لا أعتقد أن أحداً من العباد يهمه البرامج الإصلاحية والرؤى التي يسمعها ليل نهار , وما ترمي إليه من أهداف تسعى وتعمل الأجهزة المختصة على بلورتها واقعاً على أرض الواقع , وأيضا لا يهم المواطن تفلسف المختصين والسادة الاقتصاديين وبعض الساسة المسؤولين عن التضخم ومقاديره ومعاييره, ولا عن مدى انعكاسات وتذبذبات أسعار الصرف تجاه العملات الأجنبية, وأخبار الليرة السورية التي تحسنت مستوياتها , لكن كل هذه المؤشرات إذا لم تنعكس تحسنا سعرياً ..فلا..!

كثيرة هي المشجعات والأفكار الصادرة عن الإدارات الرسمية ومايتفوه به بعض مسؤولينا, إلا أن صداها مع الأسف لا يتعدى حدود الورق المطبوع عليه, والنتائج لم تظهر بعد, فالناس تهمهم لقمة العيش والحياة الكريمة بدخل يسد ليس متطلبات الحياة كلها بل  أشد الضروريات ..

لا شك في أن هناك قنوات دعم تؤديها الحكومة عبر طرائق مباشرة وأخرى غير مباشرة ,من خلال تنفيذ مشروعات ذات مرام بعيدة ستنعكس إيجاباً على دخول ومعيشة المواطن, وهذا الشأن يحتاج ربما سنوات حتى يتلمس ذاك المواطن «المعتّر» أثره.. فالمسؤولية كبيرة ويجب ألاّ يتم اختزال ذلك فقط والاكتفاء بدعم قليل بجوانب صحية أو تعليمية شاب بعض إجراءاتها المتبعة الكثير من الشوائب في وقت يلزمها نسف من جذورها واستبدالها بخطوات تحقق العدالة للجميع.

ماينقصنا حقيقة ,تلك البيئة الصحية المحفزة التي تحفز أي مواطن ليكون قادراً على الإبداع والعمل وهنا تكون مسؤولية الوزارات وأجهزتها من خلال تأمين جبهات عمل مشتركة مع كل الجهات سواء أكانت خاصة أم تعاونية , تركز على مشاريع سريعة الإنتاج وانعكاسها تنموي يؤمن فرص عمل لعلها تخرج المواطن من دائرة الفقر , فما أكثر أعداد الخريجين من جامعاتنا سنوياً, همهم فقط انتظار إعلان مسابقة هنا أو هناك ليتقاطروا مسرعين وقد لا يظفرون بأي فرصة..!

لدينا جوانب متنوعة تحتاج إعادة برمجة ومن أهمها قطاع التعليم بأن يتم تعزيز المتخرج على إتقان جوانب صناعة لو كانت فردية, مع دعم حقيقي من الجهات الممولة بوسائل سهلة, قد تسهل الطريق أمام وسائل إنتاجية فردية.. فإلى متى سيبقى المواطن حالماً ويتفكر ويأمل ويلمس بأن المؤسسات تسعى بكل ماتملك لإسعاده وتوفير كل احتياجاته وتقلل من تكاليفها.. يبدو حلماً وربما كابوساً ثقيلاً… !!

  • فريق ماسة
  • 2018-04-15
  • 14715
  • من الأرشيف

فلسفة لا تسدّ الجوع ..!

لا أعتقد أن أحداً من العباد يهمه البرامج الإصلاحية والرؤى التي يسمعها ليل نهار , وما ترمي إليه من أهداف تسعى وتعمل الأجهزة المختصة على بلورتها واقعاً على أرض الواقع , وأيضا لا يهم المواطن تفلسف المختصين والسادة الاقتصاديين وبعض الساسة المسؤولين عن التضخم ومقاديره ومعاييره, ولا عن مدى انعكاسات وتذبذبات أسعار الصرف تجاه العملات الأجنبية, وأخبار الليرة السورية التي تحسنت مستوياتها , لكن كل هذه المؤشرات إذا لم تنعكس تحسنا سعرياً ..فلا..! كثيرة هي المشجعات والأفكار الصادرة عن الإدارات الرسمية ومايتفوه به بعض مسؤولينا, إلا أن صداها مع الأسف لا يتعدى حدود الورق المطبوع عليه, والنتائج لم تظهر بعد, فالناس تهمهم لقمة العيش والحياة الكريمة بدخل يسد ليس متطلبات الحياة كلها بل  أشد الضروريات .. لا شك في أن هناك قنوات دعم تؤديها الحكومة عبر طرائق مباشرة وأخرى غير مباشرة ,من خلال تنفيذ مشروعات ذات مرام بعيدة ستنعكس إيجاباً على دخول ومعيشة المواطن, وهذا الشأن يحتاج ربما سنوات حتى يتلمس ذاك المواطن «المعتّر» أثره.. فالمسؤولية كبيرة ويجب ألاّ يتم اختزال ذلك فقط والاكتفاء بدعم قليل بجوانب صحية أو تعليمية شاب بعض إجراءاتها المتبعة الكثير من الشوائب في وقت يلزمها نسف من جذورها واستبدالها بخطوات تحقق العدالة للجميع. ماينقصنا حقيقة ,تلك البيئة الصحية المحفزة التي تحفز أي مواطن ليكون قادراً على الإبداع والعمل وهنا تكون مسؤولية الوزارات وأجهزتها من خلال تأمين جبهات عمل مشتركة مع كل الجهات سواء أكانت خاصة أم تعاونية , تركز على مشاريع سريعة الإنتاج وانعكاسها تنموي يؤمن فرص عمل لعلها تخرج المواطن من دائرة الفقر , فما أكثر أعداد الخريجين من جامعاتنا سنوياً, همهم فقط انتظار إعلان مسابقة هنا أو هناك ليتقاطروا مسرعين وقد لا يظفرون بأي فرصة..! لدينا جوانب متنوعة تحتاج إعادة برمجة ومن أهمها قطاع التعليم بأن يتم تعزيز المتخرج على إتقان جوانب صناعة لو كانت فردية, مع دعم حقيقي من الجهات الممولة بوسائل سهلة, قد تسهل الطريق أمام وسائل إنتاجية فردية.. فإلى متى سيبقى المواطن حالماً ويتفكر ويأمل ويلمس بأن المؤسسات تسعى بكل ماتملك لإسعاده وتوفير كل احتياجاته وتقلل من تكاليفها.. يبدو حلماً وربما كابوساً ثقيلاً… !!

المصدر : تشرين/ هني الحمدان


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة