دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
مخططات مفتوحة على مساحة المنطقة، وحلقات جديدة من مسلسل الارهاب الطويل بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، وحبس انفاس اقليمي يرصد مؤشرات ميدانية متواصلة بنفس الاسلوب الارهابي والعقلية الاجرامية الامريكية، وهذه المرة على مثلث الحدود السورية ـ العراقية ـ الاردنية، والمستهدف محور المقاومة بالكامل.
المنطقة حولنا حبلى بالتبدلات الدراماتيكية والمفاجآت التي تنذر بمشهد اقليمي جديد انطلاقا من سوريا والعراق، وجديد المشهد المعلومات التي تتحدث عن قيام واشنطن بنشر قوات استخباراتية على الحدود العراقية السورية لمراقبة الحدود، واستفزاز الحشد الشعبي والجيشين العراقي والسوري، واكدت المصادر ان القوات الامريكية في تلك المنطقة ليست ذات مهام قتالية فحسب، بل هناك قوات من الاستخبارات الامريكية تعمل على جمع المعلومات عن الحشد الشعبي والجيشين العراقي والسوري لتزود مجموعات “داعش” بها في الداخل السوري والعراقي، وبالذات في محيط منطقة البوكمال السورية والانبار العراقية، وتابع المصدر ان قاعدة التنف الامريكية، هي غرفة العمليات التي تدير مجموعات “داعش” من قبل شخصيات عسكرية كبيرة في القاعدة، بالاضافة الى مجموعات ما زالت تتلقى التدريب فيها.
هذا كله يأتي مع استمرار القوات الامريكية بعمليات الاستطلاع المكثف في منطقة الانبار العراقية من اجل ايجاد ارضية مناسبة لاحتواء الارهابيين التابعين لـ”داعش”، فيما كشفت مصادر خاصة لموقع “العهد” الإخباري ان هناك تحضيرا لنقل مسلحين من أدلب نحو تلك المنطقة، إضافة الى مجاميع “داعش” التي تم سحبها من ريف دير الزور، حيث تستمر القوات الامريكية في تلك المنطقة باستطلاع المناطق الصحراوية، عبر الطيران الحربي المكثف، بالتزامن مع حركة لقواتها الراجلة.
وتتابع المصادر أن ذلك يتزامن مع عزم الولايات المتحدة الامريكية انشاء اول مهبط للطائرات في منطقة شرق الرطبة العراقية، حيث يبعد هذا المهبط حوالي 5 كيلو مترات عن مركز قضاء الرطبة، ويضم كل ما يلزم لهبوط الطائرات الامريكية واقلاعها، ما يسمح للقوات الامريكية السيطرة على كافة المناطق الصحراوية حتى حدود الاردن، والشريط الحدودي مع سوريا.
ما يجري في هذه المنطقة الصحراوية والملاصقة للحدود السورية، يهدف بشكل مباشر لخلق توتر في محيط معبر القائم الحدودي مع البوكمال السورية، ومنع فتحه في المدى المنظور، حيث يسعى الامريكي لجعل تلك المنطقة منطقة توتر وقلق للداخل السوري والعراقي، بالإضافة الى ذلك خلق حاجز جغرافي يمنع التواصل بين دول المحور من طهران إلى دمشق مرورا ببغداد، نظرا لاتساع المنطقة على مستوى الخريطة الجغرافية، حيث تبلغ مساحة محافظة الأنبار نحو 138 ألف كيلو متر مربع، أغلبها مناطق صحراوية، كما تشكل المحافظة ثلث مساحة العراق، ومن الناحية الجغرافية فهي منطقة معقدة على المستوى الطبوغرافية، وتعج بالوديان والهضاب، ما يصعب على القوات الأمنية ملاحقة الإرهابيين فيها بسهولة، بينما يستغل “داعش” هذا الأمر للحصول على ملاذ آمن وإعادة تجميع صفوفه، وتدريب عناصره على عمليات إرهابية جديدة، وأساليب التخفى بعد تنفيذها، ومن جهة اخرى، تعتبر هذه المنطقة منطقة تدر على التنظيم الارهابي مصادر تمويل يعلمها الامريكي جيداً، فهي معبر وممر لتهريب الاسلحة والآثار والمخدرات والنفط بين سوريا والعراق والاردن وحتى الحدود السعودية، وتعتبر منطلقا مهما لعمليات قادمة للتنظيم الارهابي نحو الداخل السوري او محافظات نينوى والموصل وعدة مدن في العراق.
بالمحصلة، الولايات المتحدة الامريكية سخّرت وما زالت تسخّر كل الامكانيات لتنظيم “داعش” للامعان في الخراب وهلاك الاوطان، إلا ان الكلمة الفصل للجيش العراقي والحشد الشعبي والجيش السوري الحلفاء في مواجهة “داعش” في العراق وسوريا، هذا ما تؤكده الايام واستعدادات المحور بشكل جيد لمواجهة الخطر المخطط له في منطقة حدودية تقع بين سورية والعراق والاردن.
إن قراءة معمقة لما تقوم به الولايات المتحدة الامريكية يؤكد ان ما بعد تحرير البوكمال والموصل ليس كما قبلها وانه لا يتعدى رهان على سراب الصحراء، لا أكثر ولا أقل.
المصدر :
حسين مرتضى
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة