دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
لم تكد تبدأ الأزمة في سورية عام 2011، حتى بدأ النظام التركي يبشّر بنهاية الدوحرلة السورية خلال أسابيع أو أشهر بأبعد تقدير بما يخدم الأجندات المرسومة والمعدة في مطابخ السياسة الغربية وبعض الدول العربية التي ترى في سورية أرض خصبة لتحقيق أهدافها ومصالحها، لكن أكثر من 9 سنوات مرّت، خسروا الرهان، وبقيت سورية وجيشها صامدين.
ولطالما أرادت أنقرة فرض منطقة آمنة في شمال سورية، وفشلت في تحقيق ذلك بدأت برسم خطوط جديدة لتغيير قواعد اللعبة هناك، من خلال تحشيد كبير للجيش التركي والمجموعات المسلحة المدعومة منه ودخولها إلى الأراضي السورية، في المقابل هناك شائعات عن نية الأتراك لشن عمل عسكري في المنطقة وحالة خوف بين الأهالي، في الوقت الذي يدخل فيه الجيش التركي معدات عسكرية وأسلحة وذخيرة عبر معبر السكرية لدعم مواقعه في قريتي باب الخير والداودية حيث خطوط التماس مع الجيش السوري، فضلاً عن تحضيرات داخل قاعدة القوات الأمريكية في الشدادي بريف الحسكة الجنوبي لاستقبال دفعة ثانية من القوات السعودية التي من المتوقع وصولها خلال فترة قريبة مما يؤشر إلى احتمال شن عملية عسكرية جديدة على الأراضي السورية.
والسؤال الذي يفرض نفسه بقوة هنا، هل يتورط أردوغان فعلاً في شن هجوم عسكري على الحسكة السورية متجاوزاً شعبه وشعوب الدول الحليفة لسورية ومتجاوزاً الشرعية الدولية؟ خاصة بعد أن تلقى تحذيرات جدية من الرئيس الأسد بعدم ارتكاب أي مغامرة في سورية لأنها ستكون حرب قاسية.
في خضم الأحداث المشتعلة، يظن الكثير من المحللين العسكريين أن طبول الحرب تدق الآن بين سورية وتركيا، وكثير من المحللين مثلي لا يظنون بأن حرب ستقع بين سورية وتركيا التي تأكد تورطها في دعم التنظيمات المسلحة بعد ثبوت أدلة قاطعة ووثائق.
لذلك أرى أن الحرب على سورية حتى الآن لا تبدو حقيقية، ولا تعدو كونها حرب إعلامية، أو فقاعة سياسية هدفها فرض تسويات معينة، وقد كان اردوغان مرتبك بما فيه الكفاية عندما تحدث عن الهجوم العسكري في سورية، بعد أن تلقى تحذيرات جدية من الرئيس الأسد بطريقة مباشرة بعدم ارتكاب مغامرة في سورية لأنها ستكون أصعب من فيتنام على الجيش الأمريكي.
من هذا المنطلق يجب على الرئيس التركي أن يحترس من التورط في شن الحرب على سورية الذي لا يستطيع تطويق حدودها ومجابهة الدول الإقليمية المرشحة للاشتراك فيها مثل إيران وحزب الله وروسيا، وهي حرب سوف تكون مكلفة لبلاده عسكرياً وسياسياً وأخلاقياً وإمكانية تطورها إلى حرب إقليمية بأبعاد عالمية قد تنقلب من حرب محدودة إلى حرب مفتوحة والتي سوف يكون لها آثار مدمرة متى إشتعلت لأن هناك أكثر من جهة تريد أن تثبت وجودها في المنطقة سواء على الصعيد العسكري أو السياسي.
مجملاً…المخطط في سورية واضحاً، تركيا التي خسرت أهم أهداف مشروعها التخريبي بالمنطقة، بسبب سحق وفرار التنظيمات الإرهابية، تحاول هدم الاستقرار في سورية، متسلحة بأدواتها التقليدية، الإرهاب والفوضى، لكن ما تغفله تركيا، أن الأدوات أصبحت مكشوفة لدمشق، و أن معركة الجيش السوري والمقاومة في تحرير الأراضي السورية لن تتوقف وستواصل مهامها لهزيمة الميليشيات المسلحة والجماعات الداعمة لها التي تتكبد يومياً خسائر فادحة في المعدات والأرواح في مختلف المناطق السورية.
وإنطلاقاً من كل ذلك، إنه دون إعادة سورية إلى الأمن والاستقرار لن تنعم تركيا والمنطقة بأكملها بالسلام والأمن، لذا يجب على تركيا إعادة النظرة في الرهانات السياسية الخاطئة قبل فوات الأوان.
أختم مقالي بالقول… إنها سورية وستظل دائماً رغم أنف كل حاقد أو حاسد وستظل دائماً فوق الجميع وللجميع، بالتالي من مصلحة الجميع أن تنهض سورية وتتعافى كي تمارس دورها لإحباط كل المخططات التي تمهد الطريق لإعادة الهيمنة على منطقتنا العربية.
المصدر :
الدكتور خيام الزعبي/ رأي اليوم
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة