كل المؤشرات الميدانية التي تصل من سوريا توحي بأن معركة إدلب باتت قريبة، وربما قريبة جداً. فالحشود العسكرية السورية تمركزت في محيط المحافظة تمهيداً لبدء المعركة المؤجلة بسبب مجموعة من الخلافات والتناقضات في المصالح بين القوى الإقليمية المعنية.

 

عرقلت موسكو معركة إدلب مراراً مراعاة للحليف التركي، الذي يرغب في تركها كورقة قوّة إلى حين إقتراب موعد الحلّ السياسي، الأمر الذي أزعج طهران ودمشق الراغبتين بالحسم النهائي للمعركة.

 

وتتحدث المعلومات التي حصل عليها “لبنان 24″ من مصادر مطلعة، عن أن قراراً سورياً إيرانياً قد أُتخذ ببدء عمل عسكري في محافظة إدلب، وقد أُبلغ الجانب الروسي بذلك، مع إعطاء هامش للحصول على الموافقة التركية خلال مؤتمر السلام الذي سيعقد في كازاخستان بين كل من موسكو وأنقرة وطهران.

 

وإعتبرت المصادر أن ما دعم القرار السوري الإيراني هو الرغبة الروسية المستجدة بتخفيف التوتر مع دمشق بعد الإحتجاج السوري على نقل موسكو رفات أحد الجنود الإسرائيليين وتسليمها إلى تل أبيب.

لكن الأهم، وفق المصادر، هو الضوء الأخضر السعودي- الإماراتي للمعركة، والذي تناقلته بعض وسائل الإعلام السورية أمس، حيث أكدت أن رسالة سعودية وصلت إلى القيادة السورية ودعمت حصول معركة في إدلب.

 

وأشارت المصادر إلى أنه وبعيداً عن مضمون الرسالة، يبدو واضحاً من خلال الخطاب في وسائل الإعلام التابعة للرياض وأبو ظبي، وصفها المجموعات التي تسيطر على إدلب بأنها مجموعات متطرفة، وأن المحافظة خارجة عن سيطرة الحكومة السورية”.

 

لا يمكن لمعركة إدلب المستندة بجزء من قرارها على الضوء الأخضر السعودي إخراجها من إطار الصراع الحاصل في المنطقة بين كل من قطر وتركيا من جهة، والسعودية ومصر والإمارات من جهة أخرى، فهذا الصراع المتفاعل في كل من السودان وليبيا، والذي يهدف إلى إنهاء النفوذ التركي في كلا البلدين، سيحط رحاله في سوريا، حيث تُبيقى أنقرة بعض نفوذها في إدلب.

 

التقاطعات حول إدلب دفعت موسكو التي تقوم بدور الوسيط بين دمشق والرياض، إلى النزول عند الرغبة الإيرانية في سوريا على رغم التنافس الشديد بينهما في هذه الساحة، كما دفعت واشنطن إلى غض الطرف عن أي تحرك عسكري خصوصاً أنه بعيد عن المنطقة الشرقية التي تهتم بها أميركا حصراً.

 

بعيداً عن تبعاتها السورية، تبدو معركة أدلب في حال حصولها إستمراراً لمسار محاصرة أنقرة في المنطقة، والتي يبدو أن دمشق وطهران تستغلانها لبسط سيطرتهما على كامل محافظة إدلب وصولاً إلى الحدود التركية

  • فريق ماسة
  • 2019-04-21
  • 14014
  • من الأرشيف

معركة إدلب.. حصار أنقرة!

كل المؤشرات الميدانية التي تصل من سوريا توحي بأن معركة إدلب باتت قريبة، وربما قريبة جداً. فالحشود العسكرية السورية تمركزت في محيط المحافظة تمهيداً لبدء المعركة المؤجلة بسبب مجموعة من الخلافات والتناقضات في المصالح بين القوى الإقليمية المعنية.   عرقلت موسكو معركة إدلب مراراً مراعاة للحليف التركي، الذي يرغب في تركها كورقة قوّة إلى حين إقتراب موعد الحلّ السياسي، الأمر الذي أزعج طهران ودمشق الراغبتين بالحسم النهائي للمعركة.   وتتحدث المعلومات التي حصل عليها “لبنان 24″ من مصادر مطلعة، عن أن قراراً سورياً إيرانياً قد أُتخذ ببدء عمل عسكري في محافظة إدلب، وقد أُبلغ الجانب الروسي بذلك، مع إعطاء هامش للحصول على الموافقة التركية خلال مؤتمر السلام الذي سيعقد في كازاخستان بين كل من موسكو وأنقرة وطهران.   وإعتبرت المصادر أن ما دعم القرار السوري الإيراني هو الرغبة الروسية المستجدة بتخفيف التوتر مع دمشق بعد الإحتجاج السوري على نقل موسكو رفات أحد الجنود الإسرائيليين وتسليمها إلى تل أبيب. لكن الأهم، وفق المصادر، هو الضوء الأخضر السعودي- الإماراتي للمعركة، والذي تناقلته بعض وسائل الإعلام السورية أمس، حيث أكدت أن رسالة سعودية وصلت إلى القيادة السورية ودعمت حصول معركة في إدلب.   وأشارت المصادر إلى أنه وبعيداً عن مضمون الرسالة، يبدو واضحاً من خلال الخطاب في وسائل الإعلام التابعة للرياض وأبو ظبي، وصفها المجموعات التي تسيطر على إدلب بأنها مجموعات متطرفة، وأن المحافظة خارجة عن سيطرة الحكومة السورية”.   لا يمكن لمعركة إدلب المستندة بجزء من قرارها على الضوء الأخضر السعودي إخراجها من إطار الصراع الحاصل في المنطقة بين كل من قطر وتركيا من جهة، والسعودية ومصر والإمارات من جهة أخرى، فهذا الصراع المتفاعل في كل من السودان وليبيا، والذي يهدف إلى إنهاء النفوذ التركي في كلا البلدين، سيحط رحاله في سوريا، حيث تُبيقى أنقرة بعض نفوذها في إدلب.   التقاطعات حول إدلب دفعت موسكو التي تقوم بدور الوسيط بين دمشق والرياض، إلى النزول عند الرغبة الإيرانية في سوريا على رغم التنافس الشديد بينهما في هذه الساحة، كما دفعت واشنطن إلى غض الطرف عن أي تحرك عسكري خصوصاً أنه بعيد عن المنطقة الشرقية التي تهتم بها أميركا حصراً.   بعيداً عن تبعاتها السورية، تبدو معركة أدلب في حال حصولها إستمراراً لمسار محاصرة أنقرة في المنطقة، والتي يبدو أن دمشق وطهران تستغلانها لبسط سيطرتهما على كامل محافظة إدلب وصولاً إلى الحدود التركية

المصدر : الماسة السورية/ “لبنان 24”


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة