دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
بات واضحاً أنّ الرهان على تنفيذ بنود اتفاق سوتشي، وتحديد المنطقة منزوعة السلاح والخالية من الإرهابيين وفتح الطرق الدولية، هو رهان لا يستند إلى أساس. فتركيا التي شكلت الشريك المقابل لروسيا في هذا الاتفاق لم تلتزم بما يتوجب عليها القيام به، إذ لم تتمكّن من إلزام المسلحين، سواء كانوا مصنّفين دولياً إرهابيين أو لا، بسحب أسلحتهم الثقيلة من المنطقة منزوعة السلاح، ولم يجلُ الإرهابيون من هذه المنطقة كما نصّ الاتفاق، بل أكثر من ذلك فإنّ الهدوء الذي شهدته خطوط التماس عندما كان الجيش السوري يستعدّ لتنفيذ عملية عسكرية للقضاء على الإرهابيين تبدّد في ضوء قيام هؤلاء الإرهابيين بشنّ اعتداءاتٍ متواصلة على مواقع الجيش السوري المحيط بمنطقة إدلب، وعلى الأحياء الآمنة في حلب، والقرى الآمنة في ريف حماة الشمالي.
وبات واضحاً أيضاً أنّ العمل العسكري وحده هو الذي يضع حداً لهذه الاعتداءات طال الوقت أم قصر، ولكن السؤال متى يبدأ هذا العمل، وما هي طبيعته وما هي حدوده؟
للإجابة على هذه الأسئلة يمكن الإشارة إلى سيناريوَيْن محتملين:
السيناريو الأول، أن يقوم الجيش السوري بدعم من حلفائه، ولا سيما روسيا بتوجيه إنذارٍ أخير إلى المجموعات المسلحة وتحديد أجَل غير بعيد لبدء عملية عسكرية للقضاء على الإرهاب، بحيث يتمّ توظيف هذا الإعلان من قبل روسيا للضغط على تركيا ودفعها للقيام بعمل يساعد على تنفيذ اتفاق سوتشي ببنوده العشرة المعروفة. هذا السيناريو متوقع لأنّ تركيا عندما قبلت اتفاق سوتشي كانت قد وُضعت أمام خيارين لا ثالث لهما، إما قبول بنود الاتفاق الذي عرضته روسيا، وإما شنّ الجيش السوري بدعمٍ من حلفائه عمليةً عسكرية وبالتالي لجوء الإرهابيين وأسرهم إلى تركيا، ولذلك قبلت تركيا الاتفاق، وماطلت لاحقاً وتعمّدت عدم تنفيذه. إنّ التلويح بالعودة إلى الخيار العسكري قد يدفعها للالتزام بتنفيذ الاتفاق.
السيناريو الثاني، أن لا ينفذ اتفاق سوتشي، سواء بسبب تواطؤ تركيا مع الإرهابيين، أو نتيجة لعجزها عن إلزامهم بتنفيذ الاتفاق، وفي حال كان هذا هو السيناريو فمن المؤكد أن ينفذ الجيش السوري عمليةً عسكريةً واسعة في منطقة إدلب تحت عنوان فرض تنفيذ اتفاق سوتشي ومن غير المستبعد أن تتدحرج هذه العملية لتصبح عملية عسكرية هدفها تحرير محافظة إدلب ومحيطها بالكامل من خلال العمل العسكري لأنّ دينامية العملية العسكرية لا يمكن التحكم بها عندما تنطلق.
أما عن توقيت بدء هذه العملية فالأرجح أن يكون مطلع الشهر المقبل، إذا لم يحدث أيّ طارئ.
المصدر :
البناء / حميدي العبدالله
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة