في حلب قصة أخرى عن معاني التضحية في سبيل الوطن مهما كان الثمن غاليا.. أم حسن أو أم الشهيد كما تحب أن تكنى وترى أنه وسام تقلدته بعد استشهاد ابنها الوحيد دفاعا عن تراب الوطن في وجه قوى الظلام.

أم حسن لم تنزو وتستسلم لأحزانها وأرادت أن تواصل طريق فقيدها بالنضال من أجل الوطن لكنها اختارت ما تقدر عليه وتستطيع من خلاله أن تقدم صورة أخرى لنصر السوريين ضد الإرهاب ومن يقف خلفه فاتجهت نحو العمل عبر تأسيس مشروع مكون من ورشة للخياطة وصناعة الألبسة الجاهزة في حي العرقوب وتشغيل عدد من السيدات معها.

وتروي أم حسن كيف علمها نجلها المواجهة وعدم الاستسلام مبينة كيف هب للدفاع عن وطنه وتطوع لمواجهة الإرهاب القادم من وراء الحدود ليسقط شهيدا في معركة خناصر عام 2013 أثناء استبساله لحماية البلدة الواقعة على طريق حلب الذي يشكل شريان المدينة.

وتقول: في البداية تأثرت كثيرا لفقدانه كونه ابني الوحيد وشعرت بحزن عميق لكن استشهاده ولد بداخلي إرادة للحياة والعمل وهو ما تجسد في ورشة للخياطة بمساعدة مجموعة من الأمهات يملكن الحافز ذاته لمواصلة الحياة وتأكيد النصر مهما كانت الجراح.

وتقدم أم حسن بدورها المساعدة لكل من يقصدها من أمهات وزوجات الشهداء بالعمل والنصح والتشجيع لإيجاد فرص العمل المناسبة لإعالة أسرهن وأطفالهن ومنهن الكثيرات ممن أخذن بنصيحتها وقمن بافتتاح ورشات عمل صغيرة.

تصمت أم حسن قليلا وتعود للحديث عن ابنها الشهيد الذي كان محبا للسفر والعمل حيث سافر أكثر من مرة إلى اليابان ولبنان ومع بداية الحرب على سورية بقي في حلب وكان يقول لها: “يجب ان ندافع عن البلد …إذا لم أدافع أنا عنه وغيري لم يدافع وسافر فمن سيحميه”.

تتابع الحديث عن طريق خناصر الذي تعمد بدماء الشهداء حتى اسموه “طريق الشهداء” لافتة إلى المعارك التي خاضها أبطال الجيش العربي السوري لحماية هذا الطريق وكيف وثق ابنها حسن ذلك قبل استشهاده بتصويره بعض المعارك باستخدام هاتفه الخلوي وتقول: “ابني شهيد وارفع راسي به وهو مثل الكثيرين من أبناء الوطن الذين ضحوا بدمائهم رخيصة فداء لترابه”.

وتضيف: “كان لي شرف لقاء السيد الرئيس بشار الأسد مع عدد من أمهات الشهداء حيث استمع إلينا بكل صدر رحب وكان لقاء رائعا لا ينسى”.

الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا ) رصدت أجواء العمل في ورشة أم حسن حيث تتم بإشرافها أعمال خياطة الألبسة وتطبيق كل قطعة قماش مع مثيلتها وفق التصميم المعد لها وعلى إحدى ماكينات الخياطة جلست أم زيدان وهي أم لأربعة أطفال تعمل على إعالتهم وتقول: “إنها تعتبر أم حسن قدوة لها في العمل وتعاملها كأخت لها” معربة عن ارتياحها للعمل والإنتاج في هذه الورشة.

وتبقى أم حسن مثابرة على العمل في ورشتها الصغيرة وتحقق اكتفاءها الذاتي وتساعد الغير على تدبر سبل العيش في مثال جديد على إرادة وعزيمة السوريين في مواجهة الإرهاب.

  • فريق ماسة
  • 2019-02-25
  • 17011
  • من الأرشيف

بعد أن فقدت وحيدها... أم الشهيد تكتب صفحة من سفر الصمود السوري

في حلب قصة أخرى عن معاني التضحية في سبيل الوطن مهما كان الثمن غاليا.. أم حسن أو أم الشهيد كما تحب أن تكنى وترى أنه وسام تقلدته بعد استشهاد ابنها الوحيد دفاعا عن تراب الوطن في وجه قوى الظلام. أم حسن لم تنزو وتستسلم لأحزانها وأرادت أن تواصل طريق فقيدها بالنضال من أجل الوطن لكنها اختارت ما تقدر عليه وتستطيع من خلاله أن تقدم صورة أخرى لنصر السوريين ضد الإرهاب ومن يقف خلفه فاتجهت نحو العمل عبر تأسيس مشروع مكون من ورشة للخياطة وصناعة الألبسة الجاهزة في حي العرقوب وتشغيل عدد من السيدات معها. وتروي أم حسن كيف علمها نجلها المواجهة وعدم الاستسلام مبينة كيف هب للدفاع عن وطنه وتطوع لمواجهة الإرهاب القادم من وراء الحدود ليسقط شهيدا في معركة خناصر عام 2013 أثناء استبساله لحماية البلدة الواقعة على طريق حلب الذي يشكل شريان المدينة. وتقول: في البداية تأثرت كثيرا لفقدانه كونه ابني الوحيد وشعرت بحزن عميق لكن استشهاده ولد بداخلي إرادة للحياة والعمل وهو ما تجسد في ورشة للخياطة بمساعدة مجموعة من الأمهات يملكن الحافز ذاته لمواصلة الحياة وتأكيد النصر مهما كانت الجراح. وتقدم أم حسن بدورها المساعدة لكل من يقصدها من أمهات وزوجات الشهداء بالعمل والنصح والتشجيع لإيجاد فرص العمل المناسبة لإعالة أسرهن وأطفالهن ومنهن الكثيرات ممن أخذن بنصيحتها وقمن بافتتاح ورشات عمل صغيرة. تصمت أم حسن قليلا وتعود للحديث عن ابنها الشهيد الذي كان محبا للسفر والعمل حيث سافر أكثر من مرة إلى اليابان ولبنان ومع بداية الحرب على سورية بقي في حلب وكان يقول لها: “يجب ان ندافع عن البلد …إذا لم أدافع أنا عنه وغيري لم يدافع وسافر فمن سيحميه”. تتابع الحديث عن طريق خناصر الذي تعمد بدماء الشهداء حتى اسموه “طريق الشهداء” لافتة إلى المعارك التي خاضها أبطال الجيش العربي السوري لحماية هذا الطريق وكيف وثق ابنها حسن ذلك قبل استشهاده بتصويره بعض المعارك باستخدام هاتفه الخلوي وتقول: “ابني شهيد وارفع راسي به وهو مثل الكثيرين من أبناء الوطن الذين ضحوا بدمائهم رخيصة فداء لترابه”. وتضيف: “كان لي شرف لقاء السيد الرئيس بشار الأسد مع عدد من أمهات الشهداء حيث استمع إلينا بكل صدر رحب وكان لقاء رائعا لا ينسى”. الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا ) رصدت أجواء العمل في ورشة أم حسن حيث تتم بإشرافها أعمال خياطة الألبسة وتطبيق كل قطعة قماش مع مثيلتها وفق التصميم المعد لها وعلى إحدى ماكينات الخياطة جلست أم زيدان وهي أم لأربعة أطفال تعمل على إعالتهم وتقول: “إنها تعتبر أم حسن قدوة لها في العمل وتعاملها كأخت لها” معربة عن ارتياحها للعمل والإنتاج في هذه الورشة. وتبقى أم حسن مثابرة على العمل في ورشتها الصغيرة وتحقق اكتفاءها الذاتي وتساعد الغير على تدبر سبل العيش في مثال جديد على إرادة وعزيمة السوريين في مواجهة الإرهاب.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة