لا شك بأن ما حصل في سورية في الأسبوعين الماضيين كان مثار اهتمام الكثير من الدول في المنطقة العربية والعالم.

ولا شك بأن ما ينطبق على تونس وليبيا ومصر، لا يمكن أن يطابق الحالة السورية، فالدول الثلاث ليست دول مواجهة ولم تكن الأنظمة فيها فى صراع مع الولايات المتحدة، بل على العكس، كانت هذه الأنظمة قريبة جداً من إسرائيل وتنسق معها أمنيا وسياسياً. لذلك فإن الدوائر الغربية تعاطت مع الموضوع السوري بشكل مختلف عن تعاطيها بالملفات الآنفة الذكر، ولذلك سخرت الولايات المتحدة أتباعها من المعارضة السورية، وللإنصافهم قلة قليلة، سخرت لهم من تبقى من أتباعها الإقليمين إضافة إلى إمكانات بشرية وتقنية للضغط على سورية من باب الاحتجاجات المطالبة بالإصلاح.

ولم تكن مواقع الإنترنت وشبكات التواصل الإجتماعي من "فايسبوك" و"تويتر" هي الوسيلة الوحيدة التي استُخدمت لإدارة المظاهرات على الأرض، ولكن أُدخل عنصر أجنبي مهم تمثل بإرسال عشرات هواتف الثريا الإماراتية إلى ناشطين محددين في المحافظات السورية.

وبحسب المعطيات المتوفرة، فإن نائب ولي عهد إماراتي يقف مباشرة وراء إرسال هذه الهواتف التي تخول حاملها الاتصال مباشرة عبر الأقمار الصناعية دون المرور بشبكتي الهاتف السورية الثابتة والمحمولة، فضلاً عن شرائح خطوط أردنية وإماراتية.

أما عن السلاح فنحن ننقل عن مصادر أردنية وثيقة تأكيدها أن أسلحة قد اُدخلت بالفعل إلى سورية من دون أن تعرف وجهتها النهائية. وأوضحت المصادر أنه تم تمرير السلاح عبر الحدود بواسطة الدواب.

ولكن كيف كانت تدار التحركات على الأرض؟

كانت هواتف الثريا تشكل العمود الفقري لغرفة عمليات وقيادة خارجية لمجموعات قليلة من الناس تم تدريبها على التحرك في ظروف مماثلة، وكانت الاتصالات تتم بين مجموعات من داخل سورية وموجوعات أخرى في الخارج.

أما في الداخل، وبحسب المعلومات، فإن العمل تركز على مجموعات صغيرة قد لا يتعدى عدد أفرادها في بعض الحالات عنصرين. وبالتزامن مع ذلك، كان موقع فايسبوك يعج بالصفحات الجديدة التي قام غالبية مشغليها بتغطية أشبه ما تكون ببث البيانات العسكرية لمجلس حرب إلى صفحات التواصل الاجتماعي والسياسي الأخرى، والتوقيع دائماً كان بأسماء وهمية. وذكرت صحيفة مترو الباريسية المجانية أنها حصلت على معلومات تؤكد أن غالبية الذين نشطوا عبر الفايسبوك فيما يتعلق بالأحداث في سورية، كانوا من الولايات المتحدة وأوروبا.

أما التحركات التي شهدتها باريس للمعارضة السورية فقد رسمت خطين متعارضين إلى حد بعيد:

الأول يقوده نشطاء حقوقيون، وهؤلاء لديهم مطالب إصلاحية وقد أعلنوا صراحة رفضهم تغيير النظام في سورية، كما رفضوا أي تدخل لجهات لها علاقة بأميركا والسعودية في ما يجري في بلادهم.

أما الثاني فكان خليطاً هجيناً من معارضين ارتبطت أسمائهم بالولايات المتحدة الأميركية، وتحديداً اللوبي الصهيوني فيها، ومن هؤلاء جماعة (إعلان دمشق) وجماعة (فريد الغادري) الذي استُقبل في الكنيست الإسرائيلي في حزيران عام 2007، فضلا عن مجموعات تابعة لـ (رفعت الأسد) و(عبد الحليم خدام)، وبعض هؤلاء عمل جنباً إلى جنب مع الإسرائيليين في ملف الرئيس الشهيد رفيق الحريري واتهام سورية والمقاومة باغتياله، كما كان هؤلاء في قلب الجهاز اللوجستي الذي أحاط بـ (محمد زهير الصديق – الشاهد الزور والمتهم بضلوعه في الاغتيال)خلال إقامته في العاصمة الفرنسية. ومن بعضهم أيضاً من كانوا يتلقون تمويلا من تيار المستقبل في لبنان من أمثال (عبد الرزاق عيد) مسؤول إعلان دمشق في الخارج مع بعض مساعديه ومنهم نجله.

 

 

في الجزء الثالث والأخير احتمالات التدخل العسكري الغربي أو استحالته

  • فريق ماسة
  • 2011-04-11
  • 10555
  • من الأرشيف

خطوط ثريا من الأمارات مقدمة من ولي عهد أماراتي لدعم الفوضى في سورية

لا شك بأن ما حصل في سورية في الأسبوعين الماضيين كان مثار اهتمام الكثير من الدول في المنطقة العربية والعالم. ولا شك بأن ما ينطبق على تونس وليبيا ومصر، لا يمكن أن يطابق الحالة السورية، فالدول الثلاث ليست دول مواجهة ولم تكن الأنظمة فيها فى صراع مع الولايات المتحدة، بل على العكس، كانت هذه الأنظمة قريبة جداً من إسرائيل وتنسق معها أمنيا وسياسياً. لذلك فإن الدوائر الغربية تعاطت مع الموضوع السوري بشكل مختلف عن تعاطيها بالملفات الآنفة الذكر، ولذلك سخرت الولايات المتحدة أتباعها من المعارضة السورية، وللإنصافهم قلة قليلة، سخرت لهم من تبقى من أتباعها الإقليمين إضافة إلى إمكانات بشرية وتقنية للضغط على سورية من باب الاحتجاجات المطالبة بالإصلاح. ولم تكن مواقع الإنترنت وشبكات التواصل الإجتماعي من "فايسبوك" و"تويتر" هي الوسيلة الوحيدة التي استُخدمت لإدارة المظاهرات على الأرض، ولكن أُدخل عنصر أجنبي مهم تمثل بإرسال عشرات هواتف الثريا الإماراتية إلى ناشطين محددين في المحافظات السورية. وبحسب المعطيات المتوفرة، فإن نائب ولي عهد إماراتي يقف مباشرة وراء إرسال هذه الهواتف التي تخول حاملها الاتصال مباشرة عبر الأقمار الصناعية دون المرور بشبكتي الهاتف السورية الثابتة والمحمولة، فضلاً عن شرائح خطوط أردنية وإماراتية. أما عن السلاح فنحن ننقل عن مصادر أردنية وثيقة تأكيدها أن أسلحة قد اُدخلت بالفعل إلى سورية من دون أن تعرف وجهتها النهائية. وأوضحت المصادر أنه تم تمرير السلاح عبر الحدود بواسطة الدواب. ولكن كيف كانت تدار التحركات على الأرض؟ كانت هواتف الثريا تشكل العمود الفقري لغرفة عمليات وقيادة خارجية لمجموعات قليلة من الناس تم تدريبها على التحرك في ظروف مماثلة، وكانت الاتصالات تتم بين مجموعات من داخل سورية وموجوعات أخرى في الخارج. أما في الداخل، وبحسب المعلومات، فإن العمل تركز على مجموعات صغيرة قد لا يتعدى عدد أفرادها في بعض الحالات عنصرين. وبالتزامن مع ذلك، كان موقع فايسبوك يعج بالصفحات الجديدة التي قام غالبية مشغليها بتغطية أشبه ما تكون ببث البيانات العسكرية لمجلس حرب إلى صفحات التواصل الاجتماعي والسياسي الأخرى، والتوقيع دائماً كان بأسماء وهمية. وذكرت صحيفة مترو الباريسية المجانية أنها حصلت على معلومات تؤكد أن غالبية الذين نشطوا عبر الفايسبوك فيما يتعلق بالأحداث في سورية، كانوا من الولايات المتحدة وأوروبا. أما التحركات التي شهدتها باريس للمعارضة السورية فقد رسمت خطين متعارضين إلى حد بعيد: الأول يقوده نشطاء حقوقيون، وهؤلاء لديهم مطالب إصلاحية وقد أعلنوا صراحة رفضهم تغيير النظام في سورية، كما رفضوا أي تدخل لجهات لها علاقة بأميركا والسعودية في ما يجري في بلادهم. أما الثاني فكان خليطاً هجيناً من معارضين ارتبطت أسمائهم بالولايات المتحدة الأميركية، وتحديداً اللوبي الصهيوني فيها، ومن هؤلاء جماعة (إعلان دمشق) وجماعة (فريد الغادري) الذي استُقبل في الكنيست الإسرائيلي في حزيران عام 2007، فضلا عن مجموعات تابعة لـ (رفعت الأسد) و(عبد الحليم خدام)، وبعض هؤلاء عمل جنباً إلى جنب مع الإسرائيليين في ملف الرئيس الشهيد رفيق الحريري واتهام سورية والمقاومة باغتياله، كما كان هؤلاء في قلب الجهاز اللوجستي الذي أحاط بـ (محمد زهير الصديق – الشاهد الزور والمتهم بضلوعه في الاغتيال)خلال إقامته في العاصمة الفرنسية. ومن بعضهم أيضاً من كانوا يتلقون تمويلا من تيار المستقبل في لبنان من أمثال (عبد الرزاق عيد) مسؤول إعلان دمشق في الخارج مع بعض مساعديه ومنهم نجله.     في الجزء الثالث والأخير احتمالات التدخل العسكري الغربي أو استحالته

المصدر : نضال حميدي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة