لا يزال مصيرُ محافظة ادلب محط تداولٍ في الأروقة الدولية. استماتةٌ تركية لمنع العملية العسكرية التي سيشنها الجيش السوري و حلفاؤه في محور مكافحة الإرهاب على مواقع التنظيمات الإرهابية فيها حيث سيسعى أردوغان خلال لقائه المنتظر مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لذلك بحسب بعض المراقبين، خصوصاً أنّ الوضع الحالي في المحافظة يدل على هدنة غير معلنة تشابه تلك التي سرَت في مدينة حلب أواخر أيام تواجد الإرهابيين فيها و بذات المصير. أي أنّ إدلب تنتظر عملية عسكريةً لا محالة بهدف تحريرها وإنهاء الوجود الإرهابي فيها رغم اختلاف الحسابات الدولية لجهة تدفق الهاربين من المعارك نحو أوروبا ووجود فصائل مسلحة تمرّست على القتال؛ مُجهّزة بأسلحة نوعية وتحتمي بنقاط المراقبة التركية، كل ذلك بحسب دراسات بعض مراكز الأبحاث.

تطورات الميدان في ادلب تتسارع وتدل على أنّ الأمور تسير باتجاه العمل العسكري. السلطات السورية بدأت بالتحضيرات لإعادة فتح معبر أبو الضهور الإنساني بريف ادلب الجنوبي الشرقي بالتنسيق مع الجانب الروسي للسماح للمدنيين الراغبين بالخروج من مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية المسلحة ومن المرجح أن يتم افتتاحه مجدداً يوم الأحد القادم بحسب ما أكده مصدرٌ سياسي سوري لموقع “العهد” الإخباري. وتتزامن هذه الاستعدادات مع احتياطات من جانب الجماعات الإرهابية لمنع أي تقدم لقوات الجيش السوري على جبهة ريف حماه، حيث قال المصدر ذاته أنّ “إرهابيي الحزب الإسلامي التركستاني ولواء صقور الغاب قد قاموا بتفجير جسر التونية الذي يصل إلى مواقعهم نحو الغرب من قلعة المضيق بعد أن قاموا مسبقاً بتفجير جسري الكريّم وبيت الراس بسهل الغاب حيث يسعى الإرهابيون إلى إعاقة أي تقدم بري لقوات الجيش على هذه المحاور المحيطة بالسهل المذكور الواقع بريف حماه”.

لا يمكن وصف الوضع في ادلب بأنه هدنة بالإطار العام

لا يمكن وصف الوضع في ادلب بأنه هدنة بالإطار العام، فالجيش السوري يواصل تجهيزاته حتى صدور الأوامر ببدء الهجوم نحو مواقع الإرهابيين. إذ يرى المصدر السياسي السوري ذاته أنّ “التعويل الإعلامي الغربي على مسرحية استخدام السلاح الكيميائي والذي وصل إلى حد التهديدات الأمريكية بعدوان عسكري جديد على سوريا دفع الجانب الروسي وحلف مكافحة الإرهاب إلى القبول بالطلب التركي بتأجيل الهجوم على ادلب، كنوع من امتصاص الضغط الغربي وأعطى أنقرة مهلة زمنية ضيقة جداً للفصل بين التنظيمات الإرهابية و الفصائل المصنفة كمعتدلة”.

وأضاف إنّ “معركة ادلب مشابهة لمعركة حلب لجهة الظروف والضغوط الدولية، مع الإشارة إلى أنّ الغرب يضغط لمنع وقوع معركة ادلب بشكل أكبر بكثير مما فعله في معركة الأحياء الشرقية لحلب، لكن الظروف الميدانية فيها لا تشابه ما حصل في حلب فالإرهابيون فيها كانوا محاصرين بشكل شبه كامل بينما إرهابيو ادلب ينتشرون في بقعة جغرافية لها حدود طويلة مفتوحة على العمق التركي مباشرة”، مشيراً إلى أنّ “الهدنة التي أُعطيت في حلب كانت لأجل استسلام الإرهابيين وتسليم سلاحهم إلا أنّ المهلة في ادلب أعطيت لتركيا لتفي بتعهداتها بفصل الإرهابيين عن “المعتدلين السوريين” الذين يريدون التسوية السياسية”.

معركة ادلب مشابهة لمعركة حلب لجهة الظروف والضغوط الدولية

الإعلام الغربي يسعى لشيطنة روسيا وسوريا وإعطاء صورة عن أن “الوضع في ادلب تحت سيطرة المسلحين المعتدلين، والدليل تجاهله للمظاهرة الأخيرة التي خرجت في ادلب ورفعت فيها راية التنظيمات الإرهابية. بمعنى أنّ الإعلام الغربي تجاهل المظاهرة المؤيدة لهيئة تحرير الشام “النصرة” سابقاً، ويهتم فقط بإظهار المشهد الإنساني في ادلب وبأن هناك أرضية شعبية لما يسمى بالثوار أو الجيش الحر الذي يدعي شعارات الاعتدال، وذلك للتغطية على التنظيمات الإرهابية مثل “النصرة” و”الحزب الإسلامي التركستاني” وغيرهما، و الهدف من ذلك أن مصالح الدول الغربية التي ترعى الحرب في سوريا تكون بعدم إتمام الجيش السوري وحلفائه للعملية العسكرية بشكل سريع وشامل، وذلك بحسب ما قاله المصدر السياسي السوري ذاته الذي أكد في نهاية حديثه لـ”العهد” الإخباري أنّ “بعض التحليلات تقول أن مصير ادلب سيتحدد بعد لقاء أردوغان ببوتين خلال الأيام المقبلة إلا أنه لا يوجد مهلة واضحة حتى الآن واللقاء قد يكون مندرجاً كمحاولة تركية لإلغاء العملية أو تأجيلها إلى موعد غير مسمى لأن أردوغان يلعب على التناقضات الدولية بين روسيا وأمريكا”.

  • فريق ماسة
  • 2018-09-16
  • 11300
  • من الأرشيف

هدنةٌ مؤقتة وغير معلنة في ادلب

لا يزال مصيرُ محافظة ادلب محط تداولٍ في الأروقة الدولية. استماتةٌ تركية لمنع العملية العسكرية التي سيشنها الجيش السوري و حلفاؤه في محور مكافحة الإرهاب على مواقع التنظيمات الإرهابية فيها حيث سيسعى أردوغان خلال لقائه المنتظر مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لذلك بحسب بعض المراقبين، خصوصاً أنّ الوضع الحالي في المحافظة يدل على هدنة غير معلنة تشابه تلك التي سرَت في مدينة حلب أواخر أيام تواجد الإرهابيين فيها و بذات المصير. أي أنّ إدلب تنتظر عملية عسكريةً لا محالة بهدف تحريرها وإنهاء الوجود الإرهابي فيها رغم اختلاف الحسابات الدولية لجهة تدفق الهاربين من المعارك نحو أوروبا ووجود فصائل مسلحة تمرّست على القتال؛ مُجهّزة بأسلحة نوعية وتحتمي بنقاط المراقبة التركية، كل ذلك بحسب دراسات بعض مراكز الأبحاث. تطورات الميدان في ادلب تتسارع وتدل على أنّ الأمور تسير باتجاه العمل العسكري. السلطات السورية بدأت بالتحضيرات لإعادة فتح معبر أبو الضهور الإنساني بريف ادلب الجنوبي الشرقي بالتنسيق مع الجانب الروسي للسماح للمدنيين الراغبين بالخروج من مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية المسلحة ومن المرجح أن يتم افتتاحه مجدداً يوم الأحد القادم بحسب ما أكده مصدرٌ سياسي سوري لموقع “العهد” الإخباري. وتتزامن هذه الاستعدادات مع احتياطات من جانب الجماعات الإرهابية لمنع أي تقدم لقوات الجيش السوري على جبهة ريف حماه، حيث قال المصدر ذاته أنّ “إرهابيي الحزب الإسلامي التركستاني ولواء صقور الغاب قد قاموا بتفجير جسر التونية الذي يصل إلى مواقعهم نحو الغرب من قلعة المضيق بعد أن قاموا مسبقاً بتفجير جسري الكريّم وبيت الراس بسهل الغاب حيث يسعى الإرهابيون إلى إعاقة أي تقدم بري لقوات الجيش على هذه المحاور المحيطة بالسهل المذكور الواقع بريف حماه”. لا يمكن وصف الوضع في ادلب بأنه هدنة بالإطار العام لا يمكن وصف الوضع في ادلب بأنه هدنة بالإطار العام، فالجيش السوري يواصل تجهيزاته حتى صدور الأوامر ببدء الهجوم نحو مواقع الإرهابيين. إذ يرى المصدر السياسي السوري ذاته أنّ “التعويل الإعلامي الغربي على مسرحية استخدام السلاح الكيميائي والذي وصل إلى حد التهديدات الأمريكية بعدوان عسكري جديد على سوريا دفع الجانب الروسي وحلف مكافحة الإرهاب إلى القبول بالطلب التركي بتأجيل الهجوم على ادلب، كنوع من امتصاص الضغط الغربي وأعطى أنقرة مهلة زمنية ضيقة جداً للفصل بين التنظيمات الإرهابية و الفصائل المصنفة كمعتدلة”. وأضاف إنّ “معركة ادلب مشابهة لمعركة حلب لجهة الظروف والضغوط الدولية، مع الإشارة إلى أنّ الغرب يضغط لمنع وقوع معركة ادلب بشكل أكبر بكثير مما فعله في معركة الأحياء الشرقية لحلب، لكن الظروف الميدانية فيها لا تشابه ما حصل في حلب فالإرهابيون فيها كانوا محاصرين بشكل شبه كامل بينما إرهابيو ادلب ينتشرون في بقعة جغرافية لها حدود طويلة مفتوحة على العمق التركي مباشرة”، مشيراً إلى أنّ “الهدنة التي أُعطيت في حلب كانت لأجل استسلام الإرهابيين وتسليم سلاحهم إلا أنّ المهلة في ادلب أعطيت لتركيا لتفي بتعهداتها بفصل الإرهابيين عن “المعتدلين السوريين” الذين يريدون التسوية السياسية”. معركة ادلب مشابهة لمعركة حلب لجهة الظروف والضغوط الدولية الإعلام الغربي يسعى لشيطنة روسيا وسوريا وإعطاء صورة عن أن “الوضع في ادلب تحت سيطرة المسلحين المعتدلين، والدليل تجاهله للمظاهرة الأخيرة التي خرجت في ادلب ورفعت فيها راية التنظيمات الإرهابية. بمعنى أنّ الإعلام الغربي تجاهل المظاهرة المؤيدة لهيئة تحرير الشام “النصرة” سابقاً، ويهتم فقط بإظهار المشهد الإنساني في ادلب وبأن هناك أرضية شعبية لما يسمى بالثوار أو الجيش الحر الذي يدعي شعارات الاعتدال، وذلك للتغطية على التنظيمات الإرهابية مثل “النصرة” و”الحزب الإسلامي التركستاني” وغيرهما، و الهدف من ذلك أن مصالح الدول الغربية التي ترعى الحرب في سوريا تكون بعدم إتمام الجيش السوري وحلفائه للعملية العسكرية بشكل سريع وشامل، وذلك بحسب ما قاله المصدر السياسي السوري ذاته الذي أكد في نهاية حديثه لـ”العهد” الإخباري أنّ “بعض التحليلات تقول أن مصير ادلب سيتحدد بعد لقاء أردوغان ببوتين خلال الأيام المقبلة إلا أنه لا يوجد مهلة واضحة حتى الآن واللقاء قد يكون مندرجاً كمحاولة تركية لإلغاء العملية أو تأجيلها إلى موعد غير مسمى لأن أردوغان يلعب على التناقضات الدولية بين روسيا وأمريكا”.

المصدر : الماسة السورية/ العهد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة