دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
يتضح من الأهداف التي استهدفها العدوان الثلاثي على سوريا أنها ألعاب نارية لحفظ ماء الوجه فقط تحت شماعة استخدام السلاح الكيميائي،وهم أعلنوا أنهم تجنبوا وقوع أضرار جانبية، وأنهم استهدفوا أهدافاً عسكرية وما أسموه بالبنية التحية، وأنهم حققوا أهدافهم من هذا العدوان. هم أرادو فقط تدمير منظومة الدفاع الجوي للجيش العربي السوري وجس نبض المقدرة على مواجهة أعتى الصواريخ في الترسانة الهجومية الصاروخية الأمريكية، والضغط لتوجيه الحل السياسي في سوريا كما يحلو لهم ويخدم مصالحهم، حسب التقييمات التي قدمها المحللون السياسيون والعسكريون.
بعد هذه الضربات القدرة الدفاعية السورية ستجعلهم في حالة تفكير عميق نحو أي تطوير وتوسيع لهذا الاعتداء الغاشم والفاشل الذي قاموا به قبل أن تظهر نتائج لجنة تقصي الحقائق باستخدام السلاح الكيميائي التي ستفضح زيفهم.
خلال الـ 24 ـساعة الماضية تبين كل شيء وباتت المواقف الإقليمية والدولية واضحة جداً، والموقفين الروسي والسوري كانا واضحين جداً، وتجلى ذلك في جلسة مجلس الأمن يوم أمس والتي رفضت الدول المعتدية المواقفة على قرار إدانة العدوان، هذه النتيجة كانت منتظرة أصلاً وتعلم روسيا أنه لن يمر، لكن من باب تسجيل الموقف للتاريخ والتوثيق وإظهار حقيقة سياسة هذه الدول التدميرية والمخالفة للقوانين والشرائع الدولية
بما أن كل شيء بات واضحاً ومفهوماً في مواقف جميع الأطراف لابد هنا من العودة إلى بعض التفاصيل في مجريات الأحداث للحديث عن مآلاتها وكيفية التعامل معها مستقبلا إن كان هناك أملا من ذلك وخاصة بخصوص السلوك الأمريكي ومرتكزاته الداخلية على وجه الخصوص.
هكذا جاءت مواقف الدول العربية تجاه العدوان الثلاثي على سوريا
الرئيس الأمريكي أمر بشن ضرب عسكرية على سوريا في ظل عدم توافق داخل الإدارة الأمريكية، هل ما فعله الرئيس ترامب قانوني وفق القانون الأمريكي بالدرجة الأولى؟
كيف تعاطى الشعب الأمريكي مع هذا التصرف وهل يمكن أن نعول على الشعب الأمريكي في الضغط على الإدارة الأمريكية حتى لا يتطور الوضع مستقبلا إلى أسوأ كون الديمقراطية هي التي تحكم هذه الدول كما يدعون؟
في ظل هذه المتغيرات هل انتهت الحرب على سوريا وبدأت الحرب مع سوريا وحلفائها فعلياً؟
هذه الأعمال الهجومية هل ستمر دون عواقب تتحملها الولايات المتحدة ومن معها، وكيف يمكن ردعها عن تكرار ذلك؟
ما الذي يمكن أن يؤلم الإدارة الأمريكية على أرض الواقع داخليا على وجه الخصوص، لتمتنع عن هذه السياسات العدوانية التي يتضرر منها الشعب الأمريكي قبل الآخرين؟
هل سيكون هناك تصعيد جديد أم حل سياسي ؟
الصحفي السوري الأمريكي المختص بالشؤون الأمريكية ستيفن صهيوني يرى أن
"ما فعله الرئيس الأمريكي حسب الدستور الأمريكي قانوني جزئيا، لأنه في أمريكا هناك ثلاث سلطات وهي المحكمة الدستورية والكونغرس والرئيس، والسلطة متساوية بينهم، ولكن قرار إعلان حرب يجب أن يكون من الكونغرس كما حصل في العام 2003 في الحرب على العراق. يجب على الرئيس رفع مقترح للكونغرس وهناك يتم التصويت عليه، الرئيس ترامب خالف القانون هذه المره لأنه حشد قوة من عدة دول من أجل شن هذا العدوان، وبالأساس حشد قوة من عدة دول يعتبر إعلان حرب وليس ضربه صغيرة، وفي حال لو أردا ترامب التوسع بهذه العملية هنا، فإنه سيضطر إلى أخذ موافقه الكونغرس الأمريكي. يحق للرئيس الأمريكي شن ضربه هنا أو غاره هناك إذا رأى أنها تهدد الأمن القومي الأمريكي.
نتذكر جميعا أن العام الماضي حصل الشيء ذاته وهو ضرب مطار الشعيرات، ولكن كانت واشنطن وحدها أما اليوم كان عدوانا ثلاثيا وبمساندة استخباراتيه من العدو الإسرائيلي وتمويل سعودي هذه لم تعد ضربه أو غاره بل تسمى حرباً، وهذا ما تسبب باستياء كبير بين أعضاء الكونغرس الأمريكي لأن الرئيس لم يأخذ الموافقة منهم".
وحول حقيقة الهدف من هذه الضربة التي شنها الرئيس الأمريكي يقول صهيوني:
الرئيس الأمريكي أراد تحقيق عدة أهداف من هذه الضربة أهمها:
أولاً:
تشتيت الأنظار عن الأزمات التي تعيشها الإدارة الأمريكية، وعن الهجوم الكبير الذي يشن ضد الرئيس الأمريكي حول فضائحه الجنسية وقضايا الفساد بحقه و بحق صهره، الآن ترامب يواجه أزمات كبيره داخليه، وفي حال إثبات تهم الفساد والفضائح بحقه فقد يتم عزله من الرئاسة، لهذا السبب يريد خلق إنتصار وهمي خارجي لتغطية كل أفعاله وهو فشل كبير أيضاً".
الهدف الثاني:
"أراد الرئيس الأمريكي الضغط على الحكومتين الروسية والسورية من أجل الجلوس على طاولة الحوار بشروط واشنطن وتعويض الخسارات التي لحقت بعملاء أمريكا في الغوطة الشرقية وحلب وعدد من المناطق في سوريا فقرر شن ضربه لحفظ ماء وجهه، ولكن انقلب السحر على الساحر وتم إفشال الضربة من قبل الدفاعات الجوية السورية".
وأردف صهيوني:
هناك هدف آخر الضغوط التي شنت عليه من قبل اللوبيات الصهيونية و الخليجية في الولايات المتحدة الأمريكية لشن هذه الضربة والضغوطات من قبل المملكة العربية السعودية، بعد أن سيطر الجيش السوري على 85 بالمئة من الغوطة الشرقية، ولهذا ضغط محمد بن سلمان على ترامب وعرض أن يمول الضربة فقط من أجل وقف تقدم الجيش السوري، ولكن الجيش والقيادة السورية لم ترد على كل التهديدات الأمريكية أو السعودية، ولهذا السبب تم شن الضربة من أجل حفظ ماء الوجه ومن أجل دعم المسلحين على الأرض".
:وحول التشبث باستخدام ذريعة الكيميائي يقول صهيون
"لأنها الذريعة الوحيدة تقريباً التي يمكن لواشنطن استخدامها للضغط على المجتمع الدولي وشن هجمات كما تشاء ومحاولة ابتزاز واستجرار استعطافهم، وإذا لاحظنا أن كل مره يتقدم الجيش السوري ويبسط سيطرته على منطقه جديده يستخدمون هذه الذريعة من أجل تعويض خسائرهم.
وفي كل مرة يتم استخدام ما يسمى القبعات البيض من أجل هذه المسرحية وهم بالحقيقة الإرهابيين نفسهم ولكن عندما يريدون تصوير شيء يلبسون هذا اللباس ويمثلون أنهم يساعدون الناس، وهناك الكثير من الفيديوهات التي تدل على كذب ونفاق هذه المجموعة وحقيقة ما حصل في دوما أصلاً".
:وختم صهيوني حديثه بالقول
"لن يكون هناك تصعيد، لأن التصعيد ليس من مصلحة أحد، وأي تصعيد قد يتسبب بإندلاع حرب عالمية ثالثة بين واشنطن وموسكو، الأمر سينتهي عند هذه الضربة، والآن الكلام لطاولة الحوار، الطرف الأقوى اليوم هو روسيا وسوريا لأنهما نجحوا بإفشال العدوان الثلاثي على سوريا، ولأن الحكومة السورية باتت تسيطر على أكثر من 85 بالمئة من مساحة سوريا ككل ".
المصدر :
نواف إبراهيم- سبوتنيك
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة