في ظل ازدياد مظاهر الرفض والمقاومة الشعبية لتواجد القوات الامريكية والمجموعات المسلحة الموالية لها في مناطق الجزيرة السورية، أقدمت طائرات أمريكية بالاعتداء على حاجز للجيش العربي السوري جنوب شرق القامشلي ما أدى إلى استشهاد جندي وإصابة اثنين آخرين بجروح.

 

منع الجيش السوري الدورية الامريكية من المرور عبر حاجزها في ريف القامشلي، تطور الى اشتباكات مباشرة بين الطرفين، كشفت تفاصيلها مصادر عسكرية في الجيش السوري قائلة أنه صباح الاثنين حاولت دورية أمريكية الدخول إلى منطقة انتشار أحد تشكيلاتنا المقاتلة في ريف مدينة القامشلي عبر حاجز “تل الذهب” فأوقفهم عناصر الحاجز ومنعوهم من المرور فأطلق عناصر الدورية الأمريكية عدة رشقات نارية”، مضيفا إنه “وبعد نحو 30 دقيقة هاجمت حوامتان أمريكيتان عناصر الحاجز بالرشاشات الثقيلة ما أدى إلى استشهاد جندي وجرح اثنين آخرين”، فيما هرع اهالي المناطق القريبة الى حاجز الجيش لتقديم المساعدة والمساندة له.

 

وتعليقا على الحادث قال ما يسمى بالـ “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة في سوريا في بيان أنه و”أثناء القيام بدورية أمنية مع مجموعات “قسد” في المنطقة المذكورة، واجهت نقطة تفتيش تابعة للجيش السوري وأثناء مرورها بالنقطة، تعرضت الدورية لنيران من أفراد متواجدين بالقرب من نقطة التفتيش على حد زعمها.

 

وزعم البيان أن “القوات التابعة لدورية التحالف قامت بالرد على النيران دفاعا عن النفس ولم يشن التحالف أي غارة جوية في تلك الأثناء، منوها بأنه لم تقع أي خسائر في صفوف التحالف، وأن التحقيق لا يزال جارياً.

 

بسالة الجيش السوري في تصديه للقوات الامريكية ساندها رفض شعبي تجسد في تأكيد أحد شيوخ قبيلة “العكيدات” العربية في محافظة دير الزور الشيخ، كمال شيخ فارس الجراح، بأن أبناء “العكيدات” والعشائر العربية الأخرى، نجحوا على مدار الأسبوع في مواجهة المسلحين التابعين للجيش الأمريكي، وإفشال مخططاتهم ومحاولاتهم قمع الانتفاضة ضد وجودهم غير الشرعي.

 

وبين الشيخ الجراح، هو أحد منسقي ملتقى قبيلة “العكيدات” في مدينة دير الزور، أن سبب هذا الغضب الشعبي لأبناء العشائر شرق الفرات هو اغتيال شيوخ اتحاد العشائر والأعمال العدوانية للقوات الكردية الموالية للاحتلال الامريكي، ضد السكان العرب في هذه المنطقة ومنها قيام مسلحي “قسد”، بحجة محاربة “داعش” الارهابي، باعتقال وضرب وإهانة السكان المحليين، موضحا بأن مهاجمة مواقع مسلحين من تنظيم “قسد” الموالي للجيش الأمريكي مستمرة، حيث تدور الاشتباكات بين ابطال العكيدات مع مسلحي التنظيم بشكل يومي وهناك تفوق بطولي واضح للمقاتلين المنتفضين من أجل الكرامة والحرية والعدالة لأبناء العشائر العربية.

 

وأدت الاشتباكات التي يخوضها أبناء “العكيدات” إلى خسائر كبيرة في صفوف المسلحين الموالين للجيش الأمريكي، ليتضح من خلال تلك الاشتباكات الجاهزية العالية لقوات العشائر العربية في تلك المنطقة من حيث تكتيكات الكمائن ومعرفتهم الجيدة بالتضاريس ما أدى إلى إحباط معنويات المسلحين الكرد الذين أصبحوا يخشون الآن مواجهة اتحاد العشائر.

 

وقال الشيخ الجراح بأنهم أطلقوا نداء اخيراً لجميع أبناء العشائر العربية المنضوين في صفوف “قسد” لترك السلاح والانضمام إلى جانب أهلهم وأبناء عمومتهم في انتفاضتهم ضد الاحتلال وأعوانه، حيث أفادت مصادر محلية عشائرية أن وحدات كردية كاملة ترفض مجابهة العرب في المنطقة.

 

وأوضح الجراح بأن ملتقى قبيلة العكيدات بصدد تأسيس مجلسين للقبيبلة،: الأول، سياسي؛ والثاني عسكري، وبدعم وتنسيق كامل مع الدولة السورية والجيش العربي السوري والقوات الحليفة بهدف تحرير مناطق شرق الفرات جميعا.

 

وختم الشيح كمال الجراح حديثه بأن الغالبية العظمى من شيوخ القبائل العربية في سوريا أعربت عن دعمها الكامل للانتفاضة التي اندلعت ضد الغزاة، لكن جرائم المسلحين الموالين لهم يجب أن يدينها المجتمع الدولي والدول العربية في المنطقة.

 

وفي سياق المقاومة الشعبية كذلك رفضت قبيلة “البكارة” العربية شمال شرق سوريا طلبا أميركيا بتسليم الأسلحة التي قامت بمصادرتها، من مسلحين موالين للجيش الأميركي كانوا قد هاجموا إحدى القرى بريف مدينة دير الزور. كما رفضت إعادة المواقع التي سيطرة عليها أبناء القبيلة في قرية “جديد بكارة” يوم السبت الماضي.

 

الاعتداء الامريكي على جنود الجيش السوري يعتبر خرقا لقواعد الاشتباك في الشرق السوري، ما يمكن أن يرسم قواعد جديدة للاشتباك في المنطقة، وسيزيد من الرفض الشعبي والمقاومة هناك ضد الوجود الامريكي وكذلك للمجموعات الموالية له بدعم وتنسيق كامل مع الدولة السورية والجيش العربي السوري والقوات الحليفة، وباعتبار ان التواجد الاميركي في سوريا غير شرعي، يفتح هذا الامر الباب امام مزيد من الصدامات والاشتباكات المباشرة بين الاحتلال الاميركي والجيش السوري، خصوصا وان الجيش في الشرق بات يلقى دعما وارضية شعبية كبيرة من القبائل العربية الرافضة للتواجد الاميركي والجماعات المسلحة التابعة له في المنطقة الشرقية والشمالية لسوريا.

 

وتجدر الاشارة الى انها ليست المرة الأولى التي تمنع حواجز الجيش السوري الدوريات الأمريكية في ريف القامشلي من العبور، ولكن التطور اليوم هو بالرد الأمريكي على الحادثة واستشهاد وجرح عدد من جنود الجيش السوري، فسابقا تصدى أهالي عدد من القرى بريف الحسكة بمؤازرة من عناصر الجيش السوري منذ إقامة القوات الأميركية قواعدها اللاشرعية للعديد من أرتال الاحتلال أثناء محاولتها التحرك بين القرى والبلدات بالقرب من مناطق انتشارها، وأجبروها على المغادرة والعودة من حيث أتت.

  • فريق ماسة
  • 2020-08-17
  • 7921
  • من الأرشيف

الجيش السوري يؤسس لقواعد اشتباك جديدة في الشمال

في ظل ازدياد مظاهر الرفض والمقاومة الشعبية لتواجد القوات الامريكية والمجموعات المسلحة الموالية لها في مناطق الجزيرة السورية، أقدمت طائرات أمريكية بالاعتداء على حاجز للجيش العربي السوري جنوب شرق القامشلي ما أدى إلى استشهاد جندي وإصابة اثنين آخرين بجروح.   منع الجيش السوري الدورية الامريكية من المرور عبر حاجزها في ريف القامشلي، تطور الى اشتباكات مباشرة بين الطرفين، كشفت تفاصيلها مصادر عسكرية في الجيش السوري قائلة أنه صباح الاثنين حاولت دورية أمريكية الدخول إلى منطقة انتشار أحد تشكيلاتنا المقاتلة في ريف مدينة القامشلي عبر حاجز “تل الذهب” فأوقفهم عناصر الحاجز ومنعوهم من المرور فأطلق عناصر الدورية الأمريكية عدة رشقات نارية”، مضيفا إنه “وبعد نحو 30 دقيقة هاجمت حوامتان أمريكيتان عناصر الحاجز بالرشاشات الثقيلة ما أدى إلى استشهاد جندي وجرح اثنين آخرين”، فيما هرع اهالي المناطق القريبة الى حاجز الجيش لتقديم المساعدة والمساندة له.   وتعليقا على الحادث قال ما يسمى بالـ “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة في سوريا في بيان أنه و”أثناء القيام بدورية أمنية مع مجموعات “قسد” في المنطقة المذكورة، واجهت نقطة تفتيش تابعة للجيش السوري وأثناء مرورها بالنقطة، تعرضت الدورية لنيران من أفراد متواجدين بالقرب من نقطة التفتيش على حد زعمها.   وزعم البيان أن “القوات التابعة لدورية التحالف قامت بالرد على النيران دفاعا عن النفس ولم يشن التحالف أي غارة جوية في تلك الأثناء، منوها بأنه لم تقع أي خسائر في صفوف التحالف، وأن التحقيق لا يزال جارياً.   بسالة الجيش السوري في تصديه للقوات الامريكية ساندها رفض شعبي تجسد في تأكيد أحد شيوخ قبيلة “العكيدات” العربية في محافظة دير الزور الشيخ، كمال شيخ فارس الجراح، بأن أبناء “العكيدات” والعشائر العربية الأخرى، نجحوا على مدار الأسبوع في مواجهة المسلحين التابعين للجيش الأمريكي، وإفشال مخططاتهم ومحاولاتهم قمع الانتفاضة ضد وجودهم غير الشرعي.   وبين الشيخ الجراح، هو أحد منسقي ملتقى قبيلة “العكيدات” في مدينة دير الزور، أن سبب هذا الغضب الشعبي لأبناء العشائر شرق الفرات هو اغتيال شيوخ اتحاد العشائر والأعمال العدوانية للقوات الكردية الموالية للاحتلال الامريكي، ضد السكان العرب في هذه المنطقة ومنها قيام مسلحي “قسد”، بحجة محاربة “داعش” الارهابي، باعتقال وضرب وإهانة السكان المحليين، موضحا بأن مهاجمة مواقع مسلحين من تنظيم “قسد” الموالي للجيش الأمريكي مستمرة، حيث تدور الاشتباكات بين ابطال العكيدات مع مسلحي التنظيم بشكل يومي وهناك تفوق بطولي واضح للمقاتلين المنتفضين من أجل الكرامة والحرية والعدالة لأبناء العشائر العربية.   وأدت الاشتباكات التي يخوضها أبناء “العكيدات” إلى خسائر كبيرة في صفوف المسلحين الموالين للجيش الأمريكي، ليتضح من خلال تلك الاشتباكات الجاهزية العالية لقوات العشائر العربية في تلك المنطقة من حيث تكتيكات الكمائن ومعرفتهم الجيدة بالتضاريس ما أدى إلى إحباط معنويات المسلحين الكرد الذين أصبحوا يخشون الآن مواجهة اتحاد العشائر.   وقال الشيخ الجراح بأنهم أطلقوا نداء اخيراً لجميع أبناء العشائر العربية المنضوين في صفوف “قسد” لترك السلاح والانضمام إلى جانب أهلهم وأبناء عمومتهم في انتفاضتهم ضد الاحتلال وأعوانه، حيث أفادت مصادر محلية عشائرية أن وحدات كردية كاملة ترفض مجابهة العرب في المنطقة.   وأوضح الجراح بأن ملتقى قبيلة العكيدات بصدد تأسيس مجلسين للقبيبلة،: الأول، سياسي؛ والثاني عسكري، وبدعم وتنسيق كامل مع الدولة السورية والجيش العربي السوري والقوات الحليفة بهدف تحرير مناطق شرق الفرات جميعا.   وختم الشيح كمال الجراح حديثه بأن الغالبية العظمى من شيوخ القبائل العربية في سوريا أعربت عن دعمها الكامل للانتفاضة التي اندلعت ضد الغزاة، لكن جرائم المسلحين الموالين لهم يجب أن يدينها المجتمع الدولي والدول العربية في المنطقة.   وفي سياق المقاومة الشعبية كذلك رفضت قبيلة “البكارة” العربية شمال شرق سوريا طلبا أميركيا بتسليم الأسلحة التي قامت بمصادرتها، من مسلحين موالين للجيش الأميركي كانوا قد هاجموا إحدى القرى بريف مدينة دير الزور. كما رفضت إعادة المواقع التي سيطرة عليها أبناء القبيلة في قرية “جديد بكارة” يوم السبت الماضي.   الاعتداء الامريكي على جنود الجيش السوري يعتبر خرقا لقواعد الاشتباك في الشرق السوري، ما يمكن أن يرسم قواعد جديدة للاشتباك في المنطقة، وسيزيد من الرفض الشعبي والمقاومة هناك ضد الوجود الامريكي وكذلك للمجموعات الموالية له بدعم وتنسيق كامل مع الدولة السورية والجيش العربي السوري والقوات الحليفة، وباعتبار ان التواجد الاميركي في سوريا غير شرعي، يفتح هذا الامر الباب امام مزيد من الصدامات والاشتباكات المباشرة بين الاحتلال الاميركي والجيش السوري، خصوصا وان الجيش في الشرق بات يلقى دعما وارضية شعبية كبيرة من القبائل العربية الرافضة للتواجد الاميركي والجماعات المسلحة التابعة له في المنطقة الشرقية والشمالية لسوريا.   وتجدر الاشارة الى انها ليست المرة الأولى التي تمنع حواجز الجيش السوري الدوريات الأمريكية في ريف القامشلي من العبور، ولكن التطور اليوم هو بالرد الأمريكي على الحادثة واستشهاد وجرح عدد من جنود الجيش السوري، فسابقا تصدى أهالي عدد من القرى بريف الحسكة بمؤازرة من عناصر الجيش السوري منذ إقامة القوات الأميركية قواعدها اللاشرعية للعديد من أرتال الاحتلال أثناء محاولتها التحرك بين القرى والبلدات بالقرب من مناطق انتشارها، وأجبروها على المغادرة والعودة من حيث أتت.

المصدر : الماسة السورية/ العالم


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة