دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
الوصول إلى الميادين أبعد من عملية عسكرية. المدينة إذا ما استعادها الجيش والحلفاء ستؤدي إلى انهيار داعش في كامل حوض الفرات وصولاً إلى البوكمال الحدودية مع العراق وفقدانه لأبرز معاقله السورية بعد الرقة التي لم يتبقَ له فيها سوى 2 كم2 يقاتل فيها الفصائل الكردية المدعومة أميركياً.
استفاد الجيش وحلفاؤه من الخلافات الكبيرة والاقتتال في صفوف مسلحي "داعش" المحليين والأجانب
لم يتبقَّ في طرق إمداد الجيش السوري وحلفائه في محور المقاومة إلى مدينة الميادين ما يذكر بشيء من وجود داعش؛ المدينة التي دخلها التنظيم قبل عامين وجعلها أكبر معاقله في ريف دير الزور الشرقي ومعبراً لمقاتليه بين سوريا والعراق، وصلها الجيش والحلفاء بعد سلسلة معارك استعادا فيها كامل المناطق المحيطة، وأمّنا الطريق الواصل من السخنة في قلب سوريا إلى دير الزور. وبعد إكمال مسار ثابت من العمليات بدأت من ريف حمص الشرقي وصولاً إلى البادية بموازاة عمليات عسكرية، أنهت "داعش" في ريف حماة الشرقي.
تقدم الجيش تدريجياً طيلة شهر، داخل منطقة وصل إليها بعد أربعة أعوام من خروجها عن السيطرة، فالسرعة التي تقدمت خلالها وحدات الجيش بإسناد جوي روسي في الأسبوع الأخير واختراقها مواقع حصينة، عكست الإجهاد المعنوي الذي أصاب "داعش"بعد هزائمه المتكررة وتراجع قدرته على الحشد والقتال بسبب استنزافه في معارك البادية ووسط سوريا.
ولإكمال الطوق حول المدينة تحركت القوات من عدة محاور، من جبل الثردة جنوب دير الزور والمحيطة بمطارها العسكري وعبر طريق دير الزور – الميادين، وسيطرت على أكثر من 25 كم من محيط الطريق الصحراوي لحماية ظهير القوات وتأمين طريق إمداد الجيش من أجل اقتحام المدينة، وعزل التنظيم عن قواعده في الموحسن والبوليل والزباري في جيب يمتد لـ 40 كم على سرير نهر الفرات.
استفاد الجيش وحلفاؤه من الخلافات الكبيرة والاقتتال في صفوف مسلحي "داعش" المحليين والأجانب، الخلاف والإقتتال عرقل إمداد المقاتلين في الميادين وأدى إلى تسريع تقدم الجيش إليها مع انهيار هذه المجموعات التي تقاتل الجيش وتقتتل فيما بينها.
"داعش" السوري لم يتلق ضربات كثيرة في الأشهر الأخيرة. واتهامات وزير الخارجية السوري لواشنطن بأنها تسعى لتدمير كل شيء باستثناء داعش في سوريا. والتسريبات التي كشفتها وزارة الدفاع الروسية والتي تتحدث عن تأمين تسلل عناصر من "داعش" لإغلاق طريق دمشق –دير الزور من مناطق تسيطر عليها فصائل واشنطن، تشير إلى أن واشنطن تريد الإبقاء على حشد للتنظيم الإرهابي في سوريا في منطقة لا تريد واشنطن لدمشق وحلفائها الوصول إليها على مقربة من الحدود العراقية.
الأمريكيون ذهبوا إلى حد تقديم العون "لداعش" (الذي سلم أغلب مناطقه شرق دير الزور للفصائل الكردية) بالسماح لعناصره بالتسرب إلى مناطق قريبة من مناطق سيطرة الجيش والحلفاء لتفريغ عبور شرق الفرات من مضمونه الاستراتيجي.
الوصول إلى الميادين أبعد من عملية عسكرية. المدينة إذا ما استعادها الجيش والحلفاء ستؤدي إلى انهيار داعش في كامل حوض الفرات وصولاً إلى البوكمال الحدودية مع العراق وفقدانه لأبرز معاقله السورية بعد الرقة التي لم يتبقَ له فيها سوى 2 كم2 يقاتل فيها الفصائل الكردية المدعومة أميركياً.
وأحبط الاستراتيجية الأمريكية التي راهنت على منع الجيش والحلفاء من الوصول إلى شرق سوريا خزان النفط الأساسي والإبقاء على وجوده داخل دير الزور التي يتقدم فيها. وشارف على استعادتها كاملة من قبضة التنظيم.
المصدر :
ديمة ناصيف
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة