تعهد الرئيس الصيني شي جينبينغ ورئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي أمس، فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين والتعاون في الملفات الاقتصادية والأمنية، على خلفية تنافس على القيادة في آسيا. وفي ختام قمة «غير رسمية» دامت يومين في مدينة ووهان وسط الصين، قال شي جينبينغ لمودي إن العلاقات الصينية- الهندية القوية «عامل مهم للسلام والاستقرار العالميَين». ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن شي جينبينغ قوله ان على البلدين «إجراء اتصالات استراتيجية أوثق». وركّز على أن لدى البلدين تقليدياً «سياسة خارجية مستقلة»، في إشارة إلى مفاوضات الهند مع الولايات المتحدة وأستراليا واليابان، حول مواجهة النفوذ المتزايد للصين في المنطقة. وكتب مودي على موقع «تويتر» أن المناقشات كانت منتجة، معتبرا أن «الصداقة القوية بين الهند والصين مفيدة لشعوب دولنا وللعالم بأسره». وأضاف أن المحادثات تطرّقت إلى الملفات الاقتصادية والعلاقات بين الشعبين. وأتت القمة وسط توتر حول الحدود الصينية- الهندية المتنازع عليها، وتنافس على النفوذ. وأعلنت الخارجية الهندية أن شي جينبينغ ومودي «أكدا أهمية حفظ السلام والهدوء في المناطق الحدودية الهندية- الصينية، وأصدرا توجيهات استراتيجية لجيشيهما لتعزيز الاتصال وإلغاء الطابع المفاجئ من إجراءات إدارة شؤون الحدود»، وفقاً للحياة.

ولفتت افتتاحية الخليج الإماراتية، إلى أنه بالتزامن مع القمة التي جمعت زعيمي كوريا الجنوبية والشمالية وتعهدا فيها بالعمل من أجل نزع السلاح النووي بالكامل من شبه الجزيرة الكورية كمؤشر على تحقيق إنجاز تاريخي يسقط جدران العزلة والعداء بين البلد الواحد المقسم.. كانت تعقد في اليوم نفسه قمة أخرى غير بعيدة، ولكن في بكين بين الزعيم الصيني شي جين بن بينغ ورئيس وزراء الهند ناريندا مودي في محاولة منهما لإذابة الجليد بينهما وفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، تنهي عداء طويلاً بينهما تسبب بحرب في العام 1962، وباشتباكات حدودية متفرقة طوال السنوات التالية كاد بعضها يتطور إلى حرب جديدة. وعقّبت الصحيفة: قمتان تبشران بأن العالم لا يزال بخير، وبمقدوره إذا ما تم اللجوء إلى العقل والمنطق والعدالة والقانون أن يصنع مستقبلاً جديداً.. شرط أن يتخلى أصحاب الرؤوس الحامية في المؤسسات السياسية والعسكرية الكبرى عن منطق إثارة الحروب وتأجيج الصراعات وصناعة السلاح وسباق التسلح، وخوض الحروب بالوكالة، واستخدام جماعات الجريمة والإرهاب والجيوش غير النظامية في استنزاف الشعوب وتدمير الدول.

 

وفي شأن صيني آخر، سلطت وكالة بلومبرغ في تقرير نشرته الضوء على تمدد نفوذ الصين في أوروبا، مشيرة إلى أن العواصم الأوروبية تقرع ناقوس الخطر خوفا من سيطرة الصين على مفاصل الاقتصاد الأوروبي. وتحدثت الوكالة الاقتصادية في تقريرها عن حجم الاستثمارات التي ضختها الصين في أوروبا خلال العقد الماضي، وقالت إن الشركات الصينية كانت تشتري أي شيء يشكل اهتماما لها، مستخدمة موارد مالية ضخمة ومستفيدة من الدعم الحكومي.

وذكرت بلومبرغ أن الاستثمارات الصينية في الدول الأوروبية بلغت خلال الأعوام العشرة الماضية نحو 318 مليار دولار، وعند المقارنة بحجم الاستثمارات الصينية في الولايات المتحدة خلال الفترة نفسها نجدها أقل بنسبة 45%. وقامت بلومبرغ بتحليل 679 صفقة مكتملة أو قيد التنفيذ أبرمت في 30 دولة أوروبية منذ العام 2008، وخلصت الوكالة إلى أن الشركات الصينية المدعومة من الدولة أو الخاصة شاركت بصفقات لا تقل عن 255 مليار دولار، مستحوذة بذلك على 360 شركة في مختلف المجالات ابتداء من الشركة الإيطالية لتصنيع الإطارات "Pirelli" وصولا إلى شركة إيرلندية لتأجير الطائرات. وهذه الأرقام تعكس طموحات الصين في السيطرة على أبرز الأسواق في العالم، ما أثار قلق القادة الأوروبيين، بمن فيهم المستشارة الألمانية، والرئيس الفرنسي، والذين نادوا لمزيد من الحذر واليقظة. وخلص واضعو الدراسة إلى أن الشركات الصينية ما تزال مهتمة بالعديد من الأصول الأوروبية، وفي جعبتها الكثير من الخطط، التي لم يتم الإعلان عنها رسميا.

  • فريق ماسة
  • 2018-04-28
  • 8221
  • من الأرشيف

اتفاق صيني - هندي على التعاون وخفض التوتر.. وبكين تستحوذ على معظم أوروبا..؟!

تعهد الرئيس الصيني شي جينبينغ ورئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي أمس، فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين والتعاون في الملفات الاقتصادية والأمنية، على خلفية تنافس على القيادة في آسيا. وفي ختام قمة «غير رسمية» دامت يومين في مدينة ووهان وسط الصين، قال شي جينبينغ لمودي إن العلاقات الصينية- الهندية القوية «عامل مهم للسلام والاستقرار العالميَين». ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن شي جينبينغ قوله ان على البلدين «إجراء اتصالات استراتيجية أوثق». وركّز على أن لدى البلدين تقليدياً «سياسة خارجية مستقلة»، في إشارة إلى مفاوضات الهند مع الولايات المتحدة وأستراليا واليابان، حول مواجهة النفوذ المتزايد للصين في المنطقة. وكتب مودي على موقع «تويتر» أن المناقشات كانت منتجة، معتبرا أن «الصداقة القوية بين الهند والصين مفيدة لشعوب دولنا وللعالم بأسره». وأضاف أن المحادثات تطرّقت إلى الملفات الاقتصادية والعلاقات بين الشعبين. وأتت القمة وسط توتر حول الحدود الصينية- الهندية المتنازع عليها، وتنافس على النفوذ. وأعلنت الخارجية الهندية أن شي جينبينغ ومودي «أكدا أهمية حفظ السلام والهدوء في المناطق الحدودية الهندية- الصينية، وأصدرا توجيهات استراتيجية لجيشيهما لتعزيز الاتصال وإلغاء الطابع المفاجئ من إجراءات إدارة شؤون الحدود»، وفقاً للحياة. ولفتت افتتاحية الخليج الإماراتية، إلى أنه بالتزامن مع القمة التي جمعت زعيمي كوريا الجنوبية والشمالية وتعهدا فيها بالعمل من أجل نزع السلاح النووي بالكامل من شبه الجزيرة الكورية كمؤشر على تحقيق إنجاز تاريخي يسقط جدران العزلة والعداء بين البلد الواحد المقسم.. كانت تعقد في اليوم نفسه قمة أخرى غير بعيدة، ولكن في بكين بين الزعيم الصيني شي جين بن بينغ ورئيس وزراء الهند ناريندا مودي في محاولة منهما لإذابة الجليد بينهما وفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، تنهي عداء طويلاً بينهما تسبب بحرب في العام 1962، وباشتباكات حدودية متفرقة طوال السنوات التالية كاد بعضها يتطور إلى حرب جديدة. وعقّبت الصحيفة: قمتان تبشران بأن العالم لا يزال بخير، وبمقدوره إذا ما تم اللجوء إلى العقل والمنطق والعدالة والقانون أن يصنع مستقبلاً جديداً.. شرط أن يتخلى أصحاب الرؤوس الحامية في المؤسسات السياسية والعسكرية الكبرى عن منطق إثارة الحروب وتأجيج الصراعات وصناعة السلاح وسباق التسلح، وخوض الحروب بالوكالة، واستخدام جماعات الجريمة والإرهاب والجيوش غير النظامية في استنزاف الشعوب وتدمير الدول.   وفي شأن صيني آخر، سلطت وكالة بلومبرغ في تقرير نشرته الضوء على تمدد نفوذ الصين في أوروبا، مشيرة إلى أن العواصم الأوروبية تقرع ناقوس الخطر خوفا من سيطرة الصين على مفاصل الاقتصاد الأوروبي. وتحدثت الوكالة الاقتصادية في تقريرها عن حجم الاستثمارات التي ضختها الصين في أوروبا خلال العقد الماضي، وقالت إن الشركات الصينية كانت تشتري أي شيء يشكل اهتماما لها، مستخدمة موارد مالية ضخمة ومستفيدة من الدعم الحكومي. وذكرت بلومبرغ أن الاستثمارات الصينية في الدول الأوروبية بلغت خلال الأعوام العشرة الماضية نحو 318 مليار دولار، وعند المقارنة بحجم الاستثمارات الصينية في الولايات المتحدة خلال الفترة نفسها نجدها أقل بنسبة 45%. وقامت بلومبرغ بتحليل 679 صفقة مكتملة أو قيد التنفيذ أبرمت في 30 دولة أوروبية منذ العام 2008، وخلصت الوكالة إلى أن الشركات الصينية المدعومة من الدولة أو الخاصة شاركت بصفقات لا تقل عن 255 مليار دولار، مستحوذة بذلك على 360 شركة في مختلف المجالات ابتداء من الشركة الإيطالية لتصنيع الإطارات "Pirelli" وصولا إلى شركة إيرلندية لتأجير الطائرات. وهذه الأرقام تعكس طموحات الصين في السيطرة على أبرز الأسواق في العالم، ما أثار قلق القادة الأوروبيين، بمن فيهم المستشارة الألمانية، والرئيس الفرنسي، والذين نادوا لمزيد من الحذر واليقظة. وخلص واضعو الدراسة إلى أن الشركات الصينية ما تزال مهتمة بالعديد من الأصول الأوروبية، وفي جعبتها الكثير من الخطط، التي لم يتم الإعلان عنها رسميا.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة