسرائيل، إنها فلسطين، وهي أرضي"، وأضاف: "يجب ألا تكون هذه الدولة يهودية، يجب أن تكون للمسلمين واليهود جميعا، ونحن نريد كل هذه الأرض."

وقال حجازي لعشرات الصحافيين الذين تجمهروا حوله لحظة توقيفه، وهو يشير إليهم بإشارة النصر: "لا أريد العودة إلى سوريا.. أريد أن أبقى هنا، في قريتي، حيثما ولدا جدي وأبي، بالرغم من أن سوريا دولة جيدة بالنسبة للفلسطينيين.. وأنا لا أعرف الآن ماذا يمكن أن تفعله الحكومة الاسرائيلية معنا.. أنا أريد أن أبقى هنا، وأن أحضر عائلتي لتقيم معي هنا."

وخلال حديثه مع الصحافيين بالقرب من محطة الشرطة، توجه إليه شرطيان ليدخلاه إلى داخل المحطة، وقد قال له أحدهما بالانجليزية أمام الصحافيين: "دخلت إلى إسرائيل بصورة غير قانونية، أنت غير قانوني هنا، ولذلك فإنه سيتم احتجازك هنا في المحطة."

وقال لاجئ فلسطيني آخر ممن عادوا إلى سوريا بعد عبوره الحدود ووصوله إلى الجولان المحتل، في حديث مع "ynet": "سنواصل نضالنا حتى نبلغ ما نطلبه، ألا وهو حق العودة الذي صادرته إسرائيل.. وفي المرة القادمة التي سنعبر فيها الحدود، سنكون مسلحين، وسنرد على نيران الجيش الاسرائيلي من دون تردد أو خوف، لأنهم في الأمس قاموا برشنا، وقد سقط ثمانية شهداء منا."

ووجه الشاب شكره باسمه واسم من شارك معه في مسيرة العودة، أهالي مجدل شمس على استضافتهم، وقال: "لقد استشقت هواء أرضي، وعلى حكومة إسرائيل أن تعيد إلينا حقوقنا.. وإن لم تفعل، فإنها ستعاني من آلاف الشباب المستعدين أن يضحوا بحياتهم ليحصلوا على حقوقهم، الموت لا يخيفنا."

  • فريق ماسة
  • 2011-05-16
  • 9278
  • من الأرشيف

حسن حجازي... أول لاجئ فلسطيني في سورية يصل يافا وينتظر الملايين للحاق به

من يعرف حسن حجازي يعرف أنه كان يبيت في قرارة نفسه أن لا يمر الخامس عشر من شهر أيار كباقي الأيام .حسن  والذي كان للماسة السورية و لي أنا شخصيا رئيس التحرير شرف الكلام و التخاطب والتحضير معه لهذا اليوم الموعود عبر صفحات الفيس بوك و كان قد أشار لي على عتبه على الحكومة في سورية كيف لن تسمح لهم بالزحف إلى فلسطين و قال أنه يقدر خوف الحكومة السورية على سلامتهم ولكنه هم يطلبون الشهادة. بالعودة إلى تفاصيل الخبر فقد صل أحد اللاجئين الفلسطينيين في سورية، ممن اقتحموا الحدود نحو الجولان السوري المحتل، يوم الأحد، إلى مدينة يافا، مسقط رأس أبيه وجده، حسن حجازي (28 عاما)، الموظف في وزارة التربية السورية، سلم نفسه إلى الشرطة، بعد أن تحدث إلى صحفيين اسرائيليين، مساء الاثنين، وبعد أن تجول في مدينة يافا بحثا عن بيت أهله. قطعنا الحدود ووصلنا إلى مداخل مجدل شمس المحتلة.. الجيش الاسرائيلي انتظرنا هناك وأطلق علينا الرصاص والغاز المسيل للدموع.. وقد رددنا عليهم برمي الحجارة.." وأوضح أن سكان مجدل شمس قدموا له ماء وشايا: "لقد اهتموا بنا، لكنهم كانوا قلقين من أن تقوم السلطات الاسرائيلية بالتحقيق معهم، لذا حاولوا إقناعنا بالعودة إلى سورية." مصادر في الشرطة الاسرائيلية قالت إن خروج حجازي من مجدل شمس تم خلال سيطرة الجيش الاسرائيلي على البلدة، وقبل دخول قوات الشرطة إليها. وفي حديث مع "القناة العاشرة" الاسرائيلية، بين حجازي كيفية وصوله إلى يافا، قال: "رأيت مجموعة من متضامني السلام العرب والفرنسيين، وبينهم يهودي واحد، وقلت لهم إن حلمي هو الوصول إلى يافا، وطني، وطلبت منهم أن أسافر معهم"، مؤكدا أن مظاهرات العودة لم يكن وراءها نظام الرئيس بشار الأسد، الذي هاجمتاه كل من واشنطن وتل أبيب، بادعاء أنه  دعم المظاهرات لتحويل الأنظار عن الثورة التي تعيشها سورية. قال: "نحن من قمنا بتنظيم التظاهرات عبر الفيسبوك، ولم يواقف النظام عليها بداية بالرغم من أننا أرسلنا له ممثلين.. وحزب الله هو من ضغط على النظام السوري حتى يسمح لنا بالتظاهر"، وأجاب على سؤال إذا ما كان يعتبر اختراق الحدود ووصوله إلى يافا انتصارا على إسرائيل، قال: "إنه أمر رمزي، والانتصار الحقيقي على إسرائيل لا يتم إلا بالمعارك." وقالت القناة "الاسرائيلية العاشرة"، إن حجازي كان يحمل بطاقة هوية سورية خاصة باللاجئين الفلسطينيين، كتب فيها إنه أصله من "يافا"، وإن مجموعة ناشطي السلام أوصلته في "باص غير" إلى جانب "شارع الشاطئ"، ومن هناك انطلق في باص نحو تل أبيب، وأنه عندما وصل إلى يافا، تجول في المدينة باحثا عن بيت أهله. كما ذكرت القناة الاسرائيلية العاشرة، أن حجازي قام بتسليم نفسه إلى الشرطة بملء إرادته، بعد أن تحدث إلى مراسل قناة العربية، وطلب منه أن يساعده في ذلك. "لا يهمني القانون الاسرائيلي، ولا أعترف بشيء اسمه إسرائيل" وأكد حجازي أنه لم يخف أبدا من الشرطة الاسرائيلية، قال: "لم أخف من الشرطة، وكنت جالسا قرب جندي اسرائيلي، ولاحظت أنهم هم الخائفون، رغم أنهم من لواء جولاني، نخبة الجيش الاسرائيلي." وأضاف: "أنا لا يهمني القانون الاسرائيلي، ولا أعترف بشيئ اسمه إسرائيل، وأنا أتحدث من قلب إسرائيل، وأقول إن هناك الكثير من اليهود مخدوعين بدولة إسرائيل، وإن الكثير من الناس في إسرائيل لا يريدون أن يبقوا هنا، إنما يريدون أن يعيدوا إلى بلادهم الأصلية." "هذه ليست إسرائيل، إنها فلسطين، وهي أرضي" وفي حديث مع موقع "ynet" الاسرائيلي، التابع لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، حيث سئل عن رأيه في إسرائيل، قال: "هذه ليست إسرائيل، إنها فلسطين، وهي أرضي"، وأضاف: "يجب ألا تكون هذه الدولة يهودية، يجب أن تكون للمسلمين واليهود جميعا، ونحن نريد كل هذه الأرض." وقال حجازي لعشرات الصحافيين الذين تجمهروا حوله لحظة توقيفه، وهو يشير إليهم بإشارة النصر: "لا أريد العودة إلى سوريا.. أريد أن أبقى هنا، في قريتي، حيثما ولدا جدي وأبي، بالرغم من أن سوريا دولة جيدة بالنسبة للفلسطينيين.. وأنا لا أعرف الآن ماذا يمكن أن تفعله الحكومة الاسرائيلية معنا.. أنا أريد أن أبقى هنا، وأن أحضر عائلتي لتقيم معي هنا." وخلال حديثه مع الصحافيين بالقرب من محطة الشرطة، توجه إليه شرطيان ليدخلاه إلى داخل المحطة، وقد قال له أحدهما بالانجليزية أمام الصحافيين: "دخلت إلى إسرائيل بصورة غير قانونية، أنت غير قانوني هنا، ولذلك فإنه سيتم احتجازك هنا في المحطة." وقال لاجئ فلسطيني آخر ممن عادوا إلى سوريا بعد عبوره الحدود ووصوله إلى الجولان المحتل، في حديث مع "ynet": "سنواصل نضالنا حتى نبلغ ما نطلبه، ألا وهو حق العودة الذي صادرته إسرائيل.. وفي المرة القادمة التي سنعبر فيها الحدود، سنكون مسلحين، وسنرد على نيران الجيش الاسرائيلي من دون تردد أو خوف، لأنهم في الأمس قاموا برشنا، وقد سقط ثمانية شهداء منا." ووجه الشاب شكره باسمه واسم من شارك معه في مسيرة العودة، أهالي مجدل شمس على استضافتهم، وقال: "لقد استشقت هواء أرضي، وعلى حكومة إسرائيل أن تعيد إلينا حقوقنا.. وإن لم تفعل، فإنها ستعاني من آلاف الشباب المستعدين أن يضحوا بحياتهم ليحصلوا على حقوقهم، الموت لا يخيفنا."

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة