مثّلت المشاركة السورية في «المعرض السياحي الدولي» (FITUR 2019)، في مدريد، خرقاً للحصار على البلاد. فرصةٌ أفضت إلى انتشار فريق من الفنيين بين أجنحة المعرض بهدف الترويج للقطاع السياحي السوري

لم يكن حدثاً عادياً في أوروبا أن تشارك سوريا في المعرض السياحي الدولي (FITUR 2019) المنعقد وسط العاصمة الإسبانية، في دورته التاسعة والثلاثين، من بين مشاركات لنحو 10 آلاف شركة سياحية عالمية، من 165 بلداً. المشاركة اعتُبرت، في الأحاديث الجانبية للحدث الدولي، خرقاً سورياً للقطيعة والحصار المفروضَين على البلاد. ظهور وزير السياحة السوري، رامي مرتيني، بين شخصيات صافحها الملك الإسباني فيليبي السادس، الذي افتتح فعاليات المعرض مع عقيلته والأمين العام لمنظمة السياحة العالمية زوراب بولوليكا شفيلي، أرخى ببعض الظلال السياسية على أجواء الحدث الدولي.

 

وخلال اللقاء الرسمي الذي أقامه رئيس الوزراء الإسباني، ضمن فعاليات المعرض، حضر الوزير السوري جنباً إلى جنب مع السفير السوري في إسبانيا سمير القصير، بما لهذا الظهور الديبلوماسي من دلالات في هذا الملتقى العالمي. مرتيني حضر بين نظرائه العرب والأجانب ورجالات السياحة في العالم، وسط احتفاء الكثير من الحاضرين، وحذَرِ بعضهم من المناوئين للتمثيل السوري في المحافل، بعد قطيعة سنوات الحرب.

وإذ تحضر السياحة السورية ضمن الحدث العالمي، فلا يمكن إغفال أنها كانت أول القطاعات المعاقَبة دولياً، حتى منذ ما قبل المعارك والأعمال العسكرية، بتوقّف جميع شركات التأمين الأوروبية عن منح برامج تأمين للمسافرين، ما أفضى إلى توقف الرحلات تلقائياً إلى سوريا، ليعقب ذلك وضع أكبر شركات السياحة العالمية «إشارة حمراء» على الأراضي السورية، وتوصيفها منطقة خطر من قِبَل أهم المواقع السياحية الإلكترونية، حتى قبل أي عقوبات أُعلن عنها بحق سياسيين واقتصاديين سوريين.

 

لم يغب عن الفريق الوزاري استغلال الفرصة للترويج للبلاد كوجهة سياحية

 

كل ذلك بدا حاضراً في اعتبار فريق وزارة السياحة الفني المنتشر بين أجنحة المعرض، بغرض استكشاف رغبة المكاتب الأوروبية التقليدية، التي كان لها تاريخ سابق من النشاط السياحي في سوريا. فاعتمد الفنّيون على وسائل الترويج والتفاوض لفتح الثغر، بغية الحصول على فرص تعاون جديد. وفيما تكوّن الجناح السوري من شركات السياحة والسفر والشركة السورية للطيران والسورية للنقل والسياحة، بدا لافتاً استقطاب مكاتب السياحة السورية بعض أصحاب مكاتب السياحة الإسبانية الراغبة في تنظيم رحلات سياحية إلى سوريا، إضافة إلى أعداد من الزوار الإسبان الراغبين في زيارة سوريا مجدداً. وعلمت «الأخبار» أن الاستعدادات بدأت فعلاً لاستقبال بعض الوفود والزوار خلال مواعيد جرى تحديدها بمجرد عودة الفريق السياحي إلى الأراضي السورية.

وتأتي المشاركة ضمن خطة وزارة السياحة هذا العام لعودة البلاد إلى خارطة السياحة العالمية، بهدف الترويج للغنى الحضاري والتنوع السياحي السوري. وتلقفت وسائل الإعلام الإسبانية الحضور السوري من أجل تحقيق سبق العام، بعد غياب البلاد الطويل عن واجهة الفعاليات السياسية والاقتصادية الدولية. وتصدّر وزير السياحة السوري تغطيات التلفزيون الرسمي والإذاعات والصحف المحلية، معلناً البدء بإعادة ترميم أماكن أثرية عديدة في حلب القديمة وتدمر على أيدي خبراء مختصين، وبدء تأهيل المستثمرين منشآتهم السياحية في تدمر، استعداداً لإعادة جذب محبي المدينة التاريخية إليها.

ولم يغب عن الفريق الوزاري الفني استغلال الفرصة للترويج للبلاد كوجهة سياحية ذات أسعار منافسة، ولا سيما مع عودة زوارها من دول الجوار إليها كمقصد للسياحة العلاجية والتسوق والرحلات، في حين لفت مرتيني عبر وسائل الإعلام الإسبانية إلى أن السياحة الثقافية والدينية وحدها تجذب 170 ألف زائر سنوياً، يقصد جزء منهم معلولا وصيدنايا ودمشق القديمة، وسط إشغال فندقي لم يقلّ عن 70% حتى خلال الحرب.

حملة «سوريا الآن»، التي تروج لها الدولة السورية من خلال وزارة السياحة، شغلت جزءاً من هواء الشاشة الوطنية الإسبانية، ما مثّل فرصة لدعوة المستثمرين إلى الاطّلاع على الفرص الاستثمارية المتاحة، في ظلّ الجهود والتسهيلات الحكومية بعد انحسار الحرب. وخلال التغطيات الإعلامية، ظهر الوزير السوري مع مشاهير رجال الأعمال الفاعلين في دول حوض المتوسط، من المهتمين بمواكبة أخبار المنشآت السياحية والاستثمارات الجديدة.

  • فريق ماسة
  • 2019-02-01
  • 15671
  • من الأرشيف

«السياحة» السورية تخرق الحصار!

مثّلت المشاركة السورية في «المعرض السياحي الدولي» (FITUR 2019)، في مدريد، خرقاً للحصار على البلاد. فرصةٌ أفضت إلى انتشار فريق من الفنيين بين أجنحة المعرض بهدف الترويج للقطاع السياحي السوري لم يكن حدثاً عادياً في أوروبا أن تشارك سوريا في المعرض السياحي الدولي (FITUR 2019) المنعقد وسط العاصمة الإسبانية، في دورته التاسعة والثلاثين، من بين مشاركات لنحو 10 آلاف شركة سياحية عالمية، من 165 بلداً. المشاركة اعتُبرت، في الأحاديث الجانبية للحدث الدولي، خرقاً سورياً للقطيعة والحصار المفروضَين على البلاد. ظهور وزير السياحة السوري، رامي مرتيني، بين شخصيات صافحها الملك الإسباني فيليبي السادس، الذي افتتح فعاليات المعرض مع عقيلته والأمين العام لمنظمة السياحة العالمية زوراب بولوليكا شفيلي، أرخى ببعض الظلال السياسية على أجواء الحدث الدولي.   وخلال اللقاء الرسمي الذي أقامه رئيس الوزراء الإسباني، ضمن فعاليات المعرض، حضر الوزير السوري جنباً إلى جنب مع السفير السوري في إسبانيا سمير القصير، بما لهذا الظهور الديبلوماسي من دلالات في هذا الملتقى العالمي. مرتيني حضر بين نظرائه العرب والأجانب ورجالات السياحة في العالم، وسط احتفاء الكثير من الحاضرين، وحذَرِ بعضهم من المناوئين للتمثيل السوري في المحافل، بعد قطيعة سنوات الحرب. وإذ تحضر السياحة السورية ضمن الحدث العالمي، فلا يمكن إغفال أنها كانت أول القطاعات المعاقَبة دولياً، حتى منذ ما قبل المعارك والأعمال العسكرية، بتوقّف جميع شركات التأمين الأوروبية عن منح برامج تأمين للمسافرين، ما أفضى إلى توقف الرحلات تلقائياً إلى سوريا، ليعقب ذلك وضع أكبر شركات السياحة العالمية «إشارة حمراء» على الأراضي السورية، وتوصيفها منطقة خطر من قِبَل أهم المواقع السياحية الإلكترونية، حتى قبل أي عقوبات أُعلن عنها بحق سياسيين واقتصاديين سوريين.   لم يغب عن الفريق الوزاري استغلال الفرصة للترويج للبلاد كوجهة سياحية   كل ذلك بدا حاضراً في اعتبار فريق وزارة السياحة الفني المنتشر بين أجنحة المعرض، بغرض استكشاف رغبة المكاتب الأوروبية التقليدية، التي كان لها تاريخ سابق من النشاط السياحي في سوريا. فاعتمد الفنّيون على وسائل الترويج والتفاوض لفتح الثغر، بغية الحصول على فرص تعاون جديد. وفيما تكوّن الجناح السوري من شركات السياحة والسفر والشركة السورية للطيران والسورية للنقل والسياحة، بدا لافتاً استقطاب مكاتب السياحة السورية بعض أصحاب مكاتب السياحة الإسبانية الراغبة في تنظيم رحلات سياحية إلى سوريا، إضافة إلى أعداد من الزوار الإسبان الراغبين في زيارة سوريا مجدداً. وعلمت «الأخبار» أن الاستعدادات بدأت فعلاً لاستقبال بعض الوفود والزوار خلال مواعيد جرى تحديدها بمجرد عودة الفريق السياحي إلى الأراضي السورية. وتأتي المشاركة ضمن خطة وزارة السياحة هذا العام لعودة البلاد إلى خارطة السياحة العالمية، بهدف الترويج للغنى الحضاري والتنوع السياحي السوري. وتلقفت وسائل الإعلام الإسبانية الحضور السوري من أجل تحقيق سبق العام، بعد غياب البلاد الطويل عن واجهة الفعاليات السياسية والاقتصادية الدولية. وتصدّر وزير السياحة السوري تغطيات التلفزيون الرسمي والإذاعات والصحف المحلية، معلناً البدء بإعادة ترميم أماكن أثرية عديدة في حلب القديمة وتدمر على أيدي خبراء مختصين، وبدء تأهيل المستثمرين منشآتهم السياحية في تدمر، استعداداً لإعادة جذب محبي المدينة التاريخية إليها. ولم يغب عن الفريق الوزاري الفني استغلال الفرصة للترويج للبلاد كوجهة سياحية ذات أسعار منافسة، ولا سيما مع عودة زوارها من دول الجوار إليها كمقصد للسياحة العلاجية والتسوق والرحلات، في حين لفت مرتيني عبر وسائل الإعلام الإسبانية إلى أن السياحة الثقافية والدينية وحدها تجذب 170 ألف زائر سنوياً، يقصد جزء منهم معلولا وصيدنايا ودمشق القديمة، وسط إشغال فندقي لم يقلّ عن 70% حتى خلال الحرب. حملة «سوريا الآن»، التي تروج لها الدولة السورية من خلال وزارة السياحة، شغلت جزءاً من هواء الشاشة الوطنية الإسبانية، ما مثّل فرصة لدعوة المستثمرين إلى الاطّلاع على الفرص الاستثمارية المتاحة، في ظلّ الجهود والتسهيلات الحكومية بعد انحسار الحرب. وخلال التغطيات الإعلامية، ظهر الوزير السوري مع مشاهير رجال الأعمال الفاعلين في دول حوض المتوسط، من المهتمين بمواكبة أخبار المنشآت السياحية والاستثمارات الجديدة.

المصدر : الماسة السورية/ الأخبار


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة