لا يحتاج إلى كثير من الوقت من يترقب وسائل الإعلام الغربية حتى يلاحظ هجومها وترصدها لثلاثة أسماء وهي:
العميد ماهر الأسد: قائد إحدى الفرق العسكرية وهي الفرقة الرابعة  (التي يعرف عنها أنها تضم نخبة القوات المعدة لقتال إسرائيل) وهو ليس قائدا للحرس الجمهوري كما يشاع .
ولا يخفى على أحد هجوم وسائل الإعلام الصهيوأمريكية  عليه بوصفه قمع المحتجين في درعا وفي اللاذقية مع أن قائد القوات المنتشرة في درعا معروف بالاسم والصورة وهناك لجنة عليا نشرت أسمائها الصحف السورية الرسمية تشرف على أعمال ضبط الأمن هناك ، والأحداث المؤسفة التي وقعت هناك وتسببت بسقوط شهداء لم تكن قمعا أصدره صاحب قرار بل هي أحداث لا تزال خلفياتها قيد التحقيق وسجن على ذمتها محافظ درعا السابق ، في ظل تجاوب رسمي مع كل المطالب التي طرحها الدرعاويون حتى الآن ؟
وفي اللاذقية لم تجري تظاهرات بل أعمال عنف وبلطجة قامت بها مجموعات مسلحة قمعتها في النهاية القوات الخاصة التابعة للقوات المسلحة السورية ولا يحتاج الأمر إلا لأوامر ضابط الوحدات العسكرية تلك لتنفيذ عملية ضبط الأمن وطرد المسلحين ، فما علاقة ماهر الأسد بما جرى بدرعا أو باللاذقية ؟ وما هو الدليل الذي قدمته وسائل الإعلام الغربية على اشتراكه في قيادة قوات لا تأتمر بأمره ؟
والأمر الذي يشكل أكثر الأعمال الغير مهنية فظاظة هو قيام فضائيات غربية وأميركية وبريطانية تحديدا بتمرير بعض التقارير الملفقة استنادا إلى ما ينشره مجهول ( قد يكون أي كان ومن أي خلفية ممكنة) على صفحة فايس بوك ثبت انه جهة تفبرك الصور وأفلام الفيديو الخاصة بأي شخص ثم تنسبها للعميد ماهر .

الاسم الثاني الذي يتناوله الإعلام الغربي بطريقة غير مهنية فظة هو العقيد حافظ مخلوف وهو قريب للرئيس السوري و مسئول عن قسم المدينة (أي العاصمة السورية فقط ) في امن الدولة وهذا الجهاز هو مثيل اسكوتلنديار في سوريا ، فهل تملك اسكوتلنديار قوات عسكرية تحاصر المدن وتقمع المتظاهرين ؟

ومن أين أتت الصحف والفضائيات الغربية بروايات بوليسية خيالية عن قيام الرجل بادوار تتجاوز بكثير موقعه كعقيد في قسم فرعي مسئول عن مكافحة التجسس والإرهاب والفساد في مدينة دمشق فقط ؟ ولعل اكبر انجازات هذا الرجل تمثلت في القبض على معظم الفاسدين الذين تم توقيفهم في سوريا منذ العام 2005 وإلى الآن وهو من وقف خلف القبض على عدد من الجواسيس ثبت في التحقيقات أنهم من اكبر العملاء الصهاينة أهمية في سورية ، فهل استهدافه مرتبط (كما استهداف العميد ماهر الأسد) بالصراع مع إسرائيل ؟

وأما الاسم الثالث فهو السيد رامي مخلوف، ولهذا الاسم قصة تروى، فقد كان من الملفت أن يتم تناوله في البي بي سي مثلا بطريقة لا يمكن أن يقال عنها إلا أنها عملية تحريض هدفها الإيذاء المعنوي والجسدي للرجل ، فهل تعادي قناة بريطانية تتبع لدولة سايكس بيكو (وهي الدولة التي وقفت خلف قيام الكيان الصهيوني) رجل أعمال سوري لأنه فاسد (ودليل فساده ملكية رأسمال وطني لشركة إستراتيجية له فيها أسهم بنسب معينة) أم وراء الأكمة البريطانية ضد الرجل ما ورائها ؟

وهل كان المطلوب أن يتملك البريطانيون قطاع الاتصالات في سوريا لتصبح البلد كما لبنان مرتعا لجواسيس يسلمون مفاتيح قطاع الاتصالات الاستراتيجي إلى الإسرائيليين؟
فمن يصدق أن قناة تعرف عالميا بحرصها على مصداقيتها تبث تقريرا تخلت من خلاله عن أي مصداقية وظهرت وكأنها صفحة من صفحات الحركات التابعة لبن لادن لمجرد الحرص على النزاهة في سورية ؟

وهل خلت سوريا من مئات رجال الأعمال من أصحاب المليارات ولم يعد هناك من يستحق التحدث عنه إلا رامي مخلوف ( تحدى مصدر مطلع على كواليس أعمال رامي مخلوف أن تجد أي جهة محاسبية أو قضائية دليلا واحدا على أن رامي مخلوف ملياردير وليس مليونير مضيفا أن أموال الرجل هي أعمال واستثمارات لا تصل قيمتها في الأسواق المالية إلى المليار) أم أن المقصود من تناول أقارب الرئيس هدف خفي لا يعلمه إلا الراسخون في علم المخابرات؟

وهل المطلوب محاربة الفساد في سوريا لذا تتطوع البي بي سي والوسائل الغربية المماثلة بكشفه أم هي عملية غسل أدمغة للمواطنين عبر زرع صورة ذهنية مفبركة تشبه السيناريو التونسي ؟

هذا الاستهداف الخارج عن كل منطق إعلامي أو مهنية صحافية لرجال ثلاث يعمل كل منهم في مهمة لها طابع شخصي ولكنها أيضا تملك الطابع الوطني تجعلنا نفكر مليا في فكرة سوريالية عمادها الخيال الغربي المجتهد في تصوراته للإفادة مما يحدث في سوريا لتحقيق مكاسب أهمها الحصول على ما لم ينجحوا سابقا في الحصول عليه ، ألا وهو خضوع سورية لمنطق المساومة مع الغرب لمصلحة الأخير لا لمصلحة سورية وشعبها .

  • فريق ماسة
  • 2011-03-31
  • 10549
  • من الأرشيف

بعد فشل الفتنة ... وسائل الإعلام الغربية تنتقل إلى استهداف أقارب الرئيس

لا يحتاج إلى كثير من الوقت من يترقب وسائل الإعلام الغربية حتى يلاحظ هجومها وترصدها لثلاثة أسماء وهي: العميد ماهر الأسد: قائد إحدى الفرق العسكرية وهي الفرقة الرابعة  (التي يعرف عنها أنها تضم نخبة القوات المعدة لقتال إسرائيل) وهو ليس قائدا للحرس الجمهوري كما يشاع . ولا يخفى على أحد هجوم وسائل الإعلام الصهيوأمريكية  عليه بوصفه قمع المحتجين في درعا وفي اللاذقية مع أن قائد القوات المنتشرة في درعا معروف بالاسم والصورة وهناك لجنة عليا نشرت أسمائها الصحف السورية الرسمية تشرف على أعمال ضبط الأمن هناك ، والأحداث المؤسفة التي وقعت هناك وتسببت بسقوط شهداء لم تكن قمعا أصدره صاحب قرار بل هي أحداث لا تزال خلفياتها قيد التحقيق وسجن على ذمتها محافظ درعا السابق ، في ظل تجاوب رسمي مع كل المطالب التي طرحها الدرعاويون حتى الآن ؟ وفي اللاذقية لم تجري تظاهرات بل أعمال عنف وبلطجة قامت بها مجموعات مسلحة قمعتها في النهاية القوات الخاصة التابعة للقوات المسلحة السورية ولا يحتاج الأمر إلا لأوامر ضابط الوحدات العسكرية تلك لتنفيذ عملية ضبط الأمن وطرد المسلحين ، فما علاقة ماهر الأسد بما جرى بدرعا أو باللاذقية ؟ وما هو الدليل الذي قدمته وسائل الإعلام الغربية على اشتراكه في قيادة قوات لا تأتمر بأمره ؟ والأمر الذي يشكل أكثر الأعمال الغير مهنية فظاظة هو قيام فضائيات غربية وأميركية وبريطانية تحديدا بتمرير بعض التقارير الملفقة استنادا إلى ما ينشره مجهول ( قد يكون أي كان ومن أي خلفية ممكنة) على صفحة فايس بوك ثبت انه جهة تفبرك الصور وأفلام الفيديو الخاصة بأي شخص ثم تنسبها للعميد ماهر . الاسم الثاني الذي يتناوله الإعلام الغربي بطريقة غير مهنية فظة هو العقيد حافظ مخلوف وهو قريب للرئيس السوري و مسئول عن قسم المدينة (أي العاصمة السورية فقط ) في امن الدولة وهذا الجهاز هو مثيل اسكوتلنديار في سوريا ، فهل تملك اسكوتلنديار قوات عسكرية تحاصر المدن وتقمع المتظاهرين ؟ ومن أين أتت الصحف والفضائيات الغربية بروايات بوليسية خيالية عن قيام الرجل بادوار تتجاوز بكثير موقعه كعقيد في قسم فرعي مسئول عن مكافحة التجسس والإرهاب والفساد في مدينة دمشق فقط ؟ ولعل اكبر انجازات هذا الرجل تمثلت في القبض على معظم الفاسدين الذين تم توقيفهم في سوريا منذ العام 2005 وإلى الآن وهو من وقف خلف القبض على عدد من الجواسيس ثبت في التحقيقات أنهم من اكبر العملاء الصهاينة أهمية في سورية ، فهل استهدافه مرتبط (كما استهداف العميد ماهر الأسد) بالصراع مع إسرائيل ؟ وأما الاسم الثالث فهو السيد رامي مخلوف، ولهذا الاسم قصة تروى، فقد كان من الملفت أن يتم تناوله في البي بي سي مثلا بطريقة لا يمكن أن يقال عنها إلا أنها عملية تحريض هدفها الإيذاء المعنوي والجسدي للرجل ، فهل تعادي قناة بريطانية تتبع لدولة سايكس بيكو (وهي الدولة التي وقفت خلف قيام الكيان الصهيوني) رجل أعمال سوري لأنه فاسد (ودليل فساده ملكية رأسمال وطني لشركة إستراتيجية له فيها أسهم بنسب معينة) أم وراء الأكمة البريطانية ضد الرجل ما ورائها ؟ وهل كان المطلوب أن يتملك البريطانيون قطاع الاتصالات في سوريا لتصبح البلد كما لبنان مرتعا لجواسيس يسلمون مفاتيح قطاع الاتصالات الاستراتيجي إلى الإسرائيليين؟ فمن يصدق أن قناة تعرف عالميا بحرصها على مصداقيتها تبث تقريرا تخلت من خلاله عن أي مصداقية وظهرت وكأنها صفحة من صفحات الحركات التابعة لبن لادن لمجرد الحرص على النزاهة في سورية ؟ وهل خلت سوريا من مئات رجال الأعمال من أصحاب المليارات ولم يعد هناك من يستحق التحدث عنه إلا رامي مخلوف ( تحدى مصدر مطلع على كواليس أعمال رامي مخلوف أن تجد أي جهة محاسبية أو قضائية دليلا واحدا على أن رامي مخلوف ملياردير وليس مليونير مضيفا أن أموال الرجل هي أعمال واستثمارات لا تصل قيمتها في الأسواق المالية إلى المليار) أم أن المقصود من تناول أقارب الرئيس هدف خفي لا يعلمه إلا الراسخون في علم المخابرات؟ وهل المطلوب محاربة الفساد في سوريا لذا تتطوع البي بي سي والوسائل الغربية المماثلة بكشفه أم هي عملية غسل أدمغة للمواطنين عبر زرع صورة ذهنية مفبركة تشبه السيناريو التونسي ؟ هذا الاستهداف الخارج عن كل منطق إعلامي أو مهنية صحافية لرجال ثلاث يعمل كل منهم في مهمة لها طابع شخصي ولكنها أيضا تملك الطابع الوطني تجعلنا نفكر مليا في فكرة سوريالية عمادها الخيال الغربي المجتهد في تصوراته للإفادة مما يحدث في سوريا لتحقيق مكاسب أهمها الحصول على ما لم ينجحوا سابقا في الحصول عليه ، ألا وهو خضوع سورية لمنطق المساومة مع الغرب لمصلحة الأخير لا لمصلحة سورية وشعبها .

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة