دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
على ضوء تقدّم الجيش العربيّ السوريّ في جنوب غرب البلاد، وتحريره العديد من القرى، يرتفع منسوب التوتّر لدى إسرائيل، التي رفعت اليوم سقف تهديداتها لصنّاع القرار في دمشق، إذْ نقل مُحلّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، عن مصادر أمنيّةٍ وعسكريّةٍ، وصفها بأنّها واسعة الاطلاع.
نقل عنها قولها إنّه في حال دخول الجيش السوريّ إلى مدينة القنيطرة في الجزء المُحرّر من هضبة الجولان، فإنّ الدولة العبريّة ستُهاجِم سوريّة، لأنّه بحسب اتفاق فضّ الاشتباك المُوقّع بين الدولتين في العام 1974، تُعتبر هذه المدينة منزوعة السلاح، لافتةً إلى أنّ دخول الجيش السوريّ يُعتبر من قبل أقطاب كيان الاحتلال انتهاكًا صارخًا للاتفاق بين البلدين، الأمر الذي سيُحتّم على الجيش الإسرائيليّ منع هذه الخطوة بالقوّة، قالت المصادر.
وتابعت المصادر الإسرائيليّة قائلةً إنّه بحسب التقديرات في تل أبيب، فإنّ دخول “الجيش السوري” إلى مدينة القنيطرة، التي تبعد مسافة ثلاثة كيلومترات إلى الشرق من الـ”حدود” مع الدولة العبريّة، سيتّم في غضون أيّامٍ قليلةٍ، وذلك في موازاة العمليات العسكريّة التي يقوم بها الجيش السوريّ في منطقة مدينة درعا، مُضيفةً أنّ دخول الجيش السوريّ إلى القنيطرة يضع إسرائيل أمام اختبارٍ صعبٍ لأنّها تُطالب منذ فترةٍ وجيزةٍ بإعادة تفعيل اتفاق فضّ الاشتباك بين الدولتين.
وكشف المُحلّل الإسرائيليّ النقاب أنّه على ضوء التحرّكات العسكريّة الأخيرة للجيش السوريّ، قام يوم أمس القائد العّام لجيش الاحتلال، الجنرال غادي آيزنكوط، بزيارةٍ إلى لواء “باشان” في الجولان المُحتّل، وقام مع عددٍ من الجنرالات والضباط بإجراء سلسلةٍ من المحادثات لتدارس السيناريوهات المُتوقعّة، لافتًا إلى أنّ جيش الاحتلال بدأ بالاستعداد لمُواجهة سيناريو عدم قيام الجيش السوريّ باحترام اتفاق فضّ الاشتباك، الأمر الذي سيؤدّي إلى مواجهةٍ عسكريّةٍ بين سوريّة وإسرائيل، كما أكّدت المصادر في تل أبيب.
وأشارت المصادر أيضًا إلى أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، سيصل إلى موسكو يوم الأربعاء القادم للقاء الرئيس الروسيّ، فلاديمير بوتن، حيث من المُتوقّع أنْ تجري المحادثات بين نتنياهو وبوتن حول الأوضاع في مدينة القنيطرة. ونقل المُحلّل الإسرائيليّ عن وكالة الأنباء الروسيّة (ريا) قولها إنّ الإيرانيين وعناصر حزب الله يقومون في هذه الفترة بالذات بإخلاء سوريّة من تواجدهم العسكريّ.
بالإضافة إلى ذلك، قال المُحلّل الإسرائيليّ نقلاً عن مصادره في تل أبيب، إنّه يتبيّن الآن أنّه في المحادثات التي أجراها نتنياهو وليبرمان مع نظرائهما في موسكو، تعهّد الروس بأنْ تكون القوّات الإيرانيّة، المُتمركزة في سوريّة، على بعد مائة كيلومتر من الـ”حدود” مع الدولة العبريّة، ومع ذلك، استدركت المصادر ذاتها قائلةً إنّه حتى الآن يقوم الروس بتنفيذ تعهدهم ولكن بشكلٍ جزئيٍّ للغاية، على حدّ تعبيرها.
وكان وزير الأمن أفيغدور ليبرمان، أثار في اتصالٍ هاتفيٍّ مع وزير الدفاع الروسيّ سيرغي شويغو، الوضع في سوريّة، وبالأخّص الأحداث العسكريّة في جنوب هذا البلد. وجدّدّ لشويغو أنّ إسرائيل لن تقبل أيّ وجودٍ عسكريٍّ لإيران وحزب الله في أراضي سوريّة، وستتحرك فورًا إذا رصدت محاولات منهما لتعزيز وجودهما هناك، وأنّها تسعى لطرد القوات الإيرانيّة وعناصر حزب الله من سوريّة، كما ذكرت صحيفة (هآرتس) العبريّة.
بالإضافة إلى ذلك، كشفت الصحيفة النقاب عمّا سمّته “الخطوط الحمر” في الجنوب السوريّ، والتي عبّر عنها قائد جيش الاحتلال الجنرال غادي آيزنكوت، خلال لقائه رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكيّة جوزيف دانفورد.
وبحسب الصحيفة، فإنّ تل أبيب لن تقبل التنازل عن الخطوط الحمراء في ما يخصّ الوجود العسكريّ في هضبة الجولان، وتحديدًا رفضها المطلق لوجود قوّاتٍ تابعةٍ لإيران أوْ لحزب الله فيها، وأنّها تريد التزامًا سوريًا تامًا باتفاقية فصل القوات لعام 1974، والتزامًا بالبنود التي تُحدد طبيعة الأسلحة والقوّات السوريّة التي يُمكن لها دخول المنطقة الـ”حدوديّة”.
المصدر :
رأي اليوم/زهير أندراوس
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة