شهد الوضع الميداني في سوريا خلال الأشهر الماضية تغيرات كبيرة لصالح الجيش العربي السوري الذي حرر مناطق واسعة من أرياف ادلب وحماة، ليكون تحرير مدينة خان شيخون الواقعة على أوتستراد حلب – دمشق الدولي، واستهداف الرتل العسكري التركي الذي كان متوجهاً لدعم المسلحين، الحدث الأكبر الذي غير موازين القوى.

وسيطر الجيش العربي السوري على خان شيخون، التي تبعها تحرير مناطق ريف حماة الشمالي مورك واللطامنة وكفرزيتا، أدت بدورها لتمكن الجيش من السيطرة على جزء من أوتوستراد حلب – دمشق الدولي من جهة محافظة ادلب للمرة الأولى منذ بداية الحرب.

ويراقب كل سوري بشكل عام، وأهالي حلب بشكل خاص، أخبار أوتوستراد حلب – دمشق الدولي، التي كثرت الدلالات حول قرب عودته للعمل بعد سيطرت الجيش العربي السوري عليه وتأمينه.

ومن آخر تلك الدلالات إعلان وزارة النقل السورية، خلال ملتقى الاستثمار المقام على هامش معرض دمشق الدولي، عن طرح مشروعي أفكار استثمار لمطارين جديدين، أحدهما بتدمر، والآخر الذي أعاد التفاؤل بقرب عودة الأوتوستراد، هو مطار ثاني لمحافظة حلب موقعه أمام منطقة إيكاردا.

وتقع منطقة إيكاردا بريف حلب الجنوبي بمساحة ضخمة تمتد على طول أوتوستراد حلب – دمشق الدولي، وهي حالياً تحت سيطرة المسلحين المتشددين، ليكون إعلان طرح استثمار مطار فيها، دليلاً استند عليه أهالي حلب لقرب عودة الأوتوستراد الدولي للعمل.

وحول تفاصيل المشروعين، صرح مدير المؤسسة العامة للطيران المدني باسم منصور لتلفزيون الخبر أن “المطار الأول الذي هو في تدمر سيكون مطار سياحي يستقبل رحلات دولية ويخدم المنطقة الوسطى من سوريا”.

وبين منصور أن “المطار الثاني في منطقة إيكاردا سيكون إقليمي وذو أهمية كبيرة كونه يتوسط كل من حلب وإدلب وحماة، حيث يبعد عن حلب 33 كم، وعن إدلب 45 كم وعن حماة 90 كلم”.

 

وأضاف منصور أن “مطار إيكاردا سيستوعب 15 مليون مسافر في مرحلته الأولى، ليزداد العدد لـ 30 مليون مسافر في المرحلة الثانية بعد تطويره”.

وأشار منصور إلى أن “كلا مشروعي المطارين تمت دراستهما قبل الحرب، وحالياً طرحا لأفكار استثمارية”.

وتابع: “مطار حلب الجديد (إيكاردا) يوجد له دراسة عام 2004 من قبل شركة “موختيس” الألمانية، وطرحه حالياً للأفكار الاستثمارية هو من أجل تجهيز كافة الدراسات والاعتمادات والخطط لإقامته فوراً بعد تأمين المنطقة”.

ونوه مدير المؤسسة إلى أن “موقع مطار إيكاردا يعد استراتيجي وممتاز، كون أن المساحة المقامة عليه المطار كبيرة ومنبسطة ولا تحوي على أي عقبات تضريسية”.

ولفت منصور إلى أن “هناك دراسة أيضاً تتم من أجل إقامة مطار في حمص من أجل تخديم المنطقة الوسطى، وسيتم الإعلان عن طرحه للاستثمار بعد انتهاء الدراسات”.

وبالعودة لأوتوستراد دمشق – حلب الدولي، فإن الآراء ترى أن “إعلان طرح استثمار مطار في منطقة إيكادرا، التي ما زالت تحت سيطرة المسلحين المتشددين، هو دليل جديد على أن الوضع الميداني في سوريا متجه نحو تحرير مناطق ريف حلب الجنوبي وفتح الأوتوستراد الدولي”.

ولتوضيح وضع أوتوستراد حلب – دمشق الدولي بشكل مفصل، فإن الطريق يبدأ من جهة مدينة حلب من المنطقة الجنوبية الغربية، بمناطق خان العسل والمنصورة والزربة مروراً بإيكاردا ومن ثم مناطق إدلب وريفها، عبر سراقب، التي تقع أيضاً تحت سيطرة المسلحين.

ويستمر الأوتوستراد حتى حماة مروراً بحمص لينتهي في دمشق، علماً أنه مع التقدم الأخير للجيش العربي السوري أصبح الطريق تحت سيطرته من بلدة خان شيخون حتى حماة فحمص فدمشق، أي أنه مقطوع من حلب وحتى خان شيخون.

ويعد طريق حلب – دمشق الدولي أولى الطرق التي أغلقت بعد سيطرة المسلحين المتشددين على مناطق الريف الجنوبي والجنوبي الغربي لمدينة حلب، لتعيش مدينة حلب حينها حصاراً شديداً انتهى مع فتح الجيش العربي السوري طريق خناصر – أثريا، الذي يعرف بـ “طريق الموت” لكثرت الحوادث المرورية فيه.

وكان طريق حلب – دمشق الدولي قبل إغلاقه شاهداً على أبشع الجرائم التي ارتكبها المسلحون المتشددون بحق أهالي مدينة حلب، عبر جرائم الخطف والسرقة والقتل، التي طالت المسافرين عبره.

 

  • فريق ماسة
  • 2019-09-05
  • 14002
  • من الأرشيف

أوتستراد حلب – دمشق الدولي بحكم “المحسوم” .. وزارة النقل تعلن عن مطار جديد لحلب في منطقة إيكاردا المحتلة

شهد الوضع الميداني في سوريا خلال الأشهر الماضية تغيرات كبيرة لصالح الجيش العربي السوري الذي حرر مناطق واسعة من أرياف ادلب وحماة، ليكون تحرير مدينة خان شيخون الواقعة على أوتستراد حلب – دمشق الدولي، واستهداف الرتل العسكري التركي الذي كان متوجهاً لدعم المسلحين، الحدث الأكبر الذي غير موازين القوى. وسيطر الجيش العربي السوري على خان شيخون، التي تبعها تحرير مناطق ريف حماة الشمالي مورك واللطامنة وكفرزيتا، أدت بدورها لتمكن الجيش من السيطرة على جزء من أوتوستراد حلب – دمشق الدولي من جهة محافظة ادلب للمرة الأولى منذ بداية الحرب. ويراقب كل سوري بشكل عام، وأهالي حلب بشكل خاص، أخبار أوتوستراد حلب – دمشق الدولي، التي كثرت الدلالات حول قرب عودته للعمل بعد سيطرت الجيش العربي السوري عليه وتأمينه. ومن آخر تلك الدلالات إعلان وزارة النقل السورية، خلال ملتقى الاستثمار المقام على هامش معرض دمشق الدولي، عن طرح مشروعي أفكار استثمار لمطارين جديدين، أحدهما بتدمر، والآخر الذي أعاد التفاؤل بقرب عودة الأوتوستراد، هو مطار ثاني لمحافظة حلب موقعه أمام منطقة إيكاردا. وتقع منطقة إيكاردا بريف حلب الجنوبي بمساحة ضخمة تمتد على طول أوتوستراد حلب – دمشق الدولي، وهي حالياً تحت سيطرة المسلحين المتشددين، ليكون إعلان طرح استثمار مطار فيها، دليلاً استند عليه أهالي حلب لقرب عودة الأوتوستراد الدولي للعمل. وحول تفاصيل المشروعين، صرح مدير المؤسسة العامة للطيران المدني باسم منصور لتلفزيون الخبر أن “المطار الأول الذي هو في تدمر سيكون مطار سياحي يستقبل رحلات دولية ويخدم المنطقة الوسطى من سوريا”. وبين منصور أن “المطار الثاني في منطقة إيكاردا سيكون إقليمي وذو أهمية كبيرة كونه يتوسط كل من حلب وإدلب وحماة، حيث يبعد عن حلب 33 كم، وعن إدلب 45 كم وعن حماة 90 كلم”.   وأضاف منصور أن “مطار إيكاردا سيستوعب 15 مليون مسافر في مرحلته الأولى، ليزداد العدد لـ 30 مليون مسافر في المرحلة الثانية بعد تطويره”. وأشار منصور إلى أن “كلا مشروعي المطارين تمت دراستهما قبل الحرب، وحالياً طرحا لأفكار استثمارية”. وتابع: “مطار حلب الجديد (إيكاردا) يوجد له دراسة عام 2004 من قبل شركة “موختيس” الألمانية، وطرحه حالياً للأفكار الاستثمارية هو من أجل تجهيز كافة الدراسات والاعتمادات والخطط لإقامته فوراً بعد تأمين المنطقة”. ونوه مدير المؤسسة إلى أن “موقع مطار إيكاردا يعد استراتيجي وممتاز، كون أن المساحة المقامة عليه المطار كبيرة ومنبسطة ولا تحوي على أي عقبات تضريسية”. ولفت منصور إلى أن “هناك دراسة أيضاً تتم من أجل إقامة مطار في حمص من أجل تخديم المنطقة الوسطى، وسيتم الإعلان عن طرحه للاستثمار بعد انتهاء الدراسات”. وبالعودة لأوتوستراد دمشق – حلب الدولي، فإن الآراء ترى أن “إعلان طرح استثمار مطار في منطقة إيكادرا، التي ما زالت تحت سيطرة المسلحين المتشددين، هو دليل جديد على أن الوضع الميداني في سوريا متجه نحو تحرير مناطق ريف حلب الجنوبي وفتح الأوتوستراد الدولي”. ولتوضيح وضع أوتوستراد حلب – دمشق الدولي بشكل مفصل، فإن الطريق يبدأ من جهة مدينة حلب من المنطقة الجنوبية الغربية، بمناطق خان العسل والمنصورة والزربة مروراً بإيكاردا ومن ثم مناطق إدلب وريفها، عبر سراقب، التي تقع أيضاً تحت سيطرة المسلحين. ويستمر الأوتوستراد حتى حماة مروراً بحمص لينتهي في دمشق، علماً أنه مع التقدم الأخير للجيش العربي السوري أصبح الطريق تحت سيطرته من بلدة خان شيخون حتى حماة فحمص فدمشق، أي أنه مقطوع من حلب وحتى خان شيخون. ويعد طريق حلب – دمشق الدولي أولى الطرق التي أغلقت بعد سيطرة المسلحين المتشددين على مناطق الريف الجنوبي والجنوبي الغربي لمدينة حلب، لتعيش مدينة حلب حينها حصاراً شديداً انتهى مع فتح الجيش العربي السوري طريق خناصر – أثريا، الذي يعرف بـ “طريق الموت” لكثرت الحوادث المرورية فيه. وكان طريق حلب – دمشق الدولي قبل إغلاقه شاهداً على أبشع الجرائم التي ارتكبها المسلحون المتشددون بحق أهالي مدينة حلب، عبر جرائم الخطف والسرقة والقتل، التي طالت المسافرين عبره.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة