دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
في الأسبوع الأخير من شهر تموز/ يوليو الماضي، أشارت “الميادين نت”، في تقدير للموقف، إلى أن إسرائيل بصدد تحديد سقف جديد لعمليات داخل سوريا.
التقدير توقع يومها أن تلجأ تل أبيب قريباً إلى “تنفيذ عمليات خاصة في العمق السوري، لا الاكتفاء بقصف جوي، وهذا يتطلب الحصول على معلومات استخبارية ميدانية وتفعيل المصادر البشرية. وبوجود التقاء المصالح الإسرائيلية مع المسلحين لن يكون الأمر صعباً”، مع تسليط الضوء على الإهتمام الإسرائيلي بتحركات الفصائل العراقية عند الحدود السورية – العراقية، كما المناطق التي تعتبرها واقعة حكماً على طريق الإمدادات العسكرية من طهران إلى حدود لبنان.
المتابع للحراك في الجبهة الجنوبية السورية، كما للسطح الجوي الإسرائيلي المستمر بكثافة لافتة في الآونة الأخيرة فوق الأراضي اللبنانية والحدود اللبنانية – السورية، يلحظ حركة تشي بما هو أبعد من الإكتفاء بغارات جوية بين الفينة والأخرى. الدخول الإسرائيلي على خط إعادة تشكيل الجبهة الجنوبية في سوريا يثبت بوضوح أنّ اسرائيل بصدد تفعيل تشغيلها المباشر لبعض الجماعات المسلحة.
الصحفي الإسرائيلي المعروف بقربه من الإستخبارات العسكرية ألون بن دايفيد أعلن في تحليل للقناة العاشرة أمس الإثنين أن “تنفيذ عمليات الاغتيال في سوريا يختلف عن مناطق أخرى كدولة تونس أو ماليزيا، حيث أن عمليات الاغتيال في سوريا ليست بالأمر البسيط ويتطلب تنسيقا كبيرا من جهات وعناصر من داخل الأراضي السورية”.
ووصف بن دايفيد العالم السوري عزيز إسبر بـ”الشخصية التي أزعجتنا كثيراً وأرقت مضاجعنا”، موضحاً أن الحديث يدور عن شخصية بارزة في الصناعات العسكرية التابعة للجيش السوري، حيث يعتبر الشخص رقم 3 في الصناعات العسكرية السورية، فضلاً عن دوره في مساعدة الإيرانيين في بناء وتجهيز صواريخ دقيقة على الأراضي السورية واللبنانية، وفق تعبيره.
إغتيال العالم السوري عزيز إسبر يدخل حكماً في صلب السياق الذي يتحدث عنه “بن دايفيد”، بغض النظر عن الأداة التنفيذية المباشرة، سواء كانت إسرائيلية أم اتخذت مسميات أخرى لمجموعات مشبوهة.
صحيفة “يديعوت أحرونوت” نشرت مقالة لـ”رونين برغمان” جاء فيه: “كانت لإسرائيل كل الأسباب في العالم لرغبتها في رؤية إسبر ميتاً”.
ويقول بيرغمان أن “الأجهزة الأمنية الإسرائيلية المختلفة تستثمر جهوداً جمّة لفهم حجم نشاط إيران وحزب الله في سوريا، بهدف العثور على مراكزهما وإبادتها”.
هذا هو شكل المرحلة المقبلة من المواجهة، علماً أنه كما تطور النقاش الإسرائيلي سابقاً في فرضية توسيع القصف الجوي ليشمل أهداف خارج سوريا، من المتوقع أن لا تكتفي إسرائيل بالساحة السورية لـ”تصفية حساباتها”، خاصة و أن مرحلة الأعمال العسكرية في سوريا في طور الإنكماش رويداً رويداً،وبالتالي فإن تل أبيب ستجد نفسها عاجلًا أم آجلاً بحاجة إلى وسيلة جديدة تشحن بها بطاريات ردعها.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة