دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن الشهيد السيد مصطفى بدر الدين في كل الساحات التي تحمل فيها مسؤوليات خرج منتصرا وشامخا. وأضاف “السيد مصطفى تحمل مسؤوليات أساسية في المجال الجهادي الأمني والعسكري بشكل خاص، حيث كان قائد المعركة في مواجهة عدوان 1996 وبعد الـ2000 تحمل مسؤوليات عديدة خصوصا بعد استشهاد القائد الحاج عماد مغنية”.
وقال السيد نصر الله في كلمة له خلال الحفل التأبيني الذي أقامه حزب الله في الذكرى السنوية لاستشهاد السيد مصطفى بدر الدين(السيد ذوالفقار) إن “السيد مصطفى تحمل مسؤولية ملفات أو جبهات حساسة جدا منها المواجهة الأمنية مع العدو الإسرائيلي وأيضا في الملف الفلسطيني ودعم فصائل المقاومة وتطوير إمكاناتها وقدراتها، ساحة العراق حيث كان لإخواننا شرف المساهمة الحقيقية لإطلاق فصائل المقاومة لمواجهة الاحتلال الأميركي خاصة بعد استشهاد القائد الحاج عماد مغنية ولاحقا ساحة المواجهة مع داعش في العراق وصولا إلى ساحة سورية التي تحمل مسؤوليتها منذ اليوم الأول حتى تاريخ استشهاده”.
وأضاف السيد نصر الله “نحن لا نقول أن للانتصار صاحبا واحد وإنما كل جهد الجماعة أسهم بهذا النصر أو ذلك النصر”، وتابع “جهود جبارة ومتكاملة تصنع النصر ولكن الرأس الذي يقود يكون له الفضل الكبير إلى جانب إخوانه خاصة في العمل العسكرية لوصول إلى النتيجة المطلوبة”، وأكد أن “السيد مصطفى خرج شامخا بمواجهة الشبكات الأمنية المتعاملة مع العدو وفي ملف تبادل الأسرى وفي ملف العمليات الأمنية بمواجهة الشبكات الإرهابية التكفيرية لتفجير الوضع في لبنان وفي العراق أيضا بالمساهمة بالانتصار العراقي الذي أدى إلى خروج الأميركيين من العراق في 2011 ولاحقا في الانتصار الأخير على داعش وصولا إلى الجبهة التي أعطاها في السنوات الأخيرة التي أعطاها كل وقته وحياته واليوم يكتشف العالم كله ما تعرضت له سورية خلال السنوات الماضية”.
من جهة ثانية، أكد السيد نصر الله “أثبتت التجربة أن الإدارات الأميركية لا تحترم حتى مصالح حلفائها ففي الاتفاق النووي مصالح الأوروبيين هي في الالتزام بالاتفاق النووي لكن أميركا لم تسأل عنهم”، وتابع “أي اتفاقيات ومواثيق لا قيمة لها عند الحكومات الأميركية ولا عهد ولا ميثاق لهم ولا يمكن لأحد في العالم أن يثق بالتزامات الإدارة الأميركية”، وشدد على أن “الإدارة الأميركية تثبت من جديد أن ما يعني أميركا في العالم هي مصالحها ومصالح إسرائيل ونقطة على أول السطر ولا مكان للقيم الأخلاقية والإنسانية عندها”.
وحول العدوان الاسرائيلي على سورية والرد الصاروخي السوري، قال السيد نصر الله “إننا أمام مرحلة جديدة في سورية ومحور المقاومة كله وهناك كسر للهيبة الإسرائيلية في المنطقة بعد إسقاط الطائرة الإسرائيلية قبل فترة”، وتابع “اليوم الرسالة أن سورية وقيادتها وجيشها ومحور المقاومة يرفضون أن تبقى السيادة السورية منتهكة من قبل العدو وعلينا أن نثبت المعادلة الجديدة في الصراع مع العدو”.
وأشار السيد نصر الله إلى أن “ما جرى في استهداف مواقع العدو في الجولان انه أطلق 55 صاروخا واستهدفت بدقة مواقع العدو وأدت إلى نزول المستوطنين إلى الملاجئ في مستوطنات الجولان وغيرها من مستوطنات الشمال”، وأضاف إن “العدو كعادته تكتم عن خسائره وحاول الرد على الصواريخ وتصدت له دفاعات الجوية السورية ببسالة وتم إسقاط العديد من الصواريخ الإسرائيلية والصواريخ السورية وصلت إلى فوق صفد وطبريا ما أجبر العدو على استخدام الباترويت”، وتابع “العدو في إطار رده وقصف مواقع يعلم انه تم إخلاءها وقد اتصل بقوات الأمم المتحدة لإبلاغ أن القضية بالنسبة له انتهت إذا قرر السوري التوقف عند هذا الحد”.
وأوضح السيد نصر الله أن “ما جرى هو احد أشكال الرد على العدوان الاسرائيلي المتواصل في سورية وعلى من في سورية سواء من الإيرانيين أو أيا من الحلفاء”، وأكد أن “الرسالة التي أوصلها هذا الهجوم الصاروخي كان مدويا، الرسالة هي أن الإسرائيلي لم يعد بمقدوره فعل ما يشاء في سورية دون رد، أي أن الرد سيأتي وفقا لتقدير الجانب السوري في الشكل والتوقيت وهذا جزء من الرد”، وأضاف “لذلك بدأ الحديث في الكيان عن مدى الجهوزية للذهاب للحرب ومدى القدرة على ذلك، وهذه مرحلة جديدة على الإسرائيلي ان يجري حساباته في سورية ونحن لدينا معلومات أن حركة الطيران الإسرائيلي باتت مختلفة باتجاه سورية”، وتابع “أنا لا أقول أن الإسرائيلي لن يفعل أي شيء جديد إنما أقول انه سيحسب حسابات قبل فعل أي شيء”.
وحول دلالات ما جرى، قال السيد نصر الله إن “هذا الرد الصاروخي حصل في ظل التهويل الإسرائيلي ورفع أسقف التهديد، ومع ذلك حصل الرد ولم يتجرأ الإسرائيلي على فعل أي شيء وقد تم إبلاغ حكومة العدو من خلال جهة دولية انه لو جرى أي رد إسرائيلي فإن الرد سيكون في داخل الكيان الإسرائيلي ولذلك يمكنا أن نقول ان مسألة التهويل والتهديد انتهى”، ولفت إلى انه “رغم الجهد العملاني الإسرائيلي الطويل والكبير لمنع إطلاق الصواريخ من سورية فشل لأن الصواريخ أطلقت من سورية رغم كل ذلك”، وتابع “لم يستطيعوا أيضا أن يمنعوا العدد الأكبر من الصواريخ الموجهة إلى المواقع الإسرائيلية على الرغم من كل قدراتهم”.
وقال السيد نصر الله إن “هذه التجربة أثبتت الكذب الإسرائيلي حول أن الجبهة الداخلية غير جاهزة للحرب لا على صعيد الإنسان ولا الملاجئ وغيرها من الأمور”، واضاف “حاجة الإسرائيلي للتغطية على حجم ما جرى عبر الأكاذيب حول أعداد الصواريخ والحديث عن القضاء عن القدرات الإيرانية في سورية وغيرها من الأكاذيب”، ولفت إلى “الموقف الخليجي المعيب حول هذا العدوان كموقف وزير خارجية البحرين الذي أعطى إسرائيل الحق بالدفاع عن نفسها”، وتابع “أنا اسمي هذا الأمر قبح لأنه لا يوجد أقبح وأسوأ من هكذا موقف عربي باتجاه إسرائيل”، وأضاف “يا غبي هذا العدوان جرى في الجولان السوري الذي تحتله إسرائيل”، مستنكرا “هذا المستوى من الخبث والحماقة والغباء من التزلف للاسرائيلي”.
وحول آخر التطورات في فلسطين، قال السيد نصر الله “غدا الذكرى السبعون لنكبة فلسطين والأمة والبشرية وهو وصمة عار لدول العالم وما يجري اليوم في غزة من عشرات الشهداء ومئات الجرحى هو استمرار لهذه النكبة”، وتابع ان “الفلسطينيين خلال 70 عاما لم يتخلوا عن قضيتهم رغم الاختلافات ولكن لم يقبل أي منهم أن تصفى قضيتهم واستمرت تضحياتهم ونحن اليوم أمام تحد في الموضوع الفلسطيني خطير جدا لما يسمى بصفقة القرن، وما يتداول في هذا الأمر أن ترامب سيعلن خلال الشهر الجاري رسميا عن هذه الصفقة كحل للصراع وبعد ذلك يقول من يقبل أهلا وسهلا ومن لا يقبل فهذا ما سيفرض عليكم”، وأضاف أن “ترامب سيعلن حله ويفرضه عليكم وهنا الخطورة التي تدخلها القضية الفلسطينية”، ولفت إلى أن “ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بات يعرف بحق الصهاينة لإقامة كيانهم في فلسطين وهذا الكرم لا نجده إلا مع العدو”، وتابع إن “الأنظمة الخليجية جاهزون لدفع المليارات لأميركا كي تأتي للحرب مع إيران”.
وقال السيد نصر الله “أيها الشعب الفلسطيني وكل شعوب المنطقة أي رهان على قانون دولي ومؤسسات دولية هو كلام فارغ وكذلك الرهان على الأنظمة العربية، الرهان هو على موقف شعوبنا وبعض الدول وموقف حركات المقاومة وهذا الأمر تثبته التجارب”، وأكد أن “ما يمنع صفقة القرن أن تتحقق هو أن لا يوقع أي فلسطيني على هذه الصفقة لا رئيس السلطة ولا رئيس منظمة التحرير ولا غيرهما”، ولفت إلى أن “موقف محور المقاومة من إيران ولبنان وسورية واليمن والعراق وشعوبنا وأحزابنا يجب أن تبقى صامدة لا تستسلم حتى لو فرضت العقوبات عليه”.
واشار السيد نصر الله إلى أن “أضلع صفقة القرن ترامب ونتانياهو ومحمد بن سلمان هم مهزوزون ولا ندري ماذا يحصل لهم في المستقبل بينما محور المقاومة أقوى واثبت واصلب”، وتابع “نحن آمالنا كبيرة ولدينا رجال في لبنان وفي كل المنطقة كالسيد مصطفى بدر الدين ورفاقه وإخوانه ولدينا أجيال من العلماء والمقاومين وهم أكثر استعدادا للتضحية والمطلوب أن نصمد وان نبقى في هذا الموقف”.
وفي الشأن اللبناني، قال السيد نصر الله إن “انتهت الانتخابات واليوم هناك من ينشغل بعدد النواب والكتل وهناك بعض المداولات واعتقد انه حتى موعد جلسة لمجلس النواب الجديد تهدأ الأمور”، وتابع “قضية انتخاب الرئيس محسومة بانتخاب الرئيس نبيه بري وبعد ذلك ننتخب هيئة مكتب المجلس ونذهب باتجاه تشكيل حكومة وتسمية الرئيس وموقفنا واضح انه يجب الإسراع لتشكيل حكومة وحدة وطنية بدون أي تأخير”، وأضاف “نأمل أن “تسود الأجواء الايجابية في البلد وان يتحلى الجميع بالوعي”.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة