أكثر ما يخشاه الإسرائيليون هذه الأيام ان يتم تسخين جبهة الجولان، وأن يحولها السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني إلى جبهة موازية لجبهة جنوب لبنان في الشمال، وجبهة قطاع غزة في الجنوب.

الصحافة الإسرائيلية نشرت في الأيام الماضية العديد من التقارير تؤكد ان السيد نصر الله اتخذ قرارا استراتيجيا، وبدعم وتشجيع إيرانيين بفتح جبهة الجولان مجدداً خاصة بعد أن تم إخراج فصائل المعارضة السورية من الجنوب السوري قبل شهرين، وعودته بالكامل إلى سيادة الدولة السورية.

“حزب الله” يضع فتح هذه الجبهة في الجولان على قمة أولوياته منذ سنوات، وقد كلف الشهيدين سمير القنطار، ومساعده جهاد مغنية، تولي هذه المهمة، وفعلا قطع الاثنان، وقبل ان تستهدفهما غارة إسرائيلية، شوطا كبيرا في هذا المضمار، بدعم من الجنرال قاسم سليماني، رئيس فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني.

تتكتم أوساط “حزب الله” في الوقت الراهن على هوية القائد الجديد الذي حل محل الشهيد القنطار، لكن الإسرائيليين القلقين، او بالأحرى المرعوبين، يتحدثون في اعلامهم عن وجود تحركات في هذا المضمار، وهذا ما يفسر قيام غادي ايزنكوت، رئيس هيئة اركان الجيش الإسرائيلي، بزيارة ميدانية لهضبة الجولان قبل بضعة أيام محاطا بعدد من مساعديه، مؤكدا خلالها ان الجيش سيواصل العمل لإحباط كافة المحاولات الإيرانية للتمركز في سورية.

إدارة الرئيس دونالد ترامب تشارك الإسرائيليين هذا القلق، وتدعم تحركات الجيش الإسرائيلي في الهضبة، ومشاريع التنقيب عن النفط فيها، وكان لافتا ان السيدة نيكي هيلي، مندوبة أمريكا في الأمم المتحدة اختتمت فترتها التي تنتهي بنهاية هذا العام، بالتصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة في منتصف الشهر الحالي ضد قرار سنوي يدين احتلال إسرائيل لهضبة  الجولان ويعتبره باطلا، للمرة الأولى في تاريخ المنظمة الدولية، ولم يؤيدها في هذا الموقف غير المندوب الإسرائيلي، بينما صوت لصالح  القرار 151 دولة، وامتناع 14 دولة عن التصويت، وربطت هيلي خطوتها هذه بالاعتراض على القرار الاممي بالوجود العسكري الإيراني في سورية.

نعتقد في هذه الصحيفة “راي اليوم” ان السماح لشركة “جيني انرجي” الامريكية وفرعها الإسرائيلي (شركة افيك للنفط والغاز)، بالتنقيب عن النفط الصخري في هضبة الجولان قد يعجل بفتح هذه الجبهة وبموافقة روسية بعد حسم مصير محافظة ادلب المتوقع في الأسابيع القليلة القادمة، ومن المفارقة ان ديك تشيني، نائب الرئيس الأمريكي الأسبق، واحد أبرز منفذي مؤامرة الحرب على العراق عام 2003، احد مستشاري هذه الشركة الى جانب روبرت ميردوخ، صاحب الإمبراطورية الإعلامية الدولية المعروف، وجيمس ويلسي، رئيس الـ”سي أي ايه” الأسبق.

جبهة الجولان اذا تقرر فتحها فعلا، ونحن لا نستبعد ذلك، ستشكل استنزافا لدولة الاحتلال الإسرائيلي ربما تتواضع أمامه حرب الاستنزاف المماثلة في الجنوب اللبناني، التي انتهت بـ”هروب الجيش الإسرائيلي” مهزوما من ما كان يسمى بالحزام الأمني، ومعه جيش لبنان الجنوبي بزعامة أنطوان لحد عام 2000.

إسرائيل ستكون محاصرة بثلاث جبهات ساخنة، واحدة في الشمال (حزب الله)، وثانية في الجنوب (فصائل المقاومة في غزة بزعامة حركة “حماس”)، وثالثة في الشرق بقيادة سورية مشتركة مع “حزب الله”.

يبدو ان نبوءة السيد حسن نصر الله التي حذر فيها الإسرائيليين من حرب قادمة سيكونون وقودها، ونصحهم بالهروب غربا بركوب البحر، وتعلم السباحة مبكرا، للنجاة بأرواحهم قبل اندلاعها، باتت وشيكة التحقيق.. ونصر الله اعلم.

  • فريق ماسة
  • 2018-11-24
  • 15370
  • من الأرشيف

تقارير"إسرائيلية" تتحدث عن فتح جبهة الجولان بعد السماح لشركة امريكية بالتنقيب عن النفط الصخري فيه... فهل تتحقق نبوءة السيد حسن نصر الله

أكثر ما يخشاه الإسرائيليون هذه الأيام ان يتم تسخين جبهة الجولان، وأن يحولها السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني إلى جبهة موازية لجبهة جنوب لبنان في الشمال، وجبهة قطاع غزة في الجنوب. الصحافة الإسرائيلية نشرت في الأيام الماضية العديد من التقارير تؤكد ان السيد نصر الله اتخذ قرارا استراتيجيا، وبدعم وتشجيع إيرانيين بفتح جبهة الجولان مجدداً خاصة بعد أن تم إخراج فصائل المعارضة السورية من الجنوب السوري قبل شهرين، وعودته بالكامل إلى سيادة الدولة السورية. “حزب الله” يضع فتح هذه الجبهة في الجولان على قمة أولوياته منذ سنوات، وقد كلف الشهيدين سمير القنطار، ومساعده جهاد مغنية، تولي هذه المهمة، وفعلا قطع الاثنان، وقبل ان تستهدفهما غارة إسرائيلية، شوطا كبيرا في هذا المضمار، بدعم من الجنرال قاسم سليماني، رئيس فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني. تتكتم أوساط “حزب الله” في الوقت الراهن على هوية القائد الجديد الذي حل محل الشهيد القنطار، لكن الإسرائيليين القلقين، او بالأحرى المرعوبين، يتحدثون في اعلامهم عن وجود تحركات في هذا المضمار، وهذا ما يفسر قيام غادي ايزنكوت، رئيس هيئة اركان الجيش الإسرائيلي، بزيارة ميدانية لهضبة الجولان قبل بضعة أيام محاطا بعدد من مساعديه، مؤكدا خلالها ان الجيش سيواصل العمل لإحباط كافة المحاولات الإيرانية للتمركز في سورية. إدارة الرئيس دونالد ترامب تشارك الإسرائيليين هذا القلق، وتدعم تحركات الجيش الإسرائيلي في الهضبة، ومشاريع التنقيب عن النفط فيها، وكان لافتا ان السيدة نيكي هيلي، مندوبة أمريكا في الأمم المتحدة اختتمت فترتها التي تنتهي بنهاية هذا العام، بالتصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة في منتصف الشهر الحالي ضد قرار سنوي يدين احتلال إسرائيل لهضبة  الجولان ويعتبره باطلا، للمرة الأولى في تاريخ المنظمة الدولية، ولم يؤيدها في هذا الموقف غير المندوب الإسرائيلي، بينما صوت لصالح  القرار 151 دولة، وامتناع 14 دولة عن التصويت، وربطت هيلي خطوتها هذه بالاعتراض على القرار الاممي بالوجود العسكري الإيراني في سورية. نعتقد في هذه الصحيفة “راي اليوم” ان السماح لشركة “جيني انرجي” الامريكية وفرعها الإسرائيلي (شركة افيك للنفط والغاز)، بالتنقيب عن النفط الصخري في هضبة الجولان قد يعجل بفتح هذه الجبهة وبموافقة روسية بعد حسم مصير محافظة ادلب المتوقع في الأسابيع القليلة القادمة، ومن المفارقة ان ديك تشيني، نائب الرئيس الأمريكي الأسبق، واحد أبرز منفذي مؤامرة الحرب على العراق عام 2003، احد مستشاري هذه الشركة الى جانب روبرت ميردوخ، صاحب الإمبراطورية الإعلامية الدولية المعروف، وجيمس ويلسي، رئيس الـ”سي أي ايه” الأسبق. جبهة الجولان اذا تقرر فتحها فعلا، ونحن لا نستبعد ذلك، ستشكل استنزافا لدولة الاحتلال الإسرائيلي ربما تتواضع أمامه حرب الاستنزاف المماثلة في الجنوب اللبناني، التي انتهت بـ”هروب الجيش الإسرائيلي” مهزوما من ما كان يسمى بالحزام الأمني، ومعه جيش لبنان الجنوبي بزعامة أنطوان لحد عام 2000. إسرائيل ستكون محاصرة بثلاث جبهات ساخنة، واحدة في الشمال (حزب الله)، وثانية في الجنوب (فصائل المقاومة في غزة بزعامة حركة “حماس”)، وثالثة في الشرق بقيادة سورية مشتركة مع “حزب الله”. يبدو ان نبوءة السيد حسن نصر الله التي حذر فيها الإسرائيليين من حرب قادمة سيكونون وقودها، ونصحهم بالهروب غربا بركوب البحر، وتعلم السباحة مبكرا، للنجاة بأرواحهم قبل اندلاعها، باتت وشيكة التحقيق.. ونصر الله اعلم.

المصدر : الماسة السورية/ رأي اليوم


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة