دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
عقدت قيادات المجموعات الإرهابية المسلحة في إدلب السورية اجتماعا قررت من خلاله توحيد صفوفها والاستعداد لمواجهة الجيش السوري الذي يتأهب لشن هجوم كبير من عدة محاور لتحرير المحافظة من سيطرة الإرهابيين.
وذكرت مصادر محلية مطلعة من داخل مدينة إدلب لوكالة "سبوتنيك" أن عددا من قادة الفصائل المسلحة عقدت اجتماعا داخل مدينة إدلب، صباح يوم أمس الجمعة، وضم الاجتماع قياديين من هيئة تحرير الشام والجبهة الوطنية للتحرير والحزب الإسلامي التركستاني وأجناد القوقاز وحراس الدين، وهؤلاء الأخيرين يعدون الفرع الرسمي لتنظيم قاعدة الجهاد العالمي ممن رفضوا سابقا خلع "أمبر التنظيم" أيمن الظواهري.
ويأتي هذا الاجتماع بعد أيام قليلة من اجتماع "أمير" هيئة تحرير الشام، المدعو أبو محمد الجولاني مع قادة مسلحي تنظيم داعش في إحدى مناطق سيطرة المسلحين بين ريفي جسر الشغور واللاذقية الشمالي، من أجل وقوف التنظيمين صفا واحدا في المعركة المرتقبة، وخاصة مع استعدادات الجيش السوري لشن عملية عسكرية لتحرير المحافظة من سيطرة التنظيمات الإرهابية المسلحة.
وقالت المصادر: إن الاجتماع الذي عقد، صباح أمس الجمعة، واستمر لأكثر من ثلاث ساعات تمخض عن إعلان الفصائل المسلحة النفير في محافظة إدلب، حيث أعلنت قيادات التنظيمات الإرهابية بعيد الاجتماع النفير العام، وطلبت استدعاء الاحتياط ورفع حالة الجاهزية، والبدء بتجنيد المدنيين، "وبالفعل بدأت الفصائل المسلحة بإجبار المدنيين على حمل السلاح وإرسالهم إلى جبهات القتال، تزامنا مع استمرار أعمال حفر الخنادق والأنفاق ورفع السواتر الترابية على كامل الجبهات في أرياف حلب وحماة وإدلب".
وأضافت المصادر: قام عدد من القياديين في الفصائل المسلحة بالاجتماع مع قادة المجموعات وأخبروهم أن معركة إدلب أصبحت على الأبواب وان الجيش السوري حشد قواته على كامل المحاور باتجاه محافظة إدلب، فيما قال "الأمير الشرعي" في هيئة تحرير الشام "ابو اليقظان المصري" إن نموذج الجيش الوطني تحت الوصاية التركية مشروع استسلامي أثبت فشله "وليس لنا خيار في إدلب إلا الجهاد".
ولفتت المصادر إلى أن مقاتلي تنظيم "داعش" الإرهابي انتشروا خلال اليومين الأخيرين في الجبهة الشمالية والغربية لمحافظة إدلب، وتحديدا في مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني، إضافة إلى بلدات الدانا وسرمدا ودركوش وجسر الشغور على الحدود التركية مع إدلب وحدود إدلب مع اللاذقية.
وكان "أمير هيئة تحرير الشام "الواجهة الحالية لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي المحظور في روسيا" المدعو أبو محمد الجولاني اجتمع مع قادة مسلحي "داعش" الذين عملت الهيئة على نقلهم خلال الأيام الماضية من مناطق مختلفة في إدلب باتجاه الحدود مع تركيا، وتحديدا في المناطق الشمالية والغربية، حيث قام الجولاني بإطلاع قادة من مسلحي داعش على جغرافية المنطقة لتسهيل انخراطهم والوقوف صفا واحدا في المعركة المرتقبة، وخاصة مع استعدادات الجيش السوري لشن عملية عسكرية كبيرة لتحرير المحافظة من سيطرة التنظيمات الإرهابية المسلحة، كما اجتمع الجولاني مع عدد من قياديي الحزب "الإسلامي التركستاني" في جسر الشغور، وأطلعهم على ضرورة دمج مسلحي تنظيم داعش في المنطقة، وخاصة أولئك القريبون منهم قوميا ويتحدرون من آسيا الوسطى، وذلك لما يتمتعون به من خبره في القتال، حيث تم تقسيم المنطقة لقطاعات يديرها ثلاثة قياديين من التركستان و"هيئة تحرير الشام وداعش".
ويتكون تنظيم حراس الدين من مقاتلين متشددين كانوا ينتمون لتنظيم القاعدة في بلاد الشام "جبهة النصرة" والذين أعلنوا إنشاء تنظيمهم الخاص تحت اسم "حراس الدين" محافظين على ولائهم لزعيم القاعدة أيمن الظواهري، وذلك عام 2016 عندما قدمت جبهة النصرة نفسها باسم جديد هو "جبهة فتح الشام"، ثم "هيئة تحرير الشام" بعد دخولها في ائتلاف مع عدد من المجموعات التكفيرية الأخرى، تاركة مسافة ضيقة بينها وبين تنظيم القاعدة العالمي.
ويضم تنظيم حراس الدين "جهاديين" أجانب وعرب، ويشكل الأردنيون والسعوديون ثقلا وازنا بينهم، وهم ذوي تاريخ طويل في القتال إلى جانب تنظيم القاعدة بأفغانستان والعراق، كما استقطب التنظيم مقاتلين محليين متمرسين إلى جانب مقاتليه الأجانب.
وينتشر "أجناد القوقاز"، وهم مقاتلون متطرفون منحدرون من جنسيات أرمينية وجورجية وشيشانية، في إدلب وريفها، خاصة في منطقة جسر الشغور، وتقدر أعدادهم بآلاف المقاتلين الذين وصلوا إلى سوريا مع عائلاتهم مع بدايات الحرب على سورية، وبدؤوا بالتجمع تدريجيا في فصيل عسكري واحد تحول إلى كيان مستقل عن الفصائل الأخرى.
أما تنظيم "الجبهة الوطنية للتحرير" الذي يعد الفرع التركي لما يسمى "الجيش الحر"، فتأسست شهر مايو أيار الماضي من قبل 11 مجموعة مسلحة تدين بالولاء لتركيا في شمال غربي سوريا وتم الإعلان عنها رسميا في 28 مايو أيار 2018، عندما أعلنت هذه الفصائل المدعومة تركيا توحدها في ائتلاف ينشط خصوصا في محافظة إدلب شمال غرب سوريا.
ويشكّل التركستان الصينيون أبرز مقاتلي ما يسمى "الثورة السورية" شمال غرب سوريا، وقد لعبوا إلى جانب المقاتيلين الشيشان والأوزبك، دورا كبيرا في السيطرة على المنشآت العسكرية في إدلب وحلب وريفيهما، وحيث اتخذوا من ريفي إدلب الغربي واللاذقية الشمالي مقرا لمستوطناتهم مع عائلاتهم التي هاجرت معهم بزعم (الجهاد في سوريا)، وقد اختاروا تلك المنطقة بسبب وجود العديد من القرى والبلدات التي تدين بعض عائلاتها بالولاء للدولة العثمانية على خلفية جذورهم التركمانية، كما التركستان.
وعرف الحزب الإسلامي التركستاني في بلاد الشام بقربه العقائدي من تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي المحظور في روسيا، ويقدر عدد عناصره في سوريا بآلاف المقاتلين الذين تنحدر أصولهم من الأقلية القومية التركية في "شينغ يانغ" الصينية، وتُعتبر تركيا الداعم السياسي الأبرز لهم، إن لم يكن الوحيد.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة