معركة أرياف حماة وحلب على طريق الحسم النهائي، وهذا ما سينعكس تسريعاً للعملية العسكرية التي ينفذها الجيش السوري وحلفاؤه في ريف إدلب والتقدّم نحو المدينة. والواضح من سير العمليات في تلك المناطق، أنّ الجيش السوري يضع كلّ الاحتمالات، بما في ذلك التعامل بالنار مع أيّ قوات أجنبية، لا سيما التركية منها.

إمساك الجيش السوري وحلفائه بزمام الأمور والمبادرة، والقدرة على الحسم، يقابله عجز القوات التركية والمجموعات الإرهابية التي تحت إمرتها، عن تحقيق أيّ تقدّم يُذكر باتجاه منطقة عفرين، رغم حجم التحشيد والقصف الوحشي، وهذه المشهدية إنجازات الجيش السوري وعجز المجموعات الإرهابية ورعاتهم يضع الدول الراعية للإرهاب أمام تحدٍّ صعب يُسقط من يدها أهدافاً وضعتها. ولهذا السبب رفع رعاة الإرهاب سقف الاتهامات ضدّ سورية بزعم أنها تستخدم الأسلحة الكيميائية. وهو اتهام ترفضه روسيا، لأنّ سورية تخلصت من هذا السلاح بموجب اتفاق روسي ـ أميركي وبشهادة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

هنا يتضح أنّ الاتهامات التي تسوقها الولايات المتحدة وحلفاؤها ضدّ سورية، تهدف إلى رسم خطوط حمراء أمام الجيش السوري تحول دون تقدّمه وحسم معاركه، لأنه في اللحظة التي يحسم فيها الجيش معاركه في مناطق الشمال السوري تسقط أهداف الحرب العدوانية على سورية سقوطاً مدوّياً. وهذه كأس مرة تحاول واشنطن وحلفاؤها عدم تجرّعها من خلال رفع وتيرة التصعيد وحشد المؤسسات الدولية التي هي غبّ الطلب الأميركي. وفي حال لم يحقق التصعيد أهدافه، ليس مستبعداً أن تعمد الولايات المتحدة إلى تنفيذ أعمال عدوانية، وأن يحصل احتكاك مع حلفاء سورية. وتحديداً الروس، خصوصاً بعد أن تمّ إسقاط طائرة روسية فوق إدلب بصاروخ لا يزال «مجهول الهوية»، حتى يقرّر الروس كشف هوية أصحابه.

الولايات المتحدة التي فقدت أوراقاً كثيرة، في الميدان وفي السياسة، وقبل أن تجد نفسها في مواجهة مباشرة على الأرض السورية، فإنها ستواصل التصعيد «كيميائياً»، ومن خلال حليفتها «إسرائيل» التي قصفت أمس مواقع سورية تزامناً مع قصف نفذته المجموعات الإرهابية ضدّ المدنيين، غير أنّ كلّ هذا لن يحقق لواشنطن هدفها بفرملة تقدّم الجيش السوري وحلفائه، ولن يفيدها في استصدار قرار دولي يدين سورية على أساس تهم باطلة ترفضها روسيا.

من المهمّ التوقف ملياً عند كلام وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف أمس ، حيث أشار إلى أنّ الأميركيين «يسيرون نحو تقسيم سورية»…!

وإذا صحّ أنّ واشنطن تصعّد للوصول إلى فرض أمر واقع تقسيمي في المناطق التي تسيطر عليها، فهذا يؤكد بأنّ الهجوم التركي على عفرين منسّق بالكامل مع واشنطن وللهدف التقسيمي ذاته، وأنّ ما يظهر من تباينات بين الأميركيين والأتراك لا يفسد في الآلية علاقة استراتيجية.

على أية حال، واشنطن ليست اللاعب الوحيد حتى تفرض مشيئتها، فحلف الإرهاب بكلّ دوله ومجموعاته لم يستطع إسقاط الدولة السورية، ولنقرأ جيداً الواقع الميداني وقدرات محور المقاومة ونشره منظومات صاروخية في الشمال السوري لتغطية تقدّم الجيش السوري نحو الأهداف التي قرّر الوصول إليها.

  • فريق ماسة
  • 2018-02-07
  • 13994
  • من الأرشيف

قرار الحسم في الشمال السوري.. التعامل بالنار مع أيّ قوات أجنبية

معركة أرياف حماة وحلب على طريق الحسم النهائي، وهذا ما سينعكس تسريعاً للعملية العسكرية التي ينفذها الجيش السوري وحلفاؤه في ريف إدلب والتقدّم نحو المدينة. والواضح من سير العمليات في تلك المناطق، أنّ الجيش السوري يضع كلّ الاحتمالات، بما في ذلك التعامل بالنار مع أيّ قوات أجنبية، لا سيما التركية منها. إمساك الجيش السوري وحلفائه بزمام الأمور والمبادرة، والقدرة على الحسم، يقابله عجز القوات التركية والمجموعات الإرهابية التي تحت إمرتها، عن تحقيق أيّ تقدّم يُذكر باتجاه منطقة عفرين، رغم حجم التحشيد والقصف الوحشي، وهذه المشهدية إنجازات الجيش السوري وعجز المجموعات الإرهابية ورعاتهم يضع الدول الراعية للإرهاب أمام تحدٍّ صعب يُسقط من يدها أهدافاً وضعتها. ولهذا السبب رفع رعاة الإرهاب سقف الاتهامات ضدّ سورية بزعم أنها تستخدم الأسلحة الكيميائية. وهو اتهام ترفضه روسيا، لأنّ سورية تخلصت من هذا السلاح بموجب اتفاق روسي ـ أميركي وبشهادة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. هنا يتضح أنّ الاتهامات التي تسوقها الولايات المتحدة وحلفاؤها ضدّ سورية، تهدف إلى رسم خطوط حمراء أمام الجيش السوري تحول دون تقدّمه وحسم معاركه، لأنه في اللحظة التي يحسم فيها الجيش معاركه في مناطق الشمال السوري تسقط أهداف الحرب العدوانية على سورية سقوطاً مدوّياً. وهذه كأس مرة تحاول واشنطن وحلفاؤها عدم تجرّعها من خلال رفع وتيرة التصعيد وحشد المؤسسات الدولية التي هي غبّ الطلب الأميركي. وفي حال لم يحقق التصعيد أهدافه، ليس مستبعداً أن تعمد الولايات المتحدة إلى تنفيذ أعمال عدوانية، وأن يحصل احتكاك مع حلفاء سورية. وتحديداً الروس، خصوصاً بعد أن تمّ إسقاط طائرة روسية فوق إدلب بصاروخ لا يزال «مجهول الهوية»، حتى يقرّر الروس كشف هوية أصحابه. الولايات المتحدة التي فقدت أوراقاً كثيرة، في الميدان وفي السياسة، وقبل أن تجد نفسها في مواجهة مباشرة على الأرض السورية، فإنها ستواصل التصعيد «كيميائياً»، ومن خلال حليفتها «إسرائيل» التي قصفت أمس مواقع سورية تزامناً مع قصف نفذته المجموعات الإرهابية ضدّ المدنيين، غير أنّ كلّ هذا لن يحقق لواشنطن هدفها بفرملة تقدّم الجيش السوري وحلفائه، ولن يفيدها في استصدار قرار دولي يدين سورية على أساس تهم باطلة ترفضها روسيا. من المهمّ التوقف ملياً عند كلام وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف أمس ، حيث أشار إلى أنّ الأميركيين «يسيرون نحو تقسيم سورية»…! وإذا صحّ أنّ واشنطن تصعّد للوصول إلى فرض أمر واقع تقسيمي في المناطق التي تسيطر عليها، فهذا يؤكد بأنّ الهجوم التركي على عفرين منسّق بالكامل مع واشنطن وللهدف التقسيمي ذاته، وأنّ ما يظهر من تباينات بين الأميركيين والأتراك لا يفسد في الآلية علاقة استراتيجية. على أية حال، واشنطن ليست اللاعب الوحيد حتى تفرض مشيئتها، فحلف الإرهاب بكلّ دوله ومجموعاته لم يستطع إسقاط الدولة السورية، ولنقرأ جيداً الواقع الميداني وقدرات محور المقاومة ونشره منظومات صاروخية في الشمال السوري لتغطية تقدّم الجيش السوري نحو الأهداف التي قرّر الوصول إليها.

المصدر : البناء / معن حمية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة