دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
يتحضر الجنوب السوري لإعلانه محرراً بالكامل بعد سنوات عجاف انتشرت فيها قطعان الإرهابيين التي لم تبق ولا تذر لا أخضراً ولا حجراً ولا بشراً، حديث بات مؤكداً عن اتصالات بين الأكراد والحكومة السورية في الشمال والشرق السوريين، وتسريبات حول وجود اتصالات مع من يتواجدون في الداخل الادلبي، المحافظة الخضراء التي تحولت إلى سواد النصرة وأخواتها، ستتحرر وبتسوية وقد تكون مفاجأة إعلان ذلك قريباً جداً.
تنسيق أمريكي ـ روسي منذ لقاء هلسنكي، والأهم هو ما يتعلق بالجولان ومنطقة فصل القوات، فيما ترجيحات عمل عسكري في الشرق هي الأقوى، لا سيما مناطق النفط وطول الحدود مع العراق، إضافةً إلى معارك لإتمام تحرير كامل الريف الشمالي للساحل تمهيداً لملف ادلب وجسر الشغور في حال تأخر التفاهم بشأنها وتسلميها عن طريق تسوية، سيكون العمل العسكري هو البديل والبداية ستكون في الجسر.
فيما يخص المعطيات السياسية ومواقف الدول تأتي فرنسا في المقدمة، فمنذ تعيين الرئيس إيمانويل ماكرون للسفير الفرنسي في طهران ممثلاً شخصياً له في سوريا بدأ الحديث عن تمهيد نفسي سياسي وإعلامي على الساحة الدولية من أجل عودة عاصمة البارفان العالمية باريس إلى أزقة التوابل والعطور الشامية العتيقة في سوق الحميدية، ثم ارسال فرنسا مساعدات بالمشاركة مع روسيا للداخل السوري كل ذلك اعتبره مراقبون سياسية فتح الأٌقنية التدريجية التي يتبعها ماكرون حالياً تجاه دمشق.
أما أمريكياً فيكفي لقاء هلسنكي بين ترامب والشرس بوتين كي تكون حجر أساس لتفاهمات قادمة، أساسها الملف السوري والبداية من الجنوب، حيث القنيطرة ومنطقة فض الاشتباك، فقد كشف موقع تكل ديبكا الصهيوني أن سورية نقلت عبر قوات “الأوندوف” رسالة لإسرائيل تقول ان اتفاق وقف اطلاق النار لعام 1974، يسمح للطائرات السورية بالتحليق فوق الخط الفاصل في الجولان، وحذّرت اسرائيل من ان أي محاولة لإسقاط طائرات سورية أثناء تحليقها فوق منطقة فصل القوات، ستعتبر انتهاكا للتفاهمات التي توصل اليها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، ولأمريكي دونالد ترامب، في هلسنكي.
أيضاً فإن سحب عملاء الاستخبارات من كافة الأجهزة الغربية والعربية، إضافةً للعملاء الذين تم تدريبهم وتجنيدهم ترافقهم عائلاتهم، هو دليل على بدء إخلاء الساحة السورية، تم تحرير درعا، سُحبت الجماعات المسلحة إلى الشمال حيث تحولت المنطقة هناك إلى مكب نفايات لكل الجماعات التي حررت المناطق منها في حمص وحلب والغوطة والآن درعا والقنيطرة، كل ذلك يعطي إشارات قبل مؤتمر سوتشي المقبل.
وما يلفت النظر أيضاً هو ما صرح به سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة بأن بلاده أبدت تذمرها من الولايات المتحدة بسبب رفضها تقديم المزيد من الدعم للتحالف السعودي في الساحل الغربي للحديدة غرب اليمن، كاشفاً ان المسؤولين الأمريكيين قالوا له بأن الرأي العام الأميركي يرفض تقديم أي دعم لفعل المزيد في الشرق الأوسط، ما يعني أن هذا سينحسب أيضاً على سوريا، وتحديداً في الشرق السوري.
لا شك بأن الفرنسي يريد إعادة المياه إلى مجريها مع دمشق، هناك مشاكل بين الاتحاد الأوروبي وواشنطن سببها الملف النووي الإيراني، وتوتر الأوضاع بين طهران والأمريكي مؤخراً بسبب الردود المتبادلة بين ترامب والرئيس روحاني، أيضاً فإن الألماني والفرنسي سيحتاجان إلى تعاون أجهزة الأمن السورية فيما يخص المقاتلين الأجانب الذين بدأت عملية جمعهم في مناطق محددة تمهيداً إما لحرقهم أو إخراجهم عبر الحدود بتسوية، هذه الأمور مجتمعة مع تقدم الجيش السوري وبس الدولة سلطتها على الغالبية من مساحة الجغرافية السورية مع عودة اللاجئين لا سيما من لبنان والأردن وتركيا، كل ذلك يعني بأن الأزمة أو الحرب بشكلها الحالي ستُعلن منتهية قبل بداية العام 2019.
المصدر :
علي مخلوف/ عاجل
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة