أكد سياسيون وخبراء استراتيجيون أن إعلان الرئيس الفلسطينى، محمود عباس، انسحاب أمريكا من عملية السلام عقب قرار رئيسها دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده إليها، لا يعنى دخول روسيا بديلًا للدور الأمريكى، وفقاً للزيارات الجارية للرئيسين الروسى والفلسطينى لمصر، التى تلعب دوراً كبيراً طوال تاريخها تجاه القضية الفلسطينية.

وقالت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، والمتخصصة فى الشأن الروسى إن الدور الروسى لن يكون بديلاً عن الدور الأمريكى فى عملية السلام، لكن ربما يكون شريكاً له فى ظل التطورات الأخيرة.

وأوضحت «الشيخ»، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، فى تصريحات لـموقع «الوفد»، أن الدور الروسى سيكون شريكًا أساسيًا فى عملية السلام، مرجعة احتمالية لعب روسيا هذا الدور إلى فقدان الثقة من قبل الفلسطينيين تجاه الإدارة الأمريكية بعد قرار «ترامب».

وعن إمكانية العناد الأمريكى حال لعب روسيا هذا الدور، قالت أستاذ العلوم السياسية «(ترامب) ليس لديه أية حساسية تجاه الروس و(بوتين) والمؤسسات الأمريكية غالباً ما تتدخل، لكن فى هذا الشأن، الأمر بيد (ترامب)».

وقال اللواء دكتور محمود خلف، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا والخبير الاستراتيجى، إن الحديث عن وجود دور روسى بديل للدور الأمريكى فى عملية السلام هو أمر لا يقبله الواقع، مشدداً على أن القضية الفلسطينية هى قضية عالمية لا تتعلق بدور دولة أو دولتين كما يتخيل البعض.

وذكر اللواء «خلف»، فى حديثه لـ«الوفد»، أن القضية الفلسطينية تحتاج إلى ضغط دولى مع موقف عربى، قائلاً «بغض النظر عن القوى الفاعلة، فإن الأمر يتطلب جهوداً دولية وموقفًا عربيًا قويًا يكون بداية للحل دون إلقاء الأمر على دولة معينة».

وعن الموقف المصرى تحديداً من القضية، قال اللواء «خلف» إن مصر تعمل من أجل القضية الفلسطينية طوال تاريخها، مشيراً إلى أن مصر ملتزمة مع الجميع بعلاقات وطيدة دون تغول طرف على الآخر، قائلاً «مصر لها توازن مع كل القوى، ولها التزامات مع العالم بأسره».

وقال الدكتور محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إن الدور الروسى لن يكون بديلاً للدور الأمريكى فى القضية، واصفاً تصريحات الرئيس الفلسطينى، محمود عباس «أبومازن»، بشأن انسحاب أمريكا، بأنه «إعلان استغناء وليس إعلان انسحاب».

وذكر أستاذ العلوم السياسية فى حديثه لـ«الوفد» إن الدور الأمريكى لم يكن وسيطاً ولا نزيهاً فى القضية الفلسطينية، قائلاً «أمريكا ليست وسيطاً لأنها طرف أساسى فى الأزمة وليست نزيهة لأن لها أطماعًا وأغراضًا، وأنا مندهش من تصديق (أبومازن) للأمريكان فى هذا الأمر».

وأضاف «حسين» أن الموقف العربى القوى هو البديل وليس أى طرف آخر، مشيراً إلى أن أمريكا أو روسيا لن تضغط على إسرائيل فى أى شىء لكى تعود الأمور إلى نصابها ما دام لا يوجد موقف عربى موحد وفعال يجبر المجتمع الدولى على التدخل كله وليس عبر دولة أو دولتين لحل الأزمة.

  • فريق ماسة
  • 2017-12-12
  • 8369
  • من الأرشيف

هل تلعب روسيا الدور البديل لأمريكا في عملية السلام؟!!

أكد سياسيون وخبراء استراتيجيون أن إعلان الرئيس الفلسطينى، محمود عباس، انسحاب أمريكا من عملية السلام عقب قرار رئيسها دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده إليها، لا يعنى دخول روسيا بديلًا للدور الأمريكى، وفقاً للزيارات الجارية للرئيسين الروسى والفلسطينى لمصر، التى تلعب دوراً كبيراً طوال تاريخها تجاه القضية الفلسطينية. وقالت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، والمتخصصة فى الشأن الروسى إن الدور الروسى لن يكون بديلاً عن الدور الأمريكى فى عملية السلام، لكن ربما يكون شريكاً له فى ظل التطورات الأخيرة. وأوضحت «الشيخ»، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، فى تصريحات لـموقع «الوفد»، أن الدور الروسى سيكون شريكًا أساسيًا فى عملية السلام، مرجعة احتمالية لعب روسيا هذا الدور إلى فقدان الثقة من قبل الفلسطينيين تجاه الإدارة الأمريكية بعد قرار «ترامب». وعن إمكانية العناد الأمريكى حال لعب روسيا هذا الدور، قالت أستاذ العلوم السياسية «(ترامب) ليس لديه أية حساسية تجاه الروس و(بوتين) والمؤسسات الأمريكية غالباً ما تتدخل، لكن فى هذا الشأن، الأمر بيد (ترامب)». وقال اللواء دكتور محمود خلف، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا والخبير الاستراتيجى، إن الحديث عن وجود دور روسى بديل للدور الأمريكى فى عملية السلام هو أمر لا يقبله الواقع، مشدداً على أن القضية الفلسطينية هى قضية عالمية لا تتعلق بدور دولة أو دولتين كما يتخيل البعض. وذكر اللواء «خلف»، فى حديثه لـ«الوفد»، أن القضية الفلسطينية تحتاج إلى ضغط دولى مع موقف عربى، قائلاً «بغض النظر عن القوى الفاعلة، فإن الأمر يتطلب جهوداً دولية وموقفًا عربيًا قويًا يكون بداية للحل دون إلقاء الأمر على دولة معينة». وعن الموقف المصرى تحديداً من القضية، قال اللواء «خلف» إن مصر تعمل من أجل القضية الفلسطينية طوال تاريخها، مشيراً إلى أن مصر ملتزمة مع الجميع بعلاقات وطيدة دون تغول طرف على الآخر، قائلاً «مصر لها توازن مع كل القوى، ولها التزامات مع العالم بأسره». وقال الدكتور محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إن الدور الروسى لن يكون بديلاً للدور الأمريكى فى القضية، واصفاً تصريحات الرئيس الفلسطينى، محمود عباس «أبومازن»، بشأن انسحاب أمريكا، بأنه «إعلان استغناء وليس إعلان انسحاب». وذكر أستاذ العلوم السياسية فى حديثه لـ«الوفد» إن الدور الأمريكى لم يكن وسيطاً ولا نزيهاً فى القضية الفلسطينية، قائلاً «أمريكا ليست وسيطاً لأنها طرف أساسى فى الأزمة وليست نزيهة لأن لها أطماعًا وأغراضًا، وأنا مندهش من تصديق (أبومازن) للأمريكان فى هذا الأمر». وأضاف «حسين» أن الموقف العربى القوى هو البديل وليس أى طرف آخر، مشيراً إلى أن أمريكا أو روسيا لن تضغط على إسرائيل فى أى شىء لكى تعود الأمور إلى نصابها ما دام لا يوجد موقف عربى موحد وفعال يجبر المجتمع الدولى على التدخل كله وليس عبر دولة أو دولتين لحل الأزمة.

المصدر : الماسة السورية/ الوفد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة