بدا واضحا وجليا للعيان في الأسابيع الأخيرة سعي دوائر وغرف صناعة القرار الدولية لإنتاج تدخل خارجي في سورية يشابه أو يتقاطع في معطياته مع ما حدث في ليبيا، أو الدفع باتجاه تدويل الأحداث في سورية، واستنزافها على المدى المتوسط بهدف إدامة عدم الاستقرار في بلد يعتبر أبرز الركائز الأساسية للاستقرار في الشرق الأوسط.

بيد أن النشاط الدولي المكثف اصطدم بالعديد من الحواجز والعوائق أبرزها رفض الشعب السوري بجميع اطيافه وشرائحه وتوجهاته بما فيهم المنخرطين في الحركة الاحتجاجية لأي تدخل خارجي والإصرار على حل الواقع السوري الراهن داخل الحدود ورفض أي شكل للتدويل ومن أي طرف كان.

أمام هذا الواقع لم يكن من بد لهذا السعي الذي أصبح غاية، أن يبحث عن معطيات إعلامية وسياسية تروج لإنتاج هذا التدخل، فكانت الوسيلة والغاية هي اللعب على وتر إحداث انشقاق داخلي، والعمل على معطيات ثقافية ذات بعد دولي مصلحي لتحقيق غايات تصب في مصلحة الغرب وإسرائيل.

لذلك بدأت مواقع ذات ارتباطات معروفة بالعمل على هذا المخطط من خلال إنتاج روايات إعلامية تضحها ببعض الأخبار الصحيحة لإنتاج رواية تحريضية تستهدف شرائح معينة في المجتمع السوري بذاتها. من خلال اللعب على وتر إيران واختلافها المذهبي في بعض الاحيان بهدف إنتاج واقع مقسم على هذا الأساس وتضخيم الاحداث في سوريا وطريقة إدارة الأزمة لمحاكة رغبات تريدها غرف صناعة القرار الدولية لإنتاج رأي عام يبارك التدخل ويدفع باتجاهه.

فقد نشر موقع "تيك ديبكا" الاستخباراتي الاسرائيلي أن إقرار الرئيس الاميركي باراك اوباما فرض عقوبات على ضباط ومسؤولين في جهاز الاستخبارات السوري مقربين من الرئيس السوري بشار الاسد، جاء بعد تلقي واشنطن معلومات تفيد بأن هناك انقلاباً يجري الإعداد له داخل عائلة الأسد وفي قيادة الجيش.

وبحسب الموقع فان قائد الحرس الجمهوري ماهر الاسد الشقيق الأصغر لبشار يقف على رأس هؤلاء المتآمرين، وهو الذي يقود عمليات القمع العنيفة ضد المتظاهرين وتصفيتهم جسدياً قبل أن تزداد قوتهم على عكس شقيقه الرئيس. ويعتقد ماهر الاسد بأن هذا السيناريو يمكن أن يتحقق قريباً على الارض في حال لم يحسم أي فريق الصدام.

ويقول الموقع المقرب من الدوائر الأمنية إنه في حال نجاح السكان المحليين في المدن السورية المختلفة تشكيل خلايا عسكرية فستصبح مسألة السيطرة على دمشق مسألة وقت فقط.

وفي محاولة ربط هذا الترويج بالواقع عمد الموقع على تبني الرواية الرسمية للجيش السوري بأن"مجموعة مسلحة من المتظاهرين قامت بمهاجمة قوات الجيش والشرطة في درعا وحمص الجمعة الماضية، وقتل نتيجة لهذه الهجمات ستة ضباط في درعا وتم اختطاف جنديين آخرين".

ونقل الموقع عن ما أسماه مصادره العسكرية قولها ان مجموعة مسلحة من المتظاهرين قامت بمهاجمة قوات الجيش والشرطة في درعا جنوباً وحمص شمالاً الجمعة الماضية، وقتل نتيجة لهذه الهجمات ستة ضباط في درعا وتم اختطاف جنديين آخرين، وفي حمص قُتل على الاقل ثلاثة ضباط من الشرطة السورية. وشهد اليوم ذاته سقوط 63 قتيلاً في أكثر من 50 مدينة انطلقت فيها التظاهرات، وتركزت أعمال القتل التي نفذتها قوات الجيش والشرطة في درعا وحمص.

وكشفت مصادر الموقع الخاصة عن إن مدبري المؤامرة الايرانية ضد الرئيس الأسد يرون أنه بات لزاماً على الاسد تكثيف التدخل المخابراتي واللوجستي الايراني لقمع التمرد ضده، خاصة بعد تدفق السلاح بشكل كبير إلى المتظاهرين من الخارج الأمر الذي زاد من صعوبة مهمة الجيش وأجهزة الأمن للسيطرة على الوضع دون مساعدة إيرانية.

وأشارت المصادر العسكرية حسب وصفها إلى إن الاسد وافق على هبوط طائرات عسكرية ايرانية خلال اليومين الماضيين في دمشق وعلى متنها عتاد خاص لتفريق المظاهرات، ورفض في الوقت نفسه هبوط طائرة إضافية تقل 300 عنصر من قوات حرس الثورة الايراني للمساعدة في قمع المتظاهرين.

أما المصادر في واشنطن فاعتبرت إن الشخصيتين اللتين وقع اوباما على العقوبات ضدهما هما ابن خال الاسد عاطف نجيب الذي تم تعيينه مؤخراً لقيادة عمليات قمع التمرد جنوب سورية. أما الشخصية الثانية فهو رئيس جهاز المخابرات الجنرال علي مملوك، هذان هما أكبر المؤيدين في القيادة السورية لقمع المتظاهرين بالقوة وتصفيتهم، وللتدخل الايراني ممثلاً بالحرس الثوري حتى من دون موافقة الرئيس بشار الاسد.

وتشير ما أسماه الموقع مصادر في ايران إلى أن اتصالات نجيب ومملوك تجري مع الجنرال الايراني قاسم سليماني الذي يعمل من داخل مقر عمليات سري إقامه قرب الحدود السورية في العراق أو لبنان، ومن مهام هذا المقر العسكري السيطرة على ما يدور في سورية في حال حدوث انقلاب عسكري في دمشق.

وأكدت مصادر الموقع في واشنطن أن جميع هذه التطورات هي التي دفعت الرئيس اوباما للتوقيع على أمر رئاسي غير تقليدي يتعلق بعناصر مخابراتية سورية وايرانية.

ولفت الموقع الأمني إلى إن هذه هي المرة الأولى التي تشير فيها واشنطن إلى عمليات محددة تعتزم القيام بها ضد عناصر سورية وإيرانية متورطة في قمع المتظاهرين.

إن قراءة مثل هذه الروايات في مواقع مثل " ديبكا" و" دير شبيغل" يعيدنا بالذاكرة القريبة إلى النص الذي نشر قبل عام عن " تورط أعضاء من حزب الله" في جريمة اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري و ما تبعه من قرار ظني يستهدف حزب الله ولبنان بهدف إنتاج فتنة بين مكونات المجتمع اللبناني.

وعلى هذا الأساس فإن دوائر القرار الغربية تفكر بشكل جدي في تدويل الأحداث في سورية بهدف استغلال الوضع الحالي لمحاصرة دور سورية في المنطقة ويستهدف النسيج المجتمعي السوري عن طريق زرعه الفتنة وإزكاءها.

 

إن مواجهة هذا الواقع الذي يحاول الغرب وإسرائيل ترويجه افتراضيا واجتراحه على أرض الواقع يتطلب الإسراع بالمسيرة الإصلاحية وتعزيز الحياة الديمقراطية في سورية بما يسهم في إنتاج واقع سياسي متين يمكن الاعتماد عليه كما كان دائما في مواجهة ما يحاك لسورية من مؤامرات.

  • فريق ماسة
  • 2011-05-05
  • 9659
  • من الأرشيف

احتاروا فيما يكتبون....موقع اسرائيلي يكشف عن مخطط ايراني لانقلاب عسكري على الرئيس الأسد

بدا واضحا وجليا للعيان في الأسابيع الأخيرة سعي دوائر وغرف صناعة القرار الدولية لإنتاج تدخل خارجي في سورية يشابه أو يتقاطع في معطياته مع ما حدث في ليبيا، أو الدفع باتجاه تدويل الأحداث في سورية، واستنزافها على المدى المتوسط بهدف إدامة عدم الاستقرار في بلد يعتبر أبرز الركائز الأساسية للاستقرار في الشرق الأوسط. بيد أن النشاط الدولي المكثف اصطدم بالعديد من الحواجز والعوائق أبرزها رفض الشعب السوري بجميع اطيافه وشرائحه وتوجهاته بما فيهم المنخرطين في الحركة الاحتجاجية لأي تدخل خارجي والإصرار على حل الواقع السوري الراهن داخل الحدود ورفض أي شكل للتدويل ومن أي طرف كان. أمام هذا الواقع لم يكن من بد لهذا السعي الذي أصبح غاية، أن يبحث عن معطيات إعلامية وسياسية تروج لإنتاج هذا التدخل، فكانت الوسيلة والغاية هي اللعب على وتر إحداث انشقاق داخلي، والعمل على معطيات ثقافية ذات بعد دولي مصلحي لتحقيق غايات تصب في مصلحة الغرب وإسرائيل. لذلك بدأت مواقع ذات ارتباطات معروفة بالعمل على هذا المخطط من خلال إنتاج روايات إعلامية تضحها ببعض الأخبار الصحيحة لإنتاج رواية تحريضية تستهدف شرائح معينة في المجتمع السوري بذاتها. من خلال اللعب على وتر إيران واختلافها المذهبي في بعض الاحيان بهدف إنتاج واقع مقسم على هذا الأساس وتضخيم الاحداث في سوريا وطريقة إدارة الأزمة لمحاكة رغبات تريدها غرف صناعة القرار الدولية لإنتاج رأي عام يبارك التدخل ويدفع باتجاهه. فقد نشر موقع "تيك ديبكا" الاستخباراتي الاسرائيلي أن إقرار الرئيس الاميركي باراك اوباما فرض عقوبات على ضباط ومسؤولين في جهاز الاستخبارات السوري مقربين من الرئيس السوري بشار الاسد، جاء بعد تلقي واشنطن معلومات تفيد بأن هناك انقلاباً يجري الإعداد له داخل عائلة الأسد وفي قيادة الجيش. وبحسب الموقع فان قائد الحرس الجمهوري ماهر الاسد الشقيق الأصغر لبشار يقف على رأس هؤلاء المتآمرين، وهو الذي يقود عمليات القمع العنيفة ضد المتظاهرين وتصفيتهم جسدياً قبل أن تزداد قوتهم على عكس شقيقه الرئيس. ويعتقد ماهر الاسد بأن هذا السيناريو يمكن أن يتحقق قريباً على الارض في حال لم يحسم أي فريق الصدام. ويقول الموقع المقرب من الدوائر الأمنية إنه في حال نجاح السكان المحليين في المدن السورية المختلفة تشكيل خلايا عسكرية فستصبح مسألة السيطرة على دمشق مسألة وقت فقط. وفي محاولة ربط هذا الترويج بالواقع عمد الموقع على تبني الرواية الرسمية للجيش السوري بأن"مجموعة مسلحة من المتظاهرين قامت بمهاجمة قوات الجيش والشرطة في درعا وحمص الجمعة الماضية، وقتل نتيجة لهذه الهجمات ستة ضباط في درعا وتم اختطاف جنديين آخرين". ونقل الموقع عن ما أسماه مصادره العسكرية قولها ان مجموعة مسلحة من المتظاهرين قامت بمهاجمة قوات الجيش والشرطة في درعا جنوباً وحمص شمالاً الجمعة الماضية، وقتل نتيجة لهذه الهجمات ستة ضباط في درعا وتم اختطاف جنديين آخرين، وفي حمص قُتل على الاقل ثلاثة ضباط من الشرطة السورية. وشهد اليوم ذاته سقوط 63 قتيلاً في أكثر من 50 مدينة انطلقت فيها التظاهرات، وتركزت أعمال القتل التي نفذتها قوات الجيش والشرطة في درعا وحمص. وكشفت مصادر الموقع الخاصة عن إن مدبري المؤامرة الايرانية ضد الرئيس الأسد يرون أنه بات لزاماً على الاسد تكثيف التدخل المخابراتي واللوجستي الايراني لقمع التمرد ضده، خاصة بعد تدفق السلاح بشكل كبير إلى المتظاهرين من الخارج الأمر الذي زاد من صعوبة مهمة الجيش وأجهزة الأمن للسيطرة على الوضع دون مساعدة إيرانية. وأشارت المصادر العسكرية حسب وصفها إلى إن الاسد وافق على هبوط طائرات عسكرية ايرانية خلال اليومين الماضيين في دمشق وعلى متنها عتاد خاص لتفريق المظاهرات، ورفض في الوقت نفسه هبوط طائرة إضافية تقل 300 عنصر من قوات حرس الثورة الايراني للمساعدة في قمع المتظاهرين. أما المصادر في واشنطن فاعتبرت إن الشخصيتين اللتين وقع اوباما على العقوبات ضدهما هما ابن خال الاسد عاطف نجيب الذي تم تعيينه مؤخراً لقيادة عمليات قمع التمرد جنوب سورية. أما الشخصية الثانية فهو رئيس جهاز المخابرات الجنرال علي مملوك، هذان هما أكبر المؤيدين في القيادة السورية لقمع المتظاهرين بالقوة وتصفيتهم، وللتدخل الايراني ممثلاً بالحرس الثوري حتى من دون موافقة الرئيس بشار الاسد. وتشير ما أسماه الموقع مصادر في ايران إلى أن اتصالات نجيب ومملوك تجري مع الجنرال الايراني قاسم سليماني الذي يعمل من داخل مقر عمليات سري إقامه قرب الحدود السورية في العراق أو لبنان، ومن مهام هذا المقر العسكري السيطرة على ما يدور في سورية في حال حدوث انقلاب عسكري في دمشق. وأكدت مصادر الموقع في واشنطن أن جميع هذه التطورات هي التي دفعت الرئيس اوباما للتوقيع على أمر رئاسي غير تقليدي يتعلق بعناصر مخابراتية سورية وايرانية. ولفت الموقع الأمني إلى إن هذه هي المرة الأولى التي تشير فيها واشنطن إلى عمليات محددة تعتزم القيام بها ضد عناصر سورية وإيرانية متورطة في قمع المتظاهرين. إن قراءة مثل هذه الروايات في مواقع مثل " ديبكا" و" دير شبيغل" يعيدنا بالذاكرة القريبة إلى النص الذي نشر قبل عام عن " تورط أعضاء من حزب الله" في جريمة اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري و ما تبعه من قرار ظني يستهدف حزب الله ولبنان بهدف إنتاج فتنة بين مكونات المجتمع اللبناني. وعلى هذا الأساس فإن دوائر القرار الغربية تفكر بشكل جدي في تدويل الأحداث في سورية بهدف استغلال الوضع الحالي لمحاصرة دور سورية في المنطقة ويستهدف النسيج المجتمعي السوري عن طريق زرعه الفتنة وإزكاءها.   إن مواجهة هذا الواقع الذي يحاول الغرب وإسرائيل ترويجه افتراضيا واجتراحه على أرض الواقع يتطلب الإسراع بالمسيرة الإصلاحية وتعزيز الحياة الديمقراطية في سورية بما يسهم في إنتاج واقع سياسي متين يمكن الاعتماد عليه كما كان دائما في مواجهة ما يحاك لسورية من مؤامرات.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة