دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
القتال الدائر الآن في إدلب والمستمر بين غرفة عمليات “فاثبتوا” التي تضم معظم قادة تنظيم “القاعدة” الذين انشقوا عن “جبهة النصرة” بعد فك بيعها لزعيم التنظيم أيمن الظواهري وبين و”هيئة تحرير الشام”، الوجه الجديد لـ”جبهة النصرة” وان كان جاء على خلفية اعتقال الهيئة عدة قادة سابقين فيها انضموا للغرفة، هم أبو مالك التلي، وأبو صلاح الأوزبكي، وتوقير شريف، إلا أن هذا لا يعدو سببا مباشرا ومفجرا للاقتتال.
فعلى ما يظهر من مؤشرات فإن الهيئة خططت لفتح المعركة مع تنظيم حراس الدين وغرفة عمليات” فابثبتوا” لتصفية قادة القاعدة للحصول على جائزة إخراجها من دائرة التصنيف كمنظمة إرهابية في العالم ولدى الإدارة الأمريكية، والاعتراف بها كقوة معارضة يمكن الاعتماد عليها في الشمال السوري.
وعلى ما يظهر فإن الجولاني ابتلع وعود المبعوث الأمريكي الخاص إلى سورية “جيمس جيفري” بان تعيد الإدارة الأمريكية النظر في كون جماعة “الجولاني” جماعة إرهابية في حال قام الأخير بمحاربة التنظيمات التابعة القاعدة، وتلك الأكثر تشددا في الشمال السوري، وهو ما يلقى مباركة تركية خاصة أن أنقرة تجهد لترتيب الوضع في إدلب لجعله أكثر استقرارا تحت حكمها المباشر. كما أن هذه التنظيمات وتحديدا حراس الدين عارضت الاتفاق التركي الروسي وشنت هجمات على دوريات تركية على الطريق الدولي حلب – اللاذقية المار من أدلب ما أدى إلى مقتل جنود أتراك.
وفي ذروة الاقتتال الدموي بين الجولاني وتنظيم حراس الدين ، قامت طائرات أمريكية باستهداف أعداء “الجولاني”، وتمكنت من قتل أحد أبرز قادة” حراس الدين” التابع للقاعدة ” خالد العاروري “المعروف” بأبي القسام الأردني”، في رسالة تظهر رضا ودعم الولايات المتحدة لهيئة تحرير الشام في حربها ضد إخوة السلاح.
وأعلن بيان “حراس الدين” أول أمس عن مقتل نائب أميره الأردني خالد العاروري “أبو القسام” وهو من قادة تنظيم القاعدة التاريخيين وشغل منصب الساعد الأيمن “لأبو مصعب الزرقاوي” في العراق.
وسرعان ما استدعت هذه التطورات تدخل تنظيم القاعدة العالمي الذي اصدر بيانا طالب فيه المقاتلين في “هيئة تحرير الشام” بعدم اطاعة قادتهم في المعركة الدائرة ضد الجماعات الآخرى.
وجاء في البيان ”إنّ تنزيل نصوص الإمامة الكبرى على الإمارة الفصائلية الصغرى الواقعة تحت استضعاف طغيان دول الكفر.. ،من الخطأ البين فساده علمياً وعملياً عبر تجارب أدت للفتن واستحلال الدم الحرام”.
وأكد تنظيم القاعدة أنّه لا ينطبق على الفصائل بـ إدلب مفهوم “جماعة المسلمين”، التي يتوجب على المسلمين بيعتها ويقاتل معها ويقاتل مفارقها، كما تفعل تحرير الشام حسب البيان . ولم تستجب هيئة تحرير الشام للوساطات وإلى ما يسمى الاحتكام إلى القضاء الشرعي، وهو ما يؤشر إلى أن الجولاني ماض في قراره المدعوم من واشنطن وأنقرة في تصفية اخوة السلاح ورفاق الأمس في تنظيم جبهة النصرة وقبلها تنظيم القاعدة، ليمسك بقرار الشمال مع جائزة سحب صفة الإرهابي عنه من إدارة دونالد ترامب.
المصدر :
الماسة السورية/ رأي اليوم
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة