بالبداية ،لايمكن لأي متابع لتطورات الملف السوري ،وبالتزامن مع استمرار وزيادة حدة الحصار الاقتصادي على سورية أنكار حقيقة ، إنّ  استمرار تماسك وتلاحم القوى الوطنية في الداخل السوري، والتي تؤمن جميعها بقضيتها والمتفهمة لحقيقة وطبيعة هذه الحرب أبعاداً وخلفيات، هي الطريق الوحيدة لأجهاض مسار هذه الحرب ،فهذا التلاحم بين ثلاثية الجيش والشعب والقيادة السياسية ، هو من اسقط منذ ثمانية أعوام مضت ولليوم خطط المتآمرين وأسقط أهدافهم بالتضحيات الجسام، فالدولة  السورية بشعبها وجيشها وقيادتها، ورغم كلّ ما أصابها، أرسلت رسائل واضحة وأثبتت أنها  لا يمكن إسقاطها أو تفكيكها ضمن حرب إعلامية ، أو خلق نقاط إرهابية ساخنة في مناطق متعدّدة، أو فرض حصار اقتصادي ..ووو ..ألخ .

 اليوم سقطت يافطة "إسقاط سورية "،بتلاحم الجيش والشعب والقيادة السياسية، واليوم وتحت ضربات الجيش تتساقط بؤر الإرهاب وتتساقط معها أحلام وأوهام عاشها بعض المغفلين الذين توهموا سهولة إسقاط سورية، وبعد سلسلة الهزائم التي منيت بها هذه القوى الطارئة والمتآمرة، بدأت هذه القوى إعادة النظر في استراتيجيتها القائمة والمعلنة تجاه سورية، ونحن نلاحظ أنّ حجم الضغوط العسكرية في الداخل بدأ بالتلاشي مع انهيار بنية التنظيمات الإرهابية، وخصوصاً بعد إشعال وحسم الجيش العربي السوري وقوى المقاومة الشعبية وبدعم من الحلفاء معارك تحريرية كبرى وعلى عدة جبهات.

وبقراءة موضوعية للأحداث على الأرض السورية، هناك مؤشرات إلى تحسُّن ملحوظ فيما يخصّ الأمن المجتمعي،رغم زيادة ملحوظة بحجم الضغوط الاقتصادية ، ورغم حجم الماسأة التي لحقت بالسوريين نتيجة الحرب على وطنهم، وفي السياق نفسه، هناك رؤية بدأت تتبلور في أروقة صنع القرارات الدولية حول الملف السوري، وتركز هذه الرؤية على وجوب تجاوز فرضية إسقاط الدولة في سورية لأنّ الوقائع على الأرض أثبتت عدم جدوى هذه الفرضية.

من هنا ،قد تيقن محور العدوان والتأمر على الدولة السورية أن سورية  قد تجاوزت المرحلة الأصعب من عمر الحرب المفروضة عليها، ومهما حاولت دول التآمر إعادة الأمور إلى سياقها المرسوم وفق الخطة المرسومة ، فإنها لن تستطيع الوصول إلى أهدافها، لأنّ حقائق تلك الحرب تكشفت للجميع، لذلك بدأت تقر القوى المتآمرة على سورية بأنه يجب التعامل معها بأسلوب مختلف والانفتاح عليها بالمحصلة مهما طال الزمن ، لأنها ستكون، بصمودها هذا، محوراً جديداً في  المنطقة، وسيحدّد هذا الصمود شكل العالم الجديد ،ومع استمرار صمود الجيش العربي السوري وتماسكه وتلاحم الشعب مع هذا الجيش العقائدي، انهارت في شكل تدريجي أهداف هذه المنظومة، أمام إرادة الجيش وتلاحمه مع كلّ كيانات الداخل السوري من شعب وقياده سياسية، رغم محاولات شيطنته إعلامياً من قبل وسائل الإعلام المتآمرة.

ختاماً، علينا أن نقرّ جميعاً بأنّ صمود الجيش العربي السوري والتلاحم بين أركان الدولة وشعبها وجيشها للحفاظ على وحدة الجغرافيا والديموغرافيا من الأعداء والمتآمرين والكيانات الطارئة في المنطقة، والتي تحاول المسّ بوحدتها، ما هو إلا فصل من فصول مقبلة سيثبت من خلالها السوريون أنهم كانوا وما زالوا وسيبقون بتكامل وحدتهم، صفاً واحداً ضدّ جميع مشاريع التقسيم، وسيستمرّون في التصدّي لهذه المشاريع، إلى أن تعلن سورية أنها أسقطت المشروع الصهيو – أميركي وأدواته وانتصرت عليه، وهذا ليس ببعيد بل قريب جدّاً.

  • فريق ماسة
  • 2019-04-17
  • 12916
  • من الأرشيف

الصمود والأنتصار السوري...ماذا عن تماسك الداخل وتداعياته على الخارج!

بالبداية ،لايمكن لأي متابع لتطورات الملف السوري ،وبالتزامن مع استمرار وزيادة حدة الحصار الاقتصادي على سورية أنكار حقيقة ، إنّ  استمرار تماسك وتلاحم القوى الوطنية في الداخل السوري، والتي تؤمن جميعها بقضيتها والمتفهمة لحقيقة وطبيعة هذه الحرب أبعاداً وخلفيات، هي الطريق الوحيدة لأجهاض مسار هذه الحرب ،فهذا التلاحم بين ثلاثية الجيش والشعب والقيادة السياسية ، هو من اسقط منذ ثمانية أعوام مضت ولليوم خطط المتآمرين وأسقط أهدافهم بالتضحيات الجسام، فالدولة  السورية بشعبها وجيشها وقيادتها، ورغم كلّ ما أصابها، أرسلت رسائل واضحة وأثبتت أنها  لا يمكن إسقاطها أو تفكيكها ضمن حرب إعلامية ، أو خلق نقاط إرهابية ساخنة في مناطق متعدّدة، أو فرض حصار اقتصادي ..ووو ..ألخ .  اليوم سقطت يافطة "إسقاط سورية "،بتلاحم الجيش والشعب والقيادة السياسية، واليوم وتحت ضربات الجيش تتساقط بؤر الإرهاب وتتساقط معها أحلام وأوهام عاشها بعض المغفلين الذين توهموا سهولة إسقاط سورية، وبعد سلسلة الهزائم التي منيت بها هذه القوى الطارئة والمتآمرة، بدأت هذه القوى إعادة النظر في استراتيجيتها القائمة والمعلنة تجاه سورية، ونحن نلاحظ أنّ حجم الضغوط العسكرية في الداخل بدأ بالتلاشي مع انهيار بنية التنظيمات الإرهابية، وخصوصاً بعد إشعال وحسم الجيش العربي السوري وقوى المقاومة الشعبية وبدعم من الحلفاء معارك تحريرية كبرى وعلى عدة جبهات. وبقراءة موضوعية للأحداث على الأرض السورية، هناك مؤشرات إلى تحسُّن ملحوظ فيما يخصّ الأمن المجتمعي،رغم زيادة ملحوظة بحجم الضغوط الاقتصادية ، ورغم حجم الماسأة التي لحقت بالسوريين نتيجة الحرب على وطنهم، وفي السياق نفسه، هناك رؤية بدأت تتبلور في أروقة صنع القرارات الدولية حول الملف السوري، وتركز هذه الرؤية على وجوب تجاوز فرضية إسقاط الدولة في سورية لأنّ الوقائع على الأرض أثبتت عدم جدوى هذه الفرضية. من هنا ،قد تيقن محور العدوان والتأمر على الدولة السورية أن سورية  قد تجاوزت المرحلة الأصعب من عمر الحرب المفروضة عليها، ومهما حاولت دول التآمر إعادة الأمور إلى سياقها المرسوم وفق الخطة المرسومة ، فإنها لن تستطيع الوصول إلى أهدافها، لأنّ حقائق تلك الحرب تكشفت للجميع، لذلك بدأت تقر القوى المتآمرة على سورية بأنه يجب التعامل معها بأسلوب مختلف والانفتاح عليها بالمحصلة مهما طال الزمن ، لأنها ستكون، بصمودها هذا، محوراً جديداً في  المنطقة، وسيحدّد هذا الصمود شكل العالم الجديد ،ومع استمرار صمود الجيش العربي السوري وتماسكه وتلاحم الشعب مع هذا الجيش العقائدي، انهارت في شكل تدريجي أهداف هذه المنظومة، أمام إرادة الجيش وتلاحمه مع كلّ كيانات الداخل السوري من شعب وقياده سياسية، رغم محاولات شيطنته إعلامياً من قبل وسائل الإعلام المتآمرة. ختاماً، علينا أن نقرّ جميعاً بأنّ صمود الجيش العربي السوري والتلاحم بين أركان الدولة وشعبها وجيشها للحفاظ على وحدة الجغرافيا والديموغرافيا من الأعداء والمتآمرين والكيانات الطارئة في المنطقة، والتي تحاول المسّ بوحدتها، ما هو إلا فصل من فصول مقبلة سيثبت من خلالها السوريون أنهم كانوا وما زالوا وسيبقون بتكامل وحدتهم، صفاً واحداً ضدّ جميع مشاريع التقسيم، وسيستمرّون في التصدّي لهذه المشاريع، إلى أن تعلن سورية أنها أسقطت المشروع الصهيو – أميركي وأدواته وانتصرت عليه، وهذا ليس ببعيد بل قريب جدّاً.

المصدر : الماسة السورية/ هشام الهبيشان


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة