تحقيق المصالح الشخصية وجذب الناخبين الأمريكيين بأي ثمن كان ومازال الهاجس الأول والوحيد الذي يشغل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وهو السبب المباشر وراء افتعاله الحرب التجارية مع الصين وتصعيده لها عبر فرض مزيد من الرسوم الجمركية سيكون المستهلك الأمريكي المتضرر الرئيسي منها.

محللون اقتصاديون ووسائل إعلام غربية حذرت أكثر من مرة من استفزازات ترامب للصين دون جدوى فالأخير يتجاهل كل البيانات الاقتصادية التي تثبت أن المستهلك الأمريكي هو الحلقة الأضعف في الحرب التجارية ضد بكين وأن الشركات الأمريكية هي نفسها من ستدفع الرسوم الإضافية التي يفرضها على الصين فيما يوضح مراقبون أن ترامب يدرك جيدا كل هذه الحقائق لكنه يتعامى عنها لتحقيق أهداف خاصة تصب في مجملها لصالح جماعات الضغط والشركات المالية الكبرى في الولايات المتحدة.

ترامب عاد لممارسة أساليب المراوغة والابتزاز المعروف بها جيدا بفرضه يوم الخميس الماضي رسوما إضافية نسبتها عشرة بالمئة على واردات صينية بقيمة 300 مليار دولار اعتبارا من الأول من أيلول المقبل في خطوة تهدف بشكل واضح إلى تصعيد الحرب التجارية التي افتعلها مع الصين وإحداث بلبلة في الأسواق المالية.

الأسلوب الذي استخدمه ترامب لتصعيد التوترات التجارية مع الصين يندرج في مسار السياسة التي اتبعها منذ وصوله إلى البيت الأبيض فهو يحاول دائما اختلاق أزمة وتهويلها لجذب انتباه الأمريكيين ثم يزعم حلها ومن هنا جاء تهديده الجديد بزيادة الرسوم الجمركية على البضائع الصينية ومحاولته ابتزاز بكين وإعلانه أن “عليها فعل الكثير من أجل إحداث تحول في مسار مفاوضات التجارة مع واشنطن”.

تبعات القرارات التي يتخذها ترامب بشأن الواردات الصينية اتضحت بتصريحات مستشاره الاقتصادي لاري كودلو الذي أقر في أيار الماضي بأن الشركات الأمريكية هي التي ستدفع الرسوم الجمركية على أي بضائع تستورد من الصين وأكد محللون وتقارير أعدتها وسائل إعلام أمريكية وغربية هذه الحقيقة.

شبكة CNN الأمريكية قالت في تحليل اقتصادي لها أن المستهلكين الأمريكيين سيعانون بشكل كبير من الرسوم الإضافية التي فرضها ترامب على الواردات الصينية حيث ستزيد أسعار البضائع الصناعية بما فيها الحواسيب المحمولة وشاشات التلفاز والهواتف النقالة إضافة إلى مواد استهلاكية أخرى إلى جانب الالكترونيات بما في ذلك الثياب.

CNN حذرت من أن أسعار المواد والقطع الالكترونية التي سيتم تصنيعها في الولايات المتحدة ستزيد أيضا في حال تم استيراد بعض المواد الداخلة في تصنيعها من الصين ما سيشكل ضربة اقتصادية موجعة بالنسبة للأمريكيين.

بيانات جديدة لوزارة الزراعة الأمريكية بينت أن المستفيد الوحيد من الرسوم الإضافية التي فرضها ترامب هي الشركات الكبرى بينما تدفع الشركات الصغيرة والمحلية الثمن غالياً وتتحمل وطأة هذه الرسوم.

صحيفة واشنطن بوست قالت بدورها إن رسوم ترامب الجديدة تستهدف الاقتصاد الأمريكي بشكل مباشر مشيرة إلى أنه وعلى عكس الوعود التي قدمها الرئيس الأمريكي وبعض المسؤولين عن إدارته بأن المستهلكين في الولايات المتحدة لن يتأثروا بالرسوم فإن مساعدين في البيت الأبيض اعترفوا بشكل سري بأن هذه الخطوة أثرت بشكل سلبي على توقعات تحسن الاقتصاد الأمريكي هذا العام.

تغريدة ترامب التي أعلن فيها قرار فرض رسوم جمركية إضافية على بضائع صينية أشعلت أسواق المال والنفط والذهب وفيما يخشى الأمريكيون تبعات السياسات الفاشلة التي يتبعها رئيس بلادهم يدأب الأخير على إصدار قرارات تحقق مصالحه الشخصية بوصفه رجل أعمال ومصالح الشركات المالية الكبرى في بورصة وول ستريت.

  • فريق ماسة
  • 2019-08-02
  • 14172
  • من الأرشيف

ترامب يصب الزيت على النار في حربه التجارية مع الصين

تحقيق المصالح الشخصية وجذب الناخبين الأمريكيين بأي ثمن كان ومازال الهاجس الأول والوحيد الذي يشغل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وهو السبب المباشر وراء افتعاله الحرب التجارية مع الصين وتصعيده لها عبر فرض مزيد من الرسوم الجمركية سيكون المستهلك الأمريكي المتضرر الرئيسي منها. محللون اقتصاديون ووسائل إعلام غربية حذرت أكثر من مرة من استفزازات ترامب للصين دون جدوى فالأخير يتجاهل كل البيانات الاقتصادية التي تثبت أن المستهلك الأمريكي هو الحلقة الأضعف في الحرب التجارية ضد بكين وأن الشركات الأمريكية هي نفسها من ستدفع الرسوم الإضافية التي يفرضها على الصين فيما يوضح مراقبون أن ترامب يدرك جيدا كل هذه الحقائق لكنه يتعامى عنها لتحقيق أهداف خاصة تصب في مجملها لصالح جماعات الضغط والشركات المالية الكبرى في الولايات المتحدة. ترامب عاد لممارسة أساليب المراوغة والابتزاز المعروف بها جيدا بفرضه يوم الخميس الماضي رسوما إضافية نسبتها عشرة بالمئة على واردات صينية بقيمة 300 مليار دولار اعتبارا من الأول من أيلول المقبل في خطوة تهدف بشكل واضح إلى تصعيد الحرب التجارية التي افتعلها مع الصين وإحداث بلبلة في الأسواق المالية. الأسلوب الذي استخدمه ترامب لتصعيد التوترات التجارية مع الصين يندرج في مسار السياسة التي اتبعها منذ وصوله إلى البيت الأبيض فهو يحاول دائما اختلاق أزمة وتهويلها لجذب انتباه الأمريكيين ثم يزعم حلها ومن هنا جاء تهديده الجديد بزيادة الرسوم الجمركية على البضائع الصينية ومحاولته ابتزاز بكين وإعلانه أن “عليها فعل الكثير من أجل إحداث تحول في مسار مفاوضات التجارة مع واشنطن”. تبعات القرارات التي يتخذها ترامب بشأن الواردات الصينية اتضحت بتصريحات مستشاره الاقتصادي لاري كودلو الذي أقر في أيار الماضي بأن الشركات الأمريكية هي التي ستدفع الرسوم الجمركية على أي بضائع تستورد من الصين وأكد محللون وتقارير أعدتها وسائل إعلام أمريكية وغربية هذه الحقيقة. شبكة CNN الأمريكية قالت في تحليل اقتصادي لها أن المستهلكين الأمريكيين سيعانون بشكل كبير من الرسوم الإضافية التي فرضها ترامب على الواردات الصينية حيث ستزيد أسعار البضائع الصناعية بما فيها الحواسيب المحمولة وشاشات التلفاز والهواتف النقالة إضافة إلى مواد استهلاكية أخرى إلى جانب الالكترونيات بما في ذلك الثياب. CNN حذرت من أن أسعار المواد والقطع الالكترونية التي سيتم تصنيعها في الولايات المتحدة ستزيد أيضا في حال تم استيراد بعض المواد الداخلة في تصنيعها من الصين ما سيشكل ضربة اقتصادية موجعة بالنسبة للأمريكيين. بيانات جديدة لوزارة الزراعة الأمريكية بينت أن المستفيد الوحيد من الرسوم الإضافية التي فرضها ترامب هي الشركات الكبرى بينما تدفع الشركات الصغيرة والمحلية الثمن غالياً وتتحمل وطأة هذه الرسوم. صحيفة واشنطن بوست قالت بدورها إن رسوم ترامب الجديدة تستهدف الاقتصاد الأمريكي بشكل مباشر مشيرة إلى أنه وعلى عكس الوعود التي قدمها الرئيس الأمريكي وبعض المسؤولين عن إدارته بأن المستهلكين في الولايات المتحدة لن يتأثروا بالرسوم فإن مساعدين في البيت الأبيض اعترفوا بشكل سري بأن هذه الخطوة أثرت بشكل سلبي على توقعات تحسن الاقتصاد الأمريكي هذا العام. تغريدة ترامب التي أعلن فيها قرار فرض رسوم جمركية إضافية على بضائع صينية أشعلت أسواق المال والنفط والذهب وفيما يخشى الأمريكيون تبعات السياسات الفاشلة التي يتبعها رئيس بلادهم يدأب الأخير على إصدار قرارات تحقق مصالحه الشخصية بوصفه رجل أعمال ومصالح الشركات المالية الكبرى في بورصة وول ستريت.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة