على خلاف ماروجت له بعض الفضائيات التي اعتمدت في مصادرها على بيانات وصور مبثوثة

 على صفحات الـ"فيسبوك" والـ"يوتيوب" دون التأكد من مصداقيتها وتاريخ حدوثها، بدأت الأوضاع تعود إلى طبيعتها في مدينة درعا البلد وضواحيها، بحسب ما أكده شهود عيان

وفي المقابل تعمد هذه القنوات إلى إعادة تغليف ما يرد على "فيسبوك" على أنه أمر واقع، أكد شاهد عيان أن الوضع في مدينة درعا البلد استعاد هدوءه، بعد احتقان تسببت به «صيحة»، على حد تعبيره، أطلقها مواطن بعد ظهر أمس إثر إذاعته معلومة تفيد بأن الجيش يتجه نحو الجامع الذي يعتصم به عدد من رجال البلدة.

وأكد شاهد العيان أن الناس وعلى خلفية الصيحة تجمعوا بالآلاف ساعة ونصفاً أو ساعتين وما لبثوا أن انفضوا بعد التأكد من الخطأ الحاصل، مشيراً إلى أن التركيبة الاجتماعية للمدينة القائمة على وجود روابط عائلية بين معظم القاطنين للمنطقة تسهل انتقال المعلومة، سواء كانت صحيحة أو خاطئة في غضون دقائق، وموضحاً أن التجمع جاء في سياق حالة "الحمائية" من قبل السكان لبعضهم البعض أكثر منه كحالة تظاهر.

وعلى هامش تظاهرات قام بها سكان مطالبين بإصلاحات إدارية وتنموية قبل يومين، شهدت عمليات تخريب للمنشآت العامة وشغب كبيرة، توصلت التحقيقات التي قامت بها الأجهزة الأمنية بالتعاون مع وجهاء المدنية إلى تورط عناصر أجنبية دخلت إلى منطقة درعا من بلدان مجاورة، في حين أكد شاهد العيان أن التحقيقات لا تزال جارية لتحديد الجهة التي أطلقت الرصاص خلال التظاهرات قبل يومين على المتظاهرين ورجال الأمن على حد سواء، وأدى لمقتل متظاهرين وجرح سبعة من عناصر الأمن أنفسهم.

من ناحية أخرى أشار شاهد عيان آخر إلى أن ما ورد عن تظاهرة لاحقة أمام المسجد أمس صحيح إلا أنه جاء في سياق تجمع يختلف عن الأول الذي استجاب "للصيحة"، إذ قامت مجموعة تقدر بنحو 150-200 شخص من الشبان بالتجمع وتكرار مطالب أهالي المنطقة بالإصلاحات بعد صلاة المغرب ما لبثت أن انفضت هي الأخرى مع موعد صلاة العشاء حيث اتجه المصلون بعد انتهاء الصلاة إلى منازلهم "في مشهد طبيعي لسكان البلدة"، على حد وصفه.

ولفت إلى أن وجهاء المدينة يواصلون جهودهم للمحافظة على حالة الهدوء من جانبهم لقناعتهم بأن الرسالة التي أرادوها من تظاهراتهم قد وصلت وهم بانتظار الاستجابة لمطالبهم قريباً.

وأضاف: إن الوجهاء يشرفون على ما أسماه "دروعاً بشرية" من الشباب لقطع الطريق على أي محاولة للتخريب "من قبل عناصر غريبة"، وفي الوقت ذاته، لمنع الاحتكاك بين الأهالي وقوات الأمن في الشوارع الرئيسية للبلدة وخاصة بالقرب من الطريق المارة إلى جانب مبنى مكاتب جريدة الثورة، مشيراً إلى أن قوات الأمن تواصل انتشارها على أطراف المدينة للتأكد من هويات الخارجين والداخلين إليها.

وعند السؤال عن البلدات المحيطة بدرعا، كبلدة "جاسم" و"إنخل" اللتين شهدتا في اليوم السابق تظاهرات مطلبية، قال شاهد العيان إن المعلومات الواردة من تلك البلدات التي تربط سكانها علاقات قربى مع العديد من عائلات مدينة درعا تؤكد عدم وجود أي تظاهرات وأن الهدوء هو "سيد الموقف" على حد تعبيره، مشيراً إلى أن أعداد متظاهري اليوم السابق لم تتجاوز العشرات مرددين المطالب ذاتها التي أطلقها سكان درعا.

جاء ذلك في حين أكد متحدثون خلال لقاءات أجراها التلفزيون السوري مع مجموعة من أهالي مدينتي جاسم وإنخل، وبينهم مخاتير وموظفو بلدية ومواطنون، أن احتجاجات الناس مطلبية وتركز على "رفض الفساد"، وقال أحدهم: "نحن مع الرئيس بشار الأسد ولكن ضد بعض الموظفين المتسلقين".

  • فريق ماسة
  • 2011-03-22
  • 12362
  • من الأرشيف

سكان درعا : نحن مع الرئيس الأسد ولكن ضد بعض المتسلقين..

  على خلاف ماروجت له بعض الفضائيات التي اعتمدت في مصادرها على بيانات وصور مبثوثة  على صفحات الـ"فيسبوك" والـ"يوتيوب" دون التأكد من مصداقيتها وتاريخ حدوثها، بدأت الأوضاع تعود إلى طبيعتها في مدينة درعا البلد وضواحيها، بحسب ما أكده شهود عيان وفي المقابل تعمد هذه القنوات إلى إعادة تغليف ما يرد على "فيسبوك" على أنه أمر واقع، أكد شاهد عيان أن الوضع في مدينة درعا البلد استعاد هدوءه، بعد احتقان تسببت به «صيحة»، على حد تعبيره، أطلقها مواطن بعد ظهر أمس إثر إذاعته معلومة تفيد بأن الجيش يتجه نحو الجامع الذي يعتصم به عدد من رجال البلدة. وأكد شاهد العيان أن الناس وعلى خلفية الصيحة تجمعوا بالآلاف ساعة ونصفاً أو ساعتين وما لبثوا أن انفضوا بعد التأكد من الخطأ الحاصل، مشيراً إلى أن التركيبة الاجتماعية للمدينة القائمة على وجود روابط عائلية بين معظم القاطنين للمنطقة تسهل انتقال المعلومة، سواء كانت صحيحة أو خاطئة في غضون دقائق، وموضحاً أن التجمع جاء في سياق حالة "الحمائية" من قبل السكان لبعضهم البعض أكثر منه كحالة تظاهر. وعلى هامش تظاهرات قام بها سكان مطالبين بإصلاحات إدارية وتنموية قبل يومين، شهدت عمليات تخريب للمنشآت العامة وشغب كبيرة، توصلت التحقيقات التي قامت بها الأجهزة الأمنية بالتعاون مع وجهاء المدنية إلى تورط عناصر أجنبية دخلت إلى منطقة درعا من بلدان مجاورة، في حين أكد شاهد العيان أن التحقيقات لا تزال جارية لتحديد الجهة التي أطلقت الرصاص خلال التظاهرات قبل يومين على المتظاهرين ورجال الأمن على حد سواء، وأدى لمقتل متظاهرين وجرح سبعة من عناصر الأمن أنفسهم. من ناحية أخرى أشار شاهد عيان آخر إلى أن ما ورد عن تظاهرة لاحقة أمام المسجد أمس صحيح إلا أنه جاء في سياق تجمع يختلف عن الأول الذي استجاب "للصيحة"، إذ قامت مجموعة تقدر بنحو 150-200 شخص من الشبان بالتجمع وتكرار مطالب أهالي المنطقة بالإصلاحات بعد صلاة المغرب ما لبثت أن انفضت هي الأخرى مع موعد صلاة العشاء حيث اتجه المصلون بعد انتهاء الصلاة إلى منازلهم "في مشهد طبيعي لسكان البلدة"، على حد وصفه. ولفت إلى أن وجهاء المدينة يواصلون جهودهم للمحافظة على حالة الهدوء من جانبهم لقناعتهم بأن الرسالة التي أرادوها من تظاهراتهم قد وصلت وهم بانتظار الاستجابة لمطالبهم قريباً. وأضاف: إن الوجهاء يشرفون على ما أسماه "دروعاً بشرية" من الشباب لقطع الطريق على أي محاولة للتخريب "من قبل عناصر غريبة"، وفي الوقت ذاته، لمنع الاحتكاك بين الأهالي وقوات الأمن في الشوارع الرئيسية للبلدة وخاصة بالقرب من الطريق المارة إلى جانب مبنى مكاتب جريدة الثورة، مشيراً إلى أن قوات الأمن تواصل انتشارها على أطراف المدينة للتأكد من هويات الخارجين والداخلين إليها. وعند السؤال عن البلدات المحيطة بدرعا، كبلدة "جاسم" و"إنخل" اللتين شهدتا في اليوم السابق تظاهرات مطلبية، قال شاهد العيان إن المعلومات الواردة من تلك البلدات التي تربط سكانها علاقات قربى مع العديد من عائلات مدينة درعا تؤكد عدم وجود أي تظاهرات وأن الهدوء هو "سيد الموقف" على حد تعبيره، مشيراً إلى أن أعداد متظاهري اليوم السابق لم تتجاوز العشرات مرددين المطالب ذاتها التي أطلقها سكان درعا. جاء ذلك في حين أكد متحدثون خلال لقاءات أجراها التلفزيون السوري مع مجموعة من أهالي مدينتي جاسم وإنخل، وبينهم مخاتير وموظفو بلدية ومواطنون، أن احتجاجات الناس مطلبية وتركز على "رفض الفساد"، وقال أحدهم: "نحن مع الرئيس بشار الأسد ولكن ضد بعض الموظفين المتسلقين".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة