دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
تزامناً مع الوقت الذي حمّل به الوفد الوطني اليمني في صنعاء، الأمم المتحدة مسؤولية توفير ضمانات بنقل وفد صنعاء إلى مشاورات جنيف، وإعادته في ظروف آمنة ، بعد توفر معلومات لوفد صنعاء تؤكد نية تحالف العدوان على اليمن الذي تقوده السعودية بالتخطيط لاحتجاز الوفد في جيبوتي حيث من المقرر أن تتوقف طائرتهم في طريقها إلى جنيف، فالوفد له تجارب سابقة في هذا المضمار بعد ما حدث في 2016 عندما انهارت المحادثات التي استمرت 108 أيام في الكويت واحتجز الوفد في عُمان مدة ثلاثة أشهر بسبب الحظر الجوي الذي يفرضه تحالف العدوان على اليمن ،ومن هنا وتزامناً مع هذه التطورات ، تسود حالة من التشاؤم في خصوص الجدوى من عقد هذه المؤتمرات، لأنّ أغلب المطلعين على تداخلات الحرب على الدولة اليمنية وما تبعها من تغيير في قواعد الاشتباك، يعلمون ويدركون أنّ عقد جلسات مشاورات أو لقاءات أو مؤتمرات تضمّ شخصيات من طرفي المعادلة اليمنية أو اطراف اخرى، لن ينجح بسبب وجود صعوبات ومعوقات كثيرة.
ومن خلال استعراض اللقاءات والمؤتمرات التي عقدت، في هذا الإطار، نجد أنّ كلّ ما قامت به هو إشباع الإعلام بالصور النادرة عن نجاحات الدول الوسيطة في التفاوض وعن فرص للتقدم المأمول، مع أنّ تلك الدول جميعها تدرك أنّ الوصول إلى نتائج فعلية ليس ممكناً في هذه المرحلة، وفي حال التوصل إلى حلّ ما فإنه سيكون مرحلياً، أو خطوة في طريق طويل صعب ومعقد، ستبقي اليمن في معمودية النار حتى وقت غير محدّد.
اليوم نعم ، لايمكن انكار حقيقة أنه كانت هناك تحضيرات دولية لمؤتمر "جنيف " والذي كان من المقرر ان يجمع بعض الأطراف والقوى اليمنية ، ولكن الواضح أنّ هذا المؤتمر بحال انعقاده لن يتمكن من تحقيق أي إنجازات بظل غياب معايير رئيسية وتفاصيل مهمة للحوار الوطني ، كما ان هناك العديد من الصعوبات والمعوقات المتمثلة بـبعض القوى اليمنية المدعومة من قبل تحالف العدوان على اليمن .
لقد تعلمنا من التاريخ دروساً بأنّ أزمات دولية – إقليمية محلية مركبة الأهداف، كالحرب العدوانية التي تدار حالياً ضدّ اليمن،انه لا يمكن الوصول إلى نتائج نهائية لها بسهولة، لأنها كرة نار متدحرجة قد تتحول في أي وقت إلى انفجار إقليمي، وحينها لا يمكن ضبط تدحرجها أو على الأقلّ التحكم بمسارها، فالحلول والتسويات تخضع للكثير من التجاذبات والأخذ والردّ قبل وصول الأطراف الرئيسية المعنية إلى قناعة شاملة بضرورة وقف الحرب، وفي هذه الحال، لا يمكن التوصل إلى حلّ في المدى المنظور، ما لم تنضج ظروف التسويات الإقليمية والدولية.
واليوم من الواضح أنّ جميع المعطيات الإقليمية والدولية في هذه المرحلة، تشير إلى تصعيد واضح بين الفرقاء الإقليميين والدوليين، وهذا بدوره سيؤدي إلى المزيد من تدهور الوضع في اليمن وتدهور أمن المنطقة ككلّ، وهذا ما تعيه بعض القوى الوطنية اليمنية بشكل واضح ” المؤتمر الشعبي وانصار الله وحلفائهم والكثير من القوى الوطنية” .
ختاماً، من كلّ ما تقدم نستنتج أنّ جميع هذه المؤتمرات لا يمكن التعويل عليها، كنافذة للخروج من تداعيات الحرب على اليمن، والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم وبقوة: ماذا بعد هذه المؤتمرات؟ وماذا سيستفيد اليمنيون الذين هم في وسط هذه الحرب العدوانية ويتحملون كلّ تداعياتها من هذه المؤتمرات بحال انعقادها؟ ، في الوقت الذي تصعد به قوى العدوان من حربها على اليمن بمن فيه بحراً وجواً وبراً .
المصدر :
الماسة السورية / هشام الهبيشان
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة