وقع حاتم علي مسلسل «سفر برلك»نادراً ما يخلو موقع تصوير عربي من فنان أو تقنيّ سوري. يوم كانت الدراما السورية تتصدّر رأس الصناعات العربية في ذلك المجال،

 

  كان المخرج والكاتب السوري يعيش صراعاً لتقديم أفضل ما عنده وسط منافسة داخلية وخارجية لتسويق منتجه. وخلال الحرب الأخيرة، عاش صنّاع الدراما السورية حرباً ضروساً في الخليج بسبب تشابك الوضعين السياسي والفني، وفرض حصار على البضاعة السورية التي كانت الأكثر شعبية في العالم العربي. مع ذلك، تمكّن هؤلاء من خرق هذا الحصار من خلال أساليب وطرق عدة. صحيح أنّهم غيّروا بوصلة أعمالهم لجهة المضمون والمحتوى والسويّة، واتّجهوا إلى موضة المشاريع السريعة و«اللايت» التي تواكب العصر وتقوم على السيناريو الخفيف، إلّا أنّ أولئك المخرجين والكتّاب ظلّوا متسلّحين بخبرتهم الكبيرة. هكذا، تعاونوا مع شركات خليجية عدة أبرزها «أبو ظبي» التي قدّمت منتجات درامية لافتة نالت نصيبها من النجاح، آخرها مسلسل «عندما تشيخ الذئاب» (سيناريو حازم سليمان وإخراج عامر فهد/ إنتاج «أبوظبي» وشركة I see Media). لكن هذا العام، يعود المخرجون والكتّاب السوريون بقوّة إلى الساحة العربية عموماً واللبنانية تحديداً، عبر تعاقد عدد لا بأس به مع شركات الإنتاج، وتحديداً شركتي «صبّاح إخوان» التي يديرها صادق الصباح و«إيغل فيلمز» لجمال سنان. هكذا، خطّطت الشركتان للاستحواذ على أكبر عدد من الكتّاب والمخرجين، وألقت على عاتقهم مهمّة كتابة وإمضاء مسلسلات غالبيتها اجتماعية لتعرضها في رمضان 2020 وأخرى خارج السباق الرمضاني. اللافت أن «إيغل فيلمز» رفعت سقف منافستها عبر التعاقد مع كبار المخرجين السوريين على رأسهم الليث حجو الذي سيوقّع مسلسل «أولاد آدم» (كتابة رامي كوسا) الذي تلعب بطولته ماغي بوغصن ودانييلا رحمة ومكسيم خليل وقيس الشيخ نجيب. وكان آخر عمل جمع الليث و«إيغل» هو مسلسل «24 قيراط» (ريم حنا ـــــ 2015).

 

لم تكتفِ الشركة المنتجة بذلك المسلسل الذي يحمل نفَساً سورياً، بل تعاقدت للمرة الأولى مع المثنى صبح لإخراج «دانتيل» (سماء عبد الخالق وإنجي القاسم) الذي يجمع سيرين عبد النور ومحمود نصر. في المقابل، وسّعت الشركة اللبنانية خارطة أعمالها وقرّرت تقديم عمل يحمل مبدئياً عنوان «سفر برلك» سيتولّى حاتم علي مهمّة إخراجه، على أن يعلن عن تفاصيله كافة قريباً. المسلسل التاريخي لم يُكشف بعد عن كاتبه، لكن «إيغل فيلمز» ستكرّر تعاونها مع علي بعدما عملا معاً في مشاريع مصرية عدّة أبرزها «أهو ده اللي صار» (ﺗﺄﻟﻴﻒ عبد الرحيم كمال) و«كأنه مبارح» (تأليف مريم نعوم).

من جانبها، لا تزال «صبّاح إخوان» متعاقدة مع سامر البرقاوي لتوقيع أكبر عدد من المنتجات الدرامية التي تقدّمها. على أن توكل إليه مهام عدة أوّلها توقيع الجزء الرابع من «الهيبة» الذي كان شريكاً في صناعته منذ موسمه الأول، وسيُعرض في رمضان 2020. كذلك وقّع عقداً لإخراج مسلسل «الأمير الأحمر» الذي يكتبه حسن سامي يوسف ويلعب بطولته تيم حسن وآخرون. المسلسل سيُعرض خارج السباق الرمضاني، ويحمل بعضاً من سيرة المناضل الفلسطيني علي حسن سلامة (1940/1979). باختصار، النفَس السوري حاضر بقوة في رمضان المقبل، وستعود الكاميرا إلى العمل في ظلّ أزمة مالية مستفحلة تمرّ بها شركات الإنتاج، ما قد يدفعها إلى خفض أجور الممثلين.

 

  • فريق ماسة
  • 2020-01-11
  • 15998
  • من الأرشيف

المخرجون السوريون قِبلة شركات الإنتاج اللبنانية

وقع حاتم علي مسلسل «سفر برلك»نادراً ما يخلو موقع تصوير عربي من فنان أو تقنيّ سوري. يوم كانت الدراما السورية تتصدّر رأس الصناعات العربية في ذلك المجال،     كان المخرج والكاتب السوري يعيش صراعاً لتقديم أفضل ما عنده وسط منافسة داخلية وخارجية لتسويق منتجه. وخلال الحرب الأخيرة، عاش صنّاع الدراما السورية حرباً ضروساً في الخليج بسبب تشابك الوضعين السياسي والفني، وفرض حصار على البضاعة السورية التي كانت الأكثر شعبية في العالم العربي. مع ذلك، تمكّن هؤلاء من خرق هذا الحصار من خلال أساليب وطرق عدة. صحيح أنّهم غيّروا بوصلة أعمالهم لجهة المضمون والمحتوى والسويّة، واتّجهوا إلى موضة المشاريع السريعة و«اللايت» التي تواكب العصر وتقوم على السيناريو الخفيف، إلّا أنّ أولئك المخرجين والكتّاب ظلّوا متسلّحين بخبرتهم الكبيرة. هكذا، تعاونوا مع شركات خليجية عدة أبرزها «أبو ظبي» التي قدّمت منتجات درامية لافتة نالت نصيبها من النجاح، آخرها مسلسل «عندما تشيخ الذئاب» (سيناريو حازم سليمان وإخراج عامر فهد/ إنتاج «أبوظبي» وشركة I see Media). لكن هذا العام، يعود المخرجون والكتّاب السوريون بقوّة إلى الساحة العربية عموماً واللبنانية تحديداً، عبر تعاقد عدد لا بأس به مع شركات الإنتاج، وتحديداً شركتي «صبّاح إخوان» التي يديرها صادق الصباح و«إيغل فيلمز» لجمال سنان. هكذا، خطّطت الشركتان للاستحواذ على أكبر عدد من الكتّاب والمخرجين، وألقت على عاتقهم مهمّة كتابة وإمضاء مسلسلات غالبيتها اجتماعية لتعرضها في رمضان 2020 وأخرى خارج السباق الرمضاني. اللافت أن «إيغل فيلمز» رفعت سقف منافستها عبر التعاقد مع كبار المخرجين السوريين على رأسهم الليث حجو الذي سيوقّع مسلسل «أولاد آدم» (كتابة رامي كوسا) الذي تلعب بطولته ماغي بوغصن ودانييلا رحمة ومكسيم خليل وقيس الشيخ نجيب. وكان آخر عمل جمع الليث و«إيغل» هو مسلسل «24 قيراط» (ريم حنا ـــــ 2015).   لم تكتفِ الشركة المنتجة بذلك المسلسل الذي يحمل نفَساً سورياً، بل تعاقدت للمرة الأولى مع المثنى صبح لإخراج «دانتيل» (سماء عبد الخالق وإنجي القاسم) الذي يجمع سيرين عبد النور ومحمود نصر. في المقابل، وسّعت الشركة اللبنانية خارطة أعمالها وقرّرت تقديم عمل يحمل مبدئياً عنوان «سفر برلك» سيتولّى حاتم علي مهمّة إخراجه، على أن يعلن عن تفاصيله كافة قريباً. المسلسل التاريخي لم يُكشف بعد عن كاتبه، لكن «إيغل فيلمز» ستكرّر تعاونها مع علي بعدما عملا معاً في مشاريع مصرية عدّة أبرزها «أهو ده اللي صار» (ﺗﺄﻟﻴﻒ عبد الرحيم كمال) و«كأنه مبارح» (تأليف مريم نعوم). من جانبها، لا تزال «صبّاح إخوان» متعاقدة مع سامر البرقاوي لتوقيع أكبر عدد من المنتجات الدرامية التي تقدّمها. على أن توكل إليه مهام عدة أوّلها توقيع الجزء الرابع من «الهيبة» الذي كان شريكاً في صناعته منذ موسمه الأول، وسيُعرض في رمضان 2020. كذلك وقّع عقداً لإخراج مسلسل «الأمير الأحمر» الذي يكتبه حسن سامي يوسف ويلعب بطولته تيم حسن وآخرون. المسلسل سيُعرض خارج السباق الرمضاني، ويحمل بعضاً من سيرة المناضل الفلسطيني علي حسن سلامة (1940/1979). باختصار، النفَس السوري حاضر بقوة في رمضان المقبل، وستعود الكاميرا إلى العمل في ظلّ أزمة مالية مستفحلة تمرّ بها شركات الإنتاج، ما قد يدفعها إلى خفض أجور الممثلين.  

المصدر : الماسة السورية/ الأخبار اللبنانية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة