اصطدم «تيار المستقبل» في بلدة القلمون بجدار من الرفض حال دون قدرته على إقامة الندوة الحوارية التي كانت مقررة أمس في مكتبه في البلدة تحت عنوان: «لبنان اولاً»، بعدما عجز مسؤولوه عن إقناع المعترضين من الأهالي بمشاركة شخصية تمثل «القوات اللبنانية»، ما اضطره إلى إلغاء الندوة التي كان من المفترض أن يتحدث فيها كل من منسق «التيار» في طرابلس الدكتور مصطفى علوش، وأمين السر العام في «القوات اللبنانية» في الشمال العميد وهبي قاطيشا، علماً بأن مصادر «المستقبل» وضعت الأمر في خانة «ارتباط المشاركين بلقاء البريستول».

وأياً تكن التبريرات، فقد تعرض «التيار» لصفعة كبيرة في مكان يعتبره معقلاً له وخزاناً انتخابياً، خصوصاً ان البلدة كانت استضافت في العام 2005 النائب انطوان زهرا الذي زارها برفقة رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، حينما كانت ضمن دائرة انتخابية واحدة مع طرابلس والبترون والكورة وزغرتا.

«لكن الأمس لا يشبه اليوم»، عبارة يردّدها المعترضون، وتلخّص المتغيرات السياسية التي شهدتها البلدة في الآونة الاخيرة، التي أفرزت موازين قوى جديدة على الأرض بات من الصعب تجاهلها أو تخطيها تحت أي شعار، وهو ما تكرّس في محطات عدة، أبرزها اللقاء الشعبي الذي أعد لرئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي خلال زيارته طرابلس اواخر الشهر الماضي، ما يجعل من أي محاولة لمصادرة قرار البلدة أمرا صعبا، وهو ما استشرفه «المستقبل» أمس بعدما فشل في تسويق أحد أركان 14 اذار فيها.

وكان «تيار المستقبل»، في إطار اللقاءات والندوات التي ينظمها استعداداً لاحياء ذكرى 14 اذار، قد قام بنشر ملصقات على أبواب المحال التجارية والمقاهي في القلمون، تدعو الأهالي إلى المشاركة في الندوة الحوارية، إلا أن وجود اسم «القوات اللبنانية» أثار موجة من الاستنكار في صفوف عدد كبير من أبناء البلدة الذين سارعوا، بحسب المعلومات، إلى مراجعة مسؤول مكتب «التيار» في البلدة لابلاغه رفضهم المطلق حضور ممثل «القوات» الى القلمون التي «لن ينسى أهلها ممارساتها معهم خلال الحرب الأليمة».

وتضيف المعلومات ان الأهالي أسمعوا مسؤول «تيار المستقبل» في القلمون كلاماً قاسياً مفاده «أن أي ممثل للقوات اللبنانية غير مرغوب فيه وغير مرحّب به في البلدة»، وطلبوا منه اختيار أسماء أخرى لا تشكل حساسية لأي طرف، رافضين أن تدخل «القوات» الى القلمون تحت غطاء سياسي يؤمنه «المستقبل».

وصدر بيان باسم «شباب القلمون» أعلنوا فيه رفضهم مشاركة ممثل عن «القوات اللبنانية» في القاء محاضرة تحت أي عنوان. وأوضح البيان «أن شباب القلمون قاموا بعفوية بتمزيق اللافتات التي دعت إلى حضور الندوة، على الرغم من إصرار منسق تيار المستقبل مصطفى علوش على إقامتها، وذلك من خلال تجنيبهم البلدة دخول أي عنصر مسعّر للفتنة الطائفية والمذهبية، على اعتبار أن منطقة القلمون كانت ولا تزال عنوانا للعيش المشترك لجميع الطوائف».

وأوضح البيان «أن شباب القلمون يرفضون أن تُحسب بلدتهم على فئة سياسية ما، وأن ترفع أعلام «القوات اللبنانية» فيها، ورئيسها هو قاتل الرئيس الشهيد رشيد كرامي». وأصدرت اللجان الأهلية في طرابلس بياناً استنكرت فيه محاولة «تيار المستقبل» إدخال القوات الى هذه البلدة العروبية الوادعة تحت ستار «الانتصار لدماء شهداء لبنان». 

  • فريق ماسة
  • 2011-03-10
  • 9074
  • من الأرشيف

صدمة لتيار المستقبل...أهالي القلمون يمنعون مصطفى علوش من القاء محاضرة بمشاركة نائب للقوات

اصطدم «تيار المستقبل» في بلدة القلمون بجدار من الرفض حال دون قدرته على إقامة الندوة الحوارية التي كانت مقررة أمس في مكتبه في البلدة تحت عنوان: «لبنان اولاً»، بعدما عجز مسؤولوه عن إقناع المعترضين من الأهالي بمشاركة شخصية تمثل «القوات اللبنانية»، ما اضطره إلى إلغاء الندوة التي كان من المفترض أن يتحدث فيها كل من منسق «التيار» في طرابلس الدكتور مصطفى علوش، وأمين السر العام في «القوات اللبنانية» في الشمال العميد وهبي قاطيشا، علماً بأن مصادر «المستقبل» وضعت الأمر في خانة «ارتباط المشاركين بلقاء البريستول». وأياً تكن التبريرات، فقد تعرض «التيار» لصفعة كبيرة في مكان يعتبره معقلاً له وخزاناً انتخابياً، خصوصاً ان البلدة كانت استضافت في العام 2005 النائب انطوان زهرا الذي زارها برفقة رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، حينما كانت ضمن دائرة انتخابية واحدة مع طرابلس والبترون والكورة وزغرتا. «لكن الأمس لا يشبه اليوم»، عبارة يردّدها المعترضون، وتلخّص المتغيرات السياسية التي شهدتها البلدة في الآونة الاخيرة، التي أفرزت موازين قوى جديدة على الأرض بات من الصعب تجاهلها أو تخطيها تحت أي شعار، وهو ما تكرّس في محطات عدة، أبرزها اللقاء الشعبي الذي أعد لرئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي خلال زيارته طرابلس اواخر الشهر الماضي، ما يجعل من أي محاولة لمصادرة قرار البلدة أمرا صعبا، وهو ما استشرفه «المستقبل» أمس بعدما فشل في تسويق أحد أركان 14 اذار فيها. وكان «تيار المستقبل»، في إطار اللقاءات والندوات التي ينظمها استعداداً لاحياء ذكرى 14 اذار، قد قام بنشر ملصقات على أبواب المحال التجارية والمقاهي في القلمون، تدعو الأهالي إلى المشاركة في الندوة الحوارية، إلا أن وجود اسم «القوات اللبنانية» أثار موجة من الاستنكار في صفوف عدد كبير من أبناء البلدة الذين سارعوا، بحسب المعلومات، إلى مراجعة مسؤول مكتب «التيار» في البلدة لابلاغه رفضهم المطلق حضور ممثل «القوات» الى القلمون التي «لن ينسى أهلها ممارساتها معهم خلال الحرب الأليمة». وتضيف المعلومات ان الأهالي أسمعوا مسؤول «تيار المستقبل» في القلمون كلاماً قاسياً مفاده «أن أي ممثل للقوات اللبنانية غير مرغوب فيه وغير مرحّب به في البلدة»، وطلبوا منه اختيار أسماء أخرى لا تشكل حساسية لأي طرف، رافضين أن تدخل «القوات» الى القلمون تحت غطاء سياسي يؤمنه «المستقبل». وصدر بيان باسم «شباب القلمون» أعلنوا فيه رفضهم مشاركة ممثل عن «القوات اللبنانية» في القاء محاضرة تحت أي عنوان. وأوضح البيان «أن شباب القلمون قاموا بعفوية بتمزيق اللافتات التي دعت إلى حضور الندوة، على الرغم من إصرار منسق تيار المستقبل مصطفى علوش على إقامتها، وذلك من خلال تجنيبهم البلدة دخول أي عنصر مسعّر للفتنة الطائفية والمذهبية، على اعتبار أن منطقة القلمون كانت ولا تزال عنوانا للعيش المشترك لجميع الطوائف». وأوضح البيان «أن شباب القلمون يرفضون أن تُحسب بلدتهم على فئة سياسية ما، وأن ترفع أعلام «القوات اللبنانية» فيها، ورئيسها هو قاتل الرئيس الشهيد رشيد كرامي». وأصدرت اللجان الأهلية في طرابلس بياناً استنكرت فيه محاولة «تيار المستقبل» إدخال القوات الى هذه البلدة العروبية الوادعة تحت ستار «الانتصار لدماء شهداء لبنان». 

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة