قال الدبلوماسي الإسرائيلي السابق، عيران عتسيون، إن التطورات الإقليمية في المنطقة، لاسيما بعد اغتيال الولايات المتحدة للجنرال الإيراني قاسم سليماني، تطرح جملة من السيناريوهات المتوقعة لما قد تشهده المنطقة من أحداث، معتبرا أن مهمة مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تتمثل بطرح هذه السيناريوهات على المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت"، وترجيح واحد منها أو أكثر، وفقا للمعطيات المتوفرة لدى إسرائيل.

 

وأضاف عتسيون، إن المحاكاة التي يقوم بها مجلس الأمن القومي تبدأ من خلال حصوله على معلومات محدثة من "الموساد" والجيش ووزارتي الأمن الداخلي والخارجية، تأخذ بعين الاعتبار حالة التصعيد المتزيادة بين إيران والولايات المتحدة، منذ وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض أواخر عام 2016. وأشار إلى أن السياسة الأمريكية المتصاعدة ضد إيران، بدأت بالانسحاب الأحادي من الاتفاق النووي، وصولا إلى فرض العقوبات، لتصل الى الذروة باغتيال قاسم سليماني، ولذلك يمكن طرح السيناريوهات المحتملة على المدى القصير حتى الانتخابات الأمريكية في تشرين الثاني 2020.

 

وبحسب عتسيون، فإن السيناريو الأول، هو السيناريو التوافقي. أي توصل الولايات المتحدة وإيران إلى تفاهمات مشتركة عبر وسطاء، تؤكد قواعد اللعبة بينهما، بحيث تمتنع الدولتان عن المس بأهداف الدولة الأخرى، المدنية والعسكرية، سواء على أراضيهما، أو داخل دولة ثالثة، وفي هذه الحالة ستضطر إيران لإلزام أذرعها بهذه التفاهمات. وفي مثل هذا السيناريو سيكون بإمكان الولايات المتحدة أن تعلن مباشرة أو ضمنيا عن سحب قواتها من العراق وأفغانستان، فيما تعلن إيران أنها حققت نصرا إلهيا، كما سيكون بإمكان ترامب التوجه إلى انتخابات رئاسية مريحة، مع أن نسبة نجاح هذا السيناريو تبدو منخفضة.

 

أمّا السيناريو الثانية، فيتمثل ببقاء الأمور على ما هي عليه. أي ان تواصل إيران تنفيذ عمليات معادية ضد أهداف أمريكية، دون أن تعلن مسؤوليتها عنها، خاصة على الأراضي العراقية، فيما تستمر عملية سحب القوات الأمريكية من العراق بصورة تدريجية، وفقا لتفاهمات بين واشنطن وبغداد، في حين ستتواصل خروقات إيران للاتفاق النووي، ما سيفجر غضب  الولايات المتحدة من السلوك الإيراني، لكنها ستضطر للتسليم بالأمر الواقع، في ظل غياب أي خيارات أخرى، خصوصا في ظل تحذير صيني روسي بعدم دعم أي خطوة عسكرية أمريكية ضد المنشآت النووية الإيرانية، ونسبة نجاح هذا السيناريو بين متوسطة إلى عالية.

 

والسيناريو الثالث حسب عتسيون، هم تدهور الوضع في منطقة الخليج، إثر قيام ايران بمهاجمة أهداف امريكية في دولة ثالثة مثل الكويت، أو التعرض لحرية حركة الملاحة في الخليج، ووقوع قتلى وجرحى أمريكيين، ما سيعتبر تجاوزا للخطوط الحمراء من وجهة نظر ترامب، الذي سيأمر بالرد الفوري والتصعيد ضد أهداف عسكرية إيرانية داخل إيران، من دون مصادقة الكونغرس. وفي هذه الحالة، ستنشب أزمة دولية وداخلية عاصفة، وسترتفع أسعار النفط بصورة غير مسبوقة، وصولا إلى إطلاق النار على إسرائيل انطلاقا من سورية ولبنان، وتدهور الوضع بسرعة إلى حرب إقليمية. ونسبة هذا السيناريو بين متوسطة إلى منخفضة.

موقع المونيتور العبري

 

  • فريق ماسة
  • 2020-01-11
  • 5636
  • من الأرشيف

دبلوماسي اسرائيلي سابق يعرض سيناريوهات التوتر بين الولايات المتحدة وإيران

قال الدبلوماسي الإسرائيلي السابق، عيران عتسيون، إن التطورات الإقليمية في المنطقة، لاسيما بعد اغتيال الولايات المتحدة للجنرال الإيراني قاسم سليماني، تطرح جملة من السيناريوهات المتوقعة لما قد تشهده المنطقة من أحداث، معتبرا أن مهمة مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تتمثل بطرح هذه السيناريوهات على المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت"، وترجيح واحد منها أو أكثر، وفقا للمعطيات المتوفرة لدى إسرائيل.   وأضاف عتسيون، إن المحاكاة التي يقوم بها مجلس الأمن القومي تبدأ من خلال حصوله على معلومات محدثة من "الموساد" والجيش ووزارتي الأمن الداخلي والخارجية، تأخذ بعين الاعتبار حالة التصعيد المتزيادة بين إيران والولايات المتحدة، منذ وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض أواخر عام 2016. وأشار إلى أن السياسة الأمريكية المتصاعدة ضد إيران، بدأت بالانسحاب الأحادي من الاتفاق النووي، وصولا إلى فرض العقوبات، لتصل الى الذروة باغتيال قاسم سليماني، ولذلك يمكن طرح السيناريوهات المحتملة على المدى القصير حتى الانتخابات الأمريكية في تشرين الثاني 2020.   وبحسب عتسيون، فإن السيناريو الأول، هو السيناريو التوافقي. أي توصل الولايات المتحدة وإيران إلى تفاهمات مشتركة عبر وسطاء، تؤكد قواعد اللعبة بينهما، بحيث تمتنع الدولتان عن المس بأهداف الدولة الأخرى، المدنية والعسكرية، سواء على أراضيهما، أو داخل دولة ثالثة، وفي هذه الحالة ستضطر إيران لإلزام أذرعها بهذه التفاهمات. وفي مثل هذا السيناريو سيكون بإمكان الولايات المتحدة أن تعلن مباشرة أو ضمنيا عن سحب قواتها من العراق وأفغانستان، فيما تعلن إيران أنها حققت نصرا إلهيا، كما سيكون بإمكان ترامب التوجه إلى انتخابات رئاسية مريحة، مع أن نسبة نجاح هذا السيناريو تبدو منخفضة.   أمّا السيناريو الثانية، فيتمثل ببقاء الأمور على ما هي عليه. أي ان تواصل إيران تنفيذ عمليات معادية ضد أهداف أمريكية، دون أن تعلن مسؤوليتها عنها، خاصة على الأراضي العراقية، فيما تستمر عملية سحب القوات الأمريكية من العراق بصورة تدريجية، وفقا لتفاهمات بين واشنطن وبغداد، في حين ستتواصل خروقات إيران للاتفاق النووي، ما سيفجر غضب  الولايات المتحدة من السلوك الإيراني، لكنها ستضطر للتسليم بالأمر الواقع، في ظل غياب أي خيارات أخرى، خصوصا في ظل تحذير صيني روسي بعدم دعم أي خطوة عسكرية أمريكية ضد المنشآت النووية الإيرانية، ونسبة نجاح هذا السيناريو بين متوسطة إلى عالية.   والسيناريو الثالث حسب عتسيون، هم تدهور الوضع في منطقة الخليج، إثر قيام ايران بمهاجمة أهداف امريكية في دولة ثالثة مثل الكويت، أو التعرض لحرية حركة الملاحة في الخليج، ووقوع قتلى وجرحى أمريكيين، ما سيعتبر تجاوزا للخطوط الحمراء من وجهة نظر ترامب، الذي سيأمر بالرد الفوري والتصعيد ضد أهداف عسكرية إيرانية داخل إيران، من دون مصادقة الكونغرس. وفي هذه الحالة، ستنشب أزمة دولية وداخلية عاصفة، وسترتفع أسعار النفط بصورة غير مسبوقة، وصولا إلى إطلاق النار على إسرائيل انطلاقا من سورية ولبنان، وتدهور الوضع بسرعة إلى حرب إقليمية. ونسبة هذا السيناريو بين متوسطة إلى منخفضة. موقع المونيتور العبري  

المصدر : خاص الماسة السورية/غسان محمد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة