دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أكدت جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية أن الولايات المتحدة لم تنفذ التزاماتها بموجب البيان الكوري الأمريكي المشترك الذي تم توقيعه في سنغافورة في حزيران من العام الماضي محذرة واشنطن من أنه في حال واصلت سياستها العدائية إزاءها فإنه لا يمكن تخمين مصير البيان المشترك.
وأشار المتحدث باسم وزارة خارجية جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في تصريح له بمناسبة مرور عام على توقيع البيان الكوري الأمريكي المشترك إلى أن حكومة بلاده بذلت جهودا متواصلة لإقامة علاقات جديدة مع الولايات المتحدة وتوفير نظام السلام الدائم والوطيد في شبه الجزيرة الكورية وتحقيق نزع السلاح النووي فيها وفق البيان المشترك بين البلدين المؤرخ في اليوم الثاني عشر من حزيران من العام الماضي وسعت لاتخاذ الإجراءات العملية اللازمة لتحقيق هذا القرار الاستراتيجي بمبادرة منها.
وأضاف المتحدث: “لكن من المؤسف أن الولايات المتحدة أشاحت بوجهها عن تنفيذ البيان الكوري الأمريكي المشترك عمدا وأصرت على تخلينا عن الأسلحة النووية من جانب واحد وأبدت محاولات سافرة لتدميرنا بالقوة خلال عام من توقيع البيان”.
وشدد المتحدث على أن الولايات المتحدة ارتكبت أكبر خطأ وفوتت فرصة ذهبية وألقت ظلا أسودا على آفاق الحوار مع بيونغ يانغ بإصرارها على التخلي أولا عن السلاح النووي في محادثات القمة الكورية الأمريكية الثانية التي جرت في هانوي بفيتنام.
وبين المتحدث أن البيان الكوري الأمريكي المشترك هو تعهد لكل من بيونغ يانغ وواشنطن أمام العالم ومهمة يجب عليهما أن يتحملا المسؤولية عنها بصورة مشتركة وإن موقف بلاده حول هذا البيان الذي وقع عليه رئيسا البلدين لم يتغير مضيفا “لكن إذا غدرت الولايات المتحدة بواجباتها ولجأت إلى السياسة العدائية إزاء كوريا لا يمكن تخمين مصير البيان الكوري الأمريكي المشترك”.
وتابع المتحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الديمقراطية: “سيقرر رد الولايات المتحدة على موقفنا العادل مسألة ما إذا كان البيان الكوري الأمريكي المشترك المؤرخ باليوم الثاني عشر من حزيران على قيد البقاء أو حبرا على الورق”.
ودعا المتحدث واشنطن إلى عدم التأخر عن اتخاذ الاختيار الاستراتيجي الصائب وقال: “من المستحسن أن تغير الولايات المتحدة طريقة حسابها وترد على طلبنا في أسرع وقت ممكن.. فلصبرنا حد”.
ولفت المتحدث إلى أن القمة بين كوريا الديمقراطية والولايات المتحدة التي جرت في سنغافورة العام الماضي كانت حدثا تاريخيا ذا أهمية بالغة الشأن في توفير السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية والمنطقة والإسراع بمسار المصالحة والتعاون موضحا أن البيان الكوري الأمريكي المشترك برهن واقعيا على أنه إذا وضعت البلدان ذات العلاقات العدائية حماية السلام والاستقرار في المقام الأول واتخذت قرارا سياسيا بذلك فيمكنها أن تفتح الطريق العريض لإقامة علاقات جديدة بينها تحظى بالتأييد الإيجابي من كل البلدان والشعوب في العالم.
وبين المتحدث الكوري أنه إذا نفذت الولايات المتحدة عملا يساهم ولو قليلا في الحل انطلاقا من النظرة الجدية والموقف المخلص من تنفيذ البيان الكوري الأمريكي المشترك ربما تشهد مسالة نزع الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية تقدما كبيرا.
وذكر المتحدث الكوري أن الرئيس الكوري الديمقراطي كيم جونغ اون كان قد أكد في كلمة ألقاها خلال الدورة الأولى لمجلس الشعب الأعلى الرابع عشر لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية على أنه بغية تنفيذ البيان الكوري الأمريكي المشترك في ظروف بقاء المشاعر العدائية المتأصلة بين كوريا والولايات المتحدة لا بد للطرفين من إيجاد طريقة الحل البناءة التي تتلاءم مع مصالح كل طرف منهما متخلين عن شروط مطالبهما أحادية الجانب وأن ذلك يتطلب من الولايات المتحدة أن تترك أولا طريقة حسابها الحالية جانبا وتقترب منا بطريقة الحساب الجديدة.
وكانت كوريا الديمقراطية أكدت الشهر الماضي على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها أن الولايات المتحدة اتخذت موقفا تعسفيا وغير صادق إزاء المحادثات النووية معها محذرة في الوقت ذاته من أنها سترفض استئناف تلك المحادثات في حال لم تتبن واشنطن نهجا جديدا بهذا الخصوص.
يذكر أن الرئيسان الكوري الديمقراطي كيم جونغ اون والأمريكي دونالد ترامب وقعا بيانا مشتركا بين بلديهما في أول لقاء بينهما بسنغافورة في حزيران من العام الماضي فيما تم اللقاء الثاني الذي جمعهما في العاصمة الفيتنامية هانوي تم دون التوصل إلى اتفاق حول مسألة العقوبات التي تفرضها واشنطن على بيونغ يانغ.
يذكر أن واشنطن تفرض عقوبات اقتصادية جائرة على بيونغ يانغ في إطار سياسة التهديدات والضغوطات التي تمارسها الولايات المتحدة ضد الدول التي ترفض السير في نهجها.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة