دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
هل تعاني من صعوبة في السمع أثناء الحفلات؟ جرب الاستماع الى الموسيقى قبل ان تغادر بيتك. الموسيقيون حسب دراسة بحثية جديدة يستطيعون سماع أصوات معينة في أجواء صاخبة وهذا دليل آخر على ان الدماغ يعمل أفضل تحت تأثير الموسيقى
خلال السنوات العشر الماضية أجريت العديد من الدراسات البحثية حول الموسيقى والدماغ. وأظهرت احدث البحوث ان الموسيقى تفعّل أجزاء متعددة ومتنوعة من الدماغ بما فيها «التداخل» ذلك الجزء من الدماغ الذي يبرمج فيه الدماغ الموسيقى واللغة
اللغة مظهر وواجهة طبيعية تؤخذ بالاعتبار عند النظر في الكيفية التي تؤثر فيها الموسيقى على الدماغ.. فالموسيقى عالمية وكذلك اللغة.. ففي اللغة هناك مكون تعلمي قوي وتنطوي على معان معقدة
الأدمغة التي تتعرض حتى الى تدريب عفوي على الموسيقى تمتلك قدرة معززة لتوليد أنماط الموجة الدماغية المترافقة مع أصوات بعينها، سواء كانت هذه الأصوات موسيقية أم لغوية. هذا ما قالته رئيسة فريق الدراسة البحثية نينا كراوس مديرة مختبر الأعصاب السمعية بجامعة نورث ويسترن في ولاية الينوى الأميركية
وكانت دراسة سابقة لنينا كراوس قد أظهرت بأنه عندما يستمع شخص لصوت تكون موجة الدماغ المسجلة كرد على الصوت ماديا بنفس قدر الموجة الصوتية ذاتها، وفي الواقع فإن عزف موجة الدماغ ينتج نفس الصوت تقريبا
لكن بالنسبة للأشخاص الذين آذانهم غير مدربة على الموسيقى فإن القدرة على هذه الأنماط تتناقص مع تزايد الأصوات الخلفية، كما دللت على ذلك التجارب
اما الموسيقيون بالمقابل، فقد دربوا أدمغتهم تلقائيا على التعرف على أنماط صوتية منتقاة حتى في ظل وجود أصوات مزعجة كخلفية. التأثير الإجمالي اشبه بشخص يتعلم قيادة سيارة «جير عادي»حسب تعبير نينا كراوس، التي تقول «عندما يتعلم المرء قيادة السيارة، فإنه مضطر لأن يفكر حول مقبض (الجير) ودواسة (الكلاتش) وكل الأجزاء المختلفة، ولكن بمجرد ان تعرفها فإن جسمك يعرف ايضا كيف يقود السيارة أوتوماتيكيا تقريبا. وفي نفس الوقت الناس الذين يعانون الاضطرابات اللفظية مثلا يجدون صعوبة اكثر في سماع الأصوات وسط تدخلات اصوات مزعجة، وعلى سبيل المثال محاولة الطلبة الاستماع الى كلام المدرس في غرفة فصل حافلة بالأصوات المزعجة
لذلك يمكن ان تكون تجربة الموسيقى علاجا رئيسيا مهما للأطفال الذين يعانون من عسر القراءة واختلالات لفظية لغوية أخرى
وفي دراسة مشابهة أجرتها كلية هارفارد للطب وجد اخصائي الأعصاب غونفرايد شلاوغ ان المرضى الذين فقدوا القدرة على النطق عقب تعرضهم لنوبة قلبية يمكن تدريبهم على نطق مئات العبارات بواسطة غنائها ملحنة أولا. واستعرض شلاوغ نتائج علاج مكثف بالموسيقى لمرضى يعانون من جروح في الجوانب اليسرى من أدمغتهم وهي المناطق الأكثر ارتباطا بالجوانب اللغوية. فقبل العلاج كان هؤلاء المرضى يجيبون على اسئلته بكلام غير مفهوم وأصوات أو عبارات لا معنى لها، ولكن بعد بضع دقائق مع اخصائي العلاج الذي طلب منهم ان يغنوا عبارات وينقروا بأيديهم على نغم الايقاع استطاع المرضى ان يغنوا عبارة عيد ميلاد سعيد وينطقوا عناوينهم ويتحدثوا اذا شعروا بالعطش طالبين الماء
الأنظمة الأقل تطورا في الجانب الأيمن من الدماغ الذي يتجاوب مع الموسيقى أصبح أقوى وغير من مكوناته. ويتباين النجاح اعتمادا على حداثة التعرض الى نوبة قلبية وعلى مدى خطورة الإصابة ولكن العديد من المرضى تمكنوا في نهاية المطاف من تعليم أنفسهم كلمات وعبارات جديدة من خلال تحويلها الى نغمات وتمكن عدد قليل منهم من تجاوز حدود العبارات البسيطة الى إلقاء خطب قصيرة. يقول شلاوغ ان التجارب أظهرت ان الموسيقى قد تكون وسيلة بديلة لإشغال أجزاء من الدماغ التي لم تعمل
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة