فليسامحني الكورونا إن قلت انه ربما سيكون هو ربيع العالم .. واقصد أننا نعيش تحت ضغط الماكينة الإعلامية الغربية التي تفتعل معارك وجدلا لتأخذنا بالقوة إلى سفر الكورونا .. كما أخذتنا إلى سفر الربيع العربي بنفس الطريقة .. فمن ذا الذي يتجرأ على تحدي أخبار الكورونا وصدقيتها طالما أن العلماء والخبراء والأطباء هم المتورطون في القضية وهؤلاء هم الطبقة الأكثر نظافة وحيادية عن مشاكل السياسة وأهواء الأحزاب؟؟ إنها ربما قصة أظافر أطفال درعا الملفقة وقضيب حمزة الخطيب ولكن بإخراج مختلف وفيديو كليب أكثر براعة وبراءة .. إنها شبيهة بالقصص السورية الثورجية المفبركة وحكايات البراميل المتفجرة وحملان جبهة النصرة الوديعة والخوذ البيضاء وبراءتها التي تحولت إلى حقيقة كما تحولت قصص الهولوكوست إلى مادة تدرس على أنها التاريخ الوحيد للحرب العالمية الثانية .. وباقي الأحداث مشكوك بها وكأنها هباء منثور .. فالربيع العربي بكل أكاذيبه تحول إلى وثائقيات وبرامج وندوات تنقل القصص المزيفة على أنها حقائق مثل حقائق الفيزياء والكيمياء ..

أقول هذا وقلبي على يدي لأن مخالفة الرأي قد تضع أحدنا في تهمة التسبب في وهن الروح الجماعية في مواجهة الوباء الفتاك والترويج للإباحية الصحية في هذا الزمن الذي تنقبت فيه المجتمعات وارتدت الحجاب الصحي والشرعي .. واعتكفت كما تعتكف حاريديم اليهود يوم السبت .. وكما فرض العزل على نساء اليهود في الأيام المقدسة وأيام الطمث حتى خرج من ذلك الحجاب الأنثوي الذي تبناه المسلمون لاحقا ..

ولكن ماذا أفعل بعقلي الذي شكك بالربيع العربي يوما منذ أيامه الأولى وبقي يفتك بالربيع حتى اقتلع القناع عن وجهه .. وجاء به إلى محكمة كل بيت .. واليوم يأبى عقلي أن يسير معي كما أبى أن يسير مع الربيع العربي يوم سارت الدنيا في ركبه .. عقلي رفض أن يجاملني وتركني أسير وحدي ووقف عنيدا يرفض السير معي خطوة واحدة رغم توسلاتي ألا يحرجني .. بل كل ماقال لي هو:(اذهب أنت ومن معك فقاتلوا الكورونا إني هاهنا قاعد) ..

عقلي هو الذي يحاكمني ويعاتبني ويسألني عن السبب الذي دعاني لأن أربيه على النقد والتحليل طالما أنني أريده أن يسير مع القطيع .. فكيف أعلمه الرماية كل يوم ولما اشتد ساعده رميته وألقيته أرضا مثل مصارعي السومو او الجودو؟؟ عقلي يقول لي ماالفرق بين السياسة والتجارة والعلم في هذا العالم طالما أن هذا العالم تقوده النفس الإنسانية الأمارة بالسوء وهي الآن متمثلة في روح الشيطان في اميريكا وبنوك الغرب .. وعندما جلست معه أفاوضه هدأ من روعي وغضبي .. حتى تخليت عن فكرة معاقبته أو معاتبته لأنه هزمني ورماني بالسهم الذي علمته أن يرميه نحو الخصوم .. انه سهم الملاحظة والتحليل الذي تعلمته في رحلة البحث العلمي التي لاتزال ترافقني لإخضاع كل النتائج للأسئلة التي لا تعرف الانحياز على الإطلاق ولاتعذب المعطيات ولا المعلومات كي تعترف بما لاتريده .. بل بما أريده ..

في غمرة الحوار والجدل عرض عقلي عليّ خارطة للعالم المصاب بالكورونا .. وفيها يبدو اللون الأزرق الغامق دالا على شدة انتشار المرض .. ومن المفارقات التي ضحك منها عقلي هو أن اللون الأزرق يسير على خطا البنوك الغربية .. وكأن الكورونا يعشق البنوك ويلاحقها ويحب أن يسير بجانب الدولار واليورو .. فحيثما كانت هناك أنظمة رأسمالية وبنوك كان اللون الأزرق أشد ازرقاقا .. أي أن المرض منتشر بكثافة ويقتل الناس حيثما كانت البنوك الغربية .. بينما لاينتشر المرض في المناطق الأشد فقرا في العالم حيث لابنوك ولا أنظمة رأسمالية .. ففي الخارطة المرفقة .. يتركز اللون الازرق حيث الإصابات تتجاوز الألف لكل مليون نسمة في فرنسا وبريطانيا والمانيا واميريكا .. والأقل زرقة بقليل في كندا واستراليا .. وباقي العالم أزرق خفيف حتى البياض تقريبا ..

ويسأل العقل هنا وهو يحدق في عيني متحديا .. إذا كان المرض شديد العدوى بسبب الكثافة والازدحام والالتصاق إلى درجة منع التجمعات .. فكيف لم ينتشر في الهند وباكستان وأفريقيا وجنوب اميريكا حيث الكثافة والاختلاط هو المكان الذي ينجب الفيروسات؟؟ هل رأيت القطارات في الهند وباكستان وبنغلادش كيف يحشر فيها الناس حتى تختلط أمعاؤهم ويكاد الإنسان يصبح توأما سياميا مع الناس من شدة الالتصاق بهم حتى لايفرق بين الناس إلا بالمشرط عند النزول .. بل إن الفيروس لا يحتاج للانتقال بين الناس بل سيتجول مشيا على الأقدام من فم إلى فم ومن انف إلى انف وينزرع بين الأنفاس والعيون ويلتصق الفيروس بالفيروس .. فكيف لم ينتشر المرض في كل هذه الأصقاع المكتظة؟؟ .. ولماذا أصيبت مدينة واحدة في الصين ثم صمت المرض في كل الصين؟؟ .. هل يكفي أن نقول إن إغلاق ووهان أنهى المشكلة فيما لم تنفع كل إجراءات الإغلاق في أي بلد غربي من تفشيه؟؟

نظر عقلي في عيني متحديا وقال لي: أرجوك أنا لست من منظمي نظرية المؤامرة .. ولكن قدم لي تفسيرك يا هذا الذي يريد أن يرغمني على أن أكون حبيس جمجمته لأنه يملكني؟؟ لماذا في بلاد البنوك الكبرى وبلاد الرفاه ووفرة الغذاء والبيوت الواسعة ينتشر المرض؟؟ ثم ضحك كثيرا وقال لي إياك ان تأخذني إلى آراء المتدينين الذين سيقولون لك أن الله يمهل ولايهمل وانه لشديد العقاب وان أحقر مخلوقات الله هو الفيروس الذي يتحدى أعظم امبراطوريات البشر .. وإياك ان تستورد لي تفسيرات الإسلاميين السذج الذين سيقولون أن الله اليوم ينتقم من الأثرياء وبلاد الكفار وينجي المؤمنين والمسلمين والمستضعفين .. كما كانوا يفسرون ظواهر الطبيعة التي تصيب عدوهم ويحلمون أن يرسل الله رياح الصرصر على جيوش الغرب فيما هم يسيرون مع جيوش الغرب .. ولا جيش للغرب اليوم إلا هم أنفسهم الذين يقتلون بعضهم من أجل الغرب ..

لا ادري كيف أجيب عقلي ولا كيف أرد حجته وسهمه .. ووقفت وسيفي متدليا مذهولا .. وتأملت الخارطة وهمست للبعض أسال منهم العون كما في طريقة مسابقة المليون .. فقال لي البعض أن هناك تلاعبا ربما في أرقام وفيات الكورونا في بلاد الغرب .. لأن كل وفيات هذه الأيام تدرج في خانة الكورونا من أي التهاب تنفسي .. بل إن احد الأصدقاء من الأطباء الغربيين لفت نظري إلى ان نسبة الوفيات بالانفلونزا تكاد تتلاشي من السجلات وبيانات الوفيات وكأنها هذا العام قررت إفساح المجال للموت بالكورونا ..

وعند هذه اللحظة أطلقت سراح عقلي وأعطيته الحرية المطلقة في أن يسير معي أو أن يفارقني ليس لأنه على صواب بل لأنه حر ويفكر دون قيود .. فليس عندي جواب على هذا الغموض إلا ان أصحاب البنوك يريدون شيئا لانعرفه .. فربما بالفعل هناك رغبة في إعادة تشكيل اقتصاداتهم الغربية أو فرض نظام ضريبي جديد يجمع المزيد من الأموال بحجة إفلاس البنوك كما نوهت باقتضاب بعض النشرات المتشائمة الغربية لتركيز كتلة هائلة من الأموال بيد الفئة التي ستتولى إدارة الصراع مع قوى أخرى في العالم .. وربما هي طريقة لشحن الناس بأنفاس الحرب للدخول في حروب خارجية بحجة أن اللجوء لخيارات العقلاء تسبب في تراجع الاقتصادات .. وربما يتم التحضير لإطلاق قناعات أن الصين هي التي أطلقت الفيروس كما صار يسمى زورا (الفيروس الصيني) ولذلك فان عليها أن تدفع تعويضات هائلة للعالم كما يردد علنا ساسة أمريكيون وبكل وقاحة .. في محاولة لابتزازها وإفقارها .. والتهمة صارت جاهزة ولا تحتاج إلا أن يحس الناس بالأزمة الخانقة فيبحثون عن السبب والعلاج ولايجدون أمامهم إلا تفسيرا واحدا وحلا واحدا تتقدم به البنوك وأصحابها وهو أن الصين هي مصدر البلاء والإفلاس وأنها أثرت في أزمة الكورونا .. فيوافقون على إعلان الحرب التجارية المطلقة التي طالما أرادها ترامب ومعسكره .. لخنق اقتصاد الصين عبر منع التجارة معها وفق مزاج شعبي داعم بشدة طالما انه مأزوم اقتصاديا ..

في هذه اللحظة لم أدر ماذا أجيب .. ولا أريد النظر في عيني عقلي .. ولافي عيون أحد لأنني لاأعرف شيئا في الحقيقة .. ولكنني سأتأمل هذه الخارطة المريبة .. وأتأمل .. وأحدق مليا .. وأحدق .. فلا بد أن هناك شيئا تحت اللون الازرق .. ربما هو سفر الكورونا .. أحد الأسفار المقدسة في إعلام الغرب .

  • فريق ماسة
  • 2020-04-17
  • 14868
  • من الأرشيف

سفر "الكورونا" .. ماذا يختفي تحت اللون الازرق؟؟

فليسامحني الكورونا إن قلت انه ربما سيكون هو ربيع العالم .. واقصد أننا نعيش تحت ضغط الماكينة الإعلامية الغربية التي تفتعل معارك وجدلا لتأخذنا بالقوة إلى سفر الكورونا .. كما أخذتنا إلى سفر الربيع العربي بنفس الطريقة .. فمن ذا الذي يتجرأ على تحدي أخبار الكورونا وصدقيتها طالما أن العلماء والخبراء والأطباء هم المتورطون في القضية وهؤلاء هم الطبقة الأكثر نظافة وحيادية عن مشاكل السياسة وأهواء الأحزاب؟؟ إنها ربما قصة أظافر أطفال درعا الملفقة وقضيب حمزة الخطيب ولكن بإخراج مختلف وفيديو كليب أكثر براعة وبراءة .. إنها شبيهة بالقصص السورية الثورجية المفبركة وحكايات البراميل المتفجرة وحملان جبهة النصرة الوديعة والخوذ البيضاء وبراءتها التي تحولت إلى حقيقة كما تحولت قصص الهولوكوست إلى مادة تدرس على أنها التاريخ الوحيد للحرب العالمية الثانية .. وباقي الأحداث مشكوك بها وكأنها هباء منثور .. فالربيع العربي بكل أكاذيبه تحول إلى وثائقيات وبرامج وندوات تنقل القصص المزيفة على أنها حقائق مثل حقائق الفيزياء والكيمياء .. أقول هذا وقلبي على يدي لأن مخالفة الرأي قد تضع أحدنا في تهمة التسبب في وهن الروح الجماعية في مواجهة الوباء الفتاك والترويج للإباحية الصحية في هذا الزمن الذي تنقبت فيه المجتمعات وارتدت الحجاب الصحي والشرعي .. واعتكفت كما تعتكف حاريديم اليهود يوم السبت .. وكما فرض العزل على نساء اليهود في الأيام المقدسة وأيام الطمث حتى خرج من ذلك الحجاب الأنثوي الذي تبناه المسلمون لاحقا .. ولكن ماذا أفعل بعقلي الذي شكك بالربيع العربي يوما منذ أيامه الأولى وبقي يفتك بالربيع حتى اقتلع القناع عن وجهه .. وجاء به إلى محكمة كل بيت .. واليوم يأبى عقلي أن يسير معي كما أبى أن يسير مع الربيع العربي يوم سارت الدنيا في ركبه .. عقلي رفض أن يجاملني وتركني أسير وحدي ووقف عنيدا يرفض السير معي خطوة واحدة رغم توسلاتي ألا يحرجني .. بل كل ماقال لي هو:(اذهب أنت ومن معك فقاتلوا الكورونا إني هاهنا قاعد) .. عقلي هو الذي يحاكمني ويعاتبني ويسألني عن السبب الذي دعاني لأن أربيه على النقد والتحليل طالما أنني أريده أن يسير مع القطيع .. فكيف أعلمه الرماية كل يوم ولما اشتد ساعده رميته وألقيته أرضا مثل مصارعي السومو او الجودو؟؟ عقلي يقول لي ماالفرق بين السياسة والتجارة والعلم في هذا العالم طالما أن هذا العالم تقوده النفس الإنسانية الأمارة بالسوء وهي الآن متمثلة في روح الشيطان في اميريكا وبنوك الغرب .. وعندما جلست معه أفاوضه هدأ من روعي وغضبي .. حتى تخليت عن فكرة معاقبته أو معاتبته لأنه هزمني ورماني بالسهم الذي علمته أن يرميه نحو الخصوم .. انه سهم الملاحظة والتحليل الذي تعلمته في رحلة البحث العلمي التي لاتزال ترافقني لإخضاع كل النتائج للأسئلة التي لا تعرف الانحياز على الإطلاق ولاتعذب المعطيات ولا المعلومات كي تعترف بما لاتريده .. بل بما أريده .. في غمرة الحوار والجدل عرض عقلي عليّ خارطة للعالم المصاب بالكورونا .. وفيها يبدو اللون الأزرق الغامق دالا على شدة انتشار المرض .. ومن المفارقات التي ضحك منها عقلي هو أن اللون الأزرق يسير على خطا البنوك الغربية .. وكأن الكورونا يعشق البنوك ويلاحقها ويحب أن يسير بجانب الدولار واليورو .. فحيثما كانت هناك أنظمة رأسمالية وبنوك كان اللون الأزرق أشد ازرقاقا .. أي أن المرض منتشر بكثافة ويقتل الناس حيثما كانت البنوك الغربية .. بينما لاينتشر المرض في المناطق الأشد فقرا في العالم حيث لابنوك ولا أنظمة رأسمالية .. ففي الخارطة المرفقة .. يتركز اللون الازرق حيث الإصابات تتجاوز الألف لكل مليون نسمة في فرنسا وبريطانيا والمانيا واميريكا .. والأقل زرقة بقليل في كندا واستراليا .. وباقي العالم أزرق خفيف حتى البياض تقريبا .. ويسأل العقل هنا وهو يحدق في عيني متحديا .. إذا كان المرض شديد العدوى بسبب الكثافة والازدحام والالتصاق إلى درجة منع التجمعات .. فكيف لم ينتشر في الهند وباكستان وأفريقيا وجنوب اميريكا حيث الكثافة والاختلاط هو المكان الذي ينجب الفيروسات؟؟ هل رأيت القطارات في الهند وباكستان وبنغلادش كيف يحشر فيها الناس حتى تختلط أمعاؤهم ويكاد الإنسان يصبح توأما سياميا مع الناس من شدة الالتصاق بهم حتى لايفرق بين الناس إلا بالمشرط عند النزول .. بل إن الفيروس لا يحتاج للانتقال بين الناس بل سيتجول مشيا على الأقدام من فم إلى فم ومن انف إلى انف وينزرع بين الأنفاس والعيون ويلتصق الفيروس بالفيروس .. فكيف لم ينتشر المرض في كل هذه الأصقاع المكتظة؟؟ .. ولماذا أصيبت مدينة واحدة في الصين ثم صمت المرض في كل الصين؟؟ .. هل يكفي أن نقول إن إغلاق ووهان أنهى المشكلة فيما لم تنفع كل إجراءات الإغلاق في أي بلد غربي من تفشيه؟؟ نظر عقلي في عيني متحديا وقال لي: أرجوك أنا لست من منظمي نظرية المؤامرة .. ولكن قدم لي تفسيرك يا هذا الذي يريد أن يرغمني على أن أكون حبيس جمجمته لأنه يملكني؟؟ لماذا في بلاد البنوك الكبرى وبلاد الرفاه ووفرة الغذاء والبيوت الواسعة ينتشر المرض؟؟ ثم ضحك كثيرا وقال لي إياك ان تأخذني إلى آراء المتدينين الذين سيقولون لك أن الله يمهل ولايهمل وانه لشديد العقاب وان أحقر مخلوقات الله هو الفيروس الذي يتحدى أعظم امبراطوريات البشر .. وإياك ان تستورد لي تفسيرات الإسلاميين السذج الذين سيقولون أن الله اليوم ينتقم من الأثرياء وبلاد الكفار وينجي المؤمنين والمسلمين والمستضعفين .. كما كانوا يفسرون ظواهر الطبيعة التي تصيب عدوهم ويحلمون أن يرسل الله رياح الصرصر على جيوش الغرب فيما هم يسيرون مع جيوش الغرب .. ولا جيش للغرب اليوم إلا هم أنفسهم الذين يقتلون بعضهم من أجل الغرب .. لا ادري كيف أجيب عقلي ولا كيف أرد حجته وسهمه .. ووقفت وسيفي متدليا مذهولا .. وتأملت الخارطة وهمست للبعض أسال منهم العون كما في طريقة مسابقة المليون .. فقال لي البعض أن هناك تلاعبا ربما في أرقام وفيات الكورونا في بلاد الغرب .. لأن كل وفيات هذه الأيام تدرج في خانة الكورونا من أي التهاب تنفسي .. بل إن احد الأصدقاء من الأطباء الغربيين لفت نظري إلى ان نسبة الوفيات بالانفلونزا تكاد تتلاشي من السجلات وبيانات الوفيات وكأنها هذا العام قررت إفساح المجال للموت بالكورونا .. وعند هذه اللحظة أطلقت سراح عقلي وأعطيته الحرية المطلقة في أن يسير معي أو أن يفارقني ليس لأنه على صواب بل لأنه حر ويفكر دون قيود .. فليس عندي جواب على هذا الغموض إلا ان أصحاب البنوك يريدون شيئا لانعرفه .. فربما بالفعل هناك رغبة في إعادة تشكيل اقتصاداتهم الغربية أو فرض نظام ضريبي جديد يجمع المزيد من الأموال بحجة إفلاس البنوك كما نوهت باقتضاب بعض النشرات المتشائمة الغربية لتركيز كتلة هائلة من الأموال بيد الفئة التي ستتولى إدارة الصراع مع قوى أخرى في العالم .. وربما هي طريقة لشحن الناس بأنفاس الحرب للدخول في حروب خارجية بحجة أن اللجوء لخيارات العقلاء تسبب في تراجع الاقتصادات .. وربما يتم التحضير لإطلاق قناعات أن الصين هي التي أطلقت الفيروس كما صار يسمى زورا (الفيروس الصيني) ولذلك فان عليها أن تدفع تعويضات هائلة للعالم كما يردد علنا ساسة أمريكيون وبكل وقاحة .. في محاولة لابتزازها وإفقارها .. والتهمة صارت جاهزة ولا تحتاج إلا أن يحس الناس بالأزمة الخانقة فيبحثون عن السبب والعلاج ولايجدون أمامهم إلا تفسيرا واحدا وحلا واحدا تتقدم به البنوك وأصحابها وهو أن الصين هي مصدر البلاء والإفلاس وأنها أثرت في أزمة الكورونا .. فيوافقون على إعلان الحرب التجارية المطلقة التي طالما أرادها ترامب ومعسكره .. لخنق اقتصاد الصين عبر منع التجارة معها وفق مزاج شعبي داعم بشدة طالما انه مأزوم اقتصاديا .. في هذه اللحظة لم أدر ماذا أجيب .. ولا أريد النظر في عيني عقلي .. ولافي عيون أحد لأنني لاأعرف شيئا في الحقيقة .. ولكنني سأتأمل هذه الخارطة المريبة .. وأتأمل .. وأحدق مليا .. وأحدق .. فلا بد أن هناك شيئا تحت اللون الازرق .. ربما هو سفر الكورونا .. أحد الأسفار المقدسة في إعلام الغرب .

المصدر : الماسة السورية/نارام سرجون


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة